رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

"شطة": كنت أصر على الصيام خلال المباريات رغم غضب هيديكوتي.. وفطرت سهواً فانبسط المدرب

02:03 م | الإثنين 12 يونيو 2017
"شطة": كنت أصر على الصيام خلال المباريات رغم غضب هيديكوتي.. وفطرت سهواً فانبسط المدرب

"شطة": كنت أصر على الصيام خلال المباريات رغم غضب هيديكوتي

نقلا عن العدد الورقي

لاعب الاهلي السابق: في السودان كنا بنتجمع في الشارع وكل واحد يجيب أكل معاه

ذكريات كثيرة يضمها عقل وقلب المخضرم عبدالمنعم مصطفى «شطة»، لاعب الأهلى السابق، ورئيس اللجنة الفنية بالاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف»، فى شهر رمضان، يتذكر شطة الكثير عن الشهر الكريم، وكذلك أسرار قدامى لاعبى الأهلى الخاصة مع مدربهم الشهير المجرى ناندور هيديكوتى، وما كان يحدث بينهم من حكايات ومشكلات حول الصيام، ولعب المباريات.

من الذكريات الرمضانية التى لا ينساها «شطة»، إصرار «هيديكوتى» على عدم صيام اللاعبين فى الفترة التى تولى فيها تدريب الفريق بداية السبعينات من القرن الماضى، ما تسبب فى مشكلات متعددة حول هذا الأمر بين المدرب وعناصر الفريق، ويقول «شطة»: «المجرى ناندور هيديكوتى كان يطلب منا أن نفطر فى شهر رمضان، ويصر على ذلك خصوصاً أن معظم المباريات كانت تقام نهاراً، منا من كان يلتزم بكلامه، وهناك من كان يصر على موقفه فى إتمام صومه مهما كلفه ذلك الكثير داخل الفريق، وأتذكر أن أغلب اللاعبين كانوا يفطرون».

وتابع «شطة»: «هيديكوتى كان يستبعد أى لاعب يعرف أنه صائم من التشكيل، لأنه كان يرغب فى الفوز دائماً، وكنت أصوم فى السر، وأتظاهر أمامه أننى فاطر وأننى أتناول الطعام دون أكل أى شىء، ورغم الصيام كنت أقدم أداء جيداً، وفى مباراة ما لا أتذكرها، استبعدنى هيديكوتى بعدما علم أننى صائم وذلك بعد فترة طويلة من خداعه، ولن أنسى هذا الموقف رغم مرور سنوات طويلة، حيث تم استبعادى ووضعنى بين البدلاء، لكن حدث أن شاركت وتألقت ونجحت فى صناعة تمريرة صنعت الفوز للفريق فى وقتها».

يواصل «شطة» ذكرياته عن «هيديكوتى» فيقول إنه رغم إصراره على إفطار الفريق فى المباريات الأفريقية، إلا أنهم كانوا يحاولون الصيام، لكنهم كانوا يضطرون أحياناً للإفطار لمشقة اللعب فى أدغال أفريقيا، إلى جانب أن كلاً منهم كان يسعى للحفاظ على مكانه فى التشكيل الأساسى، والتفريط فى فرصة اللعب كان معناه ضياع الفرصة وحصول غيره عليها «على مستوى مركزى كانت هناك أسماء من العيار الثقيل فى مركزى مثل مختار مختار، وطاهر الشيخ»، يتذكر «شطة» واحداً من المواقف الطريفة التى مر بها خلال شهر رمضان فيقول: «كنت ألعب وأنا صائم، وعند إصابة أحد اللاعبين خرج الجميع لتناول المياه خلال توقف المباراة، فشربت معهم ناسياً، وأكلمت صيامى وهذا الموقف الذى حدث سهواً أقنع المدرب أكثر أننى أنفذ تعليماته ولا أصوم مثل بعض اللاعبين».

ويواصل لاعب الأهلى والسودان السابق: «أتعجب من عدم صوم بعض اللاعبين حالياً رغم اختلاف الظروف عن زمننا، فى أيامنا كانت هناك مشقة كنّا نتدرب صباحاً والمباريات عصراً بسبب عدم وجود إضاءة، ورغم ذلك كنا نتمسك بالصيام، أما الآن فأصبحت المباريات والتدريبات ليلاً ولا معنى للحصول على رخصة خاصة لعدم الصوم».

ولا تقتصر ذكريات «شطة» فى رمضان على وجوده كلاعب، بل شهدت فترة عمله فى التدريب العديد من المواقف يقول عنها: «وأنا مدرب كنت أحرص أن يكون المران قبل الإفطار بقليل، حتى يتمكن اللاعب من تناول الإفطار بعد المران مباشرة فلا يشعر بالعطش والمشقة، وكل ذلك يأتى بسب شعورى بالتعب حينما كنت لاعباً، فكنت أذهب للمران والكلية قبل الإفطار ثم أعود للراحة قليلاً قبله لكى أواصل التدريبات».

ويكشف «شطة» عن عشقه للمأكولات الرمضانية التى لا تخلو منها السفرة السودانية، ومنها وجبة الكسرة السودانى مع البامية والملوخية وسلطة الزبادى والمأكولات السودانية الخاصة بجانب جميع أنواع السلاطات، أما عن المشروبات فيقول «شطة» إنه يعشق مشروب الآبْرِى، والكركديه، فضلاً عن مشروب «القُنْقُليز» الذى يقول إنه يأتى من شجرة التبلدى والتى تحتوى ثمرتها على زيت تمر هندى يروى العطش، مشيراً إلى أن كل تلك المشروبات ما زالت تأتى له من السودان لاهتمامه بها رغم وجوده بمصر فى أكثر أوقاته.

ويفتقد «شطة» فى الشهر الكريم والده ووالدته، رحمهما الله، بالإضافة إلى أقاربه وأصدقاء الطفولة، فيقول: «تزوجت مصرية، وأعيش فى القاهرة لظروف عملى، ومعى أولادى الثلاثة محمد ومريم وآية وحفيدتى حرية، وأتذكر وأنا فى السودان كنا نتجمع فى رمضان فى الشارع، كل واحد يأتى بالطعام الخاص به ونجلس معاً لتناوله ونحن جلوس على الأرض فى تكافل وتعاون بين الجميع، وهى أجواء سودانية لا تجدها فى أى مكان آخر وقد يكون هناك شىء ما قريب منها فى الأرياف المصرية، رمضان فى السودان له مذاق خاص».