رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

إيهاب الخطيب

إيهاب الخطيب

إيهاب الخطيب يكتب: بلاغ فى هانى أبوريدة

نقلا عن العدد الورقي

أتقدم ببلاغ فى المهندس هانى أبوريدة لكل الجهات الرقابية المحترمة والتى تعمل من أجل هذا البلد والتى نجحت فى كشف فساد لم يكن أحد يتجرأ ويعلن عنه.. أتقدم ببلاغ فى هانى أبوريدة أقدم أعضاء الاتحاد الدولى والذى خرج من كل أزمات «فيفا» منتصراً والذى لم تستطع الجهات الرقابية العالمية أن تطيح به مثلما فعلوا مع بلاتر وبن همام وغيرهما.

 

لا يوجد أفضل من المواجهة ولا يوجد أحسن من المكاشفة، وقبل تقديم العلاج يجب أن يتم تشخيص الحالة أو الأزمة حتى يتم معرفة الداء لصرف الدواء، وإذا نظرنا بنظرة متخصصة محترفة على المشكلة التى أغضبت 100 مليون مشجع مصرى وأثارت حفيظة برامج التوك شو وتصدرت عناوين الصحف والمواقع نجد أنها الهزيمة القاسية والخروج الفاضح من كأس العالم وتذيل أضعف مجموعة فى المونديال والسقوط أمام المنتخب السعودى الشقيق و«كسر نِفس» الجماهير.. هذا هو المرض أو هذه هى الأزمة التى تحتاج لعلاج عاجل، ونقطة نظام.

لقد تحول بعض الإعلاميين المرافقين لوفد الفنانين الذين حمّلهم الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعى مسئولية الهزيمة أمام روسيا؛ تحول بعض الإعلاميين إلى محققين وعلماء ببواطن الأمور وكأنهم يرفعون عن أنفسهم الحرج، وانقسم الإعلام كذلك بين مؤيد ومعارض.. البعض غاضب من عدم سفره لروسيا والوجود فى المونديال، والبعض انساق وراء السوشيال ميديا وقام بدعم الشائعات وكأنه موجود وشاهد عيان على ما جرى فى روسيا.. الخلاصة أن الجميع بدأ يهدم المعبد، والكل أطلق نيرانه وقذائفه لإخراج شحنة الكبت والغضب بسبب الإخفاق فى المونديال.. فهل توقعنا أن ننافس على كأس العالم، أم أننا نمتلك فريقاً قوياً يستطيع أن يقدم مستوى عالمياً وقادراً على تخطى أضعف مجموعة فى المونديال؟.. الحقيقة التى تفرض نفسها دون تزييف أو تجميل؛ أن خروجنا وهزائمنا فى المونديال هزائم طبيعية جداً بل وهزائم متوقعة.

لماذا لا يتذكر أحد نتائج إعداد المنتخب للمونديال؟.. فالمنتخب خاض خمس وديات: خسر أمام البرتغال 2/1، وخسر أمام اليونان بهدف، وتعادل أمام الكويت الذى كان مجمداً كروياً وبعيداً عن الساحة لفترة طويلة بهدف مقابل هدف، وتعادل مع كولومبيا بدون أهداف، وخسر أمام بلجيكا بثلاثية.. وبهذا يوضح جلياً حالة المنتخب، فكيف توقع الإعلام النتائج المبهرة فى المونديال؟.

ما حدث من نتائج هى إمكانيات المنتخب وقدراته الضعيفة، فالمنتخب لا يمتلك هدافاً ولا يخلو أى لقاء من الأخطاء الدفاعية القاتلة.. مَن يقيّم المنتخب باحترافية يدرك الحقيقة ويتأكد أن أهم أسباب الخسارة هو المستوى الفنى وإمكانيات اللاعبين، مع بعض العوامل التى أعترف بها من سوء إدارة المنتخب من خلال هيكتور كوبر المدير الفنى الذى لم يكن يستحق قيادة الفراعنة فى المونديال، ولا مدير المنتخب إيهاب لهيطة الذى عجز عن إدارة اللاعبين ولم يستطع أن يدير الفريق وظهرت قوة شخصية اللاعبين طاغية على شخصيته.

وإذا تحدثنا عن حكم لقاء السعودية والأخطاء التحكيمية والشائعات التى ضربت المنتخب، فهذه كلها أسباب ساعدت على الظهور بهذا الشكل، لكن الأسباب الحقيقية تكمن فى كرة القدم نفسها.. إمكانياتك وحدودك الفنية وقدراتك الخططية لن تعطيك نتائج أفضل مما تحقق، ومن الظلم أن ينصب الانتقام والتضحية بأهم رجال كرة القدم المصرية.. وتصدير الأزمة للرأى العام بأن السبب هو هانى أبوريدة رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم وأنه المسئول عن الفضيحة.. هو بالطبع يتحمل المسئولية، كونه رئيساً للاتحاد، ولكن ما هو كشف حساب وتقييم أبوريدة الحقيقى؟.. المنتخب المصرى تأهل لبطولة أفريقيا بعد غياب عن الظهور الأفريقى 3 بطولات لأول مرة فى تاريخه وبعد تأهله وصل لنهائى البطولة القارية، وهو إنجاز كبير، واستعاد المنتخب المصرى مكانته الأفريقية، وبعدها تأهل المنتخب لكأس العالم بعد غياب 28 سنة وزاد الطموح وبدأت الأحلام والتخيلات أن المنتخب سيكون مفاجأة كأس العالم.. بأى مبدأ وبأى تفكير؟.

فإذا كان الدورى المحلى لم يقدم مهاجماً وحيداً، ولا مدافعاً «مسَّاك»، ولا حارس مرمى، ولا ظهيراً أيسر، ولا مدافعاً أيمن، واعتمد الجهاز الفنى للمنتخب على 16 لاعباً فقط بالأسماء فى البطولة الأفريقية وكأس العالم.. ومن يمتلك اسماً مميزاً ولاعب فذاً لم يضمه الجهاز الفنى فليذكرنى باسمه.

فإذا كانت مكافأة التأهل للنهائى الأفريقى بعد غياب 3 بطولات والتأهل لكأس العالم بعد غياب 28 سنة هى إعدام الحقائق ومهاجمة من تحمل قيادة الأزمة وإعادة الكرة المصرية لمكانتها الأفريقية ومشاركتها العالمية، فإننى أتقدم ببلاغ فى المهندس هانى أبوريدة لكل الجهات الرقابية المحترمة والتى تعمل من أجل هذا البلد والتى نجحت فى كشف فساد لم يكن أحد يتجرأ ويعلن عنه.. أتقدم ببلاغ فى هانى أبوريدة أقدم أعضاء الاتحاد الدولى والذى خرج من كل أزمات «فيفا» منتصراً والذى لم تستطع الجهات الرقابية العالمية أن تطيح به مثلما فعلوا مع بلاتر وبن همام وغيرهما، ليكون الوحيد الذى خرج من فساد «فيفا» مرفوع الرأس.

أتقدم ببلاغ فى هانى أبوريدة الذى يمثل نفس قيمة محمد صلاح العالمية، بل أكبر، كونه عضو مجلس «فيفا» التنفيذى ورئيس لجنة مسابقات كأس العالم تحت 20 سنة ورئيس لجنة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة ونائب رئيس لجنة التسويق وعضو اللجنة الاستراتيجية فى «فيفا» وعضو IFAB المجلس العالمى للكرة ومقره لندن وهو المسئول عن تطوير الكرة فى العالم ووضع اللوائح والبرامج والتطوير وتقديمها لـ«فيفا» للتطبيق، فضلاً عن مناصبه الرفيعة فى الاتحاد الأفريقى، فهو أقدم الأعضاء.

أتقدم ببلاغ فى هانى أبوريدة الذى رفض نقل مقر الاتحاد الأفريقى من القاهرة فى ثورة 30 يونيو وأطاح بعيسى حياتو.

أتقدم ببلاغ لكل الجهات المسئولة أن تكشف أى فساد لهذا الرجل الذى أصبح فى مواجهة الغضب وحيداً، فى وقت اكتفى فيه الجميع بالمشاهدة ولم يحرك ساكناً خوفاً من «فيس بوك» وثورة السوشيال ميديا.. أعلم تماماً أن ما أكتبه سيغضب البعض وربما يضعنى أمام أبواق المدافع المأجورة والتى تزيط وتنفخ فى النار ولكنى أعلم أكثر -بحكم تخصصى وعملى- إمكانيات الأفراد.. وأسأل سؤالاً وحيداً: ما الإفادة من هدم أهم مسئول فى فيفا والاتحاد الأفريقى؟ ومَن البديل عنه؟ وهل يعلم المهاجمون أن أبوريدة هو أكبر قوة ناعمة للرياضة المصرية؟ فبحكم منصبه الدولى تمتلك مصر صوتاً عالياً فى منح حق تنظيم كأس العالم لأى دولة، وهو موضوع كبير وخطير، والكل يعلم كيف كان صوت مصر لقطر وروسيا فى منح كليهما حق تنظيم المونديال، وما المكاسب السياسية التى جنتها مصر وبتنسيق كبير جداً.. والكل شاهد موقف مصر العظيم فى دعم المغرب فى ملفها رغم خسارتها.. لماذا يحاول البعض أن يهدم قوة مصر العالمية ولصالح مَن؟

الحقيقة وضحت أمام الجميع، ويتبقى صوت العقل.. ولا أخشى على نفسى من الهجوم ولن أغلق عينىّ ولن أشاهد الموقف من بعيد أو أدخل معركة ليس لى فيها.. لا أبغى إلا قول كلمة الحق وإعادة الأمور لنصابها الصحيح دون خوف من فيس بوك وسوشيال ميديا.. ومصر وقوتها الناعمة خط أحمر، ووجودنا العالمى لا يتوافر كل يوم، ولا يمكن أن نحرق النافع والضار تحت تأثير الغضب، وهذا لا يمنع أن هناك أخطاء يجب أن تُحَل وأن هناك مشاكل مزمنة يجب أن يحسمها أبوريدة.. وهو يتحمل بعض الأخطاء فى اختياراته، ويجب أن يكون قادراً على إعادة صورة المنتخب بأقصى سرعة.

وأخيراً أعيد تقديم بلاغى للجهات الرياضية.. إذا كان أبوريدة فاسداً فأبلغونا وحاكموه وإذا كان المقصود تشويهه، كما فعل البعض مع محمد صلاح، فلن ينجح الدخلاء وكتائب السوشيال ميديا التى دمرت الذوق العام، وتحكمت فى الرأى العام من أجل هدم الحقيقة وتشويه قوة مصر العالمية.

للتواصل مع الكاتب من هنا