نابي كيتا
نجح فى أول موسم له مع ليفربول فى حصد لقب دورى أبطال أوروبا، والحصول على وصافة الدورى الإنجليزى وحجز مكانه فى التشكيلة الرئيسية للألمانى يورجن كلوب.
وعلى الرغم من عدم وصوله لقمة تألقه الذى كان عليه فى فريقه السابق لايبزيج الألمانى، فإن الإصابة حرمته من الاستمرار حتى المباراة النهائية والتتويج مع الفريق باللقب الأوروبى من أرض الملعب، وظل متأثراً بإصابته حتى فى كأس الأمم الأفريقية الحالية، ورغم التحذيرات من لعبه مصاباً، شارك فى جزء من مباراة منتخب بلاده ضد مدغشقر، ثم خاض مباراة نيجيريا، فتعادلت غينيا فى الأولى وخسرت الثانية، وبات مهدداً بعدم اللعب فى مباراة الفريق اليوم أمام بوروندى فى ختام مباريات المجموعة.
إنه نابى كيتا قائد المنتخب الغينى وأحد الأصدقاء المقربين للنجم المصرى محمد صلاح زميله فى ليفربول.
تحدث "كيتا" لـ"الوطن" على هامش معسكر غينيا فى الإسكندرية، عن علاقته بـ«صلاح» وآماله مع منتخب غينيا ومستقبله مع ليفربول.
كيف ترى أجواء البطولة الأفريقية فى نسختها الـ32؟
- بكل تأكيد هى أجواء رائعة، وأعتقد أنها من أصعب النسخ بسبب زيادة عدد المنتخبات التى وصلت إلى 24 فريقاً بدلاً من 16 منتخباً، وهى من أفضل فرق القارة، وأتصور أنها ستكون حافلة بالمفاجآت، وهذا ظهر فى المباريات الأولى للبطولة خاصة مع تطور الكرة فى أفريقيا بشكل مستمر وظهور منتخبات جديدة أثبتت قوتها وقدمت مستوى أكثر من رائع خلال السنوات الأخيرة، وباتت خطراً على المنتخبات الأفريقية الكبيرة داخل القارة السمراء.
هذه هى المرة الثانية التى تشارك فيها بنهائيات البطولة ما الفارق بينهما؟
- كما ذكرت لك، زيادة عدد المنتخبات فى هذه البطولة زادت من صعوبة هذه البطولة، وهناك فرق قوية وتمتلك لاعبين كباراً خاصة فى الدوريات الأوروبية، وما زلنا نسعى لتحسين موقفنا والصعود لدور الستة عشر، ثم المُضى قدماً بعد ذلك ومحاولة الوصول بعيداً، أما فى البطولة الماضية فقد خرجنا من دور الثمانية ولم يحالفنا التوفيق بشكل كبير فى الجابون.
كيف ترى تعاطف الجماهير المصرية مع منتخب غينيا؟
- سعيد جداً بوجودى فى مصر وهذا التعاطف الكبير من الجماهير المصرية، وأود أن أشكر الجميع على حسن وحفاوة الاستقبال، كما أننى سعيد للغاية بعلاقتى مع الجماهير المصرية، التى بدأت تتابعنى بشدة منذ انتقالى إلى ليفربول.
ما السبب فى ذلك التعاطف من وجهة نظرك؟
- أتصور أن السبب الرئيسى هو زميلى فى ليفربول محمد صلاح، وأوجه الشكر للجماهير على تعاطفها معى ومع منتخب بلادى وأشعر بالفخر والاعتزاز بهذه المشاعر الجميلة التى لها تأثير كبير علىّ وعلى زملائى فى المنتخب، حيث لا نشعر بأننا خارج بلادنا بسبب هذا الحب الكبير والمشاعر الرائعة التى نراها فى كل مكان من جانب المصريين، كما أن محمد صلاح لاعب رائع ودائماً ما يوجه لى النصائح فى ليفربول ويعاملنى كأخ صغير له وأنا أحبه كثيراً وأقدر جيداً مشاعره تجاهى.
حدثنا عن إمكانية وصول غينيا لدور الستة عشر رغم الخسارة الأخيرة أمام نيجيريا؟
- كرة القدم لا تعرف المستحيل وما زال لدينا الأمل وأمامنا الفرصة فى مباراة الجولة الثالثة أمام بوروندى، أدينا ما علينا أمام نيجيريا وكنا قريبين من تحقيق نتيجة إيجابية ولكن لم يحالفنا التوفيق، والخبرة حسمت الأمور للنسور النيجيرية، ولكننا لن نستسلم وسنقاتل للنهاية للصعود إلى دور الستة عشر وتشريف الكرة الغينية.
ماذا تغير فى كرة القدم الغينية من وجهة نظرك؟
- الكرة فى غينيا تطورت بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، وهذا أمر لا شك فيه، ولا بد من الإشارة إلى هذا الشىء، ونحن جئنا إلى هنا من أجل تقديم عمل جيد وكرة قدم جميلة تليق بالتطور الموجود فى الكرة الغينية، والمنتخب يضم مجموعة من اللاعبين المميزين أتمنى لهم التوفيق والوصول إلى أبعد الحدود فى هذه البطولة وإثبات أن الكرة فى بلدنا باتت متطورة، وهناك لاعبون يستحقون الاحتراف فى أكبر الأندية الأوروبية.
بشكل عام كيف ترى حظوظ منتخبات المجموعة الثانية؟
- كل الاحترام والتقدير لجميع الفرق المنافسة، أعلم أن مجموعتنا صعبة، هدفنا حالياً هو انتزاع بطاقة التأهل ثم نرى ماذا سيحدث، أما عن التوقعات فهى ليست سوى اجتهادات، ففى كرة القدم من لديه الرغبة والإصرار سيصل للمباراة النهائية، وعلينا بذل كل ما بوسعنا للوصول إلى النتائج المرجوة رغم صعوبة المنافسة بسبب زيادة عدد المنتخبات، ولكننا كما ذكرت لك لا نعرف اليأس وسنحاول أن نظهر بكل قوتنا أمام بوروندى، خاصة أنها المحاولة الأخيرة فى البطولة، لتعديل الأمور والصعود لدور الستة عشر.
ننتقل إلى ناديك ليفربول ما تقييمك لموسمك الأول مع الريدز؟
- راض بكل تأكيد عما قدمته خلال الموسم الأول، الذى أعتبر أنه كان صعباً للغاية بسبب تعرضى لإصابات كثيرة، واختلاف الظروف والمناخ بين الدورى الألمانى والإنجليزى، حيث تبدو الأمور مختلفة تماماً بين البريميرليج والبوندزليجا، ولكن كان هناك تركيز من جانبى للظهور بشكل أفضل وحجز مكان أساسى فى تشكيل الفريق الموسم الماضى، وأتطلع للأفضل فى المواسم المقبلة.
ماذا استفدت منه على المستوى الشخصى؟
- الموسم الأول لى مع ليفربول أراه جيداً بالنسبة لى، حصلت فيه على الكثير من الخبرة، كما أننى تأقلمت بشكل يبدو جيداً لى، إلا أننى ما زلت أبحث عن الاستقرار والحصول على خبرات جديدة، ولا أنكر أن بعضاً من زملائى فى الليفر يحاولون مساعدتى داخل الملعب وخارجه لسرعة التأقلم على هذه الأجواء، وأعدكم أننى سأظهر فى أفضل مستوى خلال الموسم المقبل، مستوى كيتا الذى كنت أقدمه مع فريقى السابق فى ألمانيا، خاصة أننى أسعى لتحقيق طموح خاص لى مع هذا الفريق الكبير وفى أكبر دورى بالعالم.
كيف ترى وجودك فى فريق بحجم ليفربول الإنجليزى؟
- ليفربول من الفرق الكبيرة فى العالم أجمع، والجميع يعلم ذلك، كما أنه قلعة للبطولات ويعرف منصات التتويج، والدليل فوزنا ببطولة دورى أبطال أوروبا مؤخراً، ويمتلك الريدز تاريخاً كبيراً بين أندية أوروبا، وأشعر بالفخر وأنا موجود بين صفوفه، وزاد ذلك بعد التتويج بلقب دورى أبطال أوروبا، حيث بدأنا نحصل على الثقة بشكل كبير ونسعى لزيادة البطولات فى الموسم المقبل، حيث سندخل وتركيزنا على الجمع بين كل البطولات، لأننا نستحق أن نكون فى الصدارة.
ما حكاية أنك كنت تحلم منذ الصغر باللعب للريدز؟
- هذا صحيح، وتعلقى بفريق ليفربول يعود لوالدى الذى كان يعشق الريدز بشدة، كما أننى كنت أرتدى قميص ليفربول وأنا أمارس كرة القدم عندما كنت صغيراً، وكنت أشاهد قائد ليفربول ستيفن جيرارد وأتابعه خلال المباريات، ومن هنا بدأت الحكاية، وفخور بارتداء قميصه الذى يحمل الرقم 8 وهذا شرف كبير بالنسبة لى، وسأحاول أن أحقق كل أحلام الطفولة فى معقل الريدز والتتويج بكل البطولات التى كنت أحلم بها، بجانب تحقيق طموحات الإدارة والجماهير العاشقة للكيان الكبير فى إنجلترا.
تلقيت العديد من العروض فى إسبانيا وألمانيا لماذا فضلت ليفربول؟
- كنت أتابع ليفربول من فترة طويلة، وجمعتنى جلسة مع المدرب يورجن كلوب اقتنعت خلالها بالانضمام إلى الريدز بعد إعجابى بفكره، بجانب أن كلوب دائماً صانع للنجوم ويمتلك خبرة كبيرة فى التعامل مع اللاعبين ووضعهم على الطريق الصحيح ومساندتهم والوقوف خلفهم فى المواقف الصعبة، وهى أمور أى لاعب يتمنى وجودها فى أى فريق، بجانب التاريخ الكبير لليفربول، الذى يشجع أى لاعب أيضاً أن يرتبط اسمه بهذا الكيان العريق، كما لا أنكر دور صلاح وساديو مانى فى تفضيلى اللعب للريدز.
وما دور صلاح ومانى فى ذلك؟
- فى الحقيقة محمد صلاح نصحنى بالانضمام إلى صفوف ليفربول الصيف الماضى، وأكد لى أن الأجواء فى النادى الإنجليزى رائعة للغاية، وتساعد على النجاح وأن وجودى فى الأنفليد سيكون خطوة ممتازة فى مشوار الاحتراف، وكذلك السنغالى ساديو مانى الذى نصحنى بالحضور إلى ليفربول، حيث تربطنى به علاقة وثيقة منذ أن كنا نلعب معاً فى سالزبورغ.
وماذا قدم لك صلاح داخل الفريق؟
- ساعدنى كثيراً، فمحمد صلاح شخص لطيف يحب زملاءه ويساعدهم دائماً ويحفزهم، وهو يعطينى النصائح بصفة مستمرة فى أرضية الملعب، ويعمل على أن أظهر بشكل جيد فى المباريات، وهو حريص جداً على ذلك، ويعاملنى كأخ صغير كما ذكرت لك، وأوجه له الشكر على هذه المشاعر الكبيرة التى يكنها لى، كما أن ساديو أيضاً لا يبخل علىّ بالتعليمات والنصائح وهو قريب منى أيضاً فى ليفربول.
ما السر وراء تفوق محمد صلاح من وجهة نظرك؟
- الاجتهاد والإصرار والعزيمة سر نجاح محمد صلاح مع ليفربول، فهو لاعب يعشق عمله دائماً ما يطور من نفسه بشكل مستمر ويوجد باستمرار فى التدريبات والجيم لكى يؤدى المطلوب منه بكل جد واجتهاد وهو قدوة ونموذج مميز، ولا يبخل على نفسه بالتعلم وملتزم بالتدريبات لأقصى درجة، وهو ما يجعل المدير الفنى يورجن كلوب يحبه للغاية فى الفريق ويضعه فى أول اهتماماته.
وما الهدية التى قدمها لك صلاح عند قدومك للإسكندرية؟
- يضحك ثم يرد: أرفض الإفصاح عما كان بداخل الصندوق الذى أرسله لى صلاح عند وصولى للإسكندرية، لن أكشف عن ذلك فى الوقت الحالى.
كيف ترى تنافس صلاح ومانى بالبطولة الأفريقية؟
- نحن زملاء وأصدقاء ونتحدث معاً فى أمور كثيرة، وكل منا يعمل ويكافح من أجل منتخب بلاده، وفى حال فوز صلاح أو مانى بالبطولة الأفريقية سيكون أمراً رائعاً لهما، وسأبارك لهما، وكل لاعب منا يسعى لمساعدة منتخب بلاده للفوز ببطولة قارية، وهذا الأمر يعد مهماً للغاية للثنائى بسبب منافستهما على لقب الأفضل فى القائمة، خاصة أنهما ضمن القائمة المرشحة لذلك بعد التتويج بدورى أبطال أوروبا.
من ترشحه لحصد لقب كأس الأمم الأفريقية الحالية؟
- البطولة صعبة جداً وتضم منتخبات عريقة، والحظوظ متساوية بين جميع الفرق المتنافسة، والرغبة والإصرار سيكون لهما دور كبير فى حسم البطولة، ولا يمكننى تحديد منتخب محدد بسبب قوة المنافسة بين جميع المنتخبات.
ما رسالتك الخاصة لجماهير غينيا؟
- سأعمل على بذل أقصى ما لدىّ من جهد للظهور بشكل جيد يسعد الجماهير الغينية، ونرغب فى أن نرسم البسمة على وجوهكم، والجميع فى المنتخب يحاول أن يشرفكم وأن يترك انطباعاً جيداً عن الكرة الغينية فى بلاد الفراعنة.
هل تفكر فى الرحيل من ليفربول؟
- أنا مستمر مع ليفربول للموسم المقبل لأننى أتطلع لحصد مزيد من الألقاب كما ذكرت لك أننى لم أحقق كل طموحاتى ولم أصل للمستوى الذى أتمناه فى الموسم الأول بسبب الإصابات التى لاحقتنى خلال وجودى، بجانب اختلاف الظروف بين ألمانيا وإنجلترا، وأنا سعيد هنا فى الريدز، وانتظروا موسماً رائعاً لى مع الليفر فى العام المقبل.
تعليقات الفيسبوك