رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

تدريس منهج «صلاح» وطريقة «كوبر» سر النجاح

 الحلم بات حقيقة، ووصل المنتخب الوطنى إلى المونديال بعد مشوار صعب تحت قيادة هيكتور كوبر، الذى تحمّل حملات تقطيع لا يطيقها بشر منذ توليه مهمة قيادة المنتخب المصرى، بسبب طريقة اللعب الدفاعية، وأسلوب اللعب التى وصفها البعض بأنها قميئة.

ولكن المفاجأة أن المنتخب الوطنى ما كان ليصل إلى كأس العالم إلا بهذه الطريقة التى اعتمدت على الواقعية، بعدما اختبر المدرب الأرجنتينى المخضرم أكثر من شكل فى أول مباراتين، درس خلالهم قدرات المنتخب وعرف إمكانات اللاعبين وحدد الطريقة التى ستحقق الهدف المنشود والمكتوب فى عقده، وهو التأهل لنهائيات كأس العالم، ومن قبلها الصعود للمونديال، وهى أشياء غائبة منذ سنوات.

الأهم أن واقعية «كوبر» اعتمدت على خطة، سواء اتفقنا أو اختلفنا عليها، ولكن بالتأكيد هى أفضل من أن تسير بلا خطة، أو الطريقة التى كنا نسير عليها من قبل، وهى «ربنا يكرمكم يا أولاد شدّوا حيلكم».

بالتأكيد ربنا سيكون معنا ونحتاج للدعوات، ولكن أين ما نفعله؟ والمجهود المبذول من جانبنا سواء لوضع خطة واستراتيجية للسير عليها، أو متابعة تنفيذها وتوفير الإمكانات اللازمة لنجاح تلك الخطة، وهذه الطريقة هى السبيل الوحيد إذا كنا نريد رِفعة هذه الأمة، بأن نعمل ونجتهد ونوفر الأجواء المناسبة للنجاح، ثم ننتظر النتائج، وليس بأن نبحث عن النتيجة بالنية والدعوات، الذى يتحول صاحبها فى النهاية إلى عالة وشخص فاشل.

وأكبر مثال على ما نتحدث عنه، هو البطل محمد صلاح، الذى تحول إلى أسطورة مصرية بعدما قاد المنتخب بمفرده للتأهل إلى المونديال وتحقيق حلم غاب 28 عاماً، وفشل فيه أجيال كثيرة منذ عام 1990 وحتى الآن، رغم أن بعضهم كان أفضل منه فنياً، ولكن «صلاح» اعتمد على التخطيط السليم بدايةً من خروجه إلى بازل، ثم الهدية التى قدمها البرتغالى جوزيه مورينيو للمصريين على طبق من ذهب بالتعاقد مع «صلاح» فى تشيلسى الإنجليزى، ليظهر أمام العالم، وينتقل بعدها إلى فيورنتينا الإيطالى الذى منحه الفرصة للتألق وبزوغ نجمه الذى ظن البعض أنه انطفأ مع مورينيو.

وبعد التألق مع فيورنتينا ارتفع سقف طموحات «صلاح» لينتقل إلى روما الذى أهله للعب فى فريق كبير رغم غيابه عن البطولات، لكنه اكتسب مهارة كبيرة، وهى كيفية التعامل مع الضغط الدفاعى لمعظم فرق إيطاليا، وبالتالى عندما انتقل مرة أخرى للدورى الإنجليزى مع يورجن كلوب، مدرب ليفربول، نجح فى إثبات نفسه سريعاً، وتألق مع الفريق وأصبح حديثاً للعديد من الصحف العالمية، وليس فى إنجلترا فقط.

«صلاح» هو الرمز لما عاشته مصر ليس بأهدافه الخمسة على مدار التصفيات التى بات هدّافها، ولكن بالخطة التى سار عليها، ووصلت به إلى عرش لاعبى الكرة المصرية، الذى لم يصل إليه أى لاعب، وأطالب من هنا بأن يتم تخصيص جزء فى المناهج الدراسية للأطفال الصغار فى المرحلة الابتدائية لشرح طريقة وصول محمد صلاح للعالمية بالأسلوب العلمى، وهو ما يعد فصلاً مؤثراً فى نجاح منتخب مصر، وتحقيق حلم الملايين بالوصول إلى كأس العالم.