رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

حوار| أحمد الكاس: موت أمى حرمنى من اللعب لتشيلسى ويوفنتوس.. وكلمة شرف مع الزمالك منعتنى من الانتقال للأهلى

10:15 ص | الثلاثاء 29 مايو 2018
حوار| أحمد الكاس: موت أمى حرمنى من اللعب لتشيلسى ويوفنتوس.. وكلمة شرف مع الزمالك منعتنى من الانتقال للأهلى

أحمد الكاس خلال حواره مع «الوطن»

نقلا عن العدد الورقي

جوكر الكرة المصرية الأسبق لـ«الوطن»: قدمت مع القلعة البيضاء أحلى كورة فى مصر وكنا بنكسب أى حد

لعب لأندية الأولمبى والزمالك والاتحاد السكندرى، نال لقب هداف الدورى ثلاث مرات وسجل 107 أهداف فى الدورى المصرى، ليقتحم نادى المائة عن جدارة واستحقاق، أحمد الكاس، شارك مع المنتخب المصرى فى كأس العالم 1990 بإيطاليا، وأحرز خمسة أهداف مع الزمالك خلال مشاركاته الأفريقية، «الوطن» التقت نجم الكرة المصرية السابق، ودار حوار حول الذكريات، كشف خلاله العديد من القصص والحواديت.

 

  كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟

- بدأت بلعب «الكرة الشراب» فى شوارع الإسكندرية قبل أن يشجعنى والدى على الانضمام لمدرسة الكرة بالنادى الأولمبى تحت إشراف الكابتن «سيد شارلى»، وكان عمرى وقتها 10 سنوات، تعلمت معه أساسيات كرة القدم، ثم بدأت فى التدرج فى فرق الناشئين بالنادى حتى تم تصعيدى لتدريبات الفريق الأول.

ما سبب إطلاق لقب «الكاس الصغير» عليك؟

- جماهير الإسكندرية أطلقت علىّ لقب «الكاس الصغير» نسبة للكابتن الكبير «محمد الكاس» بسبب تشابهى مع أسلوبه لعبه والمركز، ورقم «الفانلة»، والشكل، ولون البشرة، وهذا شرف كبير.

مَن اللاعب الذى تأثرت به فى بداياتك؟

- كنت دائماً أحرص على متابعة الكابتن فاروق جعفر، نجم الزمالك، فقد كان مثلى الأعلى، وتمنيت أن أمتلك «ربع» مهاراته ورؤيته وتمريراته، ومن جيلى كنت أحب متابعة أحمد العجوز ورضا عبدالعال.

كيف جاء انضمامك للمنتخب الوطنى؟

- اختارنى الكابتن أحمد رفعت للمنتخب الوطنى الثانى وقتها، وأشركنى فى مباريات دورة الصداقة فى الإمارات العربية، وعندما شاهدنى «سميث»، المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول وقتها نصحنى بالاهتمام بالواجبات الهجومية بشكل أكثر، وقرر ضمى للمنتخب الأول، ومن هنا بدأ مشوارى الدولى، واشتركت فى أول مباراة رسمية أمام تنزانيا عام 1987 فى التصفيات الأولمبية وأحرزت الهدف الأول فى المباراة التى فاز بها الفراعنة 4-2 ولعبت مع فطاحل ثابت البطل وحمادة صدقى وعماد سليمان وجمال عبدالحميد ومحمد رمضان وهشام يكن وأيمن يونس.

لا أنسى البكاء على هتاف الجماهير بعد التأهل لمونديال 90 وأغلى هدية فى حياتى لوحة «براد شاى» من «الجوهرى»

مباراة لا تنساها فى تاريخك الكروى؟

- مباراة التأهل لمونديال 90 أمام الجزائر لا تنسى، 120 ألف متفرج بداخل استاد القاهرة من التاسعة صباحاً، والمباراة الثالثة عصراً، وكان الشعب يقف خلف المنتخب، ورغم تعرضنا للشد العصبى والتوتر، وبمجرد النزول إلى أرضية الملعب انطلقنا كالأسود ونجحنا فى تسجيل هدف التأهل فى الدقيقة الرابعة، ويرجع ذلك للكابتن محمود الجوهرى الذى نجح فى خلق حالة خاصة من الحب بين اللاعبين ألغت الانتماء لألوان الأندية، وأصبح الانتماء لمنتخب مصر فقط، وأعتز بصناعة هدف حسام حسن فى مرمى الجزائر.

كيف كان الشعور بعد اللقاء؟

- جلسنا نبكى فى غرفة خلع الملابس من شدة الفرحة، لم نكن نصدق ما حدث، فلقد نجحنا فى تحقيق حلم المصريين، صوت الجمهور داخل الملعب جعلنا نبكى بشدة داخل استاد القاهرة.

ما المكافأة التى حصلتم عليها عقب التأهل لكأس العالم 90؟

- رحلة عمرة.

هل حصل جيل 90 على التكريم المناسب؟

- جيل 90 ظلم مادياً وإعلامياً، هذا الجيل من الأجيال العظيمة فى تاريخ كرة القدم المصرية، حيث حقق التأهل لكأس العالم للمرة الثانية فى تاريخ مصر، وعلى المستوى الشخصى هناك تجاهل وانتقاص من حق هذا الجيل.

كيف؟

- على المستوى التدريبى، ظلم هانى رمزى، وهو مدرب رائع، وكذلك أشرف قاسم وربيع ياسين وأسامة عرابى وجمال عبدالحميد وهشام يكن، حيث لم يحصلوا جميعاً على الفرصة التى يستحقونها فى عالم التدريب.

ماذا عن كابتن مجدى عبدالغنى؟

- يضحك ويقول: مجدى عبدالغنى أحد كباتن منتخب مصر والهدف الذى سجله فى مرمى الحارس الهولندى بروكلين سيظل عالقاً فى التاريخ والأذهان وهو شرف كبير.

عند ذكر اسم الجوهرى ماذا يدور فى خاطرك؟

- مدرب رائع، وإنسان عظيم، كان بيحب بلده جداً، كان همه أن يسعد شعب مصر من منطلق إحساسه بنبض الجمهور والشارع المصرى، وقبل أن يكون مدرباً لى كان بمثابة أبويا وأخويا وصديقى، هو إنسان محترم، ومدرب عظيم وعبقرى، كان يتعامل بحزم وشدة وفى الوقت نفسه كان ابن نكتة ويعشق روح الفكاهة، طوّر من طريقة لعبى وأدين له بفتح باب المنتخب لغير لاعبى الأهلى والزمالك، ولولاه ما كان لى شأن الآن.

 

الجوهرى الجنرال كان أبويا وأخويا وصديقى.. ولا مقارنة بينه وبين «كوبر» أو غيره ومن حقى أحلم بتدريب ريال مدريد

 

ماذا تتذكر من مواقف مع الراحل العظيم الكابتن محمود الجوهرى؟

- كابتن الجوهرى كان دمه خفيف جداً وشرساً فى نفس الوقت، فى إحدى البطولات الأفريقية فوجئت به يدخل، رحمة الله عليه، غرفتى بفندق الإقامة، وفاجأنى بقوله إزيك يا أحمد، أنا جبتلك هدية، وأخرج من خلف ظهره «لوحة» مرسوماً عليها براد شاى، وقال لى ضاحكاً ملقتش أحسن من دى هدية لأنه يعلم مدى حبى للشاى، وقد كانت أغلى هدية فى حياتى.

ماذا قال لكم الجوهرى قبل مواجهة هولندا؟

- قال لنا استمتعوا والعبوا الكرة الجميلة، وبعد المباراة، قال: «كنا داخلين ومش معانا أى حاجة والنهاردة بقى معانا ولازم نفرّح الشعب المصرى ونسعده».

لماذا لم تحترف بالخارج؟

- تلقيت العديد من عروض الاحتراف بعد مونديال 90 من أندية كبرى فى أوروبا ولكنى رفضتها لظروف وفاة والدتى التى كنت مرتبطاً بها ارتباطاً يفوق الخيال، فوالدتى توفيت 21 مايو، وانطلق كأس العالم 12 يونيو.

ما العروض التى وصلتك؟

- من تشيلسى الإنجليزى ويوفنتوس الإيطالى ولك أن تتخيل حجم هذين الناديين فى أوروبا.

ألم تندم على رفضك الاحتراف؟

- أؤمن بقضاء الله وقدره، وبعد وفاة والدتى كان القرار صعباً، خاصة أنها توفيت وأنا خارج مصر وكان ذلك مؤلماً جداً.

ما وجه المقارنة بين «الجوهرى» و«كوبر»؟

- لا توجد مقارنة، «الجوهرى» كان حالة فريدة فى الكرة المصرية ولو وجدت مقارنة فهى ظالمة، لأن الوقت غير الوقت، المنتخب الوطنى فى الوقت الحالى مع كوبر قوامه الأساسى من المحترفين بالخارج.

كيف انتقلت لنادى الزمالك؟

- وقتها كان المستشار جلال إبراهيم، رئيس النادى، وتفاوض معى رئيس نادى الزمالك الحالى ولم يكن عضواً فى مجلس الإدارة، ومعه المهندس هانى زادة وجلست مع الكابتن فاروق جعفر فى حضور إسماعيل يوسف صديقى وأنهينا كافة بنود الانتقال.

ما سبب حبك للزمالك؟

- عمى أحمد كان كبير العائلة زرع فينا حب النادى منذ الصغر.

ماذا عن مفاوضات الأهلى لضمك؟

- جلس معى شخص ما من المحبين للنادى الأهلى، وتحدث معى وعرض مقابلاً مادياً أكبر من الزمالك لكنى اعتذرت بعدما ارتبطت بكلمة شرف مع مسئولى نادى الزمالك.

ما تقييمك لتجربتك مع الزمالك؟

- خرجت منها بحب جماهير النادى، كنت أتمنى الحصول على بطولة الدورى مع الزمالك، لعبت موسمين حصلت خلالهما على بطولة أفريقيا والسوبر، ولم نحصل على الدورى، ولعبنا أفضل موسم، كنا فريق الأحلام، كنا بنكسب أى حد، وبنقدم أحلى كورة فى مصر.

ما رأيك فى خالد جلال، المدير الفنى الحالى للزمالك؟

- خالد جلال مدرب جيد وشاطر، ولكن مع احترامى الزمالك حصل على كأس مصر بدفعات معنوية من مجلس الإدارة، والجهاز الفنى، الزمالك كبير جداً، وما ينفعش يكون خارج دائرة الأول أو الثانى فى الدورى.

ما أهم المحطات فى حياتك الكروية؟

- كل مرحلة تعتبر محطة من مدرسة الكرة فى النادى الأولمبى، ومراحل تدرجى فى فرق الناشئين، وتصعيدى للفريق الأول، ومنه إلى المنتخب الوطنى، أما النقلة الكبرى فكانت فى تصفيات كأس العالم والتأهل للنهائيات.

هل ما زلت على تواصل مع نجوم جيل 90؟

- بكل تأكيد علاقتى جيدة بالجميع ونلتقى دائماً فى كل مناسبة تتاح لنا.

مَن خليفتك فى الملاعب؟

- أنا غير مقتنع بكلمة خليفة، فلكل لاعب أسلوب يميزه وبصمة مختلفة، ولكنى أعتقد أن محمود عبدالرازق شيكابالا يذكرنى بنفسى أحياناً فى بعض المواقف داخل الملعب.

أين أنت من تدريب المنتخبات الوطنية؟

- هذا السؤال يوجه للمسئولين فى اتحاد الكرة، الكرة فى مصر لا تقاس بالإمكانيات أو القدرات بل بالعلاقات، والمنتخبات الوطنية «ليها ناسها» أجتهد من خلال شغلى وليس علاقاتى بهذا أو ذاك.

فى تصريح شهير قال رود كرول: «لو كان أحمد الكأس أكثر نشاطا وأقل حباً للجلوس وتناول الشاى، لكان من أهم نجوم العالم» ما تعليقك؟

- تعلمت من رود كرول الكثير، ولكن لم تحدث حالة من الألفة بيننا كسائر المدربين الأجانب الذين تدربت معهم، كان حظى وحش معاه، لأنه كان بيحب يعتمد على النواحى البدنية وأنا أحياناً كنت أتهرب منها.

حكم جامل حسام حسن وكتب له هدفاً سجله شقيقه للتفوق علىّ فى صراع هداف الدورى.. والإعادة التليفزيونية أنصفتنى وفزت باللقب

تمتلك رقماً خاصاً بالحصول على لقب هداف الدورى 3 مرات متتالية.. هل من تعليق؟

- توفيق من الله وحصيلة جهد ونتاج أحمد الكاس وزملائه، وأنا على المستوى الشخصى سعيد جداً بهذا.

ما قصة صراعك مع حسام حسن على لقب هداف الدورى؟

- فى موسم 1992-1993 كان الصراع على لقب هداف الدورى مع حسام حسن، وظل اللقب معلقاً للأسبوع الأخير ولكل منا 14 هدفاً، والأهلى يلعب أمام غزل المحلة فى استاد القاهرة، والأولمبى يواجه المنيا بالإسكندرية، سجلت الهدف الأول فى مرمى المنيا فى الدقيقة الثانية، وفى الدقيقة 44، سجل الأهلى هدفاً، وطالب لاعبو الأهلى الحكم باحتساب الهدف لـحسام حسن، وفعل الحكم، على الرغم أن الإعادة التليفزيونية أظهرت أن شقيقه إبراهيم صاحب الهدف، وعدت وسجلت الهدف الثانى فى الشوط الثانى، وسجل حسام هدفاً لنتساوى بـ 16 هدفاً، وكان من المفترض أن يحصل «حسام» على لقب الهداف لأن الأهلى يسبق الأولمبى فى ترتيب الدورى، ولكن اتحاد الكرة استند للتقرير التليفزيونى ومنحنى لقب الهداف بعد تسجيل الهدف لصالح إبراهيم حسن وليس حسام، وللعلم تربطنى علاقة أخوة وصداقة بالتوأم حسام وإبراهيم حسن، والثنائى علامة من علامات الكرة المصرية.

 

جيل 90 مظلوم فى مصر والجيل الحالى سيتأهل لدور الثمانية فى روسيا

بعيداً عن الماضى.. كيف ترى حظوظ منتخب مصر فى روسيا؟

- ممكن تقول عليا مجنون، ولكننى أتوقع تأهل المنتخب لدور الستة عشر ودور الثمانية.

لا أعترض على الأرجنتينى ككفاءة تدريبية.. وأعترض على استقطاب مدربين أجانب للمنتخب الوطنى.. وأغلب الإنجازات تحققت على يد مدربين وطنيين

ما تقييمك لطريقة لعب كوبر؟

الرجل وصّلنا كأس العالم ويستحق الشكر على ذلك، اختلف أسلوب لعب المنتخب معه، الأداء يخضع لوجهات النظر، لكنه فى النهاية وصل بالفراعنة إلى كأس العالم وأعتقد أن أسلوبه يتناسب فى المونديال، خاصة أنه يعتمد على الدفاع والهجمات المرتدة وهى طريقة «تخنق» وتزهق المنافس، وقد تفيد المنتخب فى كأس العالم.

ولكنك اعترضت على وجوده من قبل؟

- لا أعترض على كوبر ككفاءة تدريبية، ولكن اعترضت على استقطاب مدربين أجانب للمنتخب الوطنى، خاصة أن أغلب الإنجازات تحققت على يد مدربين وطنيين باستثناء مايكل سميث فى بطولة أفريقيا 86، أنا مع المدرب المصرى، وعلى سبيل المثال لو مدرب مصرى نفذ إعلان الفتة كان هيحسبوه، و«برادلى» ضحك على مصر كلها ومشى وقال حيوصلنا أفريقيا وكأس العالم ومحصلش، إنجازاتنا تحققت مع الجوهرى وحسن شحاتة.

 

------------------------------------

صلاح قدوة ونموذج مشرف

محمد صلاح نموذج مشرف وقدوة ومثل لا بد أن يحتذى به، لاعب محترم يعبر عن المسلم الحقيقى بالفعل وليس بالكلام من خلال تصرفاته وأخلاقياته وتواضعه من خلال بره بوالديه ووطنه وأنا أعتبره نموذجاً مشرفاً، وللعلم توقعت تألقه وهو لاعب بالمقاولون العرب لأنه مختلف ومن وجهة نظرى هو خير من يمثل الإسلام فى أوروبا بالعمل وليس الكلام وأتمنى له التوفيق وأتوقع له مزيداً من النجاح.

------------------------------------