رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

تمريرات كوليبالي وجبهة فتوح.. كيف يروض منتخب مصر أسود السنغال؟ «تحليل»

10:00 ص | الجمعة 25 مارس 2022
تمريرات كوليبالي وجبهة فتوح.. كيف يروض منتخب مصر أسود السنغال؟ «تحليل»

محمد صلاح ضد كوليبالي خلال مباراة مصر والسنغال بأمم أفريقيا

تأمل الجماهير المصرية، في تعويض الهزيمة القاسية أمام السنغال في نهائي أمم أفريقيا بركلات الترجيح، خلال شهر فبراير الماضي، ولكن هذه المرة من بوابة التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، ولكن كيف يستفيد منتخب مصر من الخسارة الماضية أمام السنغال؟ بين عيوب يجب تلافيها ومميزات يجب استغلالها، هذا ما سوف نستعرضه قبل القمة المرتقبة اليوم في ذهاب الدور الحاسم من تصفيات أفريقيا المؤهلة للمونديال.

ويقدم لكم «الوطن سبورت» تحليلاً لبعض الأخطاء التي وقع فيها منتخب مصر خلال مواجهة السنغال الماضية بكأس الأمم، والتي أظهرت تفوق أسود التيرانجا، بالإضافة إلى المميزات التي تمتلكها كتيبة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش وظهر القليل منها خلال الشوط الثاني في نهائي أمم أفريقيا.

يعتمد منتخب السنغال بصورة كبيرة على الكرات الطويلة نحو ساديو ماني نجم ليفربول الإنجليزي، أو انطلاقات الظهيرين بونا سار وساليو سيس، وفي المقابل كان المنتخب المصري يركز على مراقبة لاعب الارتكاز الدفاعي (رقم 6) في مواجهاته بالأدوار الإقصائية ضد منتخبات كوت ديفوار، المغرب والكاميرون، لحرمانهم من التدرج بالكرة بشكل سليم.

مصطفى محمد لم يكن في أفضل حالاته البدنية مع الوصول للمباراة النهائية بعد ملحمة في الأدوار الإقصائية السابقة مثل زملائه، لذلك لم يكن الضغط الذي يقوم به الثلاثي الهجومي بالشكل اللازم، أو متأخر أحياناً وهذه الثواني كانت تكفي كوليبالي وديالو للخروج بالكرة مع نزول أحد الأجنحة أو لاعبي الوسط لاستلام الكرة ونقلها للثلث الأمامي، استغلالاً لتقدم ثلاثي وسط منتخب مصر للضغط على لاعبي السنغال في ظل عدم قدرة لاعبي الهجوم بقيادة مصطفى محمد على إيقاف بناء الهجمة لأسود التيرانجا.

               تمركز لاعبي منتخب مصر الدفاعي ضد السنغال

تمريرات كوليبالي الطولية تخترق دفاع منتخب مصر.. وخماسي هجومي أربك الحسابات

استطاع المنتخب السنغالي التفوق على أفكار كيروش، من خلال جودة قلبي الدفاع في الخروج بالكرة، وتحديداً كاليدو كوليبالي نجم فريق نابولي الإيطالي، الذي لم يتوقف عن إرسال الكرات الطولية المزعجة لدفاع المنتخب المصري، وتحديدًا على الأطراف سواء للأظهرة الخالية من الرقابة، أو للجناحين إسماعيلا سار وساديو ماني لوضعهم في موقف 1 على 1 ضد ظهيري منتخب مصر.

         تمريرة من كوليبالي لـ ماني بين الظهير والمساك

الأرقام توضح نجاح كوليبالي في مهمته بشكل كبير، حيث كان أكثر لاعب إرسالاً للكرات الطويلة في المباراة برصيد 27 كرة بينها 15 صحيحة، أكثر من أي لاعب آخر في المنتخبين بفارق الضعف تقريباً.

                 تمريرة من كوليبالي لـ ماني خلف الظهير

وشرح الكاتب مايكل كوكس، الصحفي بشبكة ذا أثلتيك، طريقة لعب منتخب السنغال ضد مصر، حيث كان يعتمد أليو سيسيه على 5 لاعبين في الجانب الهجومي للضغط على دفاع الفراعنة، واستغلال الزيادة العددية من الأطراف وحتى في العمق أحياناً.

الثنائي سار واختبار صعب لـ أحمد فتوح

أليو سيسيه اعتمد على إسماعيلا سار في الجبهة اليمنى، حيث يتمركز قريباً من الخط من أجل التفوق على أحمد فتوح باستخدام سرعته ومهارته، لينطلق ويرسل كرات عرضية نحو ديديو أو ساديو ماني، لكن الثنائي لم يحسنا استغلال ذلك خلال الشوط الأول.

والخيار الآخر لـ نجم واتفورد هو سحب الظهير الأيسر للفراعنة، لمنح تمريرة إلى بونا سار عندما يتقدم أحياناً في المساحة الخالية، كما حدث في الشوط الثاني.

ساديو ماني «الزناد» يخدع الفراعنة لإطلاق رصاصة ساليو سيس

يتواجد في قلب الهجوم فامارا ديديو، ويتقدم بجواره لاعب الوسط شيخو كوياتي الذي يتقدم وكأنه مهاجم ثان أمام مدافع منتخب مصر وتحديداً محمد عبد المنعم، ليشغله عن رقابة ساديو ماني الذي يحاول الهروب في المساحة بين إمام عاشور وعبد المنعم، وأيضاً ليترك الخط لانطلاقات الظهير الأيسر الخطير ساليو سيس.

              هجوم السنغال بخمس لاعبين أمام منتخب مصر

التطبيق المثالي لتلك الأفكار، كان في لقطة ركلة الجزاء المبكرة لمنتخب السنغال، عندما انطلق ساليو سيس متفوقاً على إمام عاشور الذي كان يحتاج لوقت للتعود على هذا المركز، وسط سقوط ساديو ماني للخلف لجذب انتباه حمدي فتحي.

وانشغل المدافع الشاب محمد عبد المنعم بتقدم شيخو كوياتي المفاجئ، حيث لم يتمركز بالشكل الأمثل هو الآخر، بالتالي فقد وصل متأخراً مما دفعه لارتكاب الخطأ داخل منطقة الجزاء.

تكرر الأمر بالصورة ذاتها في الشوط الثاني، حيث كان ماني يدخل للعمق من أجل سحب إمام عاشور، وكأنه الزناد الذي يضغط عليه المدرب أليو سيسيه، لتنطلق الرصاصة التي يقتل بها منتخب السنغال خصومه، من خلال انطلاقات ساليو سيس مجدداً، لكنه كان يواجه أحمد سيد زيزو، ورغم تفوق ظهير السنغال أحياناً لكنه لم يجد سوى مواقف جيدة لإرسال عرضيات دون الدخول لمناطق أكثر خطورة، بل تفوق زيزو أحياناً وقلل كثيراً من خطورة ظهير أسود التيرانجا.

زيزو وتريزيجيه.. أوراق رابحة لإرباك أطراف السنغال

على الجانب الآخر، لم يكن أداء منتخب مصر الهجومي مميزاً خلال المباراة النهائية، ولكن تحسن الفراعنة بشكل ملحوظ خلال أحداث الشوط الثاني، تحديداً مع الدفع بالثنائي أحمد سيد زيزو ومحمود حسن تريزيجيه بدلاً من عمرو السولية وعمر مرموش، لاستغلال تركيز رقابة المنتخب السنغالي على محمد صلاح.

رأسيات مروان حمدي ونصيحة لـ مصطفى محمد للتفوق على دفاع السنغال

دفع كيروش أيضاً بالمهاجم مروان حمدي بدلاً من مصطفى محمد الذي كان مرهقاً بعد مجهود دفاعي وهجومي كبير خلال البطولة، لكن هذا التبديل الذي كان مفاجئاً لبعض الجماهير كان له أثر إيجابي على هجوم الفراعنة، حيث هدد مروان حمدي مرمى الحارس إدوارد ميندي في مناسبتين.

مع نزول تريزيجيه في الجبهة اليسرى، منح المزيد من الحرية والمساحة للظهير الأيسر أحمد فتوح الذي يتميز في إرساله لكرات عرضية مميزة، استطاع من خلالها التألق مع مصطفى محمد في بطولة أمم أفريقيا للشباب تحت 23 عاماً، لكن كان مصطفى محمد ينتظر الكرة لتمر من المدافعين ويتمركز بعيداً عن رقابتهم، وذلك ما حدث أيضاً خلال مواجهة الزمالك والرجاء بدوري أبطال أفريقيا.

                   فرصة مروان حمدي من عرضية فتوح

مروان حمدي كان يتمتع بلياقة أفضل في ذلك الوقت، ويتميز أيضاً في التحرك بشكل جيد للكرات الرأسية، لكنه يحتاج لتطوير أدائه في إنهاء الكرة وتوجيهها بشكل صحيح نحو للمرمى، لأنه عندما ينجح في ذلك سيكون مهاجماً أفضل بكثير، حيث تفوق على عبده ديالو واستطاع الارتقاء للكرة بينه وبين كوليبالي لكنه لم ينجح في تسديدها بالشكل الأمثل.

دكة أقوى بقيادة إمام وأفشة وحرية أكبر لـ محمد صلاح من أجل صناعة الفارق

يجب على منتخب مصر استغلال لاعبين بجودة الثنائي تريزيجيه وأحمد سيد زيزو على صعيد إرسال الكرات العرضية والتفاهم مع الظهير الأيسر أحمد فتوح صاحب العرضيات الخطيرة، ولكن تواجد مرموش قد يكون جيداً حال تقدم عمر كمال لمساندة محمد صلاح وإرساله للكرات العرضية القوية نحو القائم البعيد، والتي سيجيد مرموش التحرك نحو منطقة الجزاء لمساعدة مصطفى محمد في التفوق على قلبي دفاع السنغال.

                            أحمد فتوح ضد السنغال

عودة عمر كمال أو لاعب في مركزه الأصلي كظهير أيمن سوف يساعد محمد صلاح كثيراً مع زيادته الهجومية أحياناً، بالإضافة لوجود محمد النني أو عمرو السولية أو الدفع بلاعب مثل زيزو منذ البداية لمساندة الفرعون وإمداده بتمريرات في وضعيات أفضل، لأنه حال توفر مساحة ولو قليلة أمام محمد صلاح فإنها سوف تكون كافية لكي يزور شباك إدوارد ميندي مجدداً كما فعلها في الدوري الإنجليزي الممتاز.

أيضاً سيمتلك الفراعنة لاعبين بحلول فردية رائعة على مقاعد البدلاء مثل أفشة وإمام عاشور وبحالة بدنية جيدة عكس ما حدث في نهائي أمم أفريقيا، مما سوف يساعد كيروش حال رغبته في تغيير طريقة اللعب خلال أحداث اللقاء، وحتى في مركز قلب الهجوم حال تراجع مستوى مصطفى محمد أو انخفاض لياقته بمرور الوقت، فدخول مروان حمدي لن يكون خياراً سيئاً بعد الثقة التي اكتسبها في الكرات العرضية، ثم تسجيله لركلة ترجيح في نهائي أمم أفريقيا.