رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

حوار| سارة سمير: الدولة لم تساعدنى للحصول على شهادة تعليمية ففقدت ذهبيتين.. ورفضت عرضين للعب باسم قطر والإمارات

10:42 ص | الثلاثاء 19 ديسمبر 2017
حوار| سارة سمير: الدولة لم تساعدنى للحصول على شهادة تعليمية ففقدت ذهبيتين.. ورفضت عرضين للعب باسم قطر والإمارات

سارة سمير

نقلا عن العدد الورقي

صاحبة ذهبية بطولة العالم لرفع الأثقال في أمريكا: الإعلام غطى قرعة كأس العالم في روسيا ولم يهتم بفوزنا بالميداليات الذهبية

 

دائماً ما تفعلها سارة سمير، ابنة محافظة الإسماعيلية، بطلة العالم فى رفع الأثقال، وترفع راية مصر، وانتزعت مؤخراً الميدالية الذهبية فى بطولة العالم لرفع الأثقال بأمريكا.

فرحة انتصارات «سارة» المتتالية، التى أدخلت السرور على قلوب المصريين، لم تنزع من داخلها الحزن على عدم اهتمام المسئولين والإعلام بإنجازاتها، على حدٍّ سواء -على حد قولها- إلا بعد حصولها على بطولة، ثم سرعان ما يتناسى الجميع قضيتها، ولا يتواصل معها أحد لمعرفة احتياجاتها، وتجلى ذلك بوضوح، فى عدم إنهاء أزمتها الدراسية مع وزارة التربية والتعليم العام قبل الماضى، الأمر الذى اضطرها إلى الانقطاع عن التدريب لمدة عام كامل حتى تتمكن من التركيز فى دراستها والالتحاق بالدراسة الجامعية، وهو ما تمكنت منه بالفعل قبل أن تحصد الميدالية الذهبية فى بطولة العالم للكبار بأمريكا، لتعود للوقوف مرة أخرى على منصات التتويج العالمية.

«الوطن» التقت سارة سمير داخل المعسكر القومى لرفع الأثقال، استعداداً لخوضها البطولة العربية والأفروآسيوية فى استاد القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، استمعت إلى مشكلاتها، وأحلامها وطموحاتها، وما الذى سوف تسعى لتحقيقه مستقبلاً.. وإلى نص الحوار:

 

ما كواليس فوزك بالميدالية الذهبية فى بطولة العالم بأمريكا؟

- طعم الانتصار له مذاق خاص، لأن الهدف دائماً وأبداً هو رفع اسم مصر عالياً وسط منافسات كبيرة من كل دول العالم، اجتهد أبطالها وساندتهم دولهم واتحاداتهم من أجل الحصول على ميدالية وبطولة تدوّن باسم أوطانهم عالمياً، البطولة الأخيرة كانت تحمل اسم بطولة العالم للكبار، واستطعت أن أقتنص الميدالية الذهبية وسط دول كبيرة وكثيرة كان يأمل لاعبوها فى الحصول عليها، وهو ما هوّن كثيراً من فقدانى ميداليتين أخريين، كنت أتمنى الحصول عليهما والرجوع بـ3 ميداليات ذهبية وليس واحدة.

لماذا ضاعت الميداليتان؟

- بالطبع هناك أسباب قوية حالت دون تحقيق هذا الحلم، أولها عدم خضوعى للتدريب الكافى الذى يتناسب وحجم هذه البطولة، فمصر كلها كانت تعلم بأزمتى العام قبل الماضى مع وزارة التربية والتعليم بعد عدم تمكنى من اللحاق بامتحانات الثانوية العامة، نظراً لمشاركتى فى بطولة الأولمبياد بدولة البرازيل وحصولى على الميدالية البرونزية، ورغم كل المجهودات التى باءت بالفشل، لم يعد أمامى اختيار غير إعادة السنة، وهنا انقطعت تماماً لمدة عام كامل عن التدريبات، وانتبهت للدراسة، حتى أتمكن من الحصول على شهادة جامعية، والحمد لله التحقت بالأكاديمية البحرية بالإسكندرية، ثم انتقلت إلى أكاديمية بورسعيد، وبعدها خضعت للتدريبات داخل معسكر منتخب رفع الأثقال مدة 3 أشهر فقط، وكالعادة كنت أنا المسئولة عن إقامتى وملابسى والفيتامينات التى أتناولها، والعناصر الغذائية، وهو ما يكلفنى الكثير، دون أن أحصل على مقابل يُذكر، وأعتقد أن فترة تدريب 3 أشهر بعد انقطاع عام كامل، لا تحقق كل هذه المكاسب فى الحصول على 3 ميداليات، لكن الحمد لله اقتنصت ميدالية ذهبية وسط لاعبين مستواهم عالٍ للغاية وأسماؤهم كبيرة فى عالم رفع الأثقال، وأنا كنت أخوض المنافسة فى رفع الأثقال «الخطف» و«الكلين» و«مجموع الاثنين معاً» أحصل به على ميدالية ثالثة، ولم يحدث توفيق فى الخطف وفقدت الـ3 محاولات، وبالتالى فقدت المجموع، لكننى عوضتها فى الخطف، واقتنصت الميدالية الذهبية.

من هم أهم الداعمين لكِ فى مشوارك الرياضى؟

- بصراحة تدعمنى جداً المؤسسة العسكرية المصرية التى تربيت وتمرّنت داخلها، وكان أحد مسئوليها فى انتظارى مؤخراً بالمطار لاستقبالى وقدّم لى التهنئة بمناسبة الفوز، وكذلك مندوب من وزارة الشباب والرياضة، بجانب أسرتى وشقيقى محمد البطل أيضاً فى رفع الأثقال، الذى أعطانى كل وقته وجهده من أجل نجاحى وصناعتى كبطلة عالمية، وخارج هذا لم أتلقَ أى دعم مادى من أى جهة، جميع المصاريف أتحمّلها بالكامل.

أسرتى تتحمل تكاليف إقامتى وملابسى والفيتامينات التى أتناولها والعناصر الغذائية.. وأسعى للفوز بالبطولتين العربية والأفروآسيوية حتى أردد النشيد الوطنى

وما مصادر دخلك للإنفاق على نفسك؟

- لولا دعم أسرتى دون النظر إلى العائد من الاتحاد أو الدولة لما حققت بطولة واحدة مما حصلت عليه، هذا بجانب أننى لم أتلقَ اتصالاً هاتفياً من أى وزير أو مسئول بالدولة يبارك لى على الميدالية الذهبية، لا أعلم لماذا كل هذا التجاهل فى الوقت الذى يقدّم فيه إعلام مصر فى مباريات كرة القدم كل الدعم المعنوى والمادى للفرق من كل رجال الدولة ورجال الإعلام، فهل يُعقل أن ينتقل الإعلام إلى روسيا لمتابعة قرعة بطولة التأهل لكأس العالم، ولا ينتقل أى إعلام رياضى إلى أمريكا لنقل البطولات التى يلعب بها عناصر مصرية رغم الصعود والتأهل والفوز أيضاً، ولم تكتب أيضاً أى جريدة عن هذا الإنجاز، ولم يتم التواصل معى من قِبَل أى قناة إعلامية رياضية.

باستثناء انتظار مندوب القوات المسلحة فى المطار لم أتلقَ التهنئة من أى مسئول فى مصر.. والصحافة ماكتبتش عنى خبر واحد

هل تلقيتِ عروضاً من دول أخرى لتمثيلها فى رفع الأثقال؟

- بالفعل تلقيت الكثير من العروض، كان آخرها من الإمارات وقطر، لكن رغم كل المعاناة التى أتعرض لها والأعباء التى تقع على عاتق أسرتى، لم ولن أوافق أن أكون سبباً فى رفع علم دولة أخرى فى سماء اللعبة غير علم وطنى، ولن أُردد أى نشيد وطنى آخر غير نشيد وطنى، هى رسالة وطنية سأقدّمها مهما فقدت الدعم والتقدير لكى تبقى مصر هى مصر.

كيف تستعدين للبطولة المقبلة؟

- أخضع الآن لتدريبات مكثّفة وقوية فى معسكر المنتخب الوطنى، لخوض البطولة العربية والأفروآسيوية، داخل استاد القاهرة، وأسعى لتحقيق مركز متقدم بإذن الله، وأهم ما يُسعدنى فى هذه البطولة هو أننى أنتظر رفع علم وطنى وترديد النشيد الوطنى بإذن الله.

 

 

....................

* سارة سمير

مواليد: 1 يناير 1998

رفع أثقال وزن 69 كجم

برونزية أولمبياد ريو 2016

ذهبية النتر فى بطولة العالم