رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

وزير الروتين

لا أجد مبرراً واحداً لصمت وزير الشباب والرياضة عن معالجة العديد من القضايا الحاسمة إلّا أنه أصبح «وزير الروتين» بجدارة، فالوزير خالد عبدالعزيز أصبح يرى الخطأ ولا يصححه، بل وينتظر لحين الحصول على مذكرة رسمية ثم بدء التحقيق وهو ما يقتل القضايا من الأساس.

وآخر تلك القضايا كانت «الفضيحة» التى تسبب فيها اتحاد المصارعة بسفر مدرب مرافق لبعثة منتخب مصر للناشئات التى شاركت فى بطولة العالم بجورجيا دون أن يكون معه مستندات تؤكد عمله كمدرب، ووضع اسمه فى القرار الوزارى الخاص بالرحلة، فضلاً عن قيام ذلك الشخص بالإساءة لسمعة مصر من خلال التحرش بواحدة من أعضاء المنتخب اليابانى فى المصعد بفندق الإقامة قبل أن يهرب عائداً إلى مصر، خوفاً من مطاردة الشرطة فى جورجيا.

الغريب أن الوزير على علم بتفاصيل الواقعة ولم يكلف نفسه فتح تحقيق مع مسئولى اتحاد المصارعة، واكتفى بالتأكيد أنه سينتظر أن يجرى اتحاد المصارعة تحقيقاً داخلياً ثم يسلم التحقيق للوزارة لاتخاذ قرار، والسؤال هنا للوزير: ماذا لو تجاهل اتحاد المصارعة التحقيق فى الأمر؟ سيقول «مستحيل»، وهنا يجب الرد بأن اتحاد المصارعة أيضاً سبق أن تسبب فى أزمة خلال بطولة العالم للشباب فى فرنسا قبل أسابيع قليلة بعد تهاون أحد اللاعبين وتسريب المياه من غرفته، مما تسبب فى إغراق الفندق بالمياه، ما تسبب فى أن يهدد الاتحاد الدولى باستبعاد بعثة مصر، وبعد نشر تلك القضية لم يحرك الوزير ساكناً، وبالتالى لم يحرك الاتحاد ساكناً، ولم يتخذ أى قرار فى تلك الواقعة، وبالتالى سيكون مصير الواقعة الجديدة نفس مصير سابقتها، لأن الوزير ما زال ينتظر التحقيق الرسمى من الاتحاد.

الرياضة أكبر من أن تدار من خلال المستندات والعمل على المكاتب يا سيادة الوزير، لأنك فى الماضى أيضاً علمت بقرار إيقاف إيهاب عبدالرحمن، وانتظرت لحين وصول القرار الرسمى بإيقافه من قِبل لجنة المنشطات، مما أهدر على مصر ميدالية مضمونة فى أولمبياد «ريو دى جانيرو» رغم صرف الملايين على اللاعب لإعداده.

الأمر لا يتوقف عند ذلك، فالوزير فاجأ الجميع بقوله: «نعيب زماننا والعيب فينا»، رداً على مطالبة الجماهير بالعودة للمدرجات أسوة بما حدث فى مباراة كأس السوبر الإماراتى، حيث اعتبر أن الجماهير هى السبب فى استبعادها من المدرجات، وتناسى دوره كوزير بضرورة عمل حوار مع تلك الجماهير والاتفاق معهم على العودة للمدرجات بضوابط، فلماذا لا يتم تعميم عملية بيع التذاكر عبر الإنترنت بأن يسلم كل مشجع بطاقته للحصول على تذكرة وبالتالى يمكن السيطرة على دخول الجماهير كما حدث فى مباراة السوبر الإماراتى؟

الحقيقة أن النظام سهل للغاية لمن يجيد التعامل معه إذا كان يريد حل الأزمة، وليس تسكينها لإراحة رأسه من التفكير فى حلول، فعدم دخول الجمهور حتى الآن سُبة ستبقى فى جبين الوزير مدى الحياة، لأن أسهل قرار أصبح المنع من الدخول.

كل تلك القضايا تحتاج إلى عقل رياضى يديرها عملياً لحل أزمات اتحاد المصارعة الذى عاد صفر اليدين من أولمبياد البرازيل، ولتفادى تكرار أزمة إيهاب عبدالرحمن، ولحل الأزمة الأكبر بعودة الجماهير للمدرجات بضوابط تضمن حقوقهم وواجباتهم يضعها مسئول قادر على التعامل مع الشباب عملياً، وليس مكتبياً وروتينياً.