رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

حوار| سمير عثمان: نائب الغندور يرجعني من "لواء لعميد".. وعيد عبدالملك "بتاع حوارات"

03:08 م | الأحد 27 أكتوبر 2019
حوار| سمير عثمان: نائب الغندور يرجعني من "لواء لعميد".. وعيد عبدالملك "بتاع حوارات"

سمير عثمان أثناء ندوته في الوطن

سمير عثمان، رئيس لجنة الحكام السابق، واحد من أبرز الحكام على مدار تاريخ الكرة المصرية، حيث فرض اسمه على الساحة بعد أن سار على خطى والده الراحل الحكم الدولى محمود عثمان، حتى حصل على الشارة الدولية وأدار العديد من المباريات الهامة، سواء على المستوى المحلى أو الأفريقى، خلال مسيرته حتى أعلن اعتزال التحكيم عام 2017، ومؤخراً تولى رئاسة لجنة الحكام لفترة قليلة لم تتخط مدة الـ30 يوماً.

"الوطن" استضافت الحكم سمير عثمان فى ندوة تحدث فيها عن كواليس فترة وجوده فى رئاسة اللجنة، وما حدث بعدها للرحيل فور تولى اللجنة المؤقتة، وأبرز المواقف التى تعرض لها كحكم، وما يدور بين قضاة الملاعب، وتفاصيل أخرى تحدث فيها بكل صراحة.

ما أسباب رحيلك المفاجئ عن رئاسة لجنة الحكام بعد فترة قصيرة من تولى المهمة؟

- تحدث معى ثروت سويلم، رئيس اتحاد الكرة المؤقت، وعرض علىّ فكرة تولى رئاسة لجنة الحكام، وعلى الفور رحبت بالأمر لخدمة التحكيم من موقع جديد وتنفيذ خططى التى كنت أحلم بها خلال فترة وجودى بالملاعب كحكم دولى، ولكنى فوجئت أثناء وجودى فى اختبارات اللياقة البدنية بتلقى مكالمة هاتفية من وليد العطار، المدير التنفيذى لاتحاد الكرة، يقول لى إن عمرو الجناينى، رئيس اللجنة المؤقتة لإدارة اتحاد الكرة، يريد التواصل معك، وأكد لى أن المجلس الجديد بالكامل قرر استمرارى لأكون مسئولاً عن تطبيق تقنية الفيديو، وأيضاً كابتن جمال الغندور طلب تعيينك بمنصب نائب رئيس لجنة الحكام.

من الممكن أن يتغير قانون كرة القدم بسبب الهانى سليمان.. شيكابالا لا يعرف التمثيل.. وحرمت أحمد عيد عبدالملك من تسديد ركلة جزاء 

وماذا كان رد فعلك؟

- قلت لرئيس اللجنة، عمرو الجناينى، وما علاقة جمال الغندور بالأمر؟ فكان رده بأنه سيكون رئيس لجنة الحكام، وأنت ستصبح نائباً له ومسئولاً عن تطبيق تقنية الفيديو، فاعتذرت له فى نفس اللحظة، ورفضت دور الرجل الثانى، وقلت له لا تهدر وقتك ولا تهدر وقتى.

ما سبب الرفض؟

- "ماينفعش لواء يرجع لرتبة عميد"، فبعد أن أصبحت رئيساً للجنة، حتى ولو لفترة قصيرة لا أستطيع العودة خطوة إلى الخلف والوجود بمنصب النائب، فكان قولاً واحداً منى الاعتذار عن عدم العمل، وترك الفرصة كاملة أمام الغندور لتولى رئاسة لجنة الحكام بمفرده.

هل قرار اللجنة برحيلك عن منصب رئيس لجنة الحكام كان مفاجأة لك؟

- المفاجأة تكمن فى أن اللجنة لم تجتمع بى من الأساس، ولم تطلع على خطتى لتطوير لجنة الحكام وخططى المستقبلية لتطوير اللجنة، خاصة أنه رغم قصر المدة إلا أننى كنت اتخذت العديد من الخطوات الهامة، التى سيكون لها تأثير كبير على مستقبل الحكام.

ما أبرز تلك الخطط؟

- فى البداية فوجئت بأن مباريات الدورى تتم إدارتها عن طريق أربع سماعات فقط فى المباراة الواحدة، وليس بـ6 سماعات، وهو ما يعنى أن كل طاقم التحكيم لا يتواصل مع بعضه، فضلاً عن أنها سماعات كرة خماسية، بمعنى أنها لا تعمل بشكل جيد فى مساحات ملعب كرة القدم الكبيرة، وبالفعل تواصلت مع أحد أصدقائى فى الاتحاد الألمانى وطلبت الحصول على 60 سماعة، فضلاً أن أحد أصدقائى فى إنجلترا أكد لى تنظيم معسكر للحكام هناك دون أن يكون هناك تكلفة على اتحاد الكرة إلا تذاكر الطيران، على أن تكون الإقامة والمعسكرات بعيدة عن الجبلاية تماماً، واتفقت معه على إرسال حكام من الدرجة الأولى حتى يحصلوا على خبرات، واتفقت مع عزب حجاج مدير اللجنة على إرسال حكام من الدرجة الأولى، تتراوح أعمارهم بين 20 و25 سنة، وكنت أتمنى أن يكتمل هذا المشروع ولكن رحيلى أوقفه.

 وجود طاقم تحكيم أجنبى فى 38 مباراة بالدورى الموسم الماضى رقم مبالغ فيه وغير منطقى.. وأفضل أنواع العقاب لحكام "الممتاز" إدارة مباريات بالدرجة الثالثة.. وفوجئت بظاهرة الكراهية فى الوسط التحكيمى

ما خطتك حول عدد الحكام بمسابقة الدورى؟

- وضعت خطة لأن يدير مباريات الموسم الجديد 35 حكماً منهم 25 حكماً بأسماء بعينها، و10 أسماء غير محددة، بحيث يكون أى حكم من الدرجة الأولى يبذل مجهوداً ويظهر بشكل جيد يكون له فرصة فى إدارة مباريات بالدورى الممتاز، ووضعت خطة لمعاقبة الحكام ليس عن طريق الإيقاف باستثناء الحكم المهمل فقط، بحيث تكون طريقة العقوبات أن يقوم حكام الدورى الممتاز بإدارة مباريات بالدرجة الثالثة، فهذا أفضل أنواع العقاب حتى يشعر بحجم الخطأ، وعندما يستعيد مستواه يحكم بدورى المظاليم، قبل أن يعود لإدارة مباريات بالدورى الممتاز مرة أخرى.

ما أكثر شىء فوجئت به داخل منظومة التحكيم بمصر بعد توليك رئاسة اللجنة خلال تلك الفترة القصيرة؟

- فوجئت بالعديد من الأمور، أبرزها لجوء بعض الحكام للمشايخ لاعتقادهم أن أخطاءهم فى المباريات ستقل، وهذا أمر غير منطقى على الإطلاق، وأنا أقول لحكام المشايخ إنهم لن يستمروا طويلاً على الساحة، لأن التفكير بتلك الطريقة الخاطئة لن يساعدهم على تطوير مستواهم، والحكم الضعيف هو الذى يلجأ لمثل تلك الطرق، فضلاً عن أننى فوجئت بحالة عدم الحب بين الحكام.

كيف تجلت لك ظاهرة الكراهية بين الحكام؟

- عندما تكتشف أن حكماً مصرياً يقوم بجمع لقطات تكشف أخطاء حكم زميله ويقدمها للاتحاد الأفريقى لكرة القدم حتى يحرم زميله من إدارة المباريات الأفريقية ويكون لديه فرص أكبر لإدارة عدد أكبر من المباريات، وإذا كانت أتيحت لى الفرصة للاستمرار وقتاً أكبر فى رئاسة اللجنة لكانت تلك القضية على رأس أولوياتى، من أجل زرع روح الحب بين أسرة التحكيم، لأن ما يحدث من تصيد لأخطاء الحكام بين بعضهم البعض من أكبر المشاكل التى تواجه منظومة التحكيم.

ما أكثر شىء سعدت بإنجازه خلال الفترة القصيرة التى توليت فيها رئاسة اللجنة؟

- زيادة المستحقات المالية للحكام، فالحكم كان يحصل على 2700 جنيه فى المباراة، وصل البدل إلى خمسة آلاف جنيه، وحكام مباريات الناشئين والقطاعات كانوا يحصلون على 50 جنيهاً، ووصل المبلغ إلى 300 جنيه، فيجب قبل محاسبة الحكم توفير كل سبل الراحة له، وكنت تعاقدت مع شركة ملابس مميزة وشركات من وسائل النقل لتوفير وسيلة مريحة لنقل الحكام للمباريات، فضلاً عن الاتفاق مع هيئة السكة الحديد على توفير 20 تذكرة تحت الطلب للحكام، حتى يتم توفيرها لهم فى حالة إدارة مباريات بالصعيد، واتفاق مع شركات الطيران بتوفير خمس تذاكر للجونة وأسوان دون مقابل، ولكن كل تلك الأمور كنت أتمنى تطبيقها على أرض الواقع، وجاء رحيلى بشكل سريع للغاية.

لم أحتسب هدفين صحيحين لفريق إنبى أمام الأهلى.. وغيرت رقم هاتفى بعد المباراة.. وتلقيت عروضاً برشاوى من دول مختلفة لكننى تعاملت معها بحكمة.. وأنا ضد إلغاء الحكم الخامس 

ما رأيك فى إلغاء الحكم الخامس؟

- أنا ضد إلغاء الحكم الخامس ما دمت لم تتمكن حتى الآن من تطبيق تقنية الفيديو، وكان لا بد من استمرار وجود الحكم الخامس حتى يتم تطبيق تقنية الفيديو، الذى أتحدى أن يتم تطبيقها من بداية الدور الثانى لمسابقة الدورى الممتاز كما تخطط اللجنة المؤقتة لإدارة اتحاد الكرة.

لماذا تجد صعوبة فى تقنية الفيديو بداية من الدور الثانى للدورى؟

- تكلفة تطبيق تقنية الفيديو 3 آلاف دولار فى المباراة الواحدة، وحتى إذا نجحت اللجنة المؤقتة فى توفير راعٍ يتحمل التكلفة المادية لتطبيق تقنية الفيديو، فإن من الصعوبة تدريب العنصر البشرى على استخدام تقنية الفيديو فى وقت قصير، وكنت قد تقدمت بمقترح للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" بأن من يجلس فى غرفة تقنية الفيديو حكام من أصحاب الخبرات المعتزلين، خاصة أن الحكم لا يحتاج للياقة بدنية وسرعات، وإنما نحتاج خبرة هؤلاء الحكام حتى تصدر القرارات بشكل سليم، ويكون هناك جدوى من تطبيق تلك التقنية، أما إذا كان الحكام الجالسون فى غرفة تقنية الفيديو خبرتهم أقل من حكم الساحة لن يقتنع بقراراتهم، وستستمر تلك الأزمات رغم وجود تقنية الفيديو.

ما رأيك فى ظاهرة الحكام الأجانب؟

- الموسم الماضى شهد وجود طاقم تحكيم أجنبى فى 38 مباراة، وهو رقم مبالغ فيه وغير منطقى، فلا بد من وجود الحكام الأجانب فى مباريات الأهلى والزمالك فقط، وشرط أن يكون الحكم من أصحاب الخبرات ويمتلك اسماً كبيراً مثل الحكم الألمانى الذى أدار مباراة السوبر الأخيرة، فرغم أن له أخطاء بالمباراة، ومنها خطأ مؤثر فى هدف الأهلى الثالث حينما دفع رمضان صبحى لاعب الأهلى شيكابالا لاعب الزمالك وأسفرت تلك الكرة عن هدف الأهلى الثالث، إلا أن اسم الحكم الكبير يدارى أى أخطاء.

من أكثر اللاعبين إضاعة للوقت بالدورى؟

- الهانى سليمان، حارس مرمى سموحة الحالى والاتحاد السابق، أكثر حارس يستطيع إهدار الوقت، ولا تتمكن كحكم للمباراة من إثبات أنه يفعل ذلك، فهو يمتلك موهبة خاصة فى كيفية إضاعة الوقت، لدرجة أننى فى مباراة الزمالك والاتحاد احتسبت 21 دقيقة وقتاً بدل ضائع بسببه، ونظراً لانقطاع التيار الكهربائى فترة فى تلك المباراة، فهو حارس من الوارد أن يتغير قانون كرة القدم بسببه إذا شارك فى بطولات دولية، مع احترامى لموهبته الكبيرة كحارس مرمى.

أكثر لاعب مشاغب واجهك داخل الملعب خلال مسيرتك؟

- أحمد عيد عبدالملك، لاعب الزمالك السابق، أكثر لاعب يدخل فى مناوشات وحوارات مع الحكام داخل الملعب، رغم أنه شخصية كوميدية خارج الملعب، ولكنه كان يتحول داخل المستطيل الأخضر، وأتذكر موقفاً معه بمباراة الزمالك وسموحة حصل على ركلة جزاء وكان هو الذى يصوب ركلات الجزاء وخرج لتلقى العلاج، وظل يشاور لى حتى ينزل للملعب إلا أننى تجاهلت إشارته حتى أحرمه من تسديد ركلة الجزاء، وهو موقف خطأ منى بالطبع.

كما أتذكر فى مباراة ودية اتفقت مع أحمد عيد على سبيل الدعابة أن يتوجه للحكم المساعد أيمن دجيش ويحدثه باسم غير اسمه، وهو ما كان يستفز دجيش للغاية، ونجحنا فى ذلك وقتها باتفاق بينى وبين أحمد عيد، لأن دائماً المباريات الودية يغلب عليها طابع الود على نقيض المباريات الرسمية تماماً.

رفضت منصب الرجل الثانى مع "الغندور" لأنه "ما ينفعش أرجع للخلف" 

هل لك مواقف تتذكرها مع شيكابالا لاعب الزمالك؟

- شيكابالا لاعب مهارى، واللاعب المهارى لا يجيد التمثيل أو ادعاء السقوط على عكس ما يظن الجمهور، وهو ما يجعلنى كنت أتابع لحظات سقوطه جيداً داخل منطقة الجزاء للتأكد من أن اللعبة ركلة جزاء صحيحة أم لا.

المباراة التى لا تنساها فى مسيرتك؟

- مباراتان للأهلى، الأولى كانت أمام الإسماعيلى وكانت أول مباراة جماهيرية بمسيرتى، ووجدت صعوبة فى دخول الملعب وقتها، لأن الأمن كان لا يعرفنى، وانقطع النور ووجدتها فرصة للرحيل، ولكن عاد النور مرة ثانية وظهرت بشكل جيد باللقاء، أما المباراة الثانية فكانت أمام إنبى وألغى المساعدان لى هدفين للفريق البترولى رغم صحتهما، وتحملت أنا ذلك الخطأ، وتعرضت لانتقادات عنيفة بعد المباراة، لدرجة أننى غيرت رقم هاتفى بعد تلك المباراة، بعد تلقى العديد من الاتصالات التى تعرضت للهجوم الشديد فيها.

حكاية وقائع الرشوة فى مسيرتك؟

- كل وقائع الرشوة مرتبطة بعرضها من فرق أفريقية، وكان يجب التعامل معها بحكمة، نظراً لأن رفضها والإبلاغ عنها على الفور يجعلك كحكم مهدداً بعدم مغادرة البلد، لذلك كنت أرفضها وأتعامل بهدوء لحين العودة إلى مصر وإبلاغ مسئولى الاتحاد الأفريقى عنها، وكان أكثر رشوة تم عرضها علىّ 30 ألف دولار من أحد فرق شمال أفريقيا.