رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

بلاتر في حواره لـ"الوطن سبورت": حزنت على ضحايا "الدفاع الجوي".. ومصر قادرة على تنظيم المونديال

10:31 ص | الأربعاء 15 أبريل 2015
بلاتر في حواره لـ

أحد أهم الشخصيات على مستوى العالم، هو الرجل القوى فى المنظمة الأقوى كروياً على وجه الأرض، الأكثر جدلاً فى عالم الساحرة المستديرة، والأكثر نجاحاً فى الوقت ذاته، هو صاحب النفوذ الأقوى بين كل رؤساء المنظمات العالمية، يصفه معارضوه بـ"الفاسد"، ويتغنى مؤيدوه بنجاحات لم يسبق لها مثيل فى تاريخ اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم، السويسرى جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، والمرشح لفترة ولاية جديدة، ليظل فى سدة حكم كوكب الأرض كروياً، خص "الوطن سبورت" بحوار شامل، على هامش مشاركته فى الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف" التى احتضنتها القاهرة منذ أيام قليلة، تحدث خلاله عن كل القضايا المثارة حول كرة القدم فى العالم أجمع، ورؤيته للكرة المصرية بعد حادثتى بورسعيد والدفاع الجوى، وعلاقته بالمهندس هانى أبوريدة، ورؤيته لكرة القدم الأفريقية، ورده على مزاعم الفساد داخل "فيفا"، وكيفية مواجهة قضايا العنف والعنصرية، والرد على الطلب الفلسطينى بإيقاف إسرائيل، وأمور أخرى فى أول حوار صحفى للرجل مع موقع مصري منذ سنوات.

* بداية مرحباً بك فى مصر وشكراً على قبولك التحدث مع "الوطن سبورت".
- أهلاً بك وبكل المصريين.

"القاهرة من المدن العزيزة على قلبى وفى كل مرة أزورها أجد من المصريين حفاوة الاستقبال والتكريم"
* صف لنا شعورك بوجودك فى القاهرة هذه المرة؟
- سعيد للغاية للوجود فى القاهرة، خصوصاً أنها واحدة من المدن العزيزة على قلبى، ولطالما وجدت هنا أثناء مناسبات عدة، لأنها واحدة من أعرق المدن فى العالم، وحتى على مستوى كرة القدم، مصر واحدة من أعرق الدول التى تمارس اللعبة فى العالم.

* هل لديك ذكريات معينة مع مصر؟
- بالتأكيد، الكثيرون لا يعلمون أننى كنت رئيساً لبطولة كأس العالم للناشئين التى أقيمت فى مصر عام 1997، وقت أن كنت سكرتيراً عاماً للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، إبان فترة تولى جواو هافيلانج رئاسة الاتحاد الدولى لكرة القدم، وقضيت أوقاتاً رائعة، وتعاملت مع نظام على درجة عالية من الاحترافية فى هذا التوقيت، وأذكر أنها كانت بطولة ناجحة وقوية للغاية، أفرزت عدداً كبيراً من النجوم للعالم، منهم البرازيلى رونالدينيو والحارس الإسبانى إيكر كاسياس.

* هل لمست أى تغيير خلال زيارتك الحالية بعد الظروف التى مرت بها مصر فى الفترة الأخيرة؟
- على الإطلاق، نفس الحفاوة والاستقبال الرائع والتعامل الكريم، مصر هى كما هى بكل التفاصيل الرائعة، قد تكون هناك بعض المتغيرات ولكن فى المجمل استمتعت ذات الاستمتاع الذى أجده كلما جئت إلى القاهرة ووجدت فيها لأى سبب كان.

* على صعيد الكرة المصرية كيف تراها خلال السنوات الأربع الأخيرة؟
- بالتأكيد هناك تراجع واضح فى مستوى كرة القدم المصرية، ولكنها ما تزال كرة قدم من الطراز الأول، وكرة قدم عريقة قدمت وتقدم العديد من النجوم، ولكن هذا وارد فى أى دولة، ولكن ما زاد من المدة أو شكل التراجع هو عدم انتظام المسابقة المحلية فى الفترة الأخيرة وعدم استقرار الأمور بشكل كبير مادياً وجماهيرياً، ما تسبب فى ضعف الأندية، وبالتالى المسابقة، وهو ما انعكس على المنتخب المصرى الذى غاب عن الأمم الأفريقية فى النسخ الثلاث الأخيرة، بعد سنوات من السيطرة على كرة القدم فى أفريقيا.

* الحل من وجهة نظرك؟
- الحل هو القضاء على العنف، العنف فى الملاعب المصرية هو السبب فى عدم انتظام المسابقة وعدم رفع مستوى المنتخب المصرى، أذكر أنه فى قمة مستوى الكرة المصرية كان الدورى المصرى هو الأول عربياً وأفريقياً، وهو ما أدى لدخول المنتخب المصرى لقائمة العشرة الأوائل فى تصنيف "فيفا" الشهرى، وهذا لأن المسابقة كانت منتظمة بشكل كبير وبعيدة عن العنف، وهذا ما نتمنى أن تعود له الكرة المصرية فى أقرب فرصة ممكنة لأنها كرة قدم تمتلك العراقة والتقاليد.

"حزنت كثيراً على ضحايا "حب الكرة" فى "الدفاع الجوى".. ومنتخب الفراعنة لن يعود بطلاً قبل التخلص من العنف"

* جزئية مهمة للغاية، كيف استقبل الاتحاد الدولى حوادث عنف الكرة المصرية؟
- بكثير من الحزن والأسى بالتأكيد، لأن الهدف الأساسى من كرة القدم حول العالم هو المتعة، ليس العنف والقتل، بالإضافة لحالة شديدة من الاندهاش، لأن كرة القدم والملاعب المصرية المصرية من النوع "المسالم"، والجمهور المصرى غير مصنف كجمهور دموى أو عنيف، وبعد حادثة بورسعيد الأولى فى عام 2012 ظننا فى الاتحاد الدولى أن الأمر لن يتكرر على الإطلاق، ولكننا فوجئنا بتكراره مجدداً وبصورة مختلفة منذ شهور قليلة وهو ما جعل قلوبنا تعتصر ألماً على ضحايا دفعوا حياتهم حباً فى متعة كرة القدم.

* كيف يمكن القضاء على العنف؟
- باحتواء أسباب العنف، يجب التعرف على السبب الذى يدفع لحالة الصدام، ويتم حله على الفور، بالإضافة للقوانين الصارمة، التى تحد من حالات العنف التى تنشب بين الجماهير وبعضها البعض، لأن كرة القدم المصرية لن تعود لسابق عهدها إلا بالقضاء على حوادث العنف.

* وجدنا استجابة سريعة من "فيفا" لصرف تعويضات لضحايا الحادثين؟
- هذا أقل شىء يمكن أن يقدمه الاتحاد الدولى لكرة القدم لضحاياها، دائماً ما أقول إننى أتعامل مع مليارات من البشر، منهم من يعمل بكرة القدم ومنهم من يحبها، وجميعهم يقعون تحت حماية "فيفا"، لذا نعمل على كل سبل الأمن والسلامة فى ملاعب كرة القدم، وعندما تحدثت مع المهندس هانى أبوريدة حول الأمر لم أتردد فى صرف إعانات فورية لأسر الضحايا، لتقديم شىء بسيط فى مصابهم والذى أعلم جيداً أنه لن يعوضهم عنه شيئاً، ولكننا نحاول إيصال رسالة بأننا نقف بجوارهم، وبجوار كل عاشق لكرة القدم فى العالم.

* كيف ترى مستقبل الكرة المصرية؟
- أنا سعيد للغاية بعودة الاستقرار نسبياً فى الفترة الأخيرة، ومتفائل للغاية بمستقبل الكرة فى مصر خلال الفترة المقبلة، لأن مصر دائماً ما تمثل قوة كلاسيكية فى كرة القدم الأفريقية والعالمية، وهو ما يعود بالنفع على كرة القدم حول العالم، وأرى فى المستقبل القريب الكرة المصرية مثلما كانت عليه منذ سنوات قليلة.

* ما علاقتك بالمهندس هانى أبوريدة، عضو المكتب التنفيذى للاتحادين الدولى والأفريقى؟
- "أبوريدة" رجل من طراز فريد، وهو شخص ذكى ومخلص تماماً، ومحب لبلاده، ورجل حكيم، ويعمل من أجل مصلحة كرة القدم فى العالم، وبلاده، وهو صاحب صوت مسموع فى الاتحادين الدولى والأفريقى، وتربطنى به علاقة طيبة للغاية، هو وأسرته الكريمة، ويسرنى أن تكون السيدة حرمه بمثابة أختى.

* ما تقييمك لعمل الاتحاد المصرى لكرة القدم؟
- أود أن أتوجه بالشكر للاتحاد المصرى لكرة القدم، برئاسة السيد جمال علام وكل الأعضاء، على استضافة الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقى، بالإضافة لأننى أنظر بكل تقدير للمجهود الكبير الذى يقوم به الاتحاد المصرى لكرة القدم فى الفترة الأخيرة لإعادة الأمور لمسارها الصحيح والنهضة بكرة القدم المصرية مجدداً، وإعادتها لمكانتها المعروفة عنها.

* بعيداً عن مصر، كيف ترى كرة القدم الأفريقية؟
- كرة القدم فى أفريقيا لها خصوصية خاصة جداً، فهى كرة قدم جميلة، ودائماً ما تقدم العديد من النجوم الكبار الذين يصلون لأعلى المراتب فى العالم، والكرة فى أفريقيا تقدمت كثيراً فى السنوات الأخيرة، وهو ما لمسناه فى بطولات كأس العالم سواء للمنتخبات على جميع المستويات العمرية أو حتى كأس العالم للأندية.

* هل يمكن زيادة عدد مقاعد أفريقيا فى كأس العالم خلال الفترة المقبلة؟
- هذا أمر من الممكن أن تتم مناقشته فى كونجرس "فيفا" الذى سيعقد فى التاسع والعشرين من مايو المقبل، عقب إجراء الانتخابات، وأنا أرى أن أفريقيا تستحق مقعداً إضافياً لأنها دائماً ما تفرز منتخبات قوية تضيف لبطولات كأس العالم، ولكننى لا يمكننى أن أقطع وعداً بزيادة عدد مقاعد أفريقيا فى المونديال.

* متى يفوز منتخب أفريقى بكأس العالم؟
- لا أعلم بكل تأكيد، ولكن من الممكن أن يكون فى النسخة المقبلة، كرة القدم فى أفريقيا لا ينقصها أى شىء للتتويج بلقب كأس العالم، هناك منتخبات على أعلى مستوى وفرق تضم لاعبين عظماء يمكنهم المنافسة على اللقب، كل ما أود أن أقوله إن كرة القدم فى أفريقيا ليست متأخرة عن باقى العالم بخطوات عملاقة، بل إنها تتفوق فى نسبة سرعة التطور خلال السنوات الأخيرة.

* ما تقييمك للمشاركة الأفريقية فى المونديال الأخير؟
- المنتخبات الأفريقية الخمسة التى شاركت فى كأس العالم التى أقيمت فى البرازيل ظهرت بمستوى مرتفع، واثنان منها صعدا إلى دور الـ16، كما يجب ألا ننسى الجزائر التى استطاعت أن تحرج ألمانيا، بطل كأس العالم، فى دور الستة عشر للبطولة، وعموماً الكرة الأفريقية قوية كما سبق وذكرت.

"مصر قوة كلاسيكية فى كرة القدم وقادرة على تنظيم المونديال"
* هل يمكن أن تنظم أفريقيا كأس العالم مجدداً؟
- بداية كأس العالم 2010، التى أقيمت فى جنوب أفريقيا، واحدة من أعظم وأنجح بطولات كأس العالم فى التاريخ، وشعرت بـ"طعم" المونديال فى جنوب أفريقيا أفضل من أى مرة أخرى، وبالتالى أفريقيا ستنظم كأس العالم مجدداً، ولهذا نحن نسير فى مبدأ المداورة بين القارات فى تنظيم الحدث الكبير، وأفريقيا ستستضيف بطولة كأس العالم 2026 أو 2030 على أقصى تقدير.

* ما الدول التى يمكنها تنظيم البطولة فى أفريقيا؟

- العديد من الدول، لأننى كما ذكرت لك أفريقيا تتطور بشكل كبير للغاية فى الفترة الأخيرة، وبغض النظر عن جنوب أفريقيا، هناك الكثيرون بإمكانهم تنظيم الحدث الكبير مثل المغرب مثلاً، أو مصر، ونتمنى أن تستعيد مصر قدرتها على تنظيم هذه الأحداث الكبيرة لأنها فى طليعة الدول الأفريقية التى يمكنها استضافة هذا الحدث، ولأننا فى "فيفا" عندما قررنا إسناد بطولة عالمية لأفريقيا كانت مصر الأولى عندما نظمت كأس العالم للناشئين 1997.

* بمناسبة المغرب، هل أنت راضٍ عن تنظيم المغرب لنسختين من مونديال الأندية؟
- بكل تأكيد، بطولتان فى قمة النجاح، رأينا تنظيماً على أعلى مستوى،، بالإضافة لمستوى كرة قدم مرتفع للغاية، وهو ما برهن عليه فريق الرجاء ببلوغ المباراة النهائية فى نسخة 2013، بالإضافة للتنظيم الرائع للنسختين، وهذا ما أتحدث عنه، قدرة أفريقيا على تنظيم البطولات والأحداث الكروية المهمة باتت شيئاً مألوفاً، وطبيعياً.

"حياتو" قدم الكثير وما زال يحمل "قلب الشباب"
* ما رأيك فيما يقدمه عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف»؟
- عيسى حياتو من الشخصيات الرائعة فى عالم كرة القدم العالمية على العموم وبالأخص الأفريقية، وما قدمه للكرة فى أفريقيا طوال سنوات رئاسته لـ«كاف» يشهد على هذا، فكرة القدم الأفريقية تطورت فى عهده لدرجة كبيرة للغاية، وكما قلنا نجحت فى تنظيم البطولات العالمية، وقدمت فرقاً أفريقية على أعلى مستوى، حتى إن لاعباً أفريقياً عظيماً هو جورج ويا توج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب فى العالم، "حياتو" رجل يحمل عقلاً وقلباً شاباً لا يكل ولا يمل من التطوير والعمل على جعل كرة القدم الأفريقية هى الأفضل فى العالم، على الرغم من قلة الإمكانيات المادية فى بعض الأحيان، وبالمناسبة "كاف" أظهر قوة شخصية كبيرة فى إنقاذ بطولة الأمم الأفريقية 2015 الأخيرة بعد اعتذار المغرب، وهو ما يؤكد أن أفريقيا تطورت وبات هناك العديد من الدول التى بإمكانها تنظيم البطولات الكبرى فى أى وقت.

* تعليقك على الأزمة بين الاتحاد الأفريقى والمغرب بسبب كأس الأمم الأفريقية الأخيرة؟
- لا تعليق لدى على هذا الأمر، هذا شأن داخلى فى أفريقيا، ولا يمكننى التدخل فيه أو التعليق عليه.
* تحدثت عن جورج ويا، متى نجد لاعباً أفريقياً يحصل على الكرة الذهبية كأفضل لاعب فى العالم مجدداً؟
- هذا سؤال لا أعلم إجابته بكل تأكيد، وأفريقيا دائماً ما تقدم لاعبين على مستوى عالمى يمكنهم حصد الجائزة، وكما قلت لك الكرة الأفريقية تتقدم بشكل كبير للغاية، واللاعبون الأفارقة يكتسبون الخبرات الكبيرة بوجودهم فى أوروبا منذ سن صغيرة وهو ما يؤهلهم لتقديم مستوى كبير على الصعيدين الفنى والاحترافى، وبالتالى اقتناص الجائزة ليس أمراً مستحيلاً فى المستقبل القريب.

"نعيش فى زمن "رونالدو" و"ميسى".. لا نتدخل ولا نجامل فى "الكرة الذهبية".. وسيفوز بها لاعب أفريقى يوماً"

* تحدثت عن جورج ويا، متى نجد لاعباً أفريقياً يحصل على الكرة الذهبية كأفضل لاعب فى العالم مجدداً؟

- هذا سؤال لا أعلم إجابته بكل تأكيد، وأفريقيا دائماً ما تقدم لاعبين على مستوى عالمى يمكنهم حصد الجائزة، وكما قلت لك الكرة الأفريقية تتقدم بشكل كبير للغاية، واللاعبون الأفارقة يكتسبون الخبرات الكبيرة بوجودهم فى أوروبا منذ سن صغيرة وهو ما يؤهلهم لتقديم مستوى كبير على الصعيدين الفنى والاحترافى، وبالتالى اقتناص الجائزة ليس أمراً مستحيلاً فى المستقبل القريب.

* ما زلنا فى فلك الكرة الذهبية، ما رأيك فى الصراع بين الثنائى كريستيانو رونالدو وليونيل ميسى على الجائزة، واحتكارهما لها فى السنوات السبع الأخيرة؟
- هما لاعبان عظيمان، كتبا اسميهما بحروف من ذهب فى سجلات كرة القدم العالمية، ويمكن أن نقول إننا نعيش أيامهما، ولكن على كل لاعبى العالم الإيمان بقدرتهم على انتزاع الكرة الذهبية من الثنائى، لأنه قبل "رونالدو" و"ميسى" كان هناك آخرون، وهذه هى كرة القدم، وهناك العديد من اللاعبين الشبان القادرين على نيل الجائزة.

* على المستوى الشخصى من تفضل "رونالدو" أم "ميسى"؟
- أفضل كرة القدم.
* بالعودة للجائزة، هناك اتهامات بالمجاملات فى اختيار اللاعب الأفضل فى العالم سنوياً؟
- وأنا أتساءل أين هى المجاملات؟ من يختار أفضل لاعب فى العالم هم اللاعبون أنفسهم، "فيفا" لا يتدخل على الإطلاق، هناك ثلاث فئات تختار الفائز بالجائزة؛ قائدو المنتخبات ومدربوها ومجموعة من الصحفيين المعتمدين من "فيفا"، لا توجد مجاملات على الإطلاق داخل الاتحاد الدولى، وكيف تكون هناك مجاملات وكل من على كوكب الأرض يقر بأن الثنائى هما الأفضل فى العالم من كافة الأوجه؟!

* بما أننا تطرقنا للمجاملات، هناك اتهامات عديدة بالفساد داخل مؤسسة "فيفا"، ما رأيك فى هذا الأمر؟
- الرد بكلمة واحدة فقط: "هراء"، الحديث عن فساد "فيفا" هراء كبير لا يمكن أن يصدقه عقل، هناك تعديلات تمت فى الآونة الأخيرة جعلت من الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" هو المؤسسة الأكثر شفافية على مستوى العالم، ولا يمكن لأى شخص أن يثبت عكس ذلك، كل ما يقال هو كلام مرسل وعائم لا رأس له ولا ذيل، ولا يوجد دليل واحد عليه، نحن نعمل بكل طاقتنا من أجل مجتمع صحى لكرة القدم حول العالم أجمع، ولهذا نقدم المزيد من الشفافية فى كل الأمور الإدارية والمالية داخل المؤسسة، لنجعلها دائماً مثالاً حياً على الشفافية والنقاء بين كل المؤسسات العالمية والدولية حول العالم.

* لكن لماذا تخرج هذه الأقاويل كل فترة؟
- لا أعلم، ولكن من الممكن ألا يجد خصومك شيئاً يقال سوى هذه الأحاديث التافهة التى لا أساس لها على الإطلاق والتى لم يقدم مروجوها دليلاً واحداً على صحتها، بل يكتفون بالتصريحات والأحاديث الإعلامية فقط، لهذا نحن داخل "فيفا" لا نعير لها أى اهتمام، ونواصل العمل بكل قوة وجدية من أجل مستقبل كرة القدم حول العالم.

"ما زلت قادراً على منح الكرة الكثير حول العالم وأسعى لجعلها المنظومة الأكثر نجاحاً فى العالم"

* لماذا ترشحت لفترة ولاية جديدة؟
- لأننى وجدت نفسى ما زلت قادراً على منح كرة القدم حول العالم الكثير، بالإضافة للمساندة الكبيرة، لهذا ترشحت مجدداً لهذا المنصب الصعب.
* كيف يمكن النهوض بكرة القدم فى المناطق النائية حول العالم، والبعيدة عن بؤرة الأحداث؟
- بالفعل هذا الأمر يعد من أولويات عمل "فيفا" لأننا نؤمن أن كرة القدم ملك العالم أجمع، وليس طبقة معينة من الدول أو الفرق أو الجماهير، ونسعى للوصول بكرة القدم لكل مكان فى العالم عن طريق الدعم المادى وإنشاء الملاعب، ومشروعات وصناديق التطوير التى يمولها الاتحاد الدولى، بالإضافة لإسناد تنظيم بطولات كأس العالم لكرة القدم فى المراحل المختلفة أو على مستوى الكرة النسائية لدول بعيدة نسبياً عن خريطة كرة القدم العالمية مثل نيوزلندا وكندا، أو كما فعلت فى أول عام لى فى رئاسة "فيفا" عندما نظمت نيجيريا مونديال الشباب 1999.

* ما تطلعاتك للمستقبل؟
- بكل اختصار أنا مسئول عن كرة القدم حول العالم، هناك ما يقرب من 1.5 مليار شخص يعملون بشكل مباشر أو غير مباشر مع كرة القدم حول العالم، مسئوليتى هى أن أجعل من كرة القدم حول العالم هى الأكثر نجاحاً وإمتاعاً وأماناً، وهو ما آمل أن أقدمه خلال الفترة المقبلة، وهو ما أتمنى أن أفوز بولاية جديدة على كرسى الرئاسة بسببه، مستقبل كرة القدم حول العالم هو الهدف الأساسى.

* كيف ترى شكل المنافسة على انتخابات "فيفا" المقبلة؟
- لا يمكننى التقييم، ولكننى سأعمل جاهداً للحفاظ على ثقة الجميع حول العالم.

* كيف تتعامل داخل "فيفا" خلال الفترة الحالية؟
- لا جديد، أنا رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، ومرشح لفترة جديدة، وسأظل أمارس مهام عملى حتى يوم 29 مايو المقبل، وهو يوم الانتخابات، وحتى هذا التاريخ سأواصل العمل كرئيس لمنظمة "فيفا".

* هل ترى أن مساهماتك فى نقل كرة القدم للناحية التجارية ستصب فى مصلحتك؟
- من الممكن، ولكن كرة القدم تغيرت تماماً خلال السنوات الأخيرة، منذ نحو أربعين عاماً وأنا فى عالم كرة القدم، وطوال هذه السنوات تطورت كرة القدم حول العالم بشكل كبير للغاية، وأصبحت صناعة وتجارة بعد ارتفاع أسعار اللاعبين، ودخول الأندية أسواق البورصة، بالإضافة لأنظمة البث التليفزيونى، كل هذا جعل من كرة القدم منظومة مالية جبارة، يجب التعامل معها باحترافية كبيرة للغاية، ومن هنا جاءت أهمية التعامل بشكل مغاير مع كرة القدم، وهو ما نجحنا فيه كمنظمة اتحاد دولى لكرة القدم خلال الفترة الماضية.

* لماذا دائماً هناك صراع بين الاتحادين الدولى والأوروبى؟
- لا يوجد أى صراع بين الاتحادين على الإطلاق، الاتحاد الأوروبى يعمل من أجل مصلحة كرة القدم فى أوروبا، بما لا يتعارض مع مصلحة باقى الاتحادات، "وفيفا" يعمل من أجل مصلحة كرة القدم فى العالم أجمع، إذن نحن نتلاقى فى النهاية فى نقطة واحدة، وهى تطوير كرة القدم حول العالم أجمع، ولا توجد أى صدامات بين الاتحادين على الإطلاق، و"ويفا" هو الاتحاد الذى يمتلك المنتخبات الأقوى والأندية الأغلى على مستوى العالم، لهذا هو اتحاد مؤثر للغاية، ومن هنا تنسج الأقاويل حول صدام بين "فيفا" و"ويفا".

"مونديال 2022 سيكون فى الشتاء.. وأثق فى نجاح وقدرة قطر على التنظيم"

* هل تم حسم أمر مونديال 2022؟
- بالتأكيد، المونديال سيقام فى شتاء عام 2022، لتجنب حرارة الجو فى الصيف، لأنه حتى وإن تمت السيطرة على درجات الحرارة فى الملاعب لا يمكن السيطرة عليها فى الشوارع، ونحن نتحدث عن ملايين الضيوف من مختلف أنحاء العالم، ودرجة الحرارة تكون قاسية فى الصيف، ولهذا اتخذنا القرار الأنسب الذى يصب فى مصلحة الجميع.

* لكن هذا من أسباب الصدام مع الاتحاد الأوروبى.
- لا يوجد صدام، القرار مدروس بعناية، وسيتم تعديل مواعيد البطولات فى كل أرجاء العالم للتوافق مع بطولة كأس العالم، ويجب أن أقول إنه لا توجد أى بطولة كرة قدم حول العالم أهم من المونديال، لذا سنعمل بكل جهد لنجاح هذا الحدث العالمى، وأود أو أوجه نداءً للجميع، علينا أن نتعامل مع الأمر الواقع، المونديال سيقام فى الشتاء لذا علينا أن نتعامل مع الأمر الواقع وأن نسعى جميعاً أن ينجح بالقدر الذى يفيد كرة القدم العالمية ويصب فى مصلحة الجميع دون الإضرار بأى طرف.

* لماذا كل هذا التوتر حول مونديال قطر 2022؟
- لا أعلم، ولكن يمكن لأنها البطولة الأولى التى ستقام فى العالم العربى، وهناك شك قليلاً حول إمكانية نجاحها، أو يمكن لأن قطر بلد صغير نسبياً فى المساحة، ولكننى شخصياً واثق من نجاحها تماماً لتنظيم هذا الحدث العظيم.

"مونديال 2018 فى روسيا سيساهم فى زيادة الاستقرار بالمنطقة فكرة القدم هى دعوة للسلام"

* ما تقييمك لاستعدادات روسيا لمونديال 2018؟
- التقييم جيد، هناك جدول زمنى المسئولون فى روسيا ملتزمون به تماماً، وأنا واثق من قدرتهم على تنظيم بطولة عالمية على أعلى مستوى، لأن روسيا بلد عريق يمتلك كل المقومات التى تجعله ينظم مونديالاً ناجحاً لأقصى درجة.
* لكن الملف الروسى دخل أيضاً ضمن أقاويل الفساد وما إلى ذلك.
- أنت قلتها بنفسك، "أقاويل"، لا يوجد دليل وأنا لا أعير "الأقاويل" اهتماماً، أعود لأكرر "فيفا" هو أكثر المنظمات شفافية على مستوى العالم.

* بمناسبة المونديال الروسى، ما تعليقك على دعوة الرئيس الأوكرانى، بترو بوروشينكو، الدول الحليفة لأوكرانيا مقاطعة البطولة بسبب الموقف الراهن بين روسيا وأوكرانيا؟
- أود أن أقول إن مقاطعة أى حدث رياضى ليست حلاً على الإطلاق، بل بالعكس أرى أن بطولة كأس العالم 2018 فى روسيا ستساهم إلى حد كبير فى زيادة الاستقرار بالمنطقة، كرة القدم هى دعوة للسلام، لأننى واثق من أن كرة القدم أقوى من أى شىء فى العالم، وأود أن أجدد طلبى للاتحاد الأوروبى أن يكف عن إقحام السياسة فى كرة القدم، لأن السياسة تشوه كرة القدم تماماً، ونبذل جهوداً كبيرة للتخلص من آثار ما تفسده السياسة.

* العنصر النسائى دخل بقوة إلى كرة القدم العالمية فى السنوات الأخيرة، كيف ترى تقدم الكرة النسائية حول العالم، وما مستقبلها؟
- منذ أكثر من 20 عاماً و"فيفا" قرر منح المزيد من الأهمية لبطولات كرة القدم النسائية، وهو ما حدث بالفعل، وعملنا بقوة من أجل أن تزدهر الكرة النسائية، وصارت لدينا الآن بطولة كأس العالم لكرة القدم النسائية بمشاركة 24 منتخباً، وهو أكبر عدد مشارك فى هذه البطولة، حيث إن آخر بطولة كانت عام 2011 فى ألمانيا شارك فيها 16 منتخباً، وأيضاً لدينا كأس عالم للشابات والناشئات فى مختلف المراحل العمرية، بالإضافة للمشاركة فى الأولمبياد لكرة القدم النسائية، والأمر لا يتوقف على اللاعبات فقط، فهناك أيضاً العديد من الدوريات المحلية، بالإضافة للمحكمات والمدربات.

العنصرية "سرطان" يجتاح العالم كله وليس ملاعب الكرة فقط وسببه الأول "الجهل"

* كرة القدم حول العالم تواجه العديد من الأزمات الكبيرة، منها العنف والعنصرية، كيف يتعامل "فيفا" مع القضيتين؟
- بالنسبة للعنف، نتعامل معه بكل قوة وحزم، وتراجعت أعمال العنف فى الملاعب بشكل كبير للغاية يكاد يصل لنسبة 1% من كل مباريات كرة القدم التى تقام حول العالم سنوياً، نحن نتحدث عن آلاف المباريات وعشرات حالات العنف، فالنسبة لا تذكر تقريباً، ولكننا سنواصل العمل لتفعيل قوانين أكثر قوة لجعل ملعب كرة القدم هو المكان الأكثر أمناً فى العالم.

* ما أسباب العنف فى نظرك؟
- هناك أندية كبيرة حول العالم، تمتلك مشجعين بأعداد غفيرة، فى بعض الأحيان يخرجون عن شعورهم ويبالغون فى مشاعرهم مما يتسبب فى صدامات قد تصل إلى حد الدموية، وهو شىء مؤسف للغاية، كما أن الأمر يعتمد على أشياء أخرى منها درجة الثقافة الرياضية والقدرة على تقبل الهزيمة، بالإضافة إلى الاستقرار الأمنى والسياسى الذى يكون له دخل كبير فى حوادث العنف.

* والعنصرية؟
- العنصرية "سرطان" يجتاح العالم أجمع، ونحن فى "فيفا" نعمل على الحد من العنصرية بأكثر من طريقة أكثرها توعية الجماهير بمخاطر العنصرية حول العالم، وتبنى شعار "لا للعنصرية" فى كل بطولات "فيفا" حول العالم، بالإضافة للعقوبات الرادعة التى توقع بحق الجماهير أو الفرق أو اللاعبين الذين يثبت تورطهم فى أى واقعة عنصرية.

* لكن البعض يرى أن العقوبات غير كافية على الإطلاق، وأن العديد من النجوم يتعرضون لمواقف مسيئة بسبب العنصرية!!
- ليس النجوم فقط، ولكن الجماهير أيضاً، وعندما نتحدث عن إيقاف العنصرية لا نتحدث عن إيقاف العنصرية ضد النجوم فقط، ولكن ضد كل من له علاقة بكرة القدم، لأننا لو فضلنا النجوم فقط ستكون فى حد ذاتها عنصرية، ونحن نسعى للقضاء عليها تماماً، وليس الحد منها فقط ولن نكل أو نمل حتى نصل إلى ملاعب خالية تماماً من العنصرية.

* ما أسباب عنصرية الملاعب من وجهة نظرك؟
- قلة الثقافة التى تصل إلى درجة "الجهل"، الإنسان العنصرى هو إنسان جاهل بالدرجة الأولى، وفاقد لكل قيم الإنسانية.
* أنت رئيس أكبر منظمة دولية تضم دولاً حول العالم، كيف تتعامل مع أى دول لديها توترات سياسية مع دول أخرى؟
- كرة القدم لا يجمعها سوى كرة القدم، ولن "تسيس" على الإطلاق، فى بعض الأحيان تفسد السياسة الكثير من العلاقات ولكننا نسعى للم الشمل عن طريقة كرة القدم.

* لكن هناك خطاباً رسمياً من الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم يطالب بإيقاف عضوية إسرائيل بسبب مواقف سياسية؟
- بالفعل هناك خطاب وصل بهذا المعنى، وأحب أن أوضح أننا فى "فيفا" حريصون تماماً على مصلحة كرة
القدم فى فلسطين ونسعى للنهوض بها بكل الطرق المتاحة، والخطاب ستتم مناقشته فى كونجرس "فيفا" المقبل، ولكننى أرفض تماماً طرح الأمر للتصويت، لا مكان للسياسة فى كرة القدم، ولكننا سنبحث كيفية مساعدة فلسطين، لأننى تهمنى مصلحة كرة القدم فى فلسطين، كما تهمنى مصلحة كرة القدم فى إسرائيل، وفى العالم أجمع.

* ما الخطوات التى سيتم اتخاذها بهذا الشأن؟
- سيتم تشكيل لجنة لمتابعة الأمر، وستكون توصياتها ملزمة للطرفين للحفاظ على هوية كرة القدم، مصلحة كرة القدم فى البلدين، ولن نفسد كرة القدم حول العالم بأمور سياسية.

* بعيداً عن الأزمة "الفلسطينية - الإسرائيلية" الأخيرة، تطرقت منذ لحظات للمجهود الكبير الذى يبذل لإصلاح ما تفسده السياسة، كيف تعالج هذه الأمور؟
- كما قلت السياسة تفسد كرة القدم، ولهذا نعمل على إبعاد كرة القدم عن السياسة تماماً، وأن نؤكد أن كل الأفراد متساوون داخل الملعب، وعلى الجميع أن يمدوا أيديهم بالسلام قبل وبعد كل مباراة، هذه هى رسالة كرة القدم حول العالم والتى نسعى لترسيخها فى كل المباريات فى جيمع البطولات.

* أنت رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، وسويسرى الجنسية لماذا لا نرى انعكاس هذا على مستوى الكرة فى سويسرا؟
- بالعكس، كرة القدم فى سويسرا تقدمت بشكل كبير للغاية فى السنوات الأخيرة، فالمنتخب السويسرى بات ضيفاً دائماً على بطولات كأس العالم، بالإضافة لانتشار اللاعبين السويسريين فى الأندية الكبرى حول العالم، كما أن فريق بازل السويسرى يحقق نتائج طيبة طوال الفترة الماضية.

"صلاح" و"الننى" شاركا فى نهضة بازل السويسرى

* بذكر بازل، يضم بين صفوفه لاعبين مصريين، ما رأيك فيهما؟
- علمت بالفعل أن بازل يضم في صفوفه عدد من اللاعبين المصريين (يقصد محمد النني ومحمد صلاح وأحمد حمودي) وأنهم يتمتعون بمستوى رائع وساهموا في نهضة الفريق الأخيرة، ووجود مثل هؤلاء اللاعبين في ملاعب سويسرا يؤكد أن الكرة المصرية تتقدم بشكل كبير وساهمت فى نقل بازل لمرحلة متقدمة في البطولات الأوروبية.

* فى النهاية هل تود أن تقول شيئاً محدداً سيادة الرئيس؟
- أشكركم على حفاوة الاستقبال، وأشكركم على هذه الجلسة الرائعة، وأكرر تمنياتى للكرة المصرية بالعودة مجدداً لسابق عهدها.

 

 

تعليقات الفيسبوك

صراع بين الأهلي والزمالك على التعاقد مع نجم الدوري
  • برايتون

    برايتون

  • -

    :

    -

    09:00 PM

    PREMIER LEAGUE
  • مانشستر سيتي

    مانشستر سيتي

الأكثر قراءة

الأهلي يحصل على 2.5 مليار جنيه بسبب «فيفا» ومونديال الأندية 2025