رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

بالمستندات| الترامادول إدمان يغزو ملاعب مصر والعالم

12:02 م | الخميس 03 سبتمبر 2015
بالمستندات| الترامادول إدمان يغزو ملاعب مصر والعالم

- العقار غير مدرج ضمن "قوائم المنشطات".. ولاعبون يتعاطونه في غياب الرقابة والتحاليل الدورية

- الأندية المصرية تتعاقد مع "بيكوي" مريض السرطان.. و"كوفي" المصاب بالعشى الليلي.. وشكوك حول فيروس "إيفونا"

- دراسة أمريكية: 80% من اللاعبين يوافقون على الفوز بالمنشطات.. و50% يرحبون بالموت عند سن الثلاثين بعد الحصول على الألقاب بـ"مساعدات خارجية"

- الموت بـ"أسباب غير معلومة يضرب ملاعبنا بسبب "الترامادول".. والتحاليل الطبية تفشل في كشفهم

- حرمان لاعب الأهلي من المونديال بسبب "مكمل غذائي بمادة محظورة".. وأمير عزمي يقع فريسة لـ"ناندرولون"

- رئيس لجنة المنشطات: لاعبون يتناولون "مكملات بها مواد منشطة.. وإثبات "الترامادول" مستحيل حاليًا

- طبيب الزمالك يشخص حالة "حفني" بـ"برد في المعدة".. وأطباء يؤكدن صعوبة حدوث ذلك بعد إجرائه الإحماء

- مدرب الترسانة اتهم لاعبيه بتعاطي "الترامادول".. واستقال

- الطبيب مجدي مصطفى: أطالب الدولة بإرسال تشريع حظر "الترامادول" لـ"وادا" والضغط لتصنيفه كمادة محظورة 

- مدرب منتخب المصارعة: أمنح اللاعبين مكملات طبيعية "حلال".. وكرم جابر أهمل فتم إيقافه

 

كأى طفل فى أقاليم مصر كان يراوده حلم لعب كرة القدم والحصول على الملايين، كان هناك لاعب اسمه محمد عبدالوهاب بمركز شباب سنورس فى الفيوم، تألق فى مركز المدافع الأيسر، اتخذ خطواته الأولى فى احتراف اللعبة عندما حاول الانضمام للزمالك لكن والده رفض بعدما اجتاز الاختبارات وانتقل لفريق الألومنيوم ليقتنصه حسن شحاتة مدرب منتخب الشباب وقتها ليحصد أول لقب له كلاعب محترف فى عام 2003 ويتوج بذهبية أمم أفريقيا للشباب.

وواصل اللاعب مشواره ما بين القاهرة والإمارات حتى وصل للنادى الأهلى ليفتح أمامه أبواب التألق على مصراعيها، خصوصاً أنه كان عنصراً مهماً فى تشكيلة ماركو تارديللى مدرب منتخب مصر وقتها ومن بعده حسن شحاتة، وحصد «عبدالوهاب» عشر بطولات منها سبع بطولات مع الأهلى وثلاث بطولات مع المنتخبات، وتوفاه الله صباح يوم 31/8/2006 باستاد مختار التتش خلال تدريب الأهلى، لتكتسى الكرة المصرية باللون الأسود حزناً على اللاعب الذى توفى عن عمر يناهز 23 عاماً.

وفاة «عبدالوهاب» التى مر عليها تسع سنوات كاملة لم تغير أى جديد فى منظومة الكرة المصرية، التى كادت تشهد كارثة جديدة يوم 21/7/2015 خلال مباراة القمة على ملعب برج العرب، عندما نزل الزمالك بآمال التتويج بالدورى على حساب الغريم التقليدى الأهلى ليتلقى ضربة قاتلة بخروج أيمن حفنى من التشكيل الأساسى رغم مشاركته فى عمليات الإحماء، «حفنى» خرج من التشكيل وظل يتابع اللقاء لفترة من غرفة خلع الملابس قبل أن ينقل بعربة إسعاف من ملعب برج العرب إلى مستشفى مبرة العصافرة، وخرج فى نفس اليوم ليشارك بعد يومين فى مران الزمالك.

الدكتور أحمد جميل، الذى تلقى الحالة بمستشفى العصافرة نقل أن طبيب نادى الزمالك أخبره بمعاناة اللاعب من إصابة مزمنة فى المعدة، وهى التى تسببت فى الوعكة التى تعرض لها اللاعب، ووسط هذا أكد أكثر من طبيب صعوبة تعرض اللاعب لـ«برد فى المعدة» بعد عملية الإحماء، وأن الأعراض التى وصفها الطبيب لا علاقة لها بالإصابة بالبرد.

وما بين وفاة «عبدالوهاب» ولغز إصابة «حفنى» تسع سنوات، فى الحالة الأولى رحل اللاعب، وفى الثانية حرمان الزمالك من أهم نجومه خلال أقوى مباراة فى الدورى، ووسطهما يظهر بوضوح افتقار الأندية المصرية لـ«PHE» تقييم الحالة الصحية للاعبين، والمعروف بالكشف الطبى الدورى على كل اللاعبين، الذى من المفترض أن يقوم به كل الرياضيين وليس لاعبو كرة القدم فقط، وفقاً لتأكيدات الدكتور مجدى مصطفى، رئيس لجنة المنشطات باللجنة الأولمبية المصرية ومدير الطب الرياضى والقياسات الصحية بالمركز الأولمبى للمنتخبات القومية.

الدكتور مصطفى تحدث لـ«الوطن» عن افتقاد مصر لثقافة تقييم الحالة الصحية للاعبين التى تتكون من فحص شامل للاعب، والوظائف الحيوية فى جسده ومنها عمل رسم قلب وتحاليل شاملة وإشاعات، وفى حالة وجود شك فى أى منطقة بالجسد يتم التركيز عليها لاكتشاف أى مرض مبكر أو إصابة قد يتعرض لها اللاعب.

وأضاف: «يجب أن نقوم بكل الفحوصات المطلوبة لأى لاعب وهو ما نراه واضحاً بالفرق الأوروبية التى لا تُتم التعاقد مع أى لاعب قبل توقيع الكشف الطبى عليه، فضلاً عن إجراء كشف طبى لجميع اللاعبين قبل بداية كل موسم، حيث يتم عمل ملف طبى لكل لاعب ويتم متابعته على مدار الموسم، ويتابع «هذا ما رأيته فى إيطاليا قبل ثلاثة أشهر فقط أثناء حصولى على إحدى الدراسات داخل المركز الأولمبى الإيطالى وكانوا يجرون الكشف الطبى على اللاعبين الذين سيشاركون فى دورة الألعاب الأولمبية 2016 المقررة فى ريو دى جانيرو، ومع كل لاعب الملف الطبى الخاص به حتى يعرف الطبيب حالة اللاعب كاملة».

ما قاله الطبيب المصرى يعيد للأذهان واقعة الغانى إيريك بيكوى مهاجم بتروجت الذى تم اكتشاف إصابته بالسرطان فى القدم، وطلب السفر إلى بلاده للعلاج بالسحر، وأيضاً ما تردد حالياً عن إصابة الجابونى ماليك إيفونا المنضم حديثاً للأهلى بفيروس (B) وهو ما يعد أخطر من فيروس سى، وأجرى له الأهلى أكثر من تحليل للاعب حتى لا تتكرر واقعة التعاقد مع لاعبين مصابين كما حدث مع أحمد خيرى المصاب فى الظهر، ولم يشارك إلا فى ثلاث مباريات خلال موسمين، وكذلك الإثيوبى صلاح الدين سعيد الذى انضم مطلع الموسم الحالى من وادى دجلة وغاب لفترات طويلة بسبب الإصابة أيضاً، ونفس الأمر سقط فيه الزمالك من قبل حين تعاقد مع الإيفوارى أولى كوفى الذى ترددت إصابته بمرض العشى الليلى الذى يحرمه من المشاركة فى المباريات ليلاً، إلا أنه رحل عن الفريق قبل أن يتسنى للجهاز الطبى التأكد من ذلك.

الغريب أن الأندية المصرية ما زالت تتعاقد مع اللاعبين دون إجراء الكشف الطبى الكامل، وهو ما يعرض الأندية لخطورة، كما قال الطبيب عن أيمن حفنى المصاب بإصابة مزمنة، أو أن بعض اللاعبين قد يحصلون على مواد محظورة من منشطات أو غيره، كما حدث من قبل مع أحمد صبحى لاعب إنبى الذى تم إيقافه لمدة 6 أشهر بعد ثبوت تعاطيه المنشطات قبل أن يعود للمشاركة مرة أخرى بعد انتهاء الإيقاف.

الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل إن غياب الرقابة والتحاليل الدورية سمح لبعض اللاعبين فى رياضات مختلفة بمصر منها كرة القدم بتناول بعض العقاقير الطبية دون إشراف طبيب، وأبرزها على الإطلاق عقار «الترامادول» الشهير الذى يندرج تحت بند المخدرات التى يعاقب عليها القانون المصرى، وهو ما تحدث عنه شاكر عبدالفتاح المدير الفنى السابق للترسانة، مؤكداً أنه استقال من تدريب الفريق بعدما رفضت إدارة النادى التخلى عن لاعبين يتناولون عقار الترامادول واكتشفهم هو بنفسه عندما لاحظ أنهم يتناولون كميات كبيرة من الشاى والقهوة قبل المران فى محاولة لمقاومة تأثير النعاس الذى قد يسببه تناول الترامادول.

وبالبحث فى ذلك الموضوع وبعد مراسلات مع الوكالة الدولية للرقابة على المنشطات «وادا» اكتشفت «الوطن» أن عقار الترامادول «سر السعادة» كما يسميه بعض المصريين، ليس ممنوع التداول والتناول وفقاً للقانون الدولى للمنشطات، وقامت «الوطن» بإرسال «إيميل» للجنة المنشطات الدولية للتأكد من خلو قائمة المحظورات الأخيرة وفقاً لعام 2015، وبالفعل أرسلت «وادا» ردها بالقائمة الجديدة، التى تخلو من اسم عقار الترامادول، وهو ما يفسر تناول بعض لاعبى الدورى المصرى للعقار، واللعب به فى البطولات الأفريقية دون التعرض لأى عقوبات.

وفسر الدكتور مجدى مصطفى بصفته عضواً سابقاً فى اللجنة الوطنية المصرية لمكافحة المنشطات «نادو»، عدم إدراج الترامادول فى قائمة ممنوعات «وادا» بقوله: «يجب توافر ثلاثة شروط حتى تدرج أى مادة ضمن قوائم المواد المحظور تناولها دولياً ويعاقب عليها قانون المنشطات والشروط الثلاثة هى أولاً أن تؤثر على الأداء الرياضى للاعب، وثانياً أن تخل بالمبدأ التنافسى الشريف للعبة، والثالث هو أن تضر بالصحة العامة للاعب».

وأوضح «مصطفى» الذى يعمل حالياً رئيساً لجنة المنشطات باللجنة الأولمبية المصرية أن الترامادول يعد مادة مسكنة للآلام فى حالات الإصابة بالفشل الكلوى أو السرطان، ويجب على الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الصحة أن تخاطب «وادا» لإدراج عقار الترامادول ضمن المحظورات وفقاً لبند (S ZERO) الذى يسمح للدول الأعضاء بإضافة مواد إذا ثبت حظرها لأسباب جنائية وهو ما يندرج على الترامادول الممنوع تناوله فى مصر جنائياً لكنه مسموح رياضياً على المستوى العالمى.

ومن أبرز الحالات التى سقطت فى فخ المنشطات عبر المكملات الغذائية المهربة، هو ناشئ كرة اليد بالنادى الأهلى هادى خالد، الذى أكد رئيس الاتحاد أنه تناول مكملاً غذائياً ملوثاً بمادة محظورة وتم استبعاده من المشاركة فى بطولة كأس العالم للناشئين الأخيرة فى روسيا حتى لا يتعرض لإيقاف لفترة طويلة، وينتظر الاتحاد نتيجة تحليل العينة الثانية، وهو موقف مشابه لما تعرض له أمير عزمى مجاهد عندما كان لاعباً فى منتخب الشباب عام 2003، عندما تم إيقافه لمدة عام بسبب تعاطيه مادة ناندرولون المحظورة خلال بطولة العالم للشباب.

واعترف اللاعب أمير عزمى بأنه كان يتناول عقاقير طبية فى إحدى صالات الرياضة التى كان يمارس فيها تدريبات التأهيل بغرض سرعة تماثله للشفاء والعودة للملاعب، وكانت قبل انطلاق بطولة العالم للشباب التى أقيمت مؤخراً فى الإمارات، وأنه لم يكن يعلم بأنها محظورة دولياً.

وقال وقتها الدكتور أشرف الألفى، طبيب المنتخب المصرى للشباب، إن اللاعب تناول هذه المادة بعيداً عن الجهاز الطبى ولم يخطره بها كما أن اللجنة المنظمة لبطولة العالم حصلت على عينات لثمانية من لاعبى مصر هم محمد عبدالوهاب وكريم ذكرى وإسلام شكرى ومحمد خفاجى وأحمد فتحى وشريف إكرامى وعماد متعب وأمير عزمى، مرتين، وظهرت عينة أمير عزمى إيجابية فى المرتين بينما جاءت عينات باقى اللاعبين سلبية.

وبالعودة إلى عقار الترامادول، وفى تصريحات خاصة إلى «الوطن»، أكد أحد لاعبى منتخب مصر -الذى رفض ذكر اسمه- أنه تناول عقار الترامادول قبل المشاركة فى إحدى مباريات بطولة كأس القارات عام 2009، وتم اختياره لإجراء كشف المنشطات خلال تلك المباراة، وكان يشعر برعب أثناء إجراء التحليل وطار فرحاً بعد خروج النتيجة سلبية، كونه لم يكن يعلم أن الترامادول مادة غير محظورة من الأساس.

«الوطن» أجرت استطلاعاً بين مجموعة من اللاعبين القدامى والمدربين الحاليين وأطباء عدد من فرق الدورى الممتاز، ومنهم فرق كبرى، والذين أقروا بتعاطى بعض اللاعبين للمنشطات، ولكن لا يمكن الكشف عن أسمائهم لعدم وجود تحليل واحد يثبت ذلك، خصوصاً أن تحليل المنشطات الذى يجريه الاتحاد الأفريقى بعد المباريات سواء فى بطولة دورى أبطال أفريقيا أو بطولة كأس الكونفيدرالية لا يشمل تحليل لمادة الترامادول، وبالتالى بعض اللاعبين يتعاطون تلك المادة لزيادة قوة التحمل وهو ما يفسر تباين مستوى البعض خلال المباريات.

وبالعودة للدكتور مجدى مصطفى يقول «إن مجموعة من أشهر العلماء على مستوى العالم يجتمعون سنوياً فى شهر يناير لإجراء تعديلات على قوائم الأدوية المحظورة، وبالفعل قامت خلال عام 2015 بإضافة غاز (زينون) بعدما ثبت أن بعض الرياضيين يستخدمونه فى حماية أنسجة الجسم من نقص الأكسجين، وانخفاض درجة الحرارة ومن الرضوض والإصابات، ورفع مستويات هرمون (التستوستيرون) فى الدم، وزيادة معدل نبضات القلب، وزيادة سعة الرئة، ومنع إصابة العضلات بالتعب»، مشيراً إلى أنه كذلك تم إضافة غاز الأرجون الذى يملك مواصفات المنشط فى حالة استنشاقه.

لاعبون كثيرون تحدثوا عن تعاطى زملاء لهم لعقار الترامادول فى مباريات كرة القدم، وعلى رأسهم محمد إبراهيم لاعب الزمالك الذى اتهم لاعبى سموحة بتناول العقار بعد فوز الفريق السكندرى بهدفين مقابل هدف على الزمالك فى الموسم قبل الماضى، ليؤكد إبراهيم أن المستوى البدنى للاعبى سموحة مثير للريبة، ويطالب بضرورة إجراء كشف منشطات على اللاعبين، ووفق ما وقفت عليه «الوطن» فى تحقيقها أنه حتى فى حالة إجراء التحليل لن يتم إثبات تناول أى لاعب لعقار الترامادول ما لم يكن قد تناول مادة أخرى من المحظورات، نظراً لأن التحاليل لا تشمل الكشف عن العقار.

الأمر لم يتوقف عند كرة القدم، فالعديد من الرياضيين المصريين يتناولون عقارات مختلفة وبشكل أوسع من لاعبى كرة القدم، خصوصاً فى الرياضات التى تعتمد على القوة البدنية العالية والعنف كالمصارعة والجودو والملاكمة والتايكوندو وغيرها، لكنهم معرضون لعقوبات فى حالة إثبات تناولهم عقاقير.

ولعل ما حدث مع المصارع المصرى والبطل الأولمبى كرم جابر أكبر دليل على ذلك، بعدما خضع لتحليلات مكثفة خلال دورة الألعاب الأولمبية فى أثينا 2004 التى حصل فيها على الميدالية الذهبية، ونفس الأمر بعدما حصل على الميدالية الفضية فى أولمبياد لندن 2012، فظل لما يتجاوز من الخمس ساعات يخضع لعمليات تحاليل أثبتت جميعها عدم تناوله عقارات منشطة لكنها أيضاً لم تشمل أى تحليل لمادة الترامادول ولم يثبت أيضاً حصوله عليها.

ويؤكد الدكتور أشرف حافظ، مدرب المنتخب الوطنى للمصارعة، الذى أشرف على تدريب كرم جابر خلال حصوله على الميداليتين الأولمبيتين أن تناول عقارات طبية بين اللاعبين أمر شائع وخطير وقد يؤثر على الصحة العامة لهم، وأشار إلى أنه بحكم عمله كرئيس لشعبة رياضة المصارعة بجامعة حلوان، فإن تلك الأشياء تحدث لكن لا يمكن إثباتها لعدم وجود تحاليل عليها، وأنه على الدولة أن تجرمها أيضاً.

وأشار «حافظ» إلى أنه دائماً ما ينصح اللاعبين بتناول المكملات الطبيعية، التى يعد أشهرها على الإطلاق عسل النحل والخضراوات الطازجة والعديد من الفاكهة الغنية بالفيتامينات والسعرات الحرارية التى تساعد اللاعبين على التألق دون ضرر عليهم نتيجة التدخل الكيميائى، وأنه دائماً ما يلجأ إلى الطبيب فى حالة وجود أى استشارة للحصول على أى دواء حتى إن كان لعلاج الصداع.

ويعود هنا الدكتور مجدى مصطفى ليؤكد أن هناك مدرستين فى العالم للتغذية؛ الأولى تقوم -كما قال الدكتور أشرف حافظ- على التغذية السليمة من المواد الطبيعية وهى المدرسة الأكبر فى أوروبا، أما الثانية فهى المدرسة الشرقية التى تعتمد على المكملات الصناعية ولكنها تكون بدراسة وبناء على أبحاث وتحاليل علمية، أما فى مصر فيوجد سوء استخدام للمكملات، واللاعبون يتناولونها بالسمع والنصيحة من لاعبين آخرين لذلك يقع بعضهم فى محظور المنشطات، حيث إن تلك المكملات فى بعض الأحيان تكون ملوثة بمواد منشطة.

وأوضح: «بعض الشركات تلجأ لإضافة مواد منشطة لتلك المكملات دون أن تدرج ذلك فى المكونات المكتوبة على علبة المكمل حتى تحقق نتائج عالية دون الكشف عن وجود منشط بداخلها، ولكن يتم اكتشافه بدم اللاعب بمجرد إجراء التحليل الطبى وهو ما يجعل اللاعبين يسقطون فى فخ المنشطات، خصوصاً أنها تدخل إلى مصر بالتهريب، وبالتالى لا يوجد رقابة ولا تمر على لجنة سياسة فحص الدواء التابعة لوزارة الصحة».

وينتشر بيع تلك المكملات فى صالات الرياضة البدنية «الجيم» التى يسافر بعض المدربين فيها إلى دول أوروبية لشراء تلك المكملات وبيعها للاعبين المصريين دون معرفة منهم بتلوثها بالمواد المنشطة، وأكد الدكتور مجدى مصطفى أن المدرب أو الطبيب الذى يعطى اللاعب مواد كالترامادول يندرج تحت مسمى «المجرم» لأنه بذلك يحوله إلى مدمن مع زيادة الجرعة بالتدريج، ولا يوجد طبيب محترم يلجأ لهذه الطريقة إلا لمرة واحدة فى حالة الطوارئ فقط، منوهاً بأن هناك سوء استخدام فى بعض الرياضات وخصوصاً التى تحتاج لقوة تحمل كالدراجات وسباقات المسافات الطويلة واختراق الضاحية والسباحة الطويلة وجرى الماراثون، والمرحلة الثانية ألعاب العنف لتحمل الألم كالمصارعة والجودو والتايكوندو وغيرها.

ويتابع «مصطفى»: «لا نستطيع أن نكشف عن تلك الحالات لأنه لا يوجد مدمن يأتى للطبيب ويقول إنه مدمن إلا فى حالة رغبته فى العلاج، وهذا لم يحدث حتى الآن، لكونه يعرف أنه يرتكب خطأ، وحتى لو أجرينا استبياناً ولو سرياً لن يفيدنا بشىء لأننا نفتقد للمصداقية».

وشدد «مصطفى» على وجود اعتراف ضمنى بانتشار تلك الظاهرة رغم عدم وجود إحصاء ملموس، قائلاً: «الرياضة جزء لا يتجزأ من المجتمع فطالما انتشر الترامادول فى المجتمع وأصبح جزءاً ظاهراً، فتأكد أن الرياضة ستصاب ولكن بدون تعميم، ولكن كما يوجد لاعبون غير أمناء يتناولون ذلك العقار وغيره سراً، فهناك مدربون أيضاً غير أمناء يمنحونهم عقارات تنشيطية غير مدرجة وأبرزها الترامادول».

ومن ضمن العقارات التى تستخدم لبعض الرياضيين المصريين، ولكنها محظورة أيضاً هو عقار «لاسيكس» الذى يستخدمه بعض الرياضيين للتخسيس، إلا أنه مدرج ضمن جدول المحظورات وفى حالة تناوله يتم إيقاف اللاعب مباشرة من قبل «وادا» بالتعاون مع الاتحاد الدولى للعبة.

ويتم تقسيم اختبارات المنشطات التى تشرف عليها «وادا» إلى ثلاثة أقسام، أولها يتعلق بالمستوى المحلى وتكون مسئولة عنه المنظمة الوطنية للكشف على المنشطات والموجودة فى مصر تحت اسم «NADO»، أما المستوى الثانى فيكون على المستوى الدولى وتشرف عليه «وادا» بنفسها، وبالنسبة للمستوى الثالث فيكون على مستوى المسابقات الرسمية كدورة الألعاب الأولمبية أو بطولات العالم الكبرى، وتكون اللجنة المنظمة هى المسئولة هنا عن الكشف على اللاعبين والنتائج.

وأجريت فى الولايات المتحدة الأمريكية دراسة على عينة عشوائية من اللاعبين فى فترة التسعينات أثبتت أن صراع الفوز قد يتحول فى بعض الأوقات لمرض نفسى، فتم سؤال اللاعبين الذين خضعوا للاختبار سراً بأنه هل توافق على تناول منشط يساعد على حصد ميدالية أولمبية طالما أنك لن تُكشف؟، فكانت نسبة الإجابة بنعم 80%، وفى سؤال آخر: ما رأيك فى الحصول على جرعة منشطة تساعدك فى حصد ميدالية أولمبية، ولن تُكشف ولكنك ستموت عند سن 30 عاماً؟، فكانت الإجابة بنعم بنسبة 50% من اللاعبين، مما يثبت أن صراع الفوز قد يجبر اللاعبين على التخلى عن أى مبدأ نظير الحصول على ميدالية.

وتضع الوكالة العامة للكشف على المنشطات «وادا» نظاماً يعتمد على اللاعب بشكل أساسى للكشف على المنشطات، ويسمى هذا البرنامج «آدامز»، وهو اختصار لبرنامج الحاسب الآلى الخاص بإدارة وحوكمة مكافحة المنشطات، بحيث يقوم اللاعب الدولى بعمل حساب بموقع الوكالة الرسمى، ويمتلك كل لاعب رقماً سرياً للدخول على الحساب الخاص به، ويحدد البرنامج العلاجى لمدة تصل إلى سنة ولا يتم التعديل فيه لمدة تصل لثلاثة أشهر، ويتم تحديد المواعيد وأماكن وجود اللاعب بمنتهى الدقة والمواعيد التى يفضل أن يحضر فيها مسئولو الوكالة للكشف عليه بشكل مفاجئ، وإذا لم يتواجد اللاعب فى المكان المحدد يحصل على إنذار، أما إذا حصل على ثلاثة إنذارات بنفس الشكل للتهرب من الوكالة فيتم إيقافه.

وعانى المصرى محمد عبدالفتاح «بوجى» لاعب المصارعة من تلك الواقعة فتم إيقافه فى عام 2008 بسبب عدم مثوله لطلب أخذ العينة لمندوبى منظمة الوسادا الأمريكية للكشف عن المنشطات أثناء وجوده فى المعسكر التدريبى مع المنتخب الأمريكى بمعسكره بكلورادو اسبرنج بالولايات المتحدة الأمريكية فى يوليو من عام 2007، وتمت معاقبته بالإيقاف لعامين، إلا أن «بوجى» صعَّد الأمر للمحكمة الرياضية الدولية وأثبتت التحقيقات عدم تناوله لأى منشطات إنما نتاج عدم مثوله لإعطاء عينة لمندوبى الوسادا الأمريكية للكشف عن المنشطات والتى فاجأته فى السابعة صباحاً من يوم ‏23‏ يوليو ‏2007‏ وإصابته بنوع من الذعر والخوف وطريقة أخذ العينة بأسلوب غير حضارى مما شكل عليه ضغطاً نفسيا‏ً.‏

ورغم واقعة «بوجى» لم يسلم البطل الأولمبى كرم جابر هو الآخر، ورغم مرور سبع سنوات على واقعة «بوجى» عاد التاريخ ليكرر نفس الأحداث فتعرض «جابر» للإيقاف قبل أيام قليلة بقرار من «وادا» بتهمة تهربه أيضاً من كشف المنشطات رغم إجرائه لأكثر من كشف وظهور النتيجة سلبية إلا أن «وادا» اعتبرته متهرباً لمخالفته البرنامج المنصوص عليه فى البرنامج الإلكترونى، وسيتقدم الاتحاد المصرى للمصارعة بتظلم، إلا أن الوقوع فى ذلك الخطأ يفتح الباب أمام ضرورة تعيين مسئولين من اللجنة الأولمبية فى كل اتحاد للإشراف على عملية تسجيل الأبطال لبرنامج المنشطات، بناء على طلب إبراهيم عادل مصطفى، عضو اتحاد المصارعة بعدما حمل اتحاد المصارعة مسئولية ما حدث لوكيل أعمال كرم جابر واسمه تامر العوال بأنه أخطأ فى تسجيل برنامج الإعداد والأماكن التى من المفترض أن يوجد فيها اللاعب وفقاً للبرنامج الذى يتم تحديثه إلكترونياً كل ثلاثة أشهر.

"الدولية لمكافحة المنشطات" تطالب "الوطن" بنشر "قائمة الممنوعات"

عند مخاطبة «الوطن» لـ«وادا» المنظمة الدولية لمكافحة المنشطات، وسؤال مسئوليها عن الوضع فى مصر طالبونا بمتابعة الموقع الإلكترونى لمنظمة «نادو» المصرية أو المنظمة الوطنية لمكافحة المنشطات فوجدنا القائمة الموجودة عليه قديمة ولم يتم تحديثها منذ 2014، وبمعاودة الاتصالات أرسلت «وادا» لنا قائمة عام 2015 لمساعدتها على التأكد من عدم وجود الترامادول حتى الآن. وتضمنت قائمة الممنوعات بعض المنتجات التى يحظر استخدامها فى حالة البطولات أو غير البطولات مثل هرمونات البناء كـ«التوستيستيرون»، وعوامل البناء الأخرى من مواد كيميائية وعوامل مساعدة على النمو، ومادة «BETA2» التى يتم استخدامها لتحسين الأداء وتستخدم فى الأساس لعلاج حالات الربو.

وهناك مركبات أدوية أخرى مسموح بتناولها فى حالة عدم لعب البطولات لكن يحظر تناولها أثناء البطولات كالأدوية التى تحتوى على هرمونات التحول الغذائى لزيادة سرعة الحرق، فضلاً عن مدرات البول وما يشابهها من عقاقير قد تحتوى على مركب واحد منها، وتشمل نفس القائمة بعض الغازات المحفزة مثل النيكوتين والكافيين لمنع اللاعبين من تناول مشروبات الطاقة المنتشرة بين الشباب والكبار، وكذلك المهدئات وبعض المخدرات كالهروين والحشيش والماريجوانا، وبعض الأدوية العلاجية وعلى رأسها الكورتيزون وأدوية إيقاف دقات القلب والأخيرة هى النوع الثالث بقائمة المحظورات على ألعاب معينة وهى الرماية وسباقات السيارات والبلياردو ورمى السهم والجولف والرماية والتزلج والتزلج على الجليد والرياضات تحت الماء كونها تساعدهم على طول مدة التنفس وتساعد الرماة على الدقة، لأنها تقلل سرعة ضربات القلب فتمنحهم الهدوء المطلوب لدقة التصويب.

وحددت قائمة المحظورات طرق التعاطى والمتمثلة فى الدخول عن طريق الدم، أو بطرق كيميائية وفزيقية أو عن طريق نقل الجينات والهندسة الوراثية.

المادة المحظورة تضرب العالم.. وتجرد الأمريكي "آرمسترونج" من ألقابه

اللاعب فى اعترافاته: من المستحيل الفوز بدورة فرنسا دون منشطات.. واستهلاكها لن ينتهى

حالات انتشار عقار الترامادول بين الرياضيين ليست محلية فقط وإنما عالمية أيضاً، حيث تعرض فريق سكاى الإنجليزى للدراجات لفضيحة من العيار الثقيل خلال عام 2014 وفقاً لما أعلنه الكندى ميشيل بارى، لاعب الفريق، الذى اعتزل فى عام 2012، وكشف فى العام الماضى أن المسئولين عن الفريق كانوا يمنحونهم عقاراً قانونياً لزيادة الفاعلية فى المنافسات وهو الترامادول الذى يترك آثاراً سلبية على اللاعبين بعد ذلك وفقاً لما نشرته صحيفة «جارديان» البريطانية.

ويضم فريق سكاى للدراجات اثنين من أشهر الدراجين عالمياً وهما برادلى ويجنز وكريس فروم متصدرا الترتيب العام لسباقات الدراجات عالمياً، إلا أن مسئولى الفريق أنفسهم خرجوا لتكذيب لاعبهم السابق ميشيل بارى وقالوا إن اتهاماته باطلة، وإنهم يطالبون الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات بإدراج عقار الترامادول ضمن المواد المحظورة دولياً حتى يعاقَب كل من يستخدمه لأنهم يعانون فى المباريات من استخدام المنافسين لهذا العقار ولا يمكن إثباته لعدم إجراء تحاليل عليه.

وقال متحدث باسم فريق سكاى تعليقاً على تلك الواقعة: «نحن لا نعطى اللاعبين عقار الترامادول لتحفيزهم فى المنافسات، وإنما نعطيه لهم فى الحالات الطارئة عند الإصابات، فنحن على علم بأنه له آثار جانبية، مثل الدوخة والنعاس، ويمكن أن يسبب مشاكل لسلامة جميع الركاب، وإذا كان المتسابق لديه ألم شديد ويضطر لاستخدامه فلا ينبغى أن يركب الدراجة أو أى شىء يهدد سلامته وسلامةالراكبين معه».

وأضاف المتحدث: «الترامادول ليس مادة محظورة من قبَل (وادا)، ولكن كان هذا موقفنا الثابت فى الموسمين الماضيين وجميع العاملين فى المجال الطبى واللاعبين على علم بذلك، ويجب أن يُدرج العقار على قائمة (وادا)، ويجب أن يُحظر استخدام أى عقار له آثار سلبية على الرياضيين».

وكان بارى أحد الشهود فى التحقيق الذى أجرته وكالة المنشطات الأمريكية وأسفر عن سقوط الدرّاج الأمريكى لانس آرمسترونج فى فخ المنشطات وتم تجريده من ألقابه السبعة فى دورة فرنسا للدراجات بسبب تناوله المنشطات.

وقال أرمسترونج نفسه لصحيفة لوموند الفرنسية إنه «من المستحيل الفوز بدورة فرنسا دون تناول منشطات»، مشيراً إلى أنه لم يخترع المنشطات وأن استهلاك المنشطات «لن ينتهى أبداً».

من جانبه أكد بارى أنه كان دائم التعرض لإصابات خلال فترة لعبه مع الفريق الإنجليزى وبالتالى حصل على العقار لتسكين الألم بشكل مشروع، لكنه اعترف أيضاً بشعوره بالآثار السلبية للعقار والتى وصفها بأنها كانت أقصى من أن تُحتمل وأنه قد وصل لمرحلة يعتقد أنها إدمان.

فى المقابل نشر موقع «أخبار الدراجات»، وهو أحد أشهر المواقع الإخبارية المهتمة بهذه الرياضة على لسان أحد نجوم اللعبة الذى لم تنشر الصحيفة اسمه، أن بعض الفرق تعطى لاعبيها الترامادول بشكل مستمر لتحسين الأداء فى اللعب فى حين أن البعض الآخر لا يفعل ذلك، وأنه كان يشاهد بنفسه درّاجين يتناولون مواد تحتوى على الكافيين كالقهوة والشاى وبكثرة للتغلب على آثار الترامادول.

وطالب العديد من الدرّاجين فى الفترة الأخيرة بإدراج الترامادول ضمن المواد المحظورة دولياً لسوء استخدامه من البعض، مؤكدين أن وجود نظام «TUE» يضمن استخدامه فى حالات الإصابة فقط، والكشف على الإصابة أولاً وإخطار المنظمة المحلية بالأمر قبل إعطاء اللاعب للترامادول.

"وادا": يجب معاقبة المتورطين لتشجيع "الممارسات المحترمة"

تأسست المنظمة الدولية لمكافحة المنشطات «وادا» فى عام 1999 وأبرمت اتفاقية وافقت عليها حكومات الدولة المرتبطة بالمنظمة بحيث تمكنها من إجراء الكشف على المنشطات بالتعاون مع الاتحادات الرياضية، وتحت إشراف الاتحادات الدولية، وبعد ذلك اكتسبت المنظمة الصفة الدولية وبات من حقها إيقاف اللاعب والاتحاد المسئول عنه.

ومن ضمن بنود الاتفاقية الحدّ من العقاقير أو الوسائل المحظورة المتوافرة للرياضيين باستثناء تلك المستخدمة لأغراض طبية مشروعة، بما فى ذلك إجراءات مكافحة الاتجار، وتيسير عمليات مراقبة تعاطى المنشطات ودعم البرامج الوطنية لإجراء الاختبارات، وحجب الدعم المالى عن الرياضيين وأفراد الأجهزة الفنية لهم إثر انتهاكهم أى قاعدة من قواعد مكافحة المنشطات، أو عن المنظمات الرياضية التى لا تمتثل لأحكام المنظمة.

ومن ضمن أهداف المنظمة أيضاً تشجيع منتجى المكملات الغذائية وموزعيها على وضع «ممارسات محترمة» فى مجال إنتاج وتسويق وتوزيع المنتجات التى قد تحتوى على مواد محظورة، فضلاً عن دعم الجهود الرامية إلى توفير تعليم خاص بمكافحة المنشطات للرياضيين والمجتمع الرياضى بنطاقه الواسع.

إضافة إلى ذلك تؤمّن الاتفاقية آلية لمساعدة الدول الأطراف على إعداد برامج للتعليم والوقاية فى مجال مكافحة المنشطات من خلال صندوق القضاء على تعاطى المنشطات فى مجال الرياضة الذى تتولّى «اليونيسكو» مهمة إدارته، ويتم تعديل قانون الـ«وادا» مرة كل 6 سنوات بما يتناسب مع تطور أساليب المنشطات لأنه فى البداية كان الاتحاد والمدرب مسئولاً عن اللاعب، قبل أن تضع «وادا» المسئولية كاملة على اللاعب.

المعمل المصرى يتنظر الصفة الدولية

تمتلك مصر معمل القوات المسلحة للكشف على المنشطات، التابع لمركز الطب العالمى، ولكن لم يتم اعتماده كمعمل رسمى حتى الآن، حيث لا تعتمد المعامل دولياً قبل تجاوز ثلاث مراحل من الاختبارات والوصول لعدد معين من التحاليل وامتلاك أدوات خاصة، ولم تتجاوز مصر إلا المرحلة الأولى فقط ويتبقى لها مرحلتان، ما يعنى أنه ما زال هناك المزيد من الوقت حتى تستطيع مصر عمل تحاليل بشكل دورى، خصوصاً أن تكاليف إجراء التحليل الواحد تتجاوز الـ4000 جنيه.

ونجح اللواء هشام البرديسى، قائد المركز، مؤخراً فى عمل بروتوكول مع مع برشلونة بإسبانيا للحصول على دعم ببعض المواد والخبرات، وهو ما يسهم فى سرعة تجاوز المرحلتين المتبقيتين لاعتماد المركز دولياً، ويتوقع أن يكون فى مدة لا تقل عن عام ونصف العام.

الأعراض الجانبية لتناول "الترادمادول"