رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

كيف تصبح "مدحت شلبي" في 8 خطوات؟

09:41 ص | الأربعاء 28 ديسمبر 2016
كيف تصبح "مدحت شلبي" في 8 خطوات؟

إمام أحمد

داخل إحدى عربات مترو الأنفاق، كان البائع الشاب يوزع بين الركاب كتاباً بعنوان: «تعلم الألمانية فى 6 أيام فقط؟»، جاءنى الكتاب الذى كانت قيمته 5 جنيهات، فألقيت نظرة سريعة بين بعض صفحاته، ثم أعدته إلى البائع، وقلت فى نفسى إن تعلم إحدى اللغات الأجنبية أمر مهم بطبيعة الحال، لكن لماذا لا نتعلم ما هو أهم، فأن تنطق بالألمانية ربما يحسن ذلك من حياتك، لكن أن تكون «مدحت شلبى» بشحمه ولحمه وابتسامته الدائمة والـ«يا نهار أبيض» فسوف يغير ذلك من حياتك كلها.

8 خطوات فقط، يمكن بعدها الوصول إلى الحالة «الشلبوية»، تلك الحالة التى تشكل قفزة كبيرة فى نظرية النشوء والتطور للعالم البيولوجى الكبير تشارلز داروين، الله يرحمه، وتؤكد أن الإنسان الذى ارتقى عن خلايا بدائية التكوين قديماً قادر الآن على الوصول إلى أعلى درجات السلام الداخلى والصحة النفسية والتعامل مع كافة قضاياه ومشاكله اليومية بصورة «فى منتهى منتهى الروعة»، رغم هذا العالم الملىء بالصراعات والأزمات والتحديات الكبرى.

- أولاً، كن مبتسماً باستمرار. الناس تزعق، تغضب، أو حتى يظهر فى حياتك واحد «مرتضى» -لا قدر الله- وينزل فيك خناق كل يوم.. وأنت عادى جداً، محافظ على ابتسامتك و«وشك منوّر» من كتر السعادة والفرحة والتلقائية.

- ثانياً، إذا قال أحد الأشخاص رأياً ما، لا تجادل ولا تناقش كثيراً. كل ما عليك هو الإسراع بـ«كونسبت»: «أتفق مع حضرتك تماماً». طب حد قال رأى عكسه، لا تشعر بأى حرج على الإطلاق وأنت تعيد ترديد العبارة نفسها «برده بتفق مع حضرته تماماً». فمن زاوية «المباراة» هذا هو قمة التعايش مع الآخر، ومن زاوية عكسية هذه حيلة لتجنب الإصابة المتكررة بـ«الصداع»، خاصة أن أسعار «البانادول» فى الطالع وكثرة تناوله غير مفيدة للصحة.

- قاعد فى أمان الله، لا بيك ولا عليك، فجأة جاءت الفرحة تطرق بابك. كن حريصاً أن تستقبلها أفضل استقبال، وتستمتع بها جداً، وأن توجه الشكر لصاحبها، وتمدحه بكل «دلع» وأنت تقول: «يا نهار أبيض.. إيه الجمال ده يا راجل.. إيه الدماغ العالية والمتكلفة دى». بمعنى آخر: افرح، لكن لا تبخس حق ناقل الفرحة إليك.

- فإذا حدث العكس، حد شافك مبسوط، وقرر ينكد عليك.. هل تنفعل وتغضب وتصرخ فى وجهه. أبداً أبداً أبداً، بالتلاتة أبداً. كل ما عليك هو تحريك يديك اليمنى واليسرى ببطء وليونة ومزاجية، كأنك موسيقار، على أن تتناغم مع اليدين حركة رأسك، وقل بهدوء أعصاب لا تحسد عليه: «رغبتك فى النكد، مش هتغير من موقفنا، إطلاقاً. روح نكّد بعيد، وسيبنا نفرح بعيد، ويا دار ما دخلك شر».

- فى لحظات احتفالاتك «الأفورة مش عيب» إطلاقاً. أفور براحتك يا سيدى. واحرص على التعبير عن «أفورتك» بصوت مرتفع وبلهجة هستيرية، وأنت تهتف: «أقول إيـه وأعيد إيـه»، واجعل من احتفالك احتفالاً للجميع: «يا فرحة مش سايعانى، ارجع وعيد من تانى، من زمان كان نفسنا نفرح ونهيص، المصريين والله -كلهم كلهم، واحد واحد وواحدة واحدة- مستنيين يفرحوا ويهيصوا ويرقصوا كمان».

- هذا إذا كان الأمر يتعلق باحتفال، فماذا فى لحظات الانكسار والحزن: «العكس تماماً، سهلة وبسيطة». أولاً لا تطلب الإعادة، ثانياً «تون» الصوت لازم ينخفض ليوائم الحدث، وأوجد ألف مبرر للهزيمة، ثم احتفظ بأملك فى حظ أوفر المرة المقبلة، وقل لنفسك: «دى لا أول الأحزان ولا آخر الدنيا، عملنا اللى علينا لكن هارد لك، واللى جاى هيكون أحسن.. أكيد أحسن بإذن الله».

- أخيراً، هذه نصيحة قصيرة، لكنها مهمة جداً: اهتم ولا تهتم. اهتم بـ«الميك أب» أقصد صورتك الخارجية، فصورة الإنسان الخارجية عنوان لداخله. ولا تهتم بالتفاصيل الكثيرة، خاصة تلك التى ستجلب المشكلات، وتذكر دائماً الطلب المتكرر للسيد مخرج المباراة: «عديها يا راجل، عديها وفوّتها. ليه نهيج المشاهدين ونعمل أزمات من مفيش».هذه هى وجهة نظرى التى لا قيمة لها على الإطلاق: «كونوا مدحت شلبى.. تصحّوا».