رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

إيهاب الخطيب

إيهاب الخطيب

إيهاب الخطيب يكتب: «صلاح» يواجه المافيا وحيداً

 نقلا عن العدد الورقي

 الأمر الذى يجب أن يدركه ويعيه الجميع أن أسطورة صلاح باتت فخراً للجميع وباتت أيضاً صراعاً كبيراً وصراعاً خطيراً لمافيا المراهنات والسياسيين والعقائد المتطرفة التى تخشى أن يعيد صلاح الصورة الحقيقية للإنسان المصرى العربى

 تخطت نجومية اللاعب المصرى محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزى والمنتخب المصرى كل الحدود والأعراف، وبات على الجميع أن يعترف بأن صلاح هو صاحب أكبر قوة ناعمة تمتلكها مصر فى الوقت الحالى، فصورة صلاح أو اسمه إذا تردد فى مكان على أى مستوى ومع أى جنسية فى روسيا أصبح هو بطل الحوار والحديث، ويتسابق الجميع للحديث عنه بفخر وعزة.

ومع وجود «صلاح» فى كأس العالم يتسابق الجميع لالتقاط الصور التذكارية معه إذا سمحت الأمور، حتى إن الرئيس الشيشانى رمضان قاديروف مثله مثل محبى صلاح طلب نيل هذا الشرف بل وقام بمنح «صلاح» المواطنة الفخرية وقبلها رافق قاديروف صلاح فى تدريب المنتخب وقام الثنائى بتحية الجماهير، ويبدو أن هذا الأمر أزعج بعض المتابعين الأوروبيين الذين لا يعجبهم تألق صلاح والذين يتوجسون من نجومية وشهرة اللاعب المصرى التى وصلت لكل بيوت العالم، وبدأ الهجوم على صلاح من خلال استغلال سيئ لظهوره مع الرئيس الشيشانى ومع الصراع السياسى والخلافات السياسية بين الاتحاد الأوروبى ورمضان قادريروف، فيريد البعض أن يضحى بمحمد صلاح ويدخله ملعباً هو بعيد كل البُعد عنه.

استغلال حدث التكريم من الرئيس الشيشانى أمر غير مقبول، لأن صلاح لاعب محترف، ويدرك عدم الخلط بين السياسة والدين، وكذلك يدرك أيضاً أن الأمر طبيعى ولا يحتاج لاجتهاد أو استغلال، وبعيداً عن اتفاقنا أو اختلافنا على شخصية رمضان قاديروف ونظرة الغرب الأوروبى له أو نظرة العالم الإسلامى له فهى أمور أصبحت أموراً سياسية أكتر من كونها أموراً عقائدية.

فلا يجب أن ننساق وراء الأوروبيين الذين يريدون أن يلصقوا بصلاح ميولاً سياسية أو عقائدية أو دينية من خلال احتفاء طبيعى سيقوم به أى مسئول فى العالم إذا سنحت الظروف.

وما يجب علينا أن ندركه هو أن قوة صلاح الناعمة أصبحت تهدد كيانات دولية كبيرة لا يسعدها تمتع شاب مصرى عربى مسلم بهذه الشهرة، ليس لكونه لاعباً لكرة القدم، ولكن لكونه حالة خاصة، نال احترام الجميع خارج وداخل الملعب وأعاد تصحيح صورة المسلم فى أوروبا وصدّر نسخة أصلية من الإنسان المصرى الصحيح وقام بتغيير الصورة الذهنية لدى المجتمعات الأوروبية عن المصرى الحديث.. وصلاح نفسه يدرك ذلك ويعرف أنه أمام مسئولية أصبحت أكبر من كونه لاعب كرة، وما فعله الرئيس الشيشانى سيفعله أى رئيس لأى دولة تسنح له الفرصة، لأن صلاح أيقونة العالم أجمع وحديث الشرق والغرب، وحماية صلاح أصبحت واجباً قومياً على كل المفكرين والأدباء والكتاب والجماهير.

والأمر الذى يجب أن يدركه ويعيه الجميع أن أسطورة صلاح باتت فخراً للجميع وباتت أيضاً صراعاً كبيراً وصراعاً خطيراً لمافيا المراهنات والسياسيين والعقائد المتطرفة التى تخشى أن يعيد صلاح الصورة الحقيقية للإنسان المصرى العربى، وهو ما سيضع صلاح تحت منظار الهجوم فى كل تصرفاته، ويجب أن يكون لدينا الوعى الكامل لحماية أكبر وأهم ما تمتلكه مصر فى التاريخ الحديث.

وليعلم الجميع أن صلاح غيّر الخريطة المصرية تماماً وغيّر النظرة للمجتمع المصرى وغيّر منظور الأوروبيين والعالم عن مصر، وأصبح اسمه لا يقل شهرة عن حضارة الفراعنة ونيل مصر، لذا أصبح الحرص واجباً منا جميعاً؛ أصبح الحرص واجباً من صلاح على نفسه، وأصبح الحرص واجباً منا جميعاً على صلاح الذى هز عرش العالم وأصبح قوة العالم الناعمة، فكيف لأكبر قوة ناعمة أن تكون مصرية عربية.. احموا صلاح فهو فخر مصر والعرب.. احموا صلاح الذى يكتب تاريخ مصر الحديث.

 

للتواصل مع الكاتب اضغط هنا