رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

من سيلفيو برلسكوني لرئيس الزمالك... مرحبًا بك في دوامة الفشل

03:41 ص | الخميس 27 يوليو 2017
من سيلفيو برلسكوني لرئيس الزمالك... مرحبًا بك في دوامة الفشل

سيلفيو برلسكوني رئيس نادي ميلان الإيطالي السابق

يعيش نادي الزمالك واحدة من أصعب فتراته في السنوات الأخيرة، فالفريق حل ثالثاً في جدول ترتيب الدوري العام للموسم المنصرم، وودع بطولة دوري أبطال أفريقيا من الدور ثمن النهائي بعد أن كان وصيفًا الموسم الماضي، والآن وضع الفريق كلتا قدميه تقريبًا خارج البطولة العربية، بعد هزيمة أمام العهد اللبناني، ليعيش جمهور الفارس الأبيض في سيناريو مخيف بعودة السنوات العجاف مرة أخرى، خاصة مع توالي الأحداث في البيت الأبيض الساعات الأخيرة.

الوضع في الزمالك يتواصل للموسم الثاني، لكن بشكل أكبر ويتفاقم بشكل أسرع، فأكبر الأندية الأفريقية، يهاب المدربين الأجانب والمصريين تدريبه خوفًا من مقصلة رئيسه، الذي لا يكل ولا يمل في إقاله المدربين الواحد تلو الآخر، الأمر ذاته حدث مع فريق يمتلك عراقة الزمالك، وهو ميلان الإيطالي الذي دخل دوامة من التخبط لمدة ست سنوات عانى فيها الجميع بسبب رئيس النادي ورئيس وزراء إيطاليا الأسبق سيلفيو برلسكوني.

الإيطالي ساهم في 31 عامًا، بجعل الفريق واحد من أفضل الفرق العالمية، وجعله الفريق الأكثر تتويجًا في العالم، لكن بعد تحقيق لقب الدوري موسم 2010-11، بدأ الفشل يأكل في جسد الفريق، لينتهى المطاف ببيع النادي من أجل استعاده بريقه وأمجاده المفقودة.

برلسكوني ورئيس الزمالك وجهان لعملة واحدة... الثنائي يتدخل في التشكيل ويدير النادي كأنه الرئيس والمدير الفني وفي بعض الأوقات تشعر أنه لو يستطيع أن يشارك كلاعب فليفعلها، الثنائي يتدخل في تشكيل المباريات، يقيل المدربين ضاربًا بذلك عرض الحائط باستقرار الفريق، ودائمًا ما ينسب الفضل لنفسه بتحقيق الألقاب.

برلسكوني تدخل أكثر من مرة في تشكيل الروسونيري، حيث أطاح البرازايلي بليوناردو بسبب عدم الاستماع لتعليماته، كما كان يرفض حضور المباريات بسبب عدم انصياع البرازيلي لأوامره بخصوص بعض الخطط التي يراها الرئيس على هواه، أما المدير الفني الإيطالي ماسيمليانو أليجري كان سعيدًا بالفوز على برشلونة بهدفين نظيفين في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا 2013، بعد أن تدخل الرئيس قبل اللقاء معطيًا له وللفريق بعض التعليمات والخطط والأمر قد نجح في النهاية.

لتتم إقالته في الموسم التالي، بسبب قيام برلسكوني بيع والاستغناء عن أغلب عناصر الفريق الأساسي الاعتماد على لاعبين ليسوا بقيمة ومقدار الميلان والحجه "مشروع الاستفاده من مواهب شباب ميلان"، ليتبعه ثلاث مدربين الهولندي كلارنس سيدروف والإيطالي فيلبيو إنزاجي والصربي سينيسا ميهايلوفيتش والنتيجة واحده الإقالة بسبب سوء النتائج ورفضهم التدخل في شئون الفريق، وبالتالي تحقيق المراكز 10 و8 و7على الترتيب.

حتى مع المدير الفني فيتشينزو مونتيلا، الذي قاد الفريق للعودة للمسابقات الأوروبية، لم يسلم الموسم الماضي من تدخلات برلسكوني، حتى أنه برلسكوني كان يهدد بإقالته في منتصف الموسم بسبب عدم الانصياع لأفكاره في بعض المباريات، في النهاية فقد النادي جزء كبير من هيبته بسبب تدخل رئيس النادي المبالغ فيه، في الصفقات وتشكيل مباريات وأسماء المدربين الذين لا يحظون بالخبرات، لتدريب فريق كبير كميلان، ليظل هو الرقم واحد كمسمى دون النظر لأسم النادي، الذي بدأ يستعيد عافيته مع الملاك الصينين الجدد.

الأمر ذاته يحدث مع نادي الزمالك من خلال رئيسه، الذي يرى أن شهرته أكبر من اللاعبين، لدرجة أن الجمهور يفضل التقاط الصور معه بدلاً من اللاعبين، وهو الذي قاد الزمالك بأفكاره للجمع بين لقبي الدوري والكأس بعد غياب طويل، وهو الذي يجلب الصفقات الجديدة للفريق بنفسه ويتدخل في التشكيل والفريق ينجح في الفوز عندما يتم تطبيق افكاره دون الرجوع للمدرب، من أجل تأمين مقعده في انتخابات أخر العام، ليبدأ الزمالك في سلسلة جديدة من فقدان ذاته والعودة مرة أخرى لسنوات نساها عدد كبير من جمهوره تخبط فيها الفريق سابقًا، فهل يكون الموسم الحالي هو بداية دوامة الفشل، لا نعرف متى تنتهي أمام يبعد رئيس الزمالك نفسه عن الفريق من أجل عودة الفارس الأبيض لمكانته مجددًا.