رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

إيهاب الخطيب

إيهاب الخطيب

إيهاب الخطيب يكتب: المنتخب للبيع فى روسيا

نقلا عن العدد الورقي

الكل باع واشترى فى المنتخب إلا الجماهير التى تشجعه دون مقابل، لكن عندما احتاجهم المنتخب قامت الشركات الراعية باختيار المشاهير والفنانين الذين مثّلوا عامل ضغط فى فندق الإقامة، خدوا اللقطة خدوا الرقصة، خدوا الطبلة، بس سيبوا المنتخب لجماهيره

«مدد مدد مدد.. شدى حيلك يا بلد» غناء ودعاء 100 مليون مصرى يحلمون بالفرحة والسعادة، على أمل تحقيق نتائج مشرّفة بالمونديال، حلم البسطاء، وسعادة الفقراء والأغنياء، فهى كرة القدم التى ساوت بين الجميع، وجمعت الكل تحت راية واحدة، هى راية الفوز والانتصار، فبعد أن تنفست الجماهير المصرية رحيق كأس العالم، وتأهل المنتخب إلى المونديال الروسى بعد غياب 28 سنة من دعاء وطموحات وآمال لم يكتب فيها النجاح إلا بعد سنين عجاف، انتهى دور المشجع الحقيقى، وانتهى دور الدعاء لـ100 مليون مصرى وجاء سارق الفرح، وفرض نفسه على المشهد.

فالحال تغيّر تماماً، فى البداية نطالب بالتشجيع والدعاء والمساندة والدعم من الجماهير، وبعد تحقيق الهدف يتم استثماره وكأن منتخب مصر للبيع، البداية جاءت من مجاملات اختيار القائمة التى نالت شرف تمثيل مصر فى المونديال، فلم تخلُ القائمة من المجاملات، وبعدها تدخّل المعلن صاحب الفرح، أو من قام بشراء حفلة كأس العالم، وبنفس الفكر القديم، فالشركات المعلنة تلعب على وتر الفنانين والمشاهير، أو ما يطلق عليها طائرة النحس.

الأصعب أن يأتى هؤلاء إلى فرح العمدة، أقصد كأس العالم، ويجلسون فى الصفوف الأولى، للظهور على رأس المشهد، تحت نغمة «شجع مصر»، ولم يتعلم الرعاة ولا أصحاب طائرة النحس التاريخى من الدروس القديمة، بغض النظر عن تحقيق المنتخب للمكسب أو الخسارة فى وجودهم.

ويفرض صاحب الفرح وجود ضيوفه على المنتخب فى المعسكر، وكأنه يلوح قائلاً: «بفلوسى يا رجالة».

والسؤال: لماذا يتكرر المشهد نفسه رغم رفض الجميع هذه الصورة؟ لماذا يكرر الرعاة الفشل نفسه؟ لماذا يريدون أن يعلنوا ويستغلوا المنتخب فى الدعاية وإقحام الفنانين؟ وأين حقوق 100 مليون مصرى؟.

سيبقى منتخب مصر ملكاً لجماهيره وليس لرعاة الرقص والطبل والإعلانات، لكن المؤسف فى معسكر المنتخب أن الجميع استحل دمه، بداية من بعض اللاعبين الذين باعوا أنفسهم بأموال قليلة، وهم ليسوا فى حاجة إلى ذلك، وقاموا بتصوير تقارير تليفزيونية فى غرفهم بمساعدة بعض اللاعبين الذين قاموا بتصويرهم فى الغرف وبدعم أحد أفراد الجهاز الذى أقنع «كوبر» ببيع شكله واسمه فى «أرنبيطا فى زورى»، ليقطع الجميع فى لحم المنتخب، ويأكل البعض من حرام ببيع المنتخب من أجل برامج مدفوعة الأجر.

الكل استحل المنتخب، من سرق ملابسه، ومن باع غرف لاعبيه، ومن سهّل اختراق المعسكر، ومن أدخل رجال الأعمال إلى ملعب التدريبات لالتقاط الصورة مدفوعة الأجر، فمن يملك المال يشترى.

المنتخب تحول إلى سلعة لمن يدفع فى البرامج، ومن يعزم أصدقاءه لفرح العمدة، الكل يبيع، والكل يتاجر، حتى بعض اللاعبين المحترفين يستغلون الحدث العالمى على وسائل التواصل الاجتماعى ويتاجرون بالمشاركة بعمل إعلانات، مستغلين الموقف، الكل باع واشترى فى المنتخب إلا الجماهير التى تشجعه دون مقابل، بل تتحمّل أى شىء فى مقابل تشجيعه، لكن عندما احتاجهم المنتخب قامت الشركات الراعية باختيار المشاهير والفنانين الذين لن يسهم تشجيعهم فى تقدّم الفريق خطوة للأمام، بل مثّلوا عامل ضغط فى فندق الإقامة، خدوا اللقطة، خدوا الرقصة، خدوا الطبلة، بس سيبوا المنتخب لجماهيره.

تحيا جماهير مصر العظيمة، ويحيا منتخب الفراعنة مهما كانت النتائج، ومهما حاول البعض أن يبيع ويشترى.. عفواً، منتخب مصر أكبر منكم جميعاً، جماهير مصر الوفية أولى منكم بالمنتخب.. وهوبا آه.. هوبا إيه.. إن شاء الله هنكسب.

 

للتواصل مع الكاتب