رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

طارق محروس

طارق محروس

«روشتة» التتويج وبروفة طوكيو

لم يكن نجاح المنتخب الوطنى لكرة اليد فى التتويج بالبطولة الأفريقية من بين أنياب المنتخب التونسى على أرضه ووسط جماهيره وخطف بطاقة التأهل المباشر الوحيدة إلى أولمبياد طوكيو وليد المصادفة، بل كانت هناك «روشتة نجاح» وضعها الاتحاد المصرى للعبة بقيادة المهندس هشام نصر، منذ ستة أشهر، وجنى ثمارها الجهاز الفنى واللاعبون بعد مجهود جبار خلال الفترة الماضية، ليؤكدوا أن لكل مجتهد نصيباً.

الروشتة التى سطر حروفها اتحاد اللعبة بتوفير كل الدعم للجهاز الفنى بقيادة الخواجة الإسبانى «جارسيا» كانت البداية، بالدخول فى معسكرات داخلية وخارجية ولعب مباريات قوية لاختيار أفضل العناصر التى خاض بها البطولة، أشياء حدثت لأول مرة فى البطولة ترجمت بوضوح كم الدعم والروح الجماعية التى حافظ عليها الجهاز الفنى بدعم من مجلس الاتحاد وعلى رأسها السفر للبطولة بـ21 لاعباً دفعة واحدة، وهو عدد اللاعبين الذى خاض المعسكرات الأخيرة ورفض التضحية بأى لاعب للحفاظ على قوام الفريق، ووجود مدرب حراس مرمى أجنبى لأول مرة فى جهاز «الفراعنة» وهو ما ظهر على مستوى الحراس خلال البطولة، ومدرب أحمال إسبانى كان له مفعول السحر فى ظهور اللاعبين بهذا المستوى المتميز رغم ضغط المباريات.

رغم أن بطولة أفريقيا تبدأ من الدور قبل النهائى لضعف المنافسة فى الأدوار التمهيدية، وتكرر النهائى بين مصر وتونس فى السنوات الأخيرة، فإن نجاح الجهاز الفنى فى عدم كشف أوراقه فى المباريات الأولى وقدرته على مفاجأة تونس فى النهائى وحفظ كل لاعب لمنافسه فى الفريق المنافس بسبب محلل الأداء الكابتن محمد إمام، الذى وضع لهم سيناريو المباراة قبل بدايتها، ليتمكن اللاعبون من إغلاق مفاتيح اللعب لـ«نسور قرطاج» وأهمها الهجوم المرتد السريع واللعب على نقاط الضعف، والأهم من كل ذلك نجاح الجهاز الفنى باقتدار فى الحفاظ على هدوء اللاعبين والتحكم فى إيقاع المباراة أدى لتحقيق اللقب فى قلب تونس.

وأعتبر أن الفوز ببطولة أفريقيا ليس هو المكسب الوحيد للمنتخب قبل كأس العالم الذى يقام فى مصر العام القادم، بل يعتبر أهم المكاسب هو وجود 5 لاعبين من منتخب الشباب الحاصل على ثالث العالم، ومنتخب الناشئين بطل العالم، الذين أحدثوا طفرة داخل صفوف المنتخب حتى ولو لم يلعبوا أى مباراة، حيث خلقوا نوعاً من الصراع الشريف والمنافسة البناءة، وهو ما أعاد عدداً كبيراً من اللاعبين الكبار إلى مستواهم من أجل الحفاظ على مراكزهم فى ظل وجود بديل قوى قادر على خطف مكانه فى أى لحظة، خاصة أن الأولمبياد القادمة ستكون آخر أولمبياد لعدد كبير من اللاعبين.

فى النهاية، أرى على المستوى الشخصى أن حصولنا على المركز الخامس أو السادس فى أولمبياد طوكيو التى يشارك بها أفضل 12 فريقاً فى العالم سيكون طريقنا للوقوف على منصة التتويج فى كأس العالم فى مصر، فعلى الجهاز الفنى اعتبار الأولمبياد بمثابة «البروفة الأساسية» للمونديال، مبروك لكرة اليد المصرية، ومستنيينكم فى طوكيو.