رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

«الحضري».. مسيرة ذهبية من دكة الاحتياطي حتى كتابة المجد

09:59 ص | الأربعاء 08 أغسطس 2018
«الحضري».. مسيرة ذهبية من دكة الاحتياطي حتى كتابة المجد

الحضري

نقلاً عن العدد الورقي 

رغم المنافسة الشديدة التى واجهها «الحضرى» خلال مسيرته أمام العديد من الحراس الكبار، فإنه أثبت أنه عند حسن ظن مدربيه، وأنه رقم 1 فى حماية عرين منتخب مصر حتى قرر مغادرة تشكيل الفراعنة.

البداية.. البحث عن مكان أساسى وإزاحة نادر السيد

قرر الهولندى رود كرول، المدير الفنى لمنتخب مصر، ضم عصام الحضرى لأول مرة للمنتخب يوم 26 مارس 1996، وكان أمام «الحضرى» تحدٍ كبير بسبب وجود نادر السيد الذى حجز موقع حارس مصر الأول فى نهاية فترة الحارس المخضرم أحمد شوبير، وأسهم انتقال «الحضرى» من دمياط إلى الأهلى، بل وحراسة مرمى المارد الأحمر على حساب «شوبير» فى تقوية شوكة الحارس القادم من دمياط وتعزيز خبراته من أجل نيل شرف حراسة مرمى المنتخب، وخاض عصام الحضرى أول مباراة له أمام ليبيريا فى أبريل 1997.

أول لقب دولى من على مقاعد البدلاء

حقق عصام الحضرى أول ألقابه الدولية مع منتخب مصر بعدما قاد الراحل محمود الجوهرى منتخب الفراعنة إلى حسم كأس أمم أفريقيا التى استضافتها بوركينا فاسو عام 1998، وخاض «الحضرى» البطولة وهو على مقاعد البدلاء، وكان نادر السيد حارساً أساسياً وتألق خلال البطولة خاصة فى ربع النهائى عندما أطاح المنتخب المصرى بنظيره الإيفوارى بركلات الترجيح.

أول فرصة 99

ونال عصام الحضرى أول فرصة حقيقية لحراسة مرمى الفراعنة فى كأس القارات 1999، التى استضافتها المكسيك، وكان «الحضرى» حارس المنتخب الأساسى طوال مشاركته بالبطولة، وحقق المنتخب المصرى نتيجتين جيدتين بالتعادل الإيجابى 2-2 مرتين أمام كل من بوليفيا والبلد المستضيف المكسيك، ولكن فى المباراة الختامية من دور المجموعات سقط المنتخب المصرى بعنف أمام نظيره السعودى وخسر الفراعنة بهدف مقابل 5 أهداف اهتزت بها شباك «الحضرى»، سجل منها مرزوق العتيبى 4 أهداف، وشهدت تلك المباراة إشهار البطاقة الحمراء للثلاثى المصرى عبدالستار صبرى، وحازم إمام، وسمير كمونة.

خارج الحسابات حتى كأس الأمم 2002

بعد رحيل «الجوهرى» عن المنتخب ونكسة القارات 1999، ابتعد عصام الحضرى عن الصورة فى المنتخب وحتى عندما كان يتم استدعاؤه كان يجلس على مقاعد البدلاء ولا يشارك كأساسى بعدما عاد نادر السيد لشغل مركز الحارس الأساسى للفراعنة، حتى كأس الأمم الأفريقية 2002، والتى شهدت مشاركة عصام الحضرى كحارس مرمى المنتخب وشهدت تلك البطولة خسارة الفراعنة المباراة الأولى بهدف نظيف أمام السنغال، ثم تحقيق انتصارين على حساب تونس بهدف، وزامبيا بهدفين مقابل هدف، وفى ربع النهائى خسرت مصر أمام الكاميرون بهدف باتريك مبوما وودعت البطولة.

غياب جديد حتى تصفيات المونديال

بعد توديع كأس أمم أفريقيا 2002، وتولى محسن صالح مسئولية منتخب مصر، عادت مشاركات «الحضرى» إلى التذبذب مرة أخرى بين الاستبعاد تارة والوجود والمشاركة فى بعض المباريات الودية، ولكن من سوء حظ عصام الحضرى أنه شارك فى المباراة الودية الدولية أمام منتخب فرنسا يوم 30 أبريل 2003، وخسرها الفراعنة بخماسية نظيفة سجل منها تييرى هنرى هدفين، وتم تحميل «الحضرى» حينها مسئولية هز شباكه ببعض أهداف تلك المباراة، ليتم استبعاده من حسابات المنتخب إلى بعد نهاية كأس الأمم الأفريقية 2004 والتى كان فيها نادر السيد حارس مصر الأول وسريعاً ما غاب مرة أخرى.

حارس الحقبة الذهبية

عاد عصام الحضرى إلى المنتخب مع حسن شحاتة فى مباراة مصر والبرتغال الودية، ولعب القدر دوراً كبيراً عندما خرج عبدالواحد مصاباً، ويشارك «الحضرى» بدلاً منه، ثم خاض المباراة الأخيرة فى تصفيات مونديال 2006، أمام الكاميرون وانتهت بالتعادل الإيجابى بهدف لكل فريق، وفى المباريات الاستعدادية لكأس الأمم الأفريقية 2006، خاض «الحضرى» المباريات الثلاث ضد تونس وأوغندا وجنوب أفريقيا، ومع بدء البطولة اعتمد المعلم حسن شحاتة على عصام الحضرى كحارس أساسى للمنتخب ليقود «الحضرى» الجيل الذهبى للمنتخب المصرى، وتألق عصام الحضرى فى أمم أفريقيا 2006 التى أقيمت فى مصر خاصة المباراة النهائية ضد كوت ديفوار والتى احتكم فيها الفريقان إلى ركلات الترجيح ويتألق «الحضرى» ويتصدى لركلتى ترجيح من بكارى كونيه وديديه دروجبا ليقود مصر إلى تحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية، وهو اللقب الشخصى الثانى لـ«الحضرى» ولكن هذه المرة بمذاق مختلف لأنه كان أحد أهم العناصر الأساسية التى أسهمت فى تحقيق تلك البطولة ونال لقب أفضل حارس فى كأس الأمم.

مواصلة المسيرة الذهبية أفريقياً

واصل عصام الحضرى تألقه، وهيمن على مقعد حارس مصر الأساسى فى كأس أمم أفريقيا 2008 التى أقيمت فى غانا، وذاد «الحضرى» عن مرمى الفراعنة ببسالة ليقود مصر إلى لقبها الثانى على التوالى، وحسم عصام الحضرى لقب أفضل حارس بالبطولة الذى كان ثالث ألقابه القارية مع الفراعنة.

التألق على المستوى الدولى

بعد الفوز بكأس الأمم 2008، تأهل المنتخب المصرى للمشاركة فى كأس العالم للقارات فى جنوب أفريقيا، وأوقعت القرعة الفراعنة فى مجموعة قوية ضمت إيطاليا أبطال العالم والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية، وخسر المنتخب المصرى قبل خوض البطولة بأسبوع أمام نظيره الجزائرى فى تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم بهدف مقابل ثلاثة، وانتظر الجميع ظهوراً سيئاً للمنتخب فى كأس القارات، لكن فى ضربة البداية قدم الفراعنة مباراته الشهيرة أمام منتخب السامبا والتى خسرها بصعوبة 3-4، قبل أن يتألق «الحضرى» وزملاؤه أمام «الأزورى»، أبطال العالم ويحقق المنتخب المصرى كبرى مفاجآت البطولة والفوز بهدف نظيف سجله محمد حمص، وكان لـ«الحضرى» دور كبير فى الحفاظ على هذا الانتصار الثمين، ولكن تقهقرت الأحلام المصرية أمام المنتخب الأمريكى بعد خسارة مفاجئة بثلاثية نظيفة ويتبخر حلم التأهل إلى نصف نهائى كأس القارات.

ضياع حلم المونديال والتعويض بكأس الأمم

كان حلم عصام الحضرى وجيل مصر الكروى الذهبى، هو التأهل إلى كأس العالم وكان الفراعنة قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أحلام المصريين جميعاً، لكن خسر المنتخب أمام نظيره الجزائرى فى المباراة الفاصلة التى أقيمت فى السودان يوم 18 نوفمبر 2009 بهدف يحيى عنتر، لتتبخر آمال وطموحات «الحضرى» فى بلوغ كأس العالم، وبعد نحو شهرين بدأ منتخب مصر مشوار الدفاع عن لقب كأس الأمم فى البطولة التى استضافتها أنجولا مطلع عام 2010، وبها حقق «الحضرى» رابع ألقابه فى كأس الأمم، منها 3 كان الحارس الأساسى للمنتخب.

الإصرار على تحقيق الحلم ومقاومة الاعتزال

بعد الفشل فى التأهل إلى مونديال 2010 وتحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية، قرر بعض لاعبى المنتخب الاكتفاء بما قدموه على المستوى الدولى وتعالت مطالب الاعتزال للعديد من لاعبى هذا الجيل، بعدما تعرض المنتخب لهزة عنيفة وتأكد عدم تأهله إلى كأس الأمم 2012، ليببتعد حسن شحاتة عن تدريب المنتخب فى منتصف عام 2011، وخرج «الحضرى» ومعظم النجوم الكبار من حسابات هانى رمزى الذى خاض آخر مباراتين بالتصفيات، معتمداً على لاعبى المنتخب الأولمبى الذى كان يعده للمشاركة فى الأولمبياد، وقاوم عصام الحضرى فكرة الاعتزال وأصر على استكمال المشوار وضمه بوب برادلى المدرب الأمريكى الجديد للمنتخب المصرى، فى مباراة كينيا الودية، وحمل «الحضرى» شارة قيادة المنتخب أمام الكونغو الديمقراطية والتى كانت ودية أيضاً، وظهر فى تلك الفترة منافس جديد لـ«الحضرى» فى حراسة مرمى المنتخب وهو أحمد الشناوى، بالإضافة إلى شريف إكرامى حارس الأهلى وتبادل الثلاثى حراسة عرين الفراعنة فى تلك الفترة، ولكن غاب عصام الحضرى عن مشهد نهاية حلم التأهل إلى مونديال 2014، بعد الهزيمة القاسية أمام غانا بنصف دستة أهداف، ثم تحقيق فوز معنوى بهدفين مقابل هدف فى مباراة الإياب، لتتصاعد من جديد نغمة المطالبة بالاعتزال أمام الحارس العملاق، ولكنه رفض الأمر وعاد لحراسة مرمى الفراعنة مع المدرب الجديد شوقى غريب وبالتحديد فى مباراة البوسنة الودية والتى فاز بها المنتخب المصرى بهدفين.

نكسة أفريقية جديدة وولادة الأمل

وتعرض المنتخب المصرى لنكسة جديدة بعد الفشل فى التأهل لكأس الأمم الأفريقية، وغاب «الحضرى» عن مرمى الفراعنة فى مباريات التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم 2015، ولكنه ظهر فى المباراة الأخيرة أمام المنتخب التونسى والتى خسرها المنتخب بهدف مقابل هدفين، ليتولى بعدها الأرجنتينى هيكتور كوبر مسئولية تدريب الفراعنة، وكان «الحضرى» بعيداً عن حسابات «كوبر» فى المباريات الأولى وكان الأرجنتينى يعتمد على شريف إكرامى وأحمد الشناوى، وتبادل الحارسان حراسة المرمى فى مباريات مصر بتصفيات كأس الأمم والدور التمهيدى من تصفيات كأس العالم، حتى ظهر عصام الحضرى مجدداً أمام تنزانيا فى المباراة التى انتهت 2-0 لمصر والتأهل إلى كأس الأمم بعد غياب 7 سنوات، وقبل خوض تلك البطولة كان عصام الحضرى أساسياً فى مواجهتى الكونغو وغانا فى تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم وحقق فيهما الفراعنة الانتصار وتصدر المجموعة مبكراً والاقتراب من تحقيق الحلم الأكبر.

من رقم 3 إلى الحارس الأساسى

اختار «كوبر» عصام الحضرى فى قائمة المنتخب المصرى المشاركة فى كأس الأمم بالجابون، وعلم «الحضرى» أنه الحارس رقم 3 فى اختيارات المدرب الأرجنتينى، لكن لعب القدر لعبته بعدما أُصيب شريف إكرامى قبل أول مباراة للمنتخب، ثم تعرض أحمد الشناوى للإصابة أمام منتخب مالى ليدخل عصام الحضرى كبديل، ويحافظ على مكانه كحارس مصر الأول فى تلك البطولة حتى نهايتها، بل وتألق «الحضرى» فى الذود عن مرماه فى الأدوار الإقصائية أمام المغرب فى ربع النهائى، وأمام بوركينا فاسو فى نصف النهائى والتى تم اللجوء فيها إلى ركلات الترجيح وتصدى «الحضرى» لركلتى هيرفى كوفى وبيرتراند تراورى ليقود مصر إلى نهائى البطولة الذى خسره بهدفين مقابل هدف أمام الكاميرون.

تحقيق الحلم الأكبر وكتابة الاسم فى التاريخ

أصر عصام الحضرى على تحقيق حلمه، وثابر واجتهد وتدرب بقوة ووقف أساسياً فى مباريات تصفيات المونديال أمام أوغندا ثم الكونغو ليحسم المنتخب المصرى بطاقة التأهل إلى المونديال بعد غياب 28 عاماً ليحقق عصام الحضرى حلمه الأكبر بالتأهل إلى المونديال، وبعد خوض عدة وديات وتجربة العديد من الحراس، وإصابة أحمد الشناوى، قرر هيكتور كوبر أن يكون محمد الشناوى هو حارس مصر الأساسى فى كأس العالم واصطحب معه الحضرى وشريف إكرامى.

وبعد تأكد توديع مصر للمونديال من دور المجموعات، شارك «الحضرى» فى المباراة الختامية أمام السعودية ورغم الخسارة بهدفين مقابل هدف، فإن الحضرى ضرب العديد من الأرقام القياسية وكتب اسمه بحروف من ذهب بعدما أصبح أكبر لاعب وحارس مرمى يشارك فى مباراة بكأس العالم.