رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هداية ملاك وسيف عيسى.. ميلاد بطلين من رحم المعاناة: «محنة آخرها منحة»

09:49 ص | الثلاثاء 27 يوليو 2021
هداية ملاك وسيف عيسى.. ميلاد بطلين من رحم المعاناة: «محنة آخرها منحة»

هداية ملاك وسيف عيسى يتوجان ببرونزيتين في أولمبياد طوكيو

«المحنة آخرها منحة»، تستحق هذه الجملة أن تكون عنوانا لإنجاز الثنائي هداية ملاك وسيف عيسى، اللذان منحا البعثة المصرية أول ميداليتين بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، في منافسات التايكوندو؛ إذ أن طريق البطلين لم يكن مفروشا بالورود حتى لحظة وقوفهما على منصة تتويج المحفل الأكبر على مستوى الرياضة من بوابة العاصمة اليابانية طوكيو.

مشوار الثنائي الذي مر بالعديد من المطبات، كانت يحمل في طياته الكثير من العبر والإلهام، كما أنه يلخص حال عدد لا بأس به من أبطال الألعاب الشهيدة، وحتى الوصول إلى المشهد الأخير، الذي لا ترى الجماهير سواه، ويغيب عنها ما يحدث خلف كواليس هذا المشهد العظيم.

هداية ملاك تعود من التفكير في الاعتزال إلى منصة التتويج الأولمبية

البداية كانت مع هداية ملاك التي استحقت عن جدارة لقب «أسطورة» بعدما تمكنت من الوصول إلى منصة التتويج مرتين متتاليتين، ببرونزيتي ريو دي جانيرو 2016 وطوكيو 2020، ولكن ما بين الميداليتين كان طريقها شاقاً للغاية.

إصابة قوية تعرضت لها هداية ملاك في معسكرها الأخير قبل تصفيات أفريقيا المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية طوكيو، كادت أن تطيح بحلم الفتاة الذهبية بالتأهل والدفاع عن مكانها على منصة التتويج، ولكنها عادت وتمكنت من التأهل في النهاية.

الإصابات الكثيرة التي جعلت هداية ملاك تفكر في الاعتزال مرارا وتكرارا، لم تكن العائق والتحدي الوحيد الذي وقف أمام بطلة التايكوندو التي تحمل الجنسية الأمريكية، بل تغيير الميزان من وزن 57 كجم إلى 67 كجم كان نقطة تحول في مشوارها.

التحدي كان أصعب أمام هداية ملاك في أولمبياد طوكيو من نظيرتها في ريو دي جانيرو؛ لأن ميزانها السابق كانت المنافسة به أقل شراسة، بعكس الحالي الذي يشهد تقارب مستوى بين اللاعبات كافة، ما يجعل الأمر أكثر تعقيدا، إلا أن البطلة المصرية تمكنت من فك الشفرة وتخطت الصعاب لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه.

سيف عيسى.. ميلاد بطل جديد من رحم المعاناة

لم يختلف الأمر كثيرا مع سيف عيسى، الذي استطاع تحويل الظروف حالكة الظلام إلى طاقة نور، انتهت بالوصول للحلم الأعظم، وهو الوقوف على منصة التتويج الأولمبية.

قبل 4 أشهر فقط من ضربة البداية في أولمبياد طوكيو، فاجأ بطل عالمي الجميع باستغاثة عبر حسابه على موقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك»، كان عنوانها «أبحث عن راعي رسمي»، بعدما تعثر في الوصول لحلٍ من أجل إنقاذ إعداده الخارجي قبل المشاركة في أولمبياد طوكيو، قبل أن تقرر وزارة الشباب والرياضة رعايته.

استغاثة سيف عيسى، المصنف الأول على العالم 2017، كانت بمثابة جرس إنذار للمسؤولين، توضح حجم المعاناة التي يمر بها أبطال الألعاب الشهيدة، ليثير تساؤلا هاما؛ إذا كان هذا هو حال بطل عالمي متأهل للأولمبياد، فما هو حال الأبطال الصاعدين.

ربما اختلفت أسباب المشوار الصعب لثنائي التايكوندو المتوج بأول ميداليتين في طوكيو، لكن النتيجة واحدة، وهي ميلاد بطلين من رحم المعاناة.