رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

عيون بهية

أصعب شىء فى الحياة أن تكتب عن جزء من روحك، فلا توجد أى كلمات أو مساحة أوراق، أو آبار من الأحبار تكفى لأتحدث عن أمى فى يوم أراه قليلاً جداً عليها مجرد تكريمها فيه فقط، فالابن يجب أن يكرم أمه صباحاً ومساء، بل وكل ساعة، لأنها منبع الحياة من الأساس.

أحمد الله يومياً على نعمة الحياة، وبعدها مباشرة على نعمة وجود أمى، فهى التى تحملت كل شىء من أجلى وإخوتى، وتحملت صعوبات كان من الممكن أن يترك غيرها المركب ويهرب، ولكنها من أجلنا صمدت.

أمى التى غنَّى من أجلها الفنان محمد العزبى «عيون بهية»، ولكنها تمردت على كلمات الأغنية التى تقول «ردى البيبان يا بهية لا فى يوم يظلموكى» لكنها لم تغلق فى يوم بابها لخدمة من حولها، ودائماً ما تؤثر ظلم نفسها على أن يتأذى أى منا، سواء كنت أنا أو إخوتى أو والدى، ولكن انطبق عليها الجزء من الأغنية التى يقول فيه «يا بهية خبرينى ما لهم بيكى اللايمين دى عيونك يا صبية بالحزن مليانين»، الأم عليها الكثير لكنها دائماً ما كانت تضع مصلحة أسرتها التى حافظت عليها فوق كل اعتبار، وفى كثير من الأحيان كنت أرى أعينها حزينة، وهى الأعين التى دائماً ما كانت تسهر لرعاية الأسرة بالكامل. وفى مقطع آخر تقول الأغنية «اللى فى عينيها مالقاش مودة ظلم الصبية» فرغم حالة الحزن أحياناً والإرهاق التى كانت تظهر فى عينيها، والمرض الذى كان يطاردها بسبب إهمالها لصحتها من أجلنا، دائماً ما نجد المودة والرحمة فى عيونها، فهى بالفعل تستحق أن تكون الجنة تحت أقدامها، كما جاء فى معنى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام.

أمى التى تعبت وربت وسهرت وما زالت حتى الآن تتحمل وتتحمل لا تكفى معها كل كلمات الشكر والمديح والغزل التى كتبها الشعراء والأدباء، ولكنها تستحق تمثالاً ليس فى قلبى فقط وإنما فوق رأسى فى ذلك اليوم الذى أعتبره رمزاً فقط لتكريمها الواجب كل ساعة وليس كل يوم، الأم النفس الذى يمنحك الحياة، فهى مَن ورد فى الأثر عنها: «إذا ماتت الأم نزل ملك من السماء يقول: يا ابن آدم، ماتت التى كنا نكرمك لأجلها، فاعمل لنفسك نكرمْك». ففى الوقت الذى مرضت فيه أمى بالفيروس الكبدى اسودت الدنيا فى وجهى، ولكنها كانت قوية وما زالت «بهية» تنشر السعادة فى داخلنا جميعاً، وتشع نوراً فى أسرة بأكملها أعانها الله عليها.

فى هذا اليوم أتمنى أن تكون أمى سعيدة مدى حياتها ويبارك الله فى عمرها، ويمنحها شفاء لا يغادر سقماً، وأن تكون دائما السند والراحة والطمأنينة التى أحصل عليها من حضن نحتاج إليه دائماً، وليس فى وقت من الأوقات، لأنها حياتى فى كل لحظة قلبى ينبض فيها.