رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

"الوطن سبورت" يرصد خطط "التنين الصيني" للسيطرة على كرة القدم في العالم

10:57 ص | الأحد 07 فبراير 2016

دخلت الصين بقوة فى سوق كرة القدم العالمية، ليبدأ «التنين» الصينى فى فرض نفوذه على مملكة كرة القدم فى العالم، والتى تأخرت لسنوات طويلة فى نظر المسئولين عن الكرة فى الصين، والذين وجدوا أن عام 2016، هو عام الانطلاق الحقيقى للكرة الصينية لآفاق أكبر من الدورى الصينى للمحترفين، الذى انطلق عام 2004، وبعد عامين فقط من تأهل المنتخب الصينى لمونديال 2002، الذى أقيم فى كل من كوريا واليابان.

ووضعت الصين استراتيجية متعددة الأذرع للسيطرة على كرة القدم حول العالم، سواء من الجوانب الاقتصادية، أو من الجوانب الفنية عن طريق استقطاب العديد من لاعبى كرة القدم أصحاب الأسماء البارزة حول العالم، أو التسويق للاعبين الصينيين فى الملاعب الأوروبية. ووفقاً لسياسة الدولة الصينية الحديثة، فإن التعامل مع مجال الرياضة عامة وكرة القدم خاصة، بات هو الشاغل الأول للمسئولين فى الصين، وظهر أن الحديث عن تطور كرة القدم الصينية لم يعد مقتصراً على أعضاء اتحاد الكرة الصينى فقط، أو مسئولى الأندية، ولكنه تطور ليصبح خطة كاملة متكاملة من كل أركان الأمة الصينية، تضمن للقطار الصينى السريع، أن يصل إلى محطة كرة القدم، بعد أن تخطى محطات التعليم والصناعة والتجارة والاقتصاد والقوة العسكرية، وبدأت الصين فعلياً فى تفعيل خطوات السيطرة على كرة القدم العالمية، وجذبت الصين أنظار الجميع فى الأيام القليلة الماضية، بعد أن أبرمت الأندية الصينية العديد من الصفقات المدوية بلاعبين من أصحاب المستوى الرفيع فى أوروبا، إلا أن الأمر لا يقتصر فقط على ضم لاعبين كبار للدورى الصينى، ولكنه امتد لفرض سيطرة على الدوريات الأوروبية، و«الوطن» ترصد طرق الصين للانتشار كروياً حول العالم والسيطرة على اللعبة الشعبية الأولى خلال السنوات المقبلة.

سياسة الرئاسة: مدارس الموهوبين فى كرة القدم "لعبة وحرفة"

بدأت التحركات الصينية الفعلية للنهوض بكرة القدم فى أرض «المليار» نسمة بتوجيهات مباشرة من الرئيس تشى جين بينج، الذى وضع كرة القدم على رأس اهتمامات الدولة فى ظل سعى الصين للانتشار عالمياً عبر جميع المجالات، وأشرف بنفسه على خطوات نهضة كرة القدم الصينية.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الحكومة الصينية نفسها بدأت فى اتخاذ إجراءات مجتمعية من أجل النهوض بكرة القدم الصينية، التى باتت أداة مهمة للنظام الصينى، بعد أن كانت الثقافة السائدة هى تعليم الأبناء حرفة عوضاً عن ممارسة الرياضة عامة وكرة القدم خاصة، باتت الحكومة فى إنشاء مدارس متخصصة لكرة القدم، على غرار مدارس «الموهوبين»، لكى تقنع الآباء بالسماح لأبنائهم بلعب كرة القدم، بالإضافة للدراسة وتعلم الحرف المطلوبة فى المجتمع الصينى.

وأشارت bbc فى تقرير لها عن كرة القدم الصينية، إلى أن الطفرة التى ستشهدها كرة القدم فى البلد الأكثر تعداداً على مستوى العالم لن تتوقف فى الوقت الحالى، وأن الصين بصدد إصدار حزمة من القرارات والقوانين وحملات التوعية لحث المواطنين على تشجيع أبنائهم على ممارسة كرة القدم بصورة احترافية، سواء بإلحاقهم بمدارس الموهوبين، التى تضمن للطفل ممارسة كرة القدم بجانب التعليم الأكاديمى أو الحرفى، أو تشجيع أبناء الطبقات الراقية على التحاق أبنائهم بأندية كرة القدم المعتمدة، وبدأت الأندية بالفعل بالاشتراك مع الحكومة الصينية الانتشار فى جميع أنحاء الصين عن طريق المدارس والأكاديميات، لتوسيع رقعة الممارسة، ومضاعفة أعداد الممارسين لكرة القدم فى الصين، لتفريخ أجيال يمكنها الاحتراف فى أوروبا خلال الفترة المقبلة، وهو ما حدث عندما دشن نادى جوانزو أكاديمية لكرة القدم بمشاركة ريال مدريد الإسبانى، لتصبح أكبر أكاديمية لكرة القدم حول العالم.

كما أطلقت الصين مشروعاً قومياً، لخلق منافسة بين «مدارس الموهوبين» والمدارس الأكاديمية العادية، لنشر كرة القدم، ووضعت هدفاً محدداً هو الحصول على 25 ألف لاعب كرة قدم ناشئ بحلول عام 2017.

وجاءت القرارات الأخيرة بعد دراسة التجارب السابقة للبلدان المجاورة، التى اهتمت بالجانب الاحترافى فقط، والأندية الكبرى وأهملت القاعدة المجتمعية، وهو ما تسعى التجربة الصينية لتفاديه فى نهضتها المقبلة فى كرة القدم.

التجربة البرتغالية: شركة إضاءة تشترط ضم لاعب صينى

وضعت الصين يدها على نقطة جديدة فى عالم التسويق لكرة القدم، بعد أن بدأت فى استقدام النجوم لصفوف الفرق الصينية بدأت تعمل على غزو الملاعب الأوروبية باللاعبين الصينيين، لزيادة خبراتهم واحتكاكهم بنظرائهم فى أوروبا.

وكانت شركة «ليدمان»، المتخصصة فى إنتاج المصابيح الكهربائية «led»، سباقة فى وضع مصلحة كرة القدم الصينية بجانب الاعتبارات الاقتصادية، بعد أن قامت الشركة بتوقيع عقد رعاية للدورى البرتغالى للدرجة الثانية، فى خطوة مفاجئة للكثيرين نظراً لأنه دورى غير مربح اقتصادياً، إلا أن الهدف الأساسى من التعاقد ظهر بعد أن وضعت الشركة شرطاً فى التعاقد مع رابطة الأندية المحترفة فى البرتغالى قضى بأن تضم أكبر 10 فرق مشاركة فى دورى الدرجة الثانية لاعباً صينياً على الأقل، لتضمن الصين بداية من الفترة المقبلة 10 لاعبين على الأقل فى دورى الدرجة الثانية البرتغالى، الذى يضم فرق الرديف لكل من أندية بورتو وبنفيكا وسبورتنج لشبونة، وسبورتنج براجا، وهى المرحلة الثانية لتسويق الصين لكرة القدم، بعد أن انتفضت الصين على المستويين الاقتصادى والعسكرى، وعلى مستوى الألعاب الأخرى.

وتضم الصين العديد من اللاعبين الذين سبق لهم خوض تجارب فى الملاعب الأوروبية، مثل شاو جياى الذى سبق أن مثّل فريق ميونيخ 1860، وجيو جوان مينج الذى مثل فريق دارمشتاد فى ألمانيا، وتشانج شى تشى الذى انضم لفولفسبورج الألمانى فى يناير 2015، كما ضم نادى مانشستر يونايتد الإنجليزى لاعباً صينياً فى الفترة من 2004 حتى 2008، وهو اللاعب دونج فانتشو، وتأتى رغبة الصين فى وجود أكثر من لاعب بأوروبا بعد فشل وجود لاعب واحد فقط بالأندية الكبرى فى فرض السيطرة للدولة الآسيوية فى ملاعب القارة العجوز.

السياسة الاقتصادية: 864 مليار إسترلينى لفرض السيطرة الكروية

امتدت السياسة الصينية للسيطرة على كرة القدم لتشمل خطة اقتصادية عظمى، تشارك فيها كبرى الشركات الصينية والكيانات الاقتصادية، التى بدأت الدخول فى سوق المال والأعمال فى أسهم الأندية الأوروبية الكبرى.

وأكد سيمون تشادويك، الأستاذ فى كلية إدارة الأعمال فى جامعة كوفنترى، فى تصريحات لشبكة «bbc» أن الصين تريد أن تكون مسيطرة وناجحة فى كل شىء تقوم به، والشىء الذى لا يجيدونه حالياً هو كرة القدم، فالصين تريد أن ترتقى إلى مركز تنال فيه احتراماً عالمياً باعتبارها جزءاً من المجتمع الدولى لكرة القدم.

وشدد «تشادويك» على أن الصين وضعت خطة لتمتلك صناعة لكرة القدم بقيمة 864 مليار جنيه إسترلينى بحلول عام 2025، أى بعد 10 سنوات من أول تحرك فعلى نحو سوق كرة القدم العالمية والأوروبية.

قبل أن يضيف الأستاذ الإنجليزى أن امتلاك أسهم فى الأندية الأوروبية يمنح الصين صوتاً مسموعاً داخل الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «ويفا»، يمكن الاستفادة منه عندما تتخذ القرارات بشأن أماكن تنظيم البطولات المستقبلية لكأس العالم.

ووفقاً لحديث «تشادويك»، فإن الاستثمارات الصينية بدأت تتخذ منحى أكثر سيطرة على الأندية الأوروبية الكبرى، آخرها استحواذ مجموعة «CMC» الاقتصادية الكبرى على ما يقرب من 13% من أسهم نادى مانشستر سيتى الإنجليزى، وهو ما يكشف رغبة الصين فى أن تكون صاحبة نفوذ فعال فى سوق الكرة الأوروبية.

"سوبرليج" قبلة نجوم الكرة حول العالم

بدأت الصين منذ فترة فى استخدام الطريقة الأقدم لتسليط الضوء على أى بطولة دورى وليدة لكرة القدم، وهى الطريقة التقليدية عن طريق استقطاب نجوم على مستوى عالٍ للعب فى الدورى الصينى، إلا أن ما يميز التجربة الصينية هى التعاقد مع لاعبين ما زالوا فى قمة العطاء، وليسوا على مشارف الاعتزال مثلما فعلت أمريكا واليابان وبعض دول الخليج من قبل، ووضعت الصين فى مقابل ذلك أرقاماً فلكية سواء فى قيمة التعاقد أو الراتب السنوى للاعب نفسه، ونجحت الصين فى اجتذاب لاعبين من الطراز العالى، أمثال ديديه دروجبا ونيكولا أنيلكا، وسيدو كيتا والبرازيلى روبينيو، الذى انضم لصفوف فريق جوانزو إيفرجراند فى يونيو الماضى مقابل مليون يورو شهرياً، قبل أن يفسخ تعاقده مع النادى، بالإضافة للمدير الفنى الإيطالى مارتشيلو ليبى بطل العالم 2006، الذى قاد فريق جوانزو الصينى لتحقيق لقب دورى أبطال آسيا والمشاركة فى بطولة العالم للأندية، استمرت الصين على نفس السياسة، بعد التعاقد مع النجم الإيطالى فابيو كانافارو لتدريب جوانزو خلفاً لمارشيلو ليبى، ثم التعاقد مع البرازيلى المخضرم لويس فيليبى سكولارى بطل العالم مع المنتخب البرازيلى عام 2002، الذى استقدم البرازيلى باولينيو من توتنهام الإنجليزى مقابل 13 مليون يورو، ليستمر زحف اللاعبين أصحاب المسيرة الطويلة فى أوروبا لدورى «التنين»، أو دورى «سوبر ليجا» الصينى، وكان آخرهم الإيفوارى جيرفينيو الذى انتقل من روما لفريق هيبى فيرتونا الصينى مقابل 15 مليون يورو، فى الوقت الذى اقترب فيه البرازيلى راميريس لاعب فريق تشيلسى الإنجليزى للانضمام لصفوف جيانجسو مقابل ما يقرب من 33 مليون يورو، فى صفقة قياسية، حطمها المهاجم الكولومبى جاكسون مارتينيز، الذى انضم لصفوف جوانزو مقابل 42 مليون يورو، وكان النادى نفسه ضم البرازيلى «أليكسون» مطلع الموسم الحالى مقابل 17 مليون يورو، قبل أن يصل سباق الأسعار فى الصين لمستوى جنونى، بعد أن انتقل اللاعب البرازيلى أليكس تيكشيرا إلى صفوف جيانتسو مقابل 50 مليون يورو، ليصبح أغلى لاعب فى تاريخ الدورى الصينى، مقبلاً من شاختار دونستك الأوكرانى، وتولى إدارة الأندية الصينية اهتماماً كبيراً باللاعبين البرازيليين، حيث يضم الدورى الصينى ما يقرب من 140 لاعباً برازيلياً بين صفوف الأندية المشاركة فيه.

تعليقات الفيسبوك

خريطة صفقات الزمالك الجديدة.. أزارو وهداف الدوري

الأكثر قراءة

صفقات الأهلي الجديدة في الميركاتو.. مفاجآت بالجملة