هاريس وكرول
يعد زين العابدين فؤاد، اسمًا لامعًا في الحياة الثقافية المصرية والعربية، يعرفه الجميع بالشاعر الكبير، والمناضل الشرس إبان فترتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، الصحفي اللامع، والكاتب الرشيق، وأعمال كثيرة عرف بها، قبل أن يفجّر مفاجأة مؤخرًا، بإعلانه أنه عمل مدرسًا للغة العربية للأجانب، وكان على رأسهم المدير الفني للنادي الأهلي في منتصف التسعينيات، الذي كان يتعلم اللغة العربية دون علم اللاعبين، حتى يعرف ما يدور حوله في حجرة خلع الملابس.
اشتغل «فؤاد» بالتدريس للأجانب، في الفترة من عام 1978 حتى 1996، لمشاهير المجتمع القاهري من الأوروبيين في ذلك الوقت، أبرزهم: آلان هاريس المدير الفني السابق للنادي الأهلي، ورود كرول المدير الفني لمنتخب مصر الأولمبي ونادي الزمالك السابق، وبورالي رئيس قسم اللغة الفرنسية بجامعة القاهرة وعميد معهد السينما باريس، وغيرهم من الباحثين والسفراء.
تواصل «الوطن» مع الشاعر الثمانيني الكبير، صاحب صندوق الذكريات الممتلئ بالمواقف، الحزينة منها والطريفة، يحتفظ بها في ذاكرة حديدية، جعلته مرجعًا لا غنى عنه، للباحثين عن المعلومات التاريخية المهمة، واتخذ «فؤاد» مؤخرًا من منصات السوشيال ميديا، وسيلة لمشاركة محطاته ومواقفه سواء في مصر أو لبنان أو أثناء إقامته لفترة في دولة كندا، وكان آخرها ما نشره عن آلان هاريس المدرب الإنجليزي للنادي الأهلي في منتصف تسعينيات القرن الماضي، الذي كان يدرس له «فؤاد» اللغة العربية، كاشفا أن المدير الفني طلب أن يجري تعليمه العربية دون أن يعرف أحد.
رود كرول مدرب كرة قدم هولندي شهير، تولى القيادة الفنية لمنتخب مصر الأولمبي في الفترة بين عامي 1994 و1996، وكان يتعلم العربية على يد الشاعر الكبير في ذلك الوقت، الذي حكى موقفا جرى بينهما في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، قائلا: «استبعد كرول اللاعب محمد صبري الذي كان موهوبا جدا من صفوف المنتخب، وحدث أن تساءلت الجماهير المصرية بانتماءاتها المختلفة عن سبب الاستبعاد، وبحكم قربي الشديد منه، سألته عن سبب استبعاد اللاعب الموهوب، فأجابني إجابة غريبة جدا قائلا: مصر فيها خالد جاد الله واحد فقط».
خالد جاد الله نجم الأهلي السابق، كان اعتزل لعب كرة القدم في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، ومع ذلك يرى «كرول»، أنه اللاعب المصري الوحيد الذي لا يمكن الاستغناء عنه أبدًا، وأن أي لاعب آخر يستطيع بسهولة إقصائه من تشكيلته التي ينافس بها في المباريات.. على حد قول الشاعر.
وكان زين العابدين، كتب عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تحت عنوان حكاية كروية قديمة قائلا: «اشتغلت مدرس عربي للأجانب في مصر.. تلامذتي كانوا طلاب دكتوراه وباحثين وصحفيين وأستاذة جامعة من الفترة 1978 حتى 1996، أغرب حالة: آلان هاريس، وكان مدرب النادي الأهلي.. كان عايز يدرس من غير ما حد يعرف وقبل مباراة جمعت بين الأهلي والزمالك، قال لي مثل إنجليزي وطلب أحفظه الترجمة».
وأضاف في منشوره أن المثل كان: «شوفوا يا جماعة لو حبيت تضرب حد بسكينة.. خلص عليه»، موضحا أن الكابتن أحمد ماهر الذي كان مساعدا له في ذلك الوقت، دخل عليهما أثناء الحديث عن «المثل»، وظل يضحك بشدة «ضحك جدا على نطقه وطريقة تمثيله.. هو كان ناوي يقول كده في غرفة الملابس للاعبين قبل المباراة مباشرة.. كابتن أحمد ماهر قاله إنه هيقول المعنى للاعيبة.. لكن لو اكتشفوا أنك بتعرف عربي هتلخبط لهم الدنيا».
واختتم منشوره بقوله: «يومها الأهلي كسب الزمالك 3/ صفر.. وكان الجمهور بيهتف «حاسب من هاريس.. هاريس مفترس»، وثاني يوم المباراة أعلن المدير الفني الإنجليزي للجميع أنه سيتعلم اللغة العربية».
ومن الجدير بالذكر، أن المباراة المذكورة أقيمت يوم 26 سبتمبر 1993، وانتهت بفوز النادي الأهلي بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، وأحرز الأهداف إبراهيم حسن، ومحمد يوسف، ومحمد عبد الجليل.
تعليقات الفيسبوك