رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

خط وسط الأهلي.. لماذا يعد "لاسارتي" أكثر حظًا ممن سبقوه؟

08:00 ص | الخميس 01 أغسطس 2019
خط وسط الأهلي.. لماذا يعد "لاسارتي" أكثر حظًا ممن سبقوه؟

أليو ديانج وحمدي فتحي وأفشة

يبدو أن مسؤولي النادي الأهلي، أعطوا أولوية كبيرة في تدعيماتهم لفريق كرة القدم خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، والصيفية الجارية، إلى تدعيم خط وسط الأحمر، ليكون دُعامة الفريق خلال المواسم المقبلة.

بالعودة إلى ما قبل موسمي الانتقالات الأخيرين، فإن وسط ملعب فريق الأهلي دائمًا ما اقتصر على ثلاثية "حسام عاشور- عمرو السولية- عبد الله السعيد"، مع بعض التغييرات البسيطة والإجبارية التي كانت تحدث وقت الغيابات والإصابات، خاصة بعدما اعتزل قائد الفريق السابق حسام غالي.

ثلاثية وبالرغم من ثقل الأسماء التي تضمها، إلا أنها لاقت انتقادات كبيرة من جماهير الأهلي، خاصة في أوقات تردي مستوى الفريق، محملين خط الوسط مسئولية تراجع المردود، خاصة مع تقدم سن "عاشور"، وتذبذب مستوى "السولية".

وبغض النظر عما قدم الثلاثي من مستويات، إلا أن عدم وجود وفرة في البدائل التي يمكن لها أن تعوضهم، كانت لها أثرًا سيئًا على الأحمر في العديد من المناسبات، خاصة مع ظروف الإصابات التي ضربت الفريق في كثير من الأوقات، واحتياج اللاعبين في أوقات أخرى للراحة.

تدعيمات حاولت إدارة الأهلي إبرامها من أجل تحقيق الإضافة إلى خط وسط الفريق، كانت على رأسها الثنائي أكرم توفيق وهشام محمد، قادمين من إنبي ومصر للمقاصة على الترتيب، إلا أن الثنائي فشلا في فرض اسميهما على التشكيل الأساسي للفريق، حيث لعب "توفيق" على فترات قصيرة، فيما لعب "هشام" في أوقات غياب عاشور أو السولية فقط، ولم يحققا الإضافة، ليرحل الأول على سبيل الإعارة إلى الجونة، ويصبح الآخر على أعتاب الرحيل.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فبالإضافة إلى غياب البدائل، غادر الضلع الثالث لخط وسط الأهلي عبد الله السعيد، تاركًا من وراءه فراغًا كبيرًا في مركز صناعة اللعب، لم ينجح في سده أحد من بعده لفترات، ما تسبب في مشاكل أكبر لخط وسط الفريق، خاصة مع قلة خبرات ناصر ماهر، وابتعاد صالح جمعة عن الملاعب لفترة طويلة، كما أن وليد سليمان لا يعد لاعبًا صانعًا للألعاب بالمعنى الحرفي، فهو لاعب متحرك ومرواغ يهوى اللعب بحرية ويميل إلى التواجد في أطراف الملعب.

ويبدو أن رحيل "السعيد" عن صفوف الفريق، كانت كالقشة التي قسمت ظهر البعير، لتفطن الإدارة إلى ما يواجه الفريق من مشاكل في خط الوسط، فتبدأ في تدعيم المركز ذاته بمختلف أدواره التي تتنوع بين اللاعب قاطع الكرات، واللاعب المتحرك ما بين الخطوط، وصانع الألعاب الصريح.

البداية كانت بمنح صالح جمعة، الذي ارتبط اسمه بالمشاكل والأزمات طوال مشواره مع الأهلي، فرصة جديدة لإثبات إمكانياته وقدرته على اللعب باسم فريق كبير مثل النادي الأهلي، ليقرر الأهلي الاحتفاظ باللاعب في يناير الماضي، بعد عودته من تجربة احتراف باهتة مع الفيصلي السعودي، وهو ما تُرجم سريعًا عندما أزاح "جمعة" زميله بالفريق ناصر ماهر عن التشكيلة الأساسية في آخر مباريات الدوري، مسجلًا هدفين في الاتحاد السكندري والمصري البورسعيدي، فضلًا عن صناعته عددًا من الأهداف أبرزها تلك التي صنعها أمام الإسماعيلي والمقاولون العرب في مباراة حسم الدوري.

خطوة أخرى اتخذتها إدارة الأحمر في يناير الماضي، عندما نجحت في التعاقد مع حمدي فتحي قادمًا من إنبي، بالإضافة إلى محمد محمود لاعب وادي دجلة السابق، لمزيد من التدعيم إلى خط وسط الفريق.

الرباط الصليبي منع "محمود" من مواصلة مشواره مع الأهلي رغم بداية جيدة حققها معه، ليبتعد عن الملاعب منذ مواجهة سموحة في الدور الأول من الدوري، ويعد اللاعب في المرحلة الأخيرة من العلاج قبل أن يعود للملعب مرة أخرى، فيما نجح حمدي فتحي في فرض نفسه على تشكيل المدرب الأوروجوياني مارتن لاسارتي طالما كان سليمًا وجاهزًا، ليقدم مردودًا طيبًا في المباريات التي خاضها حتى الآن.

ولم ينتهي دعم الأحمر لخط الوسط عند صفقتي يناير الماضي وعودة صالح جمعة، لتستكمل من جديد مهمة دعم المركز نفسه خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، وكانت البداية بالقاطرة المالية أليو ديانج، قادمًا من صفوف مولودية الجزائر، ويتميز المالي بقدراته البدنية الكبيرة وقوته، كما أنه قاطع كرات من الطراز الأول.

وفي يوم أمس الأربعاء، جاء الإعلان الرسمي عن صفقة محمد مجدي أفشة، لاعب بيراميدز السابق، لتكون آخر تدعيمات الأحمر لخط وسط ملعبه، حيث يتميز "أفشة" بقدرته على اللعب كصانع ألعاب، كما يمكنه أداء مهمة عمرو السولية أيضًا كلاعب "بوكس تو بوكس"، أو اللاعب رقم (8) في الملعب، الذي يمتلك أدوارًا هجومية ودفاعية في نفس الوقت.

خط وسط الأهلي بعد التدعيمات

وهكذا يكون النادي الأهلي ممتلكًا لخط وسط ناري مكون من: "حسام عاشور- عمرو السولية- حمدي فتحي- أليو ديانج- محمد محمود- مجدي أفشة- صالح جمعة" بالإضافة إلى هشام محمد وناصر ماهر في حال عدم رحيلهما، ومحمود متولي الذي يمكنه اللعب في خط الوسط بالإضافة إلى مركز المدافع، وهو ما يوفر مرونة تكتيكية كبيرة لمدرب الأهلي في اختياراته للعناصر الأساسية خلال الفترة القادمة.

ويظهر في تشكيل لاعبو خط وسط الأهلي، التنوع الكبير الذي يمتلكه مارتن لاسارتي في هذا المركز، حيث يمتلك الثلاثي حسام عاشور وحمدي فتحي وأليو ديانج، كلاعبين يؤدون مهمة قطع الكرات بكفاءة عالية، بالإضافة إلى التسليم والتسلم في منطقة وسط الملعب.

كما يمتلك الرباعي عمرو السولية ومحمد محمود ومجدي أفشة وصالح جمعة، حيث يمكنه توزيع المهام فيما بينهم بمرونة كبيرة، إذ يتمكن كل لاعب فيهم من تأدية أدوار مركبة في خط الوسط، إلا أن أفشة وصالح على وجه التحديد يجيدون اللعب كصانعي ألعاب بكفاءة كبيرة.

الأوروجوياني مارتين لاسارتي، قد يحافظ على ثنائية "السولية- حمدي فتحي" مع إضافة الوافد الجديد أفشة، كما يمكنه الاعتماد على واحد من حمدي فتحي أو ديانج، ليلعب الثنائي صالح جمعة وأفشة سويًا من أجل كثافة هجومية عالية في إطار طريقة "4-1-4-1"، كما يمكنه استغلال الثنائي القوي فتحي وديانج ليلعبنا سويًا، مع إضافة واحد من صانعي اللعب أفشة أو صالح ليقوم بالمهمة الهجومية في نصف ملعب الأحمر.

وفي كل الأحوال، وأيًا ما ستكون اختيارات الأوروجوياني لعناصر وسط ملعب فريقه، فإن "لاسارتي" يعد محظوظًا عمن سبقوه من مدربين، بسبب امتلاكه لخط وسط قوي ومتنوع، يمكنه من تنفيذ أفكاره بشكل أفضل وأكثر مرونة، لتصبح الكرة في ملعبه الآن، من حيث المضمون والنتائج التي سيقدمها.