رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

محمد يحيى يكتب: «صلاح» ورئيس الشيشان.. ماذا لو «ميسى أو رونالدو»؟

نقلا عن العدد الورقي

كأس العالم لعبة سياسية فى الأساس فإذا كان -كما يدَّعى الإعلام الغربى- قاديروف استغل محمد صلاح لغسل صورته السياسية فى أوروبا فلماذا لم يتحدث أحد عن استغلال بوتين كأس العالم بالكامل بـ32 منتخباً لتجميل صورته سياسياً؟ وهو ما تحدثت عنه قناة «فرانس 24» فى تقرير لها عن استغلال «بوتين» للمونديال

 

مَن يدافع عن محمد صلاح إن لم يقف فى ظهره الإعلام المصرى؟ ألم يحِن الوقت ولو لمرة واحدة أن نسانده ونكون خلفه كما فعل هو ووضعنا فى المقدمة من خلال تألقه فى الدورى الإنجليزى؟.

ظهور محمد صلاح فى الصورة مع الرئيس الشيشانى ليس جريمة، كما صوَّرها البعض، وإن كان الجهل يصنف كجريمة، وكان من الممكن أن ينأى بنفسه عنها، ولكن طالما أنه حدث دون قصد، فما حدث ليس جريمة.

والسؤال الأهم: ماذا لو ظهر الأرجنتينى ليونيل ميسى أو البرتغالى كريستيانو رونالدو مع قاديروف أو غيره كمشجع يريد التقاط صورة مع أحد نجوم كرة القدم العالميين؟، هل كانت الدنيا ستقوم ولن تقعد كما حدث ضد «صلاح»؟، والسؤال الأهم: لماذا يتخذ الإعلام المصرى دور المدافع عن «صلاح» واتحاد الكرة على جهلهم (وهو خطأ بالمناسبة)، ولم يظهر أى شخص يدافع عن محمد صلاح؟.

فى البداية مَن هو قاديروف؟، هناك روايتان: الأولى ينشرها الإنجليز، وهى أن قاديروف عدو منظمات حقوق الإنسان ويقوم بمجازر تجاه شعبه، وأنه يحرض على الحرب والإرهاب، والثانية التى أطمئن إليها أن والده أحمد قاديروف الذى تم قتله هو من كان إرهابياً، وأنه (رمضان) على العكس من والده، وأنه يتخذ المذهب الصوفى وضد «داعش والقاعدة والجهادية والسلفية»، فضلاً عن أنه دعا إلى مؤتمر دينى حضره شيخ الأزهر والحبيب على الجفرى وغيرهما وتحدثوا عن أن الأشعرية هم أهل السنة.

هذا هو قاديروف وفقاً للروايتين، ولكن لماذا تثور الدنيا ضد «صلاح» فقط؟، وبالبحث الدقيق ستجد صوراً للرئيس الشيشانى مع أحد أهم نجوم كرة القدم فى العالم وهو البرازيلى رونالدينيو الذى لعب مباراة فى مدينة جروزنى الشيشانية أيضاً، وشارك فيها قاديروف كلاعب، وهو الذى نظمها للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.

صورة أخرى للرئيس الشيشانى مع رود خوليت نجم المنتخب الهولندى، وإحدى الأساطير الذين يعتمد عليهم الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» فى الترويج لمناسباته الكروية، ولم تقُم الدنيا على النجم الهولندى أو يطالب أحد باعتذار منه عن ذلك.

مواقف سياسية كثيرة شارك فيها نجوم العالم بقصد أو بدون، فـ«ميسى» ظهر أمام حائط المبكى فى إسرائيل فى مشهد رآه هو عادياً، فى حين أنه تم توريطه فيه لمعاداة العرب، ولكن ما زال عشاق «ميسى» متيَّمين به فى الشرق الأوسط، و«ميسى» أيضاً رفض مؤخراً مع منتخب الأرجنتين الذهاب إلى القدس لمواجهة إسرائيل قبل كأس العالم ولم يستطِع اللوبى الصهيونى أن يؤثر على «ميسى» إعلامياً.

من الواضح أن قاديروف يحب الرياضة، بدليل اهتمامه بنجومها فى أكثر من مناسبة، فما بالك بإقامة منتخب مصر فى جروزنى بالشيشان، ولدينا نجم عالمى مثل محمد صلاح، فمن البديهى أنه سيذهب إليه، ولو كان فى مدينة أخرى لتكرر الأمر.

القصة كلها فى محمد صلاح المسلم الذى أبهر أوروبا بأهدافه، وتألقه الذى تسبب فى قلق لكثيرين، خصوصاً العنصريين منهم وما أكثرهم ممن يستاءون من التفاف أطفال إنجلترا كلهم حوله وعشقهم له، كنت أخشى على «صلاح» بعد نهاية موسمه من الهجوم والتصيّد الذى سيتعرض له لدرجة أن صحيفة «إندبندنت» البريطانية اختلقت قصة فى إطار تقريرها عن نفى المنتخب الوطنى تهديد «صلاح» بالاعتزال، أن «صلاح» لم يشارك فى المران الأول للمنتخب فى جروزنى، وأن قاديروف ذهب إلى الفندق واصطحبه إلى أرض الملعب، وهو ما لم يحدث، لأن «صلاح» كان يقوم بتدريباته منفرداً، ولكن أثناء تدريبات الفريق، أى أن رئيس الشيشان لم يذهب إليه فى الفندق خصيصاً.

السؤال الأهم هنا: لماذا لم تثُر الصحف الإنجليزية عندما أقيمت البطولة فى روسيا من الأساس؟ لماذا لم تنسحب إنجلترا من البطولة، بدلاً من الهجوم على محمد صلاح؟.

كأس العالم لعبة سياسية فى الأساس، فإذا كان -كما يدَّعى الإعلام الغربى- قاديروف استغل محمد صلاح لغسل صورته السياسية فى أوروبا، فلماذا لم يتحدث أحد عن استغلال بوتين كأس العالم بالكامل بـ32 منتخباً لتجميل صورته سياسياً؟ وهو ما تحدثت عنه قناة «فرانس 24» فى تقرير لها عن استغلال «بوتين» للمونديال، وأكدت أن «بوتين» استفاد من البطولة لتجنب التهديدات بالمقاطعة على هامش أزمة الجاسوس التى وتَّرت العلاقة بين روسيا وبريطانيا.

«صلاح» يحتاج الدعم، ويجب أن نكون أول مَن يدعمه، وأعتقد أن الهجمة الموجهة ضده حالياً ستنتهى قريباً، لأن أى فريق فى العالم يتمنى وجود «صلاح» فى حال عدم رغبة الإنجليز فى وجوده، وإن كنت أشك أن يتخلى عنه ليفربول، وتبقى الكرة فى ملعب «صلاح»، ليرد عليهم بأهدافه فى الملعب.

 

للتواصل مع الكاتب