رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

حوار| نجم الترسانة فى عصره الذهبى: لعبنا الكرة فى زمن أبوبلاش

04:23 ص | السبت 03 نوفمبر 2018
حوار| نجم الترسانة فى عصره الذهبى: لعبنا الكرة فى زمن أبوبلاش

مصطفى رياض يتحدث للوطن سبورت

نقلا عن العدد الورقي

مصطفى رياض: أنا و«الشاذلى» سبقنا «صلاح» فى تحطيم أساطير الأهلى والزمالك.. ونفسى أشوف الترسانة فى الممتاز تانى قبل ما أموت

واحد من أهم اللاعبين فى تاريخ قلعة الشواكيش، والكرة المصرية كان يجمع بين المهارة والقدرات التهديفية الكبيرة، مصطفى رياض، لاعب الترسانة السابق، كشف لـ«الوطن» فى حوار خاص ذكريات وكواليس الماضى داخل الملاعب المصرية، وسر تدهور قلعة الشواكيش وابتعاد الفريق عن دورى الأضواء لسنوات طويلة، وما يحتاجه النادى للعودة من جديد، وعلاقته بنجوم من زمن الكرة الجميل، وسبب عدم تكريمه من اتحاد الكرة، كاشفاً عن سبب رفضه اللعب للأهلى وأمور أخرى داخل الحوار.

صالح سليم كان لاعب مفيش زيه.. الترسانة حدد لنا 15 جنيه مكافأة للفوز بالدورى.. وعند صرفها خصم منها «جنيه» مصاريف «عزومة» فى المحلة

لو كنت مكان عبدالرحيم محمد لـ«خنقت» حارس المرمى الذى أضاع حلم عودة الشواكيش للأضواء.. وثروتى من كرة القدم حب كبير من الجماهير معنوياً و«صفر» مادياً

لماذا تبدل حال فريق الترسانة حتى أصبح يجد صعوبة فى العودة للدورى الممتاز من سنوات طويلة؟

- هذا الزمن يختلف تماماً عن عصرنا، حالياً المواهب فى كرة القدم نادرة بشكل كبير، وبعد اعتزال النجوم الكبار الذين صنعوا الاسم الذهبى لنادى الترسانة اختفت المواهب التى تستطيع الحفاظ على مكانة الشواكيش بين الكبار بالدورى.

تتحدث عن اختفاء المواهب فى الوقت الذى وصلت فيه أسعار اللاعبين حالياً لأرقام خيالية بالملايين؟

- فى عصرنا، مارسنا كرة القدم فى زمن وعصر أبوبلاش، لم نكن نتقاضى أى أموال، لقد لعبنا الكرة حباً فيها وليس من أجل المال، وقد كان ذلك مجاناً مقارنة بالمبالغ التى يحصل عليها هذا اللاعب أو ذاك حالياً.

لو أن نجوم جيلك من بين لاعبى العصر الحالى كم يساوون من وجهة نظرك؟

- المواهب التى كانت فى جيلى لا تقدر بثمن، ولو كانت موجودة حالياً ما استطاع أى ناد دفع ثمنها، لأنها كانت مواهب كبيرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حالياً مجرد أن يحرز اللاعب هدفاً يتم تعديل عقده فما بالك بمهارات وقدرات نجوم جيلى.

ما المطلوب حتى يعود الترسانة لدورى الأضواء والشهرة مرة أخرى؟

- تدعيم الفريق خلال انتقالات الشتاء المقبلة، فبالرغم من أن إدارة النادى الحالية برئاسة طارق السعيد تبذل مجهوداً كبيراً وتحاول توفير كل متطلبات الفريق إلا أن المطلوب دعم الفريق بمزيد من الصفقات القوية، خاصة أن الفرق المنافسة تدعم صفوفها بشكل قوى، بالإضافة إلى الاهتمام بقطاع الناشئين لخروج لاعبين مميزين يمكنهم دعم الفريق الأول.

تميل للناشئين خاصة أنك توليت رئاسة قطاع الناشئين بالترسانة لفترة؟

- بالفعل فالناشئ الذى يتربى بين جدران النادى يكون أكثر حرصاً على الفريق ونجاحه، ويكون لديه روح الانتماء على نقيض اللاعبين الذى يتم شراؤهم من الخارج.

الترسانة كان قريباً من العودة للدورى الممتاز فى آخر موسمين وأضاع الفرصة كيف رأيت ذلك الأمر؟

- هو أمر بمثابة الحلم الذى تحول إلى كابوس مزعج، فلو تم وضع سيناريو درامى لضياع حلم التأهل للممتاز فى آخر مشهد لن يخرج بتلك الطريقة التى ضاع فيها الحلم مرتين فى آخر لحظة.

الحارس مصطفى جابر تصدى لركلة الترجيح الحاسمة وأهدرها ليضيع معها حلم تأهل الترسانة للدورى الممتاز ماذا كنت ستفعل لو أقدم الحارس على ذلك التصرف وأنت مدير فنى للفريق بدلاً من الراحل عبدالرحيم محمد؟

- الراحل عبدالرحيم محمد بذل مجهوداً كبيراً مع الترسانة فى ذلك الموسم، ولو كنت مكانه لقمت «بخنق» مصطفى جابر بعد قيامه بتسديد ركلة الترجيح الحاسمة بقرار فردى منه ليهدرها ويهدر معها مجهود الفريق طوال الموسم، أحياناً تضع الظروف حارس المرمى فى وضع تسديد ركلة ترجيح ولكن عندما يكون قد سدد باقى اللاعبين، ولكن أن يسدد الحارس من نفسه ودون الحصول على موافقة الجهاز الفنى وبالطريقة الذى سدد بها فهو يستحق بذلك الخنق.

السيناريو ذاته تكرر فى مباراة جمهورية شبين التى خسرها الترسانة الموسم الماضى وتسببت فى حرمانه من الصعود للممتاز؟

- لو تمت إعادة مباراة الترسانة وجمهورية شبين مائة مرة سيفوز الشواكيش فى المباريات كلها، ولكنه كابوس كما ذكرت لك، والكابوس استمر موسمين متتاليين، وأتمنى أن ينتهى هذا الموسم لأننى نفسى أشوف الترسانة فى الممتاز قبل ما أموت.

كيف ترى ظاهرة تولى مدربى الأهلى والزمالك منصب المدير الفنى للترسانة؟

- فى كثير من الأحيان يتولى أبناء الترسانة مهمة القيادة الفنية للفريق وأحياناً تتم الاستعانة بمدربى الأهلى والزمالك مثل الوضع الحالى مع أحمد كشرى، المدير الفنى للفريق ونجم الأهلى السابق.

هل يتعرض مدربو الأهلى والزمالك للحرب من أبناء الترسانة؟

- إطلاقاً، مدربو الترسانة يدعمون أى مدير فنى سواء كان من أبناء النادى أو كان من الأهلى أو الزمالك، لأن هدفنا جميعاً فى النهاية مصلحة النادى والعودة للدورى الممتاز مرة أخرى، وأحمد كشرى المدير الفنى الحالى يشهد بنفسه على دعم أبناء الشواكيش له.

كونت ثنائياً تاريخياً مع الراحل حسن الشاذلى ما السر فيه؟

- كنا نحضر قبل موعد تدريبات الفريق بساعتين كاملتين وبدون أى تعليمات من الجهاز الفنى نقوم بالتدرب معاً، وكنا نحضر عامل غرف خلع الملابس حتى يجمع لنا الكرات ونتدرب على تمرير الكرة معاً، حتى وصلنا لمرحلة تفاهم بينى وبين الشاذلى عن طريق نظرة العين، وأصبحنا من أخطر الثنائيات فى الكرة المصرية، وحتى الآن عند ذكر تاريخ نادى الترسانة يقال ثنائية الشاذلى ومصطفى رياض، ويكفى أننى والشاذلى سبقنا محمد صلاح نجم ليفربول الحالى فى خطف النجومية ونحن من خارج الأهلى والزمالك، على مدار التاريخ يكون اهتمام وسائل الإعلام بلاعبى الأهلى والزمالك فقط ولكن أنا والشاذلى حطمنا هذه النظرية، ومثلنا يفعل محمد صلاح حالياً.

لماذا ندرت ظاهرة الثنائيات بالملاعب المصرية فى العصر الحالى؟

- ليس شرطاً أن تكون الثنائية بين اثنين مهاجمين فقط، من الممكن أن تكون بين صانع ألعاب ومهاجم أو ظهير أيمن ومهاجم على سبيل المثال، ولكن الأهم من الثنائى الذى يفعل مثلى ومثل الشاذلى ويوجد قبل المران بساعتين ويتدربان معاً حتى تحدث حالة تفاهم بينهما، فاللاعبون فى العصر الحالى يوجدون قبل موعد المران بربع ساعة، والبعض الآخر يصل على موعد المران أو متأخراً.

ما كواليس آخر حوار دار بينك وبين الراحل حسن الشاذلى؟

- فى يوم وفاة الشاذلى كانت تقام مباراة للترسانة بدورى الدرجة الثانية وقررنا حضور المباراة من مقصورة ملعب الشواكيش لدعم الفريق، وقدم الترسانة وقتها مستوى ضعيفاً، وانتهت المباراة بالتعادل السلبى، وكان الغضب والهم على حال الفريق يكسو وجه الشاذلى، لأن «نفسنا اتسدت» بعد التعادل، وتركته بالمقصورة مهموماً بحال الفريق، وعندما وصلت إلى بيتى فوجئت بزوجتى تقول لى الشاذلى توفى، ومن فرط صدمتى قلت لها «انتى مجنونة ده أنا لسه كنت معاه فى النادى»، ولكن هو قدر الله فقد توفى حزيناً على حال الفريق الذى كان يتمنى أن يراه بدورى الأضواء والشهرة مجدداً.

ما حصيلتك من كرة القدم؟

- حب الناس، لم أحصد أموالاً من كرة القدم واللى جاى كان على قد اللى رايح، ويكفى أن أذكر لك أن مكافأة فوزنا بالدورى العام كانت 15 جنيهاً، والمباراة النهائية كانت مع غزل المحلة فى المحلة وكانت إدارة النادى تصرف جنيهاً لكل لاعب كبدل غداء، ووقتها قام الراحل محمد حبيب من نادى غزل المحلة بتنظيم عزومة غداء للاعبى الترسانة وبعد العودة توجهنا للخزينة لصرف مكافأة الفوز بالدورى ففوجئنا بصرف 14 جنيهاً فقط، فسألنا سبب خصم الجنيه فرد علينا أمين صندوق النادى وقتها وقال «خصم جنيه من قيمة المكافأة كبدل غداء»، وكنا نحصل على مكافأة الفوز بالكأس بالتقسيط بصرف 20 جنيهاً كل فترة.

وما الرسالة التى تريد نقلها لاتحاد الكرة فى ظل عدم تكريمك بالشكل اللائق؟

- لا أريد أى شىء منهم، فأنا فى آخر أيامى وكل ما حصدته من كرة القدم هو حب الناس فقط، وهو شىء يقدر بالكثير بالنسبة لى، لم أحصد الأموال ولم أحصل على التكريم اللائق ولن أطلب هذا الأمر وأنا فى أيامى الأخيرة.

هل تلقيت عروضاً من الأهلى والزمالك خلال فترة وجودك بالملاعب؟

- بالفعل تلقيت عرضاً للعب فى الأهلى خلال فترة السبعينات ولكنى رفضت العرض لارتباطى بنادى الترسانة الذى لعبت بقيمصه منذ عام 1959 حتى عام 1977 وأنا داخل جدران الشواكيش.

هل تشعر بالندم على عدم اللعب للأهلى؟

- إطلاقاً، فأنا عمرى كله داخل الترسانة، حتى بعد الاعتزال أقضى يومى داخل جدران النادى، وكما قلت لك أمنية حياتى عودة الترسانة للدورى الممتاز قبل أن يتوفانى الله.

كيف كانت علاقتك بنجوم الأهلى والزمالك؟

- الراحل صالح سليم رئيس الأهلى السابق «شخص مفيش زيه»، وكنت أتوجه له وأستشيره فى أمورى الخاصة، وكان يقوم باستقبالى فى الأهلى أفضل استقبال، وكذلك طه إسماعيل ومروان كنفانى وعبدالعزيز عبدالشافى، ورئيس الأهلى الحالى محمود الخطيب دائم التواصل معى ويقوم بزيارتى، وأتمنى له التوفيق فى مسيرته بمقعد الرئاسة بالقلعة الحمراء، أما نجوم الزمالك فتربطنى علاقات قوية مع الجوهرى الصغير وكانت كذلك مع من رحلوا عن دنيانا يكن حسين وأحمد رفعت وحمادة إمام، فالجيل الماضى هو جيل الحب والوفاء.

ما أفضل هدف أحرزته فى مسيرتك؟

- هدف فى شباك الإسماعيلى، وكان اللقاء يقام فى ملعب الترسانة وبعد أن وصلت الكرة إلى منتصف الملعب سددت مباشرة فى مرمى عبدالستار حارس الإسماعيلى وقتها.

لو خيروك بين اللعب فى الزمن الحالى والزمن الماضى الذى لعبت فيه أى زمن تختار؟

- أختار الزمن السابق الذى لعبت فيه بالفعل، فكما ذكرت لك كنت أفهم حسن الشاذلى بالنظرة، فأعتقد أننى لو كنت فى الزمن الحالى لن أجد أى لاعب يفهم طريقة لعبى.