رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

سيمبا التنزاني.. «قائد ثورة أندية شرق أفريقيا» بلا قمصان أو أحذية

09:34 ص | الثلاثاء 23 فبراير 2021
سيمبا التنزاني.. «قائد ثورة أندية شرق أفريقيا» بلا قمصان أو أحذية

لاعبو سيمبا التنزاني

هي قصة نجاح في شرق إفريقيا، بدأت من الصفر في تنزانيا عام 1936، فريق بلا قمصان أو أحذية إلى أكبر أندية البلاد، سيمبا القادم من الشرق يسعى لمجابهة كبار القارة، نجح في الوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 2019، في إنجاز فريد نسبة إلى الأندية التنزانية.

تتذكره الجماهير المصري بالإقصاء الشهير، حينما أخرج نادي الزمالك من دوري أبطال إفريقيا موسم 2003/2004، وفوز آخر على الأهلي بهدف نظيف في دور المجموعات بدوري الأبطال عام 2019.

ومن المنتظر أن يواجه الأهلي نظيره سيمبا التنزاني في الثالثة عصرا، بالجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى في دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا.

قصة سيمبا الذي بدأ بلا قمصان أو أحذية

سيمبا هو واحد من أقدم 4 فرق في تنزانيا، أسس عام 1936 في دار السلام، والآخرون هم يانج أفريكانز، وأفريكا سبورتس، وكواستال يونيون.

لقد مر النادي بالعديد من الأسماء منذ نشأته وحتى الآن؛ إذ سمي كوينز عام 1936، واستمر الاسم حتى عام 1948 عندما تمكنوا من الصعود إلى الدوري الممتاز، غير فيما بعد إلى إيجلز وسندرلاند، في هذا الوقت بدأ سيمبا في الحصول على رعاية على سبيل المثال قمصان الفريق والأحذية الحديثة، بينما كان الآخرين لا يزالون يبحثون عن قطعة من الملابس.

بعد حصول البلاد على الاستقلال في عام 1961، وبعد 4 سنوات من تشكيل الدوري فريق أول، حمل بطولة الدوري عام 1965 وكررها في العام التالي، وفي عام 1971 نصحهم أول رئيس لزنجبار -مجموعة جزر واقعة بالمحيط الهندي تابعة لتانزانيا في شرق أفريقيا- الراحل عبيد كرومي، بتغيير الاسم بسبب محتواه الاستعماري إلى سيمبا، الذي يعني الأسد في اللغة السواحلية.

في عام 1973 فازوا مرة أخرى بلقب الدوري التنزاني، وخسر اللقب من فريق يانج أفريكانز في عام 1974، وفي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي كانت الأسود قوية جدًا في اكتشاف اللاعبين بعد وجود عدد من الأكاديميات، ذهب اللاعبون الموهوبون منها إلى سيمبا أولا، بينما الآخرون إلى أندية أخرى ولكن ليس يانج أفريكانز.

حقق سيمبا الدوري 5 مرات متتالية في 1976 و1977 و1978 و1979 و1980، بعد ذلك اختفى ذلك الأسد في الغابة حتى عاد للتتويج بالبطولة عام 1980، وحقق البطولة 18 مرة بشكل عام.

سيمبا في العصر الحديث تحت قيادة الملياردير محمد الدوجي 

كانت هناك رؤية من مالك النادي الملياردير محمد الدوجي، لتنمية مواراد النادي المالية، من أجل منافسة كبار القارة، واستمرار النجاح على المستوى المحلي.

قال الملياردير محمد الدوجي، رئيس النادي لـ موقع «BBC»: «صادفت أنني التقيت بأحد قادة الزمالك (في 2003)، وأدركت في ذلك الوقت أن ميزانية الزمالك كانت 50 ضعف ميزانية سيمبا».

وأضاف «الدوجي»: «سأقارنها بسائق رائع يقود سيارة تويوتا وسائق آخر يقود سيارة فيراري، هناك الكثير الذي يمكنك القيام به»

عند عودته إلى تنزانيا بعد لقاء في دوري أبطال إفريقيا، أدرك ديوجي أن الأمور يجب أن تتغير في الطريقة التي يدار بها النادي إذا أرادوا المنافسة على الألقاب في القارة الإفريقية.

في ذلك الوقت، لم يتم قبول اقتراحاته لتغيير هيكل ملكية النادي وابتعد عن سيمبا في عام 2004 ثم بعد 11 عامًا، ناقش في محطة تلفزيونية محلية ما سيفعله لمضاعفة ميزانية النادي ثلاث مرات، والاستثمار في البنية التحتية وكيف يمكنهم سد الفجوة في أكبر الأندية في إفريقيا.

وأوضح الدوجي «لقد كانت نوعًا من المزحة ، لكن سيمبا لم يكن على ما يرام، واشتعلت هذه المزحة لتصبح واقع ملموس».

بعد ذلك بعامين، شهدت تلك النكتة عودة مشجع سيمبا في فترة الشباب للحصول على حصة 49% في النادي التنزاني.

كان هذا الاستحواذ والتغيير في الهيكل إلى شركة عامة محدودة في تنزانيا، بعد الحصول على موافقة أعضاء الجمعية العمومية، بمثابة انطلاق نجاح لفريق في عام 2017.

في عام 2018، تمكنوا من البدء في رحلة فترة الإعداد في تركيا، وشراء لاعبين جيدين لزيادة قوة فريقهم، حتى يتمكنوا من إكمال الرحلة محليًا وقاريًا.

 

علاوة على ذلك، فإنهم قادرون على الاستثمار في البنية التحتية الرئيسية؛ إذ بني ملعب حديث وأرض تدريب.

حقق سيمبا هدفيهما للموسم قبل الماضي، عبر الفوز بالدوري والوصول إلى مراحل المجموعات بدوري أبطال أفريقيا، في الواقع حققوا أداءً أفضل من خلال الوصول إلى ربع نهائي البطولة القارية للأندية عام 2019 وخسروا من مازيمبي بنتيجة 4-1 لمجموع اللقائين.

أفكار خارج الصندوق  

على الرغم من تمكن الملياردير محمد الدوجي من مضاعفة الميزانية السنوية للنادي، فإنه يعرف أنها أقل بكثير من أنجح الأندية في القارة، لكنه يعتقد أنها سيضاهيها ماليا في السنوات الخمس المقبلة.

وقال «الدوجي» في تصريحات لـ موقع «BBC»: «ضاعفنا ميزانيتنا خلال العامين الماضيين من حوالي مليون دولار سنويًا إلى حوالي 2.5 مليون دولار».

وأضاف: «سنشارك مع شركات عملاقة، نحن نعلم أن كل تنزاني يحتاج إلى شراء الزيت والأرز والسكر، إذا المشجعون المسجلون في النادي  سيشتروا منتجًا من هذه الشركات، ويحصلون على خصم وفي المقابل سيعطهم الشركاء قيمة جيدة، وهناك طريقة أخرى يهدف النادي إلى المنافسة بها، تحسين تفاعل النادي مع جماهيره».

 

وتابع رئيس النادي: «نحن نواصل التطور، لقد أنشأنا قاعدة بيانات ضخمة للجماهير، وأنشأنا اتصالًا وثيقًا مع الصحف ومحطات الراديو، يحاول فريق سيمبا جعل كرة القدم قليلة التكلفة وجذابة للجميع بأفكار خارج الصندوق مثل أسعار تذاكر الفئة المنخفضة التي تروق لمن لديهم دخل ضئيل من الجماهير العاشقة للنادي».

ومن جانب آخر، توجد تذاكر من المستوى البلاتيني لمن هم أفضل حالًا والتي تشمل قميص الفريق ومواقف مجانية للسيارات وسفر بالحافلة من وإلى الاستاد ومقاعد للشخصيات الهامة (VIP).

جذب شغف 60 ألف مشجع للمباريات على أرض الاستاد انتباه العديد من متابعي كرة القدم الأفارقة منهم أحمد أحمد، رئيس الكاف السابق؛ إذ قال: «إنه لم ير أبدًا المشجعون الأفارقة يملأون الملاعب في المباريات كما فعلوا مع فريق سيمبا. استراتيجيتنا واضحة هي التطور، ويعد سيمبا ناد كبير ويمتلك علامة تجارية كبيرة في تنزانيا».

وأوضح محمد الدوجي: «إنها مسؤوليتنا كقادة لهذا النادي وبصفتنا مالكًا لهذا النادي علينا بعض الخطوات أولها، نحتاج إلى أن نكون أخلاقيين للغاية فيما نفعله، ونحتاج إلى أن نكون شفافين للغاية في ما نفعله، زنحتاج إلى التواصل مع الجماهير من خلال وسائل الإعلام  ووسال التواصل الإجتماعي لشرح ما هي رؤيتنا».

 

جماهير لا تقبل التعادل أو الهزيمة

يتحدث الحاجي مانارا، المتحدث الإعلامي للنادي، وهو الشخص محبوب من قبل أنصار سيمبا، عبر موقع «issuu»، قائلا: «يمكنني القول بكل فخر، أننا النادي الوحيد في تنزانيا الذي يؤدي أداءً جيدًا في شرق إفريقيا من حيث وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات،  أستطيع أن أقول بثقة أننا من بين العشرة الأوائل في أفريقيا».

وأضاف الحاجي مانارا: «الكثير من وسائل الإعلام الدولية مثل بي بي سي في المملكة المتحدة تأتي إلينا عندما يريدون التحدث عن أي شيء يتعلق بكرة القدم في شرق أفريقيا».

القاعدة الجماهيرية القوية لفريق سيمبا لا ترحم أي نتيجة أقل من الفوز؛ إذ يتطلع الفريق للدفاع عن لقب الدوري للمرة الثالثة على التوالي هذا الموسم، بينما يحب «الحاجي» أيضًا أن يرى انتصارات شاملة على الأصعدة كافة، فقد استخدم دوره كمتحدث إعلامي لنشر أن الرياضة بطبيعتها لا يمكن التنبؤ بها.

 

وتابع «مانارا»: «مشجعو سيمبا مجنونون بفريقهم، سيفعلون أي شيء للنادي أحد التحديات التي نواجهها هو أن المشجعين لا يمكنهم تحمل الخسارة، رأيت الحاجة لتعليمهم أن هناك ثلاثة أنواع من النتائج وهي فوز وخسارة أو تعادل».

تأثير الأسود على المنتخب التنزاني وتأهل تاريخي إلى أمم إفريقيا 2019 

نجاح سيمبا له تأثير كبير على المنتخب التنزاني أيضًا؛ إذ تأهل الأخير إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية عام 2019 بقيادة علي ساماتا، لاعب فناربخشه التركي الحالي، ومازيمبي السابق، بعد مباراة صعبة أمام أوغند،ا وتواجد عدد كبير من الجماهير.

 

وقال حميد ماو، لاعب وسط المنتخب التنزاني، الذي يلعب مع فريق إنبي، في تصريحات صحفية سابقة: «رؤية هذا العدد الكبير من المشجعين أعطتنا القوة لخوض المباراة والمعركة من أجل التأهل إلى أمم إفريقيا»

وأضاف: «عندما كنا في طريقنا إلى الملعب، شاهدنا الكثير من المشجعين جعلنا نشعر وكأننا ندين لهم بالشيء الكبير».

 

فاز المنتخب التنزاني بنتيجة 3-0، بما في ذلك ركلة جزاء من إيراستو نيوني، لاعب سيمبا، كان واحدا من 4 لاعبي سيمبا في تشكيلة الفريق التنزاني في مصر، إلى جانب الحارس الأساسي جون بوكو أيشي مانولا، وكذلك البديل محمد حسين.

في الواقع، كان هناك أيضا لاعبان من سيمبا في تشكيلة أوغندا، هما مروشيد جوكو، لاعب سيمبا، والوداد السابق، وإيمانويل أوكوي، لاعب الاتحاد السكندري السابق، وأسوان الحالي.

يطمح سيمبا الآن للفوز بدوري أبطال إفريقيا ومع وجود ديوجي الماهر في مجال إدارة الأعمال في مقعد الرئاسة، يبدو أن السيارة التي لم تستطع المنافسة فيما سبق تتحرك في الاتجاه الصحيح  نحو نتائج أكبر في القارة.

أرقام خاصة للأسود في تاريخ تنزانيا 

سيمبا هو النادي الأول والوحيد في تنزانيا الذي بلغ نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 1974، خسر في إفريقيا 4-0 على أرضه، وفاز 5-0 خارج أرضه ضد موفوريلا وندر من زامبيا عام 1979، وأصبح أول بطل للنادي في شرق ووسط أفريقيا، عام 1974.

أصبح سيمبا أول ناد في تنزانيا يرتدي قمصانا في أكتوبر 1938 بعد عامين من إنشائه، وكان عام 1951 أول من ارتدى أحذية، وكان أول ناد يستقل طائرة في عام 1960 عندما دعاه الملك هيلا سيلاسي لحضور حفل خاص في إثيوبيا، وأول ناد يشتري حافلة للاعبين عام 1967.

أصبح سيمبا أول ناد يهزم حامل اللقب الأفريقي الزمالك المصري، ويقصيه من بطولة دوري أبطال إفريقيا عام 2003.