رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

الحوار الكامل.. فاديجا للوطن: مواجهة ثعالب الصحراء في نهائي أمم أفريقيا صعب جدًا

08:32 ص | الخميس 18 يوليو 2019
الحوار الكامل.. فاديجا للوطن: مواجهة ثعالب الصحراء في نهائي أمم أفريقيا صعب جدًا

خليلو فاديجا

أحد عمالقة الكرة السنغالية، لعب للعديد من الأندية الأوروبية الكبرى، مثل باريس سان جيرمان الفرنسى وكلوب بروج البلجيكى وإنتر ميلان الإيطالى، واعتزل فى صيف 2012، بعد مسيرة جيدة بالملاعب الأوروبية، محققاً لقب الدورى البلجيكى مع كلوب بروج، وكأس فرنسا بقميص أوزير.

خاليلو فاديجا، صاحب الـ44 عاماً، الذى وُلد فى العاصمة داكار، مثّل أسود التيرانجا فى كأس العالم 2002، الذى ترك فيه الفريق السنغالى بصمة مميزة بعد الفوز على فرنسا حامل اللقب حينها بهدف دون رد، وتخطى السويد فى ثمن النهائى بهدفين مقابل هدف، قبل أن يودع البطولة من دور الثمانية، "فاديجا" يشغل حاليًا منصب عضوية باللجنة الفنية لبطولة كأس الأمم الأفريقية، والتقته "الوطن" للتحدث عن النسخة 32 من كأس الأمم وانطباعه عن أحداثها ومفاجآتها وتوقعاته لنهائى البطولة بين السنغال والجزائر.

فاديجا: مواجهة السنغال وتونس كانت في غاية الصعوبة

ما تقييمك لمواجهة السنغال وتونس فى نصف النهائى؟

- كانت مباراة صعبة للغاية، وهذه طبيعة المواجهات من هذا النوع فى دور نصف النهائى، وأعتقد أن نقطة التحول فى هذ اللقاء هو تصدى ألفريد جوميز لركلة الجزاء من فرجانى ساسى، حيث تعامل معها ببراعة، ولو تقدم المنتخب التونسى كانت ستزداد مهمة أسود التيرانجا صعوبة.

لكن السنغال أهدرت أيضاً ركلة جزاء؟

- بالطبع لو تم تسجيل ركلة الجزاء لحسمت السنغال تأهلها بالوقت الأصلى، لكننى لن ألقى باللوم على هنرى سايفيه، لأنه سدد ركلة الجزاء بشكل صحيح، لكن تألق الحارس التونسى معز حسن منع دخولها.

لكن الحارس نفسه أهدى منتخب بلادك بطاقة التأهل إلى النهائى؟

- هذه طبيعة كرة القدم، وأعتقد أنه فى مجمل اللقاء كان المنتخب السنغالى الأخطر والأقرب لهز شباك منافسه، ولا يقلل تسجيل أسود التيرانجا هدف الانتصار مستغلين خطأ الحارس التونسى من قيمة الإنجاز والتأهل المستحق لمنتخب بلادى، وأرجو ألا يتم تحميل حارس ودفاع تونس فوق طاقتهم لأنهم قدموا مباراة جيدة للغاية، ومن الطبيعى حدوث الأخطاء.

أسطورة السنغال: نهائي الكان في غاية الصعوبة أمام ثعالب الصحراء

ماذا عن المباراة النهائية ضد الجزائر؟

- مباريات النهائى دوماً صعبة، لكن هذه المرة المواجهة ضد ثعالب الصحراء أصعب بمراحل لعدة أسباب.

وما هى؟

- فنية وغير فنية، على المستوى الفنى، لأنها أمام أحد أقوى فرق البطولة، وهو المنتخب الجزائرى والذى قدّم لاعبوه مستويات مميزة طوال البطولة وتأهلوا بجدارة للمباراة النهائية، كما أن طموح لاعبى الجزائر أصبح مرتفعاً للغاية، وبعيداً عن الفنيات، الضغوط الشديدة التى تقع على كاهل لاعبى المنتخب السنغالى، لأنهم يرغبون فى تحقيق اللقب الأول فى تاريخ أسود التيرانجا، وحقيقة أشفق عليهم من تلك الضغوط، لكننى أثق فى قدرات أليو سيسيه على تحرير لاعبيه من تلك الضغوط، وأتمنى من كل قلبى فوز منتخب بلادى بلقب كأس الأمم لأول مرة ستكون فرحة كبيرة للشعب السنغالى، وسيكون تتويجاً مستحقاً لهذا الجيل من اللاعبين.

فاديجا: جيل السنغال الحالي لدية الرغبة في دخول التاريخ

وبِمَ يتميز الجيل الحالى بمنتخب السنغال؟

- الجيل الحالى من اللاعبين لديه الرغبة فى دخول التاريخ من بوابة حصد بطولة أفريقيا للمرة الأولى لصالح بلادنا، هم جميعاً على المستوى الفنى مؤهلون لذلك، واتحاد الكرة وفر لهم كل ما هو ممكن لتحقيق الانتصارات المختلفة فى البطولة.

بشكل عام ما تقييمك للبطولة؟

- المستوى الفنى كان متوسطاً فى بداية البطولة، وهو أمر طبيعى، ومع توالى المباريات ارتفع المستوى الذى تقدمه معظم الفرق ثم وضحت ملامح المنافسين على اللقب لكن لم تخلُ البطولة من المفاجآت.

نجم السنغال: مدغشقر مفاجأة الكان.. وخروج مصر والمغرب "صدمة كبيرة"

ما أبرز المفاجآت التى حدثت من وجهة نظرك؟

- فى دور المجموعات كانت مدغشقر مفاجأة مميزة فى البطولة وقدموا أداء رائعاً وتمكنوا من تصدر المجموعة الثانية على حساب نيجيريا وغينيا، والأمر ليس مفاجئاً فى صدارة المنتخب المالاجاشى لكنهم أدوا مباريات رائعة وقدموا كرة قدم حديثة، أيضاً المنتخب الأوغندى كان جيداً للغاية فى دور المجموعات وانتزع المركز الثانى بجدارة فى المجموعة الأولى.

ماذا عن المفاجآت الأخرى؟

- أفهم ماذا تقصد من سؤالك تتحدث عن دور ثمن النهائى، بالطبع خروج منتخبى المغرب ومصر يعد صادماً، وكبرى المفاجآت، فلم يكن أحد يتوقع خروج الفراعنة وأسود الأطلس من هذا الدور وبهذا الشكل المبكر للغاية من البطولة، وعلى المستوى الشخصى، حقيقة، لقد شعرت بالحزن بعد خروج منتخب مصر الذى خذل جماهيره الكبيرة، التى كانت تحضر بكثافة كبيرة وتشجع اللاعبين بحماس لكنهم لم يقدموا المستوى المرجو منهم، وبكل أسف استحقوا الخروج المبكر من البطولة أمام جنوب أفريقيا.

خليلو فاديجا: منتخب جنوب أفريقيا تفوق على الفراعنة بمواجهة دور الـ16

تعنى أن منتخب جنوب أفريقيا كان الأفضل فى مواجهة مصر بدور الستة عشر؟

- بكل تأكيد، كل من تابع اللقاء يؤكد أن منتخب جنوب أفريقيا كان الأفضل على مستوى الانتشار فى الملعب وبناء الهجمات، وحتى على المستوى الدفاعى أغلق "البافانا بافانا" مناطقهم بشكل جيد أمام نجوم منتخب مصر الذين لم يصلوا سوى بكرتين طوال التسعين دقيقة.

فاديجا: مباراة نيجيريا والكاميرون أقوى مواجهات أمم أفريقيا 2019

ما أقوى مباريات شاهدتها حتى الآن فى البطولة؟

- تتميز النسخة الحالية بالعديد من المباريات القوية للغاية، وأبرزها مواجهة نيجيريا والكاميرون التى انتهت بفوز النسور على الأسود غير المروضة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ولن تنسى ذاكرتى أيضاً مباراة غينيا ومدغشقر التى كانت مثيرة للغاية، والأمر ذاته فى لقاء مدغشقر والكونغو الديمقراطية، من المؤكد أن البطولة الحالية شهدت مستويات مرتفعة فى كرة القدم.

وفى المجمل ماذا عن المستوى الفنى للنسخة 32 من كأس أمم أفريقيا؟

- كما أخبرتك مشاركة 24 منتخباً أمر يحدث لأول مرة وتخوف البعض من ضعف مستوى البطولة، لكن ما رأيناه على أرض الملعب كان واقعاً مختلفاً، لقد شاهدنا ندية ومنافسة فى كل المباريات تقريباً، ولم يعد هناك فريق كبير وآخر صغير، وأصبح من الصعب توقع نتائج المباريات بمجرد معرفة طرفى اللقاء، وتحقيق الفوز أصبح يحدث بصعوبة، وبعد بذل مجهود كبير لتتفوق على المنافس.

أسطورة السنغال: صلاح وماني وزياش ومحرز لن يحصل أي منهم على الكرة الذهبية

بمناسبة كأس الأمم ووجود العديد من النجوم، هل سنرى يوماً لاعباً من أفريقيا يحقق الكرة الذهبية على مستوى العالم؟

- الكرة الأفريقية فى الوقت الحالى عامرة بالنجوم، مثل محمد صلاح وساديو مانى فى ليفربول، وحكيم زياش لاعب أياكس أمستردام، ورياض محرز جناح مانشستر سيتى، ولكننى لا أعتقد أن يمنحهم الأوروبيون بالذات لقب الأفضل أو الكرة الذهبية، لأنهم يفضّلون أبناء قارتهم الموهوبين، وإن خرجت الاختيارات من قارة أوروبا، سيكون اللاعب الفائز بها من قارة أمريكا اللاتينية من الأرجنتين مثلاً أو البرازيل.

فاديجا: مصر حققت إعجازاً كبيراً في تنظيم أمم أفريقيا 2019 

وبشكل عام ما رأيك فى تنظيم مصر لكأس أمم أفريقيا وتقييمك لمستوى الاستضافة؟

- مصر شرفت أفريقيا كلها، حققت إعجازاً كبيراً بتوفير كل تلك الملاعب وتنظيم كأس أمم أفريقيا بهذا الشكل الرائع فى الاستضافة، رغم ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 لأول مرة فى تاريخ البطولة، والأمر لم يتوقف عند الإنشاءات وتوفير ملاعب التدريب والمباريات بل كان حفل الافتتاح رائعاً.

ما الذى جذب انتباهك فى حفل الافتتاح؟

- كان مبهراً بمعنى الكلمة، لقد تحدث عنه كل أصدقائى بكل فخر، لقد قدمت مصر القارة الأفريقية بشكل مميز لكل العالم من خلال حفل الافتتاح، وهو ما زاد من قيمة البطولة ومتابعتها، خاصة أنها تقام فى فصل الصيف لأول مرة أيضاً.