رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

محمد يحيى يكتب : كفاية تشاؤم.. «باصى يا صلاح»

نقلًا عن العدد الورقي

فاز المنتخب بستة أهداف على النيجر فى المباراة الأولى تحت قيادة المدرب المكسيكى خافيير أجيرى. وبعد المباراة، ورغم الفوز، انتشر المتشائمون، مطالبين بعدم الفرحة لأن المنافس ضعيف، وأن المباراة لا تصلح لتقييم «أجيرى»، وأن سابقه هيكتور كوبر بدأ مشواره مع الفراعنة أيضاً بفوز كبير وجاء على تشاد بالخمسة فى المباراة الرابعة للمدرب الأرجنتينى، قبل أن يعتمد على طريقته الدفاعية التى أحبطت المصريين، وأصابتهم بالملل الكروى بسبب الأداء الدفاعى وعدم وجود تطوير، رغم أن تلك الطريقة قادت المنتخب إلى نهائيات المونديال.

«أجيرى» تعامل مع النيجر على أنه فريق كبير ولم يتهاون فتحقق الفوز بسداسية، واختبر أكثر من طريقة لعب خلال المباراة، مثل (3-4-3 و3-5-2 و4-3-2-1)، وظهر الفريق متميزاً فى التحول بين كل طريقة وأخرى، وفقاً لرغبة المدرب الذى أدرك دوره جدياً وظهرت بصماته حتى وإن كان المنافس ضعيفاً، ولا يجب أن ننسى أن النيجر التى نصنفها حالياً على أنها ضعيفة أخرجت مصر من تصفيات كأس الأمم الأفريقية من قبل، كما أن لديها لاعبين مميزين أحدهم أهم لاعب بفريق حوريا كوناكرى الغينى الذى سيواجهه الأهلى فى ربع نهائى دورى أبطال أفريقيا.

بالإضافة إلى تغيير طريقة اللعب، نجح «أجيرى» فى القضاء على أكثر من مشكلة، بداية ألغى فكرة «باصى لصلاح» بأن يكون التركيز على أن تصل الكرة لمحمد صلاح لينهى الهجمة، وأصبح لمحمد صلاح دور آخر بأن يصنع الأهداف ويكون هو المحطة قبل الأخيرة لتوصيل المهاجمين إلى المرمى، أى أصبحت الطريقة: «باصى يا صلاح»، وهو بذلك يحرر المنتخب من فكرة فريق النجم الأوحد، فضلاً عن الاستفادة من القدرات الهجومية لجميع اللاعبين، وترك الحرية لـ«صلاح» للتحرك وإظهار قدراته سواء فى اللعب على الأطراف، أو الدخول من العمق واللعب كمهاجم ثانٍ «شادو سترايكر».

على غزال لعب الدور المركب المطلوب منه وهو أن يكون قائداً لخط الدفاع فهو تارة كان مدافعاً فى حالة فقدان الكرة، أو لاعب وسط عند امتلاك الكرة، ولديه القدرة على التسليم والتسلم بشكل جيد، فكان بمثابة الرابط بين خط الدفاع والوسط، الأمر نفسه بالنسبة لمحمد الننى الذى حصل على أدوار فى الهجوم بشكل أكبر ونجح فى ربط خط الوسط بالهجوم، وترك الثنائى مهمة إفساد هجمات الخصم للمتألق طارق حامد الذى نجح فى قطع كل الطرق على لاعبى وسط النيجر وبالتالى لم ينجحوا فى الوصول إلى المرمى إلا من خلال التسديدات من خارج المنطقة والتى تعامل معها محمد الشناوى ببراعة.

المشكلة التى عانى منها المنتخب خلال المباريات الماضية كانت وبشكل واضح الكرات العرضية التى كانت دائماً تتسبب فى أهداف، ونجح «أجيرى» فى علاجها أمام النيجر بعمل كثافة على الأطراف، بحيث لعب بثلاثة مدافعين هم أحمد حجازى وعلى غزال وباهر المحمدى، مع تقدم الثنائى أحمد المحمدى وأيمن أشرف فى حالات الهجوم على أن يعودا للدفاع عند فقدان الكرة، وهو ما يساهم فى إغلاق جميع منافذ العرضيات على المنافس وبالتالى تقليل الضغط على خط الدفاع وحارس المرمى.

«أجيرى» اتضح أنه مدرب منظم للغاية، من المبكر فعلاً الحكم عليه، ولكن لديه فكر مميز ومع مرور الوقت سيثبت طريقة اللعب والتشكيل الأمثل، والذى لا يعتمد على الدفاع، فهو أخرج من الننى دوراً هجومياً مميزاً، وحرر تريزيجيه من الأعباء الدفاعية فبالتالى بات أكثر خطورة وإن عابته الرعونة فى إنهاء الهجمات، صلاح حصل على حريته وأصبح الممول الأول للمهاجمين، فبالتالى نجح مروان وصلاح محسن فى التسجيل بصناعة من محمد صلاح.

المنتخب سيخوض الاختبار المقبل بعد شهر أمام سوازيلاند وأتمنى أن يحافظ «أجيرى» على الأداء الممتع، وألا يستقر على مجموعة لاعبين حالياً لأن هناك الكثير ممن يحتاجون لنظرة أمثال إسلام عيسى لاعب المصرى وناصر ماهر لاعب الأهلى ويوسف أوباما لاعب الزمالك، والثنائى الأخير يمكن كل منهما شغل المركز رقم 10، أى صانع الألعاب من العمق والذى كان يقوم به عبدالله السعيد والاستعانة بهما يجب أن تكون من الآن حتى يكونوا عناصر أساسية مع المدرب المكسيكى.