رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

محمد يحيى يكتب: «صلاح» النووي يُدمر «مورينيو» و«الدراجي» بـ «حصان طروادة»

نقلا عن العدد الورقي..

لا نطلب من «دراجى» أن يهلل لـ«صلاح» - رغم أن زملاءه فى نفس القناة يفعلون ذلك- لكن على الأقل لا تظهر تعصبك لهذه الدرجة فبالتأكيد حديث المعلق أو غيره لن يؤثر على يورجن كلوب ولكن سيصيب مشاهدى المباراة من عديمى الخبرة الكروية بالإحباط

«محمد صلاح لا يسجل فى الكبار»، و«صلاح لم يظهر طوال المباراة وسيقوم يورجن كلوب بتغييره»، كانت تلك بعض العبارات التى أطلقها الجزائرى حفيظ دراجى، الذى علق على مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد فى الدورى الإنجليزى، قبل أن تنتهى المباراة بفوز فريق «صلاح» بثلاثة أهداف مقابل هدف.

ولكن تلك العبارات إن دلت على شىء فهى تدل على أن «دراجى» لا يفقه شيئاً فى كرة القدم، وأن حقده تجاه «صلاح» أعماه، فالمعلق الجزائرى لم يلحظ الدور التكتيكى المحورى الذى يلعبه المصرى العربى محمد صلاح على مدار 90 دقيقة، بتوجيهات من مدربه الألمانى المخضرم يورجن كلوب، الذى بنى خطته طوال المباراة على «صلاح» ولم يسمح لمانشستر يونايتد بامتلاك الكرة وحتى الهدف الذى أحرزه الشياطين الحمر كان من خطأ فردى للحارس أليسون بيكر.

«كلوب» عمل بنصيحة مورينيو، مدرب مانشستر يونايتد، التى قالها من قبل، أن المباراة تبدأ من المؤتمر الصحفى وليست 90 دقيقة فقط، فمن الواضح أنه استمع لتصريحات المدرب البرتغالى فى المؤتمر الصحفى قبل المباراة التى قال فيها إن صلاح كـ«السلاح النووى»، وفهم من خلالها أن تركيزه سيكون عليه كما فعل فى لقاء الموسم الماضى عندما فرض من خلال مدافعه أشلى يونج رقابة لصيقة على صلاح وحرمه حتى من التمرير وكانت واحدة من أسوأ المباريات للنجم المصرى فى الموسم الماضى، ولكن هذا الموسم وعلى طريقة «حرب طروادة» قرر «كلوب» أن يغير مركز «صلاح» وجعله هو «حصان طروادة» الذى استغله الإغريق لفك حصار طروادة الذى دام لعشر سنوات، ودفع به كمهاجم صريح على أن يلعب الثنائى فرمينيو ومانى على الأطراف، فانشغل لاعبو مانشستر ومدربهم مورينيو برقابة «صلاح» وتركوا المساحات والتحركات لـ«مانى» على التحديد للتألق، فضلاً عن السماح للاعبى خط الوسط بالتقدم للضغط بشكل أكثر، لكن افتقاد لاعبى الوسط لدقة التسديدة والجرأة لإسكان الكرة الشباك ما أخّر الفوز لحين نزول شاكيرى المهاجم بالأساس، لكن «كلوب» وظفه فى منتصف الملعب ليستفيد من قوته البدنية مع مهارته فنجح فى تسجيل هدفَى الفوز.

وهنا يظهر لنا أن «صلاح» لعب لمصلحة المجموعة وهو ما تجلى فى الهدف الثالث عندما تحرك لفتح زاوية التسديد لـ«شاكيرى»، ولكن يبقى السؤال هل الأهم لـ«صلاح» هو أن يسجل الأهداف بنفسه أم أن يلتزم بالخطة ليفوز الفريق؟

بالتأكيد سيكون فوز ليفربول هو الأهم، كون اللاعب المصرى تنقصه الألقاب التى رجحت كفة لوكا مودريتش وميسى ورونالدو فى جائزة أفضل لاعب بالعالم للعام الحالى، وأى إنجاز لليفربول هذا الموسم سيحسب لصلاح حتى لو لم يفُز بلقب هداف الدورى.

أما دراجى الجزائرى الذى تناسى أن صلاح عربى مثله فحقده نابع إما من موقفه المعادى للمصريين فى أكثر من مناسبة بدون أسباب، أو رغبته فى ألا يتألق صلاح حتى لا يوسع الفارق بينه وبين مواطنه رياض محرز الذى يلعب لمانشستر سيتى الإنجليزى، خصوصاً أن تألق «صلاح» فى الموسم الماضى وقيادته ليفربول لنهائى دورى أبطال أوروبا، أصاب «دراجى» نفسه بدهشة بعدما كان دائم التفاخر بأن الجزائرى رابح ماجر هو العربى الوحيد الذى لعب فى نهائى البطولة القارية العريقة وفاز بها مع بورتو فى عام 1987 عندما أحرز هدفاً بالكعب فى بايرن ميونخ بالمباراة النهائية.

لا نطلب من «دراجى» أن يهلل لـ«صلاح» -رغم أن زملاءه فى نفس القناة يفعلون ذلك- لكن على الأقل لا تظهر تعصبك لهذه الدرجة فبالتأكيد حديث المعلق أو غيره لن يؤثر على يورجن كلوب، ولكن سيصيب مشاهدى المباراة من عديمى الخبرة الكروية بالإحباط، خصوصاً أن مباريات محمد صلاح أصبحت شيئاً مقدساً بالنسبة للمصريين ولعدد كبير من العرب وينتظرونها كل أسبوع لتكون مساحة من الفرحة والأمل والدافع بكل نجاح أو إنجاز يحققه الفرعون المصرى المنطلق بسرعة الصاروخ النووى نحو عرش الكرة العالمية.