رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

محمد يحيى يكتب: كوبر «خَوَّاف» زى «ميسى».. وسقوط الكبار لن يستمر

نقلا عن العدد الورقي

 «كوبر» ارتدى ثوب «الخوَّاف» خلال تفكيره فى مباراة مصر أمام أوروجواى واستمراره بنفس السياسة بعد كأس العالم لن يفيد مصر والأفضل للطرفين هو الانفصال فهو لديه عروض مغرية ومصر تستطيع التعاقد مع مدرب جديد يطور الأداء بدلاً من اللعب العقيم

فجأة تحوّل الهجوم الضارى الذى كان يتعرض له هيكتور كوبر، المدير الفنى للمنتخب الوطنى، إلى إشادة ومديح بعد الخروج خاسراً بهدف وحيد من أوروجواى، رغم الاعتماد على نفس الطريقة الدفاعية، ورغم أننا كنّا نستطيع إحراز أهداف، خصوصاً فى الربع ساعة الأخير الذى تلقت شباكنا فيه الهدف الذى أفقدنا نقطة كنا الأقرب إليها، وصعّب موقفنا فى المجموعة قبل مواجهة روسيا صاحبة الأرض والجمهور، التى أخشى أن تستميل الحَكم.

«كوبر» لا يرى إلا الطريقة الدفاعية، وأنا أتفق معه فيها، ولكن لماذا تم تقييد عمرو وردة وتريزيجيه؟ لماذا لم يدفع بشيكابالا على الجناح فى التغيير الأخير بدلاً من رمضان صبحى؟، السبب الوحيد الذى أراه منطقياً أن شيكابالا لا يدافع، إذاً هل محمد صلاح يدافع أيضاً؟ وكيف سنسجل أهدافاً فى هذه الحالة؟.

كل تلك التصورات استبعدها «كوبر» خوفاً من خسارة حدثت بالفعل بسبب خوفه الزائد عن اللازم، بالإضافة لعدم تقديره الموقف، فبدلاً من الدفع بـ«رمضان» كان الأَولى نزول مدافع كـ«سعد سمير» ويلعب كمدافع بجوار «على جبر وأحمد حجازى» على أن يدخل أحمد فتحى إلى وسط الملعب، لإغلاق جميع الطرق أمام المنافس، وفى حالة نزول شيكابالا «الذى لا يدافع»، كان سيمثل عامل ضغط على دفاعات أوروجواى أكثر من رمضان صبحى، الذى لم يقدم شيئاً خلال المباريات الودية يشفع له بالاستمرار أساساً فى المنتخب.

«كوبر» ارتدى ثوب «الخوَّاف» خلال تفكيره فى مباراة مصر أمام أوروجواى، واستمراره بنفس السياسة بعد كأس العالم لن يفيد مصر، والأفضل للطرفين هو الانفصال، فهو لديه عروض مغرية مالياً من الإمارات وغيرها من الدول العربية، ومصر تستطيع التعاقد مع مدرب جديد بشرط أن يكون أجنبياً يقود السفينة بعده ويطور الأداء، بدلاً من اللعب العقيم الذى اعتمدنا عليه أمام أوروجواى.

وعندما شاهدت منتخب الأرجنتين وهو يتعادل مع أيسلندا بهدف لكل فريق، تيقنت أن «كوبر» مثله مثل «ميسى»، فعناد الاثنين تسبب فى إخفاق منتخبَيهما، فمثلما تسببت طريقة كوبر فى تحويل أداء مصر لحالة اللاهجوم، بات منتخب الأرجنتين بلا أنياب، لعدم وجود مدرب ذى شخصية، فـ«ميسى» يتدخل فى اختيارات مدرب المنتخب، فهو الذى أحضر مدربه السابق «تاتا» ليقود فريق التانجو فانهارت معه النتائج، ثم جاء «باوزا» الذى انهارت معه النتائج، وكادت الأرجنتين تخرج من التصفيات ولا تشارك فى المونديال، وآخرهم خورخى سامباولى، الذى فشل فى السيطرة على غرفة ملابس الفريق، حتى إن «ميسى» فرض سيطرته ورفض مشاركة باولو ديبالا فى المباريات.

ميسى «خوَّاف» هو الآخر، فهو يشترط اللعب بحرية دون التقيُّد بمركز، وفرض على «سامباولى» ذلك، وهدد بالرحيل عن المنتخب، ليتراجع «سامباولى» عن قراره بالدفع بـ«ميسى» كجناح، وبالتالى فقدت الأرجنتين فرصة الاعتماد على «ديبالا» فى العمق، وهو ما كان سيمثل قوة هجومية هائلة.

الفكر الأرجنتينى أثَّر على مستوى منتخب مصر بسبب «كوبر»، والأرجنتين لن تقدم جديداً فى كأس العالم بسبب تحكمات «ميسى»، والاثنان لا يدركان الحقيقة الأهم فى كرة القدم، أن اللعب الجماعى أهم بكثير من وجود النجم أو اللعب الأحادى، ولمَ لا؟! فمنتخب المكسيك خالٍ من نجوم الصف الأول، وفاز على ألمانيا بطل العالم، وسويسرا لا تملك «رونالدو» أو «ميسى» أو «نيمار»، ولكنها فرضت أسلوبها على البرازيل، وأستراليا أيضاً فريق قوى دفاعياً، وفرض أسلوبه على المنتخب الفرنسى رغم خسارته بهدفين لهدف.

سقوط الكبار فى كأس العالم حتى الآن ليس مقياساً على الإطلاق، فألمانيا كان يمكنها الفوز على المكسيك لولا غياب التوفيق فى أكثر من كرة، والبرازيل ستعود بعد تعادلها مع سويسرا لأنها اعتمدت على «نيمار» بشكل كلى، ولكنه لم يظهر بالشكل المطلوب كونه عائداً من إصابة طويلة مع ناديه باريس سان جيرمان، وبالتالى مع توالى المباريات سيتغير الوضع.

الفريق الوحيد الذى قدم المستوى المرجو منه حتى الآن هو البرتغال، ولا أستبعد أن يحقق مفاجأة جديدة، ويحصد لقب كأس العالم، اللقب الذى يستحقه «رونالدو» الخارق صاحب الثلاثية فى مرمى الإسبان.

 

للتواصل مع الكاتب اضغط هنا