رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

المصراوية «شكل تانى» فى المدرجات إبداع وتشجيع مثالى يصنع المعجزات

11:01 ص | الإثنين 20 أغسطس 2018
المصراوية «شكل تانى» فى المدرجات إبداع وتشجيع مثالى يصنع المعجزات

مجموعة من الجماهير يشجعون منتخب مصر

نقلا عن العدد الورقي 

عاشت الكرة المصرية خلال الأعوام الأخيرة سنوات عجافاً بعدما أصبحت المدرجات خاوية من الحضور الجماهيرى بسبب الأزمات التى ضربت الملاعب، ما أفقد اللعبة متعتها الأساسية، فالمباريات بدون جمهور تفتقد حلاوة التشجيع والدخلات الرائعة، فالمشجعون هم اللاعب رقم 12 وعنصر أساسى فى المنظومة.

وللجماهير مواقف مميزة مع المنتخب الوطنى والفرق المصرية المشاركة فى البطولات الأفريقية من حيث المساندة والمؤازرة والوفاء والانتماء للقميص الذى يشجعونه، ومع اقتراب العودة مرة أخرى للمدرجات أول سبتمبر المقبل، ترصد «الوطن» أبرز المشاهد الرائعة للجماهير المصرية فى عدد من المباريات التى كان المنتخب الوطنى أو الأندية المصرية طرفاً فيها سواء فى الزمن القديم أو خلال الفترة التى تلت أحداث بورسعيد.

فى 8 أكتوبر 2017 رسمت الجماهير لوحة فنية رائعة، داخل مدرجات استاد برج العرب قبل انطلاق مباراة منتخب مصر والكونغو فى الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم بروسيا 2018، والتى تمكن فيها المنتخب من تحقيق الفوز والتأهل لكأس العالم.

وحرصت الجماهير المصرية على ارتداء قميص المنتخب وتشجيع الفراعنة بقوة قبل انطلاق المباراة ورفعت الجماهير أعلام مصر فى المدرجات، وبدأ مبكراً التشجيع والهتاف والأغانى الوطنية، لإشعال حماس اللاعبين، وقامت الجماهير بالغناء حيث رددت «هوبا إيه هوبا آه.. إن شاء الله ها نكسب»، «يا رب العالمين.. روّحنا منصورين»، «العبوا الله يخليكم.. كأس العالم بيناديكم».

وانطلقت المباراة وسط هتاف جماعى من أجل بلوغ حلم طال انتظاره 28 عاماً، ووقف الجماهير وراء اللاعبين منتظرين تحقيق الهدف المطلوب خلال الـ90 دقيقة، وعلى الرغم من انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبى فإن الجماهير المصرية كانت على يقين من تحقيق الفوز وتسجيل هدف خلال الشوط الثانى وهو ما تحقق بالفعل عن طريق محمد صلاح، لتعم الفرحة أرجاء ملعب برج العرب وتذرف بعض الجماهير الدموع فرحاً وأن حلم التأهل اقترب كثيراً.

وفى الدقيقة 87 من عمر اللقاء تمكن منتخب الكونغو من تسجيل هدف التعادل ليخيم الصمت على الجميع بعدما أصيبوا بالدهشة وأن مجهود الفريق ذهب سدى، إلى أن احتسب حكم المباراة ضربة جزاء للفراعنة فى الوقت بدل الضائع ليتبدل الصمت إلى فرحة هيستيرية ونزلت بعض الجماهير إلى الملعب، ويتحقق الفوز ويتأهل المنتخب الوطنى لمونديال روسيا بفضل المساندة الجماهيرية.

وشهدت مباراة الأهلى وسيوى سبورت الإيفوارى فى نهائى الكونفيدرالية الأفريقية عام 2014، التى أقيمت على استاد القاهرة، حضوراً مكثفاً من جانب الجماهير الحمراء، حيث امتلأت المقاعد فى مدرجات الثالثة شمال عن آخرها، لمؤازرة الشياطين لحصد لقب الكونفيدرالية لأول مرة فى تاريخهم، ونال مشجعو الدرجة الثالثة الذين وجدوا فى المدرجات إعجاباً شديداً من جانب الجميع، بعدما أعدوا «دخلة» بعدة لغات، ففى البداية رفعوا جملة تقول «بكل لغات العالم.. يمكن تفهموا»، بعدها رفعوا كتابات دونوا فيها: «الكورة للجماهير».

وحملت جماهير الأهلى لافتات الثالثة شمال مدوناً عليها رقم 1907، اعتزازاً بتاريخ نشأة النادى الأحمر، كما ظهرت صورة محمد أبوتريكة لاعب الأهلى المعتزل فى المدرجات تقديراً له، خاصة أن اسم اللاعب ارتبط بتحقيق الألقاب والإنجازات، ووقفت الجماهير طيلة المباراة لمساندة الفريق وهتفت لتحقيق اللقب وانتهى الوقت الأصلى وكانت النتيجة لا تزال صفر/ صفر، وما إن جاءت الدقيقة 96 وتمكن عماد متعب من تسجيل هدف المارد الأحمر حتى تبدلت الدموع فى المدرجات واللحظات الصعبة التى مرت على الجماهير فى الدقائق الأخيرة إلى فرحة عارمة بعد حصد اللقب كأول فريق مصرى يتوج بهذه البطولة.

وفى الثالث والعشرين من شهر أكتوبر عام 2016، حرصت جماهير نادى الزمالك على مساندة فريقها فى نهائى دورى أبطال أفريقيا، أمام صن داونز الجنوب أفريقى على استاد الجيش ببرج العرب، وملأت الجماهير البيضاء جنبات الملعب، من أجل تحفيز اللاعبين، للعودة فى النتيجة، بعدما خسر الفارس الأبيض فى مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة، وإن كان الفوز مستحيلاً إلا أن الجماهير تشبثت بالأمل لآخر لحظة.

وضربت جماهير الزمالك أيضاً مثالاً رائعاً أيضاً خلال مباراة فريقهم أمام النجم الساحلى التونسى، خلال مباراة العودة فى نصف نهائى بطولة الكونفيدرالية الأفريقية، على استاد بتروسبورت بالتجمع الخامس، وتحديداً فى الثالث من أكتوبر عام 2015، وعلى الرغم من هزيمة الفارس الأبيض فى مباراة الذهاب على الملعب الأولمبى بسوسة، بخمسة أهداف لهدف وحيد، لم يعرف اليأس طريقه للجماهير البيضاء، وكانت على العهد ساندت الفريق طوال الـ90 دقيقة، ولديها أمل كبير فى تجاوز عقبة الفريق التونسى، للصعود إلى المباراة النهائية.

وعلى الرغم من البداية المتعثرة للأبيض فى المباراة، وطرد على جبر، فإن الجماهير حافظت على هدوئها واستمرت فى تشجيع الفريق بكل قوة، واستطاع الأبيض العودة فى النتيجة ليحرز ثلاثة أهداف، وبات قريباً من الصعود للمباراة النهائية، ولكن لم يتمكن لاعبو الأبيض من إحراز الهدف الرابع الذى يضمن صعودهم، وبعد نهاية المباراة لم تفتعل الجماهير أى شغب.

وللمرة الأولى، وبعد غياب سنوات، وفى 12 فبراير 2018، فتح استاد بورسعيد أبوابه أمام مشجعى النادى المصرى، لمؤازرة فريقهم فى مشواره الأفريقى أمام فريق جرين بافلوز بطل زامبيا، وذلك بعد أن مُنع الاستاد من استضافة المباريات منذ الأحداث الدامية التى شهدتها مدرجاته فى فبراير 2012، وذلك فى ذهاب الدور التمهيدى لبطولة الكونفيدرالية.

كانت المباراة هى الأهم بالنسبة لجماهير بورسعيد، ليس لأنها فى بطولة أفريقية، بل لعودة الروح للمدرجات، ووجه مجلس إدارة النادى المصرى نداءً لجماهير الأندية المصرية كافة للتحلى بالتسامح والروح الرياضية، كما مثلت هذه المباراة اختباراً حقيقياً لانضباط سلوك الجماهير، ومدى استيعابها للدرس القاسى بالحرمان من حضور المباريات طوال السنوات الماضية.

وقادت الجماهير الفريق لتحقيق الفوز بأربعة أهداف دون رد، ليتحقق أول انتصار للمصرى على ملعبه منذ أحداث بورسعيد بفضل المساندة الجماهيرية.

وفى يوم 21 ديسمبر لعام 1969، التقى الإسماعيلى فريق الأنجلبير «مازيمبى الكونغولى حالياً» فى ذهاب نهائى بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى موسم 69/ 70 بالعاصمة «كينشاسا» وانتهى اللقاء بالتعادل بالإيجابى بهدفين لكل منهما وسجل هدفى الإسماعيلى سيد عبدالرازق «بازوكا» وهنداوى.

وفى الساعة الثانية والنصف ظهر يوم 9 يناير عام 1970 شهد استاد القاهرة الدولى حضور أكثر من 130 ألف مشجع كانوا على موعد مع التاريخ وحضور لقاء الإسماعيلى بطل مصر فى مباراة الإياب أمام ضيفه الأنجلبير بطل زائير، حيث قررت هيئة النقل العام تخفيض قيمة تذاكر المواصلات خصيصاً فى ذلك اليوم، إضافة لتشغيل ثلاثة خطوط إضافية، بهدف استيعاب تكدس الجماهير التى حضرت اللقاء.

ونجح الدراويش فى الفوز على بطل زائير 3-1 بفضل مساندة الجماهير لهم فى هذه المباراة التى أهدت الدراويش اللقب الأفريقى الأول فى وقت كانت الجماهير تعانى فيه من حرب الاستنزاف.

وفى عام 2006 أبهر الجمهور المصرى العالم فى أمم أفريقيا التى فاز بها الفراعنة، وصار ظاهرة وجزءاً لا يتجزأ من حياة المصريين الكروية، فرسمت الجماهير البورتريهات الرائعة والجميلة والجذابة فى الميادين والشوارع بروح وطنية صادقة صفق لها العالم، وساند المشجعين الفراعنة منذ بداية البطولة حتى إحراز اللقب، لينجح الجمهور المصرى على مدار سنوات فى رسم صورة مثالية رائعة فى ظل سياسة تنظيمية ممنهجة ومدروسة، أجادها القائمون على التنظيم فى 2006، لنشاهد ولأول مرة العائلات والأصدقاء وهم يتشحون بعلم مصر، ويرتدون الكابات والقبعات، والكوفيات الممهورة بألوان العلم المصرى، وكرر الجمهور المشهد الجميل عندما نزل للشوارع بكثافة فى أعقاب تتويج الفراعنة للمرة الثانية على التوالى فى غانا 2008 وللمرة الثالثة بعد إحرازه للبطولة القارية فى أنجولا 2010.

واحتشدت الجماهير المصرية يوم 14 نوفمبر 2009، فى ملعب القاهرة الدولى من أجل مؤازرة المنتخب الوطنى فى مباراته المصيرية أمام شقيقه المنتخب الجزائرى، فى إطار تصفيات كأس العالم 2010، حيث يسعى الفراعنة لتحقيق الانتصار بأكثر من هدفين لانتزاع بطاقة التأهل للمونديال، بعد أن خسر مواجهة الذهاب بالجزائر 1-3.

ورسمت الجماهير المصرية لوحة رائعة بعدما دعمت الفريق منذ اللحظة الأولى فى هذه المباراة، أملاً فى الظفر بالعودة لكأس العالم، وبفضل الضغط الجماهيرى أحرز المنتخب هدفاً مبكراً عن طريق عمرو زكى فى الدقيقة الثالثة من المباراة، ومرت دقائق المباراة واستمرت الجماهير فى مساندة الفريق ولم تفقد الأمل فى التأهل حتى تمكن عماد متعب من تسجيل الهدف الثانى فى الوقت بدل الضائع، وفازت مصر 2/ صفر، ليتم اللجوء إلى مباراة فاصلة لُعبت فى مدينة أم درمان السودانية، يوم 18 نوفمبر وخسرها المنتخب الوطنى بهدف للا شىء أحرزه قائد المنتخب الجزائرى عنتر يحيى.