رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

محمد يحيى يكتب: كأس العالم ليست للهواة.. و«فتنة صلاح» و«فتة كوبر» ضربوا المنتخب

نقلا عن العدد الورقي

 

هل من يديرون كرة القدم فى مصر يملكون الاحترافية الكافية للتصرف فى هذه الصناعة التى تتحكم فى مزاج المصريين، أم أنهم ما زالوا هواة فى صناعة تدار بالملايين؟

منتخب مصر يفتقد للرؤية البعيدة التى يمكنها أن تصنع محمد صلاح جديداً، بدلاً من أن تنهار أحلامنا، كما حدث لمجرد إصابة صلاح

 

غضب، وحسرة، وصلت إلى البكاء فى مصر بعد الخسارة من روسيا، كآبة عامة سيطرت على الشارع المصرى نتيجة الهزيمة، نظراً لارتفاع سقف الطموح لدى كل الجماهير بسبب التصريحات من لاعبى وجهاز المنتخب عن التألق فى كأس العالم، شواهد كثيرة تؤكد أن كرة القدم أحد أهم العوامل التى تؤثر على الرأى العام فى مصر، ولكن السؤال الأهم، هل من يديرون كرة القدم فى مصر يملكون الاحترافية الكافية للتصرف فى هذه الصناعة التى تتحكم فى مزاج المصريين، أم أنهم ما زالوا هواة فى صناعة تدار بالملايين؟.

كى نكون منصفين، اتحاد الكرة والشركة الراعية له، بذلا مجهوداً كبيراً فى تأهل مصر لكأس العالم، من توفير مدرب جيد مثل كوبر، فى توقيت كان المنتخب مهلهلاً فيه، وتوفير معسكرات ومباريات ودية لتجهيز الفريق، وغيرها من عوامل خفية بسبب اللعب غير النظيف فى كرة القدم الأفريقية، خصوصاً فى عهد عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقى السابق، الذى لعبت الشركة الراعية و«أبوريدة» دوراً كبيراً فى إبعاده، وانتخاب أحمد أحمد المغمور رئيساً لـ«كاف»، ولكن كل تلك العوامل لا تغفر طريقة الهواة التى تم التعامل بها مع إدارة كرة القدم، خصوصاً فيما يتعلق بكأس العالم.

ففى الوقت الذى يجب أن تكون فيه ذكياً وتجيد التعامل إدارة مع اللعب غير النظيف فى أفريقيا من تفويت مباريات وظلم حكام، والضغط على منتخبات حتى تقاتل فى الملعب أمام فرق، وتترك مباريات أخرى، يجب أيضاً أن تهتم بكرة القدم كلعبة، من خلال الأداء وطريقة اللعب، وتوفير أجواء جيدة للاعبين.

المنتخب الوطنى خلال تصفيات بطولة أفريقيا وخلال كأس الأمم، حقق نتائج بدون أداء مرضٍ، وهو أمر لا يمكن أن يستمر، نعم قدرات مصر الدفاعية أكبر وتلك هى النوعية الموجودة من اللاعبين، ولكن ليس معنى ذلك أن تقتل القدرات الهجومية لبقية اللاعبين.

فمع بداية عهد كوبر وتطبيق الطريقة الدفاعية كان الهجوم الجماهيرى كله موجهاً نحو محمد الننى، فى حين أنه كان أفضل اللاعبين، لأنه الوحيد الذى كان يمد محمد صلاح وتريزيجيه وعبدالله السعيد بكرات أمامية تسمح لهم بالهجوم، الأمر تطور بعد ذلك من «كوبر» حتى وصل به الأمر لأن أصبح السعيد وتريزيجيه وعمرو وردة مدافعين أكثر منهم مهاجمين، وبالتالى تسبب فى شلل هجومى للاعبى المنتخب، وظهر مروان محسن كأنه غير موجود فى الملعب، حتى مع عودة محمد صلاح لم يتغير الأمر كثيراً، إلا فى آخر 20 دقيقة من المباراة، بعدما تحرر اللاعبون من طريقة كوبر العقيمة بتوجيه من صلاح داخل الملعب ليظهر الفريق بشكل أفضل ويشكل خطورة على مرمى روسيا الذى أراه فريقاً كان من الممكن الفوز عليه بسهولة لو لم نلعب خائفين، ما جعل المنتخب يظهر وكأنه يدار بعقلية «فتة» كالإعلان، الذى سبق وصوره كوبر نفسه، لأن كل شىء يزيد على حده ينقلب إلى ضده.

كل تلك الأخطاء الفنية فى المباريات بكأس العالم، ومن قبلها فترة الإعداد التى استغلها كوبر للرد على المنتقدين فقط بضم لاعبين يعرف جيداً أنه لن يصطحب أياً منهم لكأس العالم، لا تعد شيئاً بجوار الخطأ الأكبر، وهو عدم تفكير مسئولى اتحاد الكرة فى مستقبل المنتخب، فحتى قبل بداية كأس العالم لم نكن نعرف هل سنجدد لكوبر أم لا، وحتى الآن لا نجد بديلاً لأحمد فتحى كظهير أيمن، ولا يوجد بديل مناسب لمحمد عبدالشافى كظهير أيسر وكلاهما تجاوز الثلاثين من عمره بسنوات، فضلاً عن أزمة المهاجم الدائمة، كل ذلك واتحاد الكرة لا يحرك ساكناً.

أين الأجيال الصاعدة القادرة على استكمال المسيرة مع المنتخب، جميع الأجيال منهارة ولم تحقق أى نتائج فى بطولات أفريقيا للشباب والناشئين، وهى الطامة الكبرى التى ستنفجر فى وجه الاتحاد.

شاركنا فى كأس العالم بعد غياب 28 عاماً، وظهرنا بشكل مخزٍ فى مباراة روسيا، ولكننا لم نفكر فى كيفية التأهل لكأس العالم 2022، التى كان من المفترض أن نخطط لها منذ عام على الأقل، فى حين أن الأسلوب الاحترافى يقول إننا يجب أن نكون حالياً نخطط لكأس العالم 2026.

منتخب مصر يفتقد للرؤية البعيدة التى يمكنها أن تصنع محمد صلاح جديداً، بدلاً من أن تنهار أحلامنا، كما حدث لمجرد إصابة صلاح، وهو أمر وارد فى أى وقت، أو أن يحدث انشقاق فى الصفوف، كما حدث فى لقاء روسيا، نظراً لأن بعض اللاعبين كانوا لا يرغبون فى الفوز، حتى لا يقال إن مشاركة صلاح هى السبب فى انتصار المنتخب، وكأن البقية مجرد كومبارسات.

الجميع انشغل عن التفكير فى شئون المنتخب، سواء كان جهازاً فنياً أو لاعبين أو حتى بعض أعضاء اتحاد الكرة اهتموا بجنى الأموال من وراء الظهور فى الإعلانات والبرامج التليفزيونية مدفوعة الأجر، أو حتى الحصول على ملابس المنتخب لبيعها للأعلى سعراً، وهى الأزمة التى حدثت قبل كأس العالم مباشرة.

فى النهاية، يجب أن يبدأ القائمون على اتحاد الكرة فى تنفيذ خطة تطوير، بالتعاقد مع اثنين من المدربين الأجانب المخضرمين، واحد يعمل على اكتشاف المواهب وصقلها فى منتخبات الشباب، والثانى يكون من أصحاب الخبرات الكبيرة يقود المنتخب الأول فيما هو قادم من بطولات حتى تحافظ مصر على مقعدها فى كأس العالم فى السنوات المقبلة.