رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

إمام أحمد يكتب: رسالة إلى «الخطيب»

03:57 ص | السبت 04 مايو 2019
إمام أحمد يكتب: رسالة إلى «الخطيب»

محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي

نقلًا عن العدد الورقي

قال لى أبى، رحمه الله، إن الشيخ الشعراوى أفضل الذين فقهوا القرآن الكريم فى أيامنا، وإن السيدة أم كلثوم أفضل الذين وقفوا أمام ميكروفون الغناء، وإن الكابتن محمود الخطيب أفضل الذين لمسوا كرة القدم. من حسن حظ أبى أنه شاهد الخطيب لاعباً، وربما من حسن حظه أيضاً أنه لم يشاهده رئيساً للنادى!

لست سعيداً لقول ذلك.. فأنا أحد الذين يحبون بيبو. قلت «يحبون»؟!.. معذرة. أنا أحد الذين «يعشقون» بيبو، يعشقون ذلك الاسم، يعشقون رقم فانلته، يعشقون أهدافه المحفورة فى ذاكرتنا. لا أبالغ حين أقول إن «بيبو» ارتبط فى ذهنى بكيان «الأهلى»، وكلاهما -اللاعب والكيان- ارتبطا فى ذهنى بـ«كرة القدم» عموماً، وربما بما هو أهم من ذلك.

منذ الطفولة، ورثت عن أبى أشياء كثيرة، منها: حب الخطيب.. وحب الأهلى.. وحب الكرة!

كبر الطفل الصغير، ورحل أبى، إلا أن الكرة بقيت، وبقى الأهلى، وبقى «الخطيب»، لكن ليس داخل المستطيل الأخضر، وإنما على مقعد رئيس النادى.

أتذكر هذه اللحظات جيداً قبل نحو العامين، لم تسعنى الفرحة وقتها.. غنيت كما كنا نغنى زمان: «بيبو بيبو بيبو الله يا خطيب». انتهت الأغنية، وتوقف الطبل والزمر، ومضت الأيام كما تمضى دون الاكتراث بشىء، لكن بيبو لم يهز الشباك!.. لمساته ظلت غير واضحة.. تحركاته ظلت غير مؤثرة.. هل هذا معقول؟!.. فجأة تلقينا الهدف الأول: الأهلى يودع بطولة أفريقيا المحببة لجمهوره العظيم.

«لا داعى للبكاء على اللبن المسكوب». قلنا ذلك فى أنفسنا، تماسكنا، انتظرنا أن تعود الأمور لنصابها. قلنا: بالقطع الكابتن الخطيب يفهم أكثر مما نفهم فى كرة القدم، وبالقطع أيضاً يحب نادينا مثلما نحبه، أو أكثر. مضت عقارب الساعة، وانتظرنا عودة «بيبو» للتهديف من مقعد رئيس النادى كما هدّف كثيراً داخل المستطيل الأخضر، لكننا فى مفاجأة جديدة صادمة تلقينا هدفاً جديداً: الأهلى يخرج للمرة الثانية على التوالى من نفس البطولة المحببة لجمهوره العظيم. وليس من بوابة المباراة النهائية أو مباراة نصف النهائى التى تحفظ قليلاً من ماء الوجه، لكن من بوابة دور الثمانية بخماسية مهينة!

ماذا يحدث؟.. لا أحد يفهم!

أين الخطيب؟.. لا أحد يعرف!

لم يكن ذلك كل ما فى الأمر. الذى زاد من الطين بِلةً أن روح الفانلة الحمراء التى جرت فى عروق الخطيب طوال رحلته فى الملاعب، ثم جاء بفضل حظوتها وتأثيرها رئيساً للنادى بعد أن اتخذها شعاراً لقائمته الانتخابية.. لم تعد موجودة من الأساس!

أين روح الفانلة الحمراء؟.. لا أحد يمكنه أن يجيب!

نسمع كلاماً جيداً، ونقرأ عن قرارات صارمة، ونتعاطف فى كل مرة من جديد حين تمر كاميرا المباراة أمام وجه حزين يجلس فى المقصورة نعرف ملامحه جيداً منذ أن كان لاعباً عظيماً.. لكننا لا نرى أهدافاً فى المرمى!

جمهور الأهلى يعذر فى الأولى، ويصبر فى الثانية، لكن «التالتة تابتة» كما يقال فى الأمثال الشعبية. ضاعت بطولتان أفريقيتان تحت قيادة الكابتن الكبير.. الجمهور عذر مرة، وصبر على امتعاض فى الثانية، لكن لا أعتقد أنه سيتحمل ضياع بطولة ثالثة لا يعرف أحد مصيرها حتى الآن!

الحفاظ على بقاء درع الدورى العام فى الجزيرة فرصة أعتقد أنها الأخيرة أمام رئيس النادى صاحب القميص رقم 10 الأهم فى تاريخ الكرة المصرية. إما أن يحرز هدفاً يصلح قليلاً مما أفسدته الشهور الماضية.. أو يضيع الهدف، وتنتهى المباراة، ويغادر الملعب بيبو «الرئيس»، ليس فقط حفاظاً على رصيد بيبو «الأسطورة»، لكن أيضاً لأنه كما يعرف هو قبل أن نعرف نحن: «الأهلى فوق الجميع»!