فريق الإسماعيلي عام 1969
لقب تاريخى بكل ما تحمل الكلمة من معنى، مباراة للتاريخ تزين قلعة النادى الإسماعيلى، بل تزين القارة السمراء والكرة المصرية جمعاء، مشهد بهيج فى استاد القاهرة الدولى، حيث مواجهة الدراويش والإنجلبير «مازيمبى الكونغولى حالياً»، ولقطات نادراً ما تحدث حينما كان الجميع شاهداً على تشجيع جمهور الأهلى النادى الإسماعيلى، بطل أفريقيا فى ذلك الوقت، ولوحة عظيمة رسمتها جماهير القلعة الحمراء مع غيرها من الجماهير المصرية فى استاد القاهرة، ليحقق «برازيل مصر» الفوز على الفريق الكونغولى ويحقق لقب دورى أبطال أفريقيا لأول مرة فى تاريخ الأندية المصرية.
الإسماعيلى فى يوم 21 ديسمبر لعام 1969 بذهاب نهائى بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى موسم 69 - 70 بالعاصمة الكونغولية، كينشاسا، كان عائداً بتعادل إيجابى ثمين (2-2) أمام الإنجلبير، وسجَّل هدفى الإسماعيلى سيد عبدالرازق بازوكا وهنداوى.
فى الساعة الثانية والنصف ظهر يوم التاسع من يناير عام 1970 كان استاد القاهرة الدولى، الذى امتلأ عن آخره وحضره أكثر من 130 ألف مشجع، على موعد مع التاريخ باستضافة لقاء الإسماعيلى بطل مصر فى مباراة الإياب أمام ضيفه بطل زائير «الكونغو حالياً»، وهو الإنجلبير، الذى كان فى ذلك الوقت أفضل نادٍ فى أفريقيا، حيث احتفظ بلقب البطولة فى النسختين السابقتين وكانت هذه المرة الثالثة له على التوالى فى النهائى.
لكن قبل يوم واحد على انطلاق المواجهة، قام الدكتور صفى الدين أبوالعز وزير الشباب، يرافقه سعد زايد رئيس اتحاد الكرة، بزيارة للاعبين لتحفيزهم على تحقيق الفوز، كما أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ونظراً للضغط الجماهيرى الذى تعرّض له، قرر إذاعة اللقاء، ثم إعادة إذاعته فى الساعة الخامسة، وذلك فى سابقة تحدث للمرة الأولى فى مصر.
بدورها، قررت هيئة النقل العام تخفيض قيمة تذاكر المواصلات خصيصاً فى ذلك اليوم، إضافة لتشغيل ثلاثة خطوط إضافية، بهدف استيعاب تكدس الجماهير التى حضرت اللقاء، وقبل انطلاق المباراة بأيام قليلة نفدت كافة تذاكر اللقاء، ورغم ذلك طالب أكثر من خمسين ألف مشجع آخر بحضور اللقاء، ولكن الجهات الأمنية قامت بمنعهم، خشية حدوث أية مشكلات.
كتيبة الدراويش وقعت تحت ضغط عصبى قبل بداية المباراة، نظراً لإلغاء الوقت الإضافى، وفى حال تعادل الفريقين كانت ستقام مباراة فاصلة بينهما يوم 11 يناير، إلا أن أبطال «السمسمية» رفضوا أن يعيدوا كل هذه الجماهير لبيوتها حزينة، وذلك بعدما نجح الإسماعيلى فى الفوز على بطل زائير بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، أحرزها كل من على أبوجريشة (هدف) وسيد عبدالرازق بازوكا (هدفين)، بينما سجل هدف الإنجلبير الوحيد المهاجم موليندا، ليصبح أول نادٍ عربى وأفريقى يحصد اللقب الأغلى والأشهر بقارة أفريقيا.
بالعودة للوراء العديد من السنوات، نجد أن أهم عامل ساهم فى تتويج الإسماعيلى بالبطولة هو ثبات التشكيل، حيث اعتمد الجهاز الفنى على مشاركة 13 لاعباً فقط بالبطولة، وهم: حسن مختار حارس المرمى الذى شارك فى جميع المباريات التى بلغ عددها 8، والسنارى خاض 8 مباريات، وحودة 8 مباريات، والراحل ميمى درويش 8 مباريات، وأمين إبراهيم 8 مباريات، ونصر السيد 8 مباريات، وسيد حامد 8 مباريات، وأنوس 3 مباريات، وعلى أبوجريشة 8 مباريات، وسيد عبدالرازق بازوكا 8 مباريات، وهنداوى 3 مباريات، وريعو 5 مباريات، وأميرو 5 مباريات.
كما أن الدراويش كان لديهم جهاز فنى قوى، إذ تكوّن أعضاء الجهاز الفنى الحاصل على اللقب من: على عثمان «مدير فنى»، وصلاح أبوجريشة وممدوح خفاجى «مساعدين»، والراحل إبراهيم الهجان «إدارى»، والدكتور حسين شاهين «رئيس الجهاز الطبى»، وزكى سالم «مدلك».
وكان هدافو الإسماعيلى بالبطولة: على أبوجريشة نال لقب هداف البطولة برصيد 8 أهداف، وأحرز سيد عبدالرازق 6 أهداف، وأميرو 4 أهداف، وهنداوى هدفين، وسجل كل من أنوس والسنارى هدفاً واحداً، كما أن الدراويش خاضوا 8 مباريات بالبطولة، حققوا خلالها الفوز فى 5 وتعادلوا فى 3، ولم يهزموا فى أى لقاء، وسجلوا 22 هدفاً واستقبلت شباكهم 9 أهداف فقط.
ومنح الراحل عثمان أحمد عثمان، رئيس النادى وقتها، عقب الفوز مكافأة مادية تقدر بمائة وخمسين جنيهاً لكل لاعب، وخمس شهادات استثمار، فضلاً عن موافقة محافظة القاهرة على تخصيص راتب شهرى لكل لاعب قيمته خمسة جنيهات، كما قامت شركة مصر للتأمين بإعطاء كل لاعب بوليصة تأمين لمدة عام تقدر بخمسة آلاف جنيه، وذلك فى حال تعرُّض أى لاعب للإصابة.
وقامت اللجنة الأولمبية المصرية بتسليم رئيس النادى مبلغ ألف جنيه دفعة واحدة، تقديراً رمزياً من اللجنة، وتأكيداً لأهمية الفوز على الصعيد الدولى فى قطاع البطولة.
تعليقات الفيسبوك