رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

3 رؤساء يستغلون المونديال لتحقيق مكاسب سياسية.. وغسل سمعة موسكو من فضيحة المنشطات

10:24 ص | الخميس 19 يوليو 2018
3 رؤساء يستغلون المونديال لتحقيق مكاسب سياسية.. وغسل سمعة موسكو من فضيحة المنشطات

رؤساء يستغلون المونديال لتحقيق مكاسب سياسية

نقلا عن العدد الورقي

مكاسب اقتصادية ورياضية بالجملة لروسيا

حققت روسيا العديد من المكاسب الكبرى على المستوى الاقتصادى والسياسى والرياضى بعدما نجحت فى تنظيم كأس العالم، الذى حسمه المنتخب الفرنسى داخل الملعب ورفع الكأس للمرة الثانية فى تاريخه، ولكن حقق الدب الروسى مكاسب أكبر خارج المستطيل الأخضر.

3 ملايين سائح ينعشون اقتصاد موسكو..

فعلى المستوى السياحى، أشارت الأرقام إلى أن عدد السياح الأجانب المقبلين إلى الأراضى الروسية، خلال فترة المونديال، وصل إلى 3 ملايين سائح قدموا إلى مدينة موسكو العاصمة، بزيادة قدرها 60% على الفترة ذاتها من العام الماضى، وكشفت صحيفة «موسكو تايمز» الروسية، التى تصدر باللغة الإنجليزية، أن نحو 700 ألف سائح أجنبى من المقبلين إلى روسيا، مكثوا فى المدن الـ11 التى استضافت المباريات لمؤازرة منتخباتهم، وشهد الأسبوع الأخير من كأس العالم، الذى شهد مباراتى نصف النهائى والنهائى، حجز 74% من العقارات والفنادق فى مدينتى موسكو وسان بطرسبرج.

وعلى مستوى الإنفاق والرواج التجارى، فقد قلت نسبة الروس الذين كانوا يقضون إجازاتهم خارج البلاد، كما أن المشجعين الروس كانوا الأكثر إنفاقاً لشراء المشروبات والوجبات داخل الملاعب ووصلت إلى 12 مليون دولار فى الأسبوع الأول من بداية المونديال فقط، كما ارتفعت نسبة بيع الأجهزة التليفزيونية والهواتف المحمولة بمقدار 20% مقارنة بأرقام مبيعات الفترة ذاتها من العام الماضى، وأشارت تقارير اقتصادية أخرى إلى أن الربح قصير المدى الذى حققته روسيا بسبب المونديال ليس هو الأهم، لأن الربح الحقيقى سيكون بسبب الاستثمار فى البنية التحتية، التى شهدت حراكاً كبيراً فى الفترة بين 2013 إلى 2017.

وقام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بإصدار قرار مهم للغاية بالإبقاء على نظام دخول الأراضى الروسية دون تأشيرة دخول كما كان يحدث أثناء فترة المونديال، لكى تزيد الاستفادة من التدفق السياحى حتى بعد نهاية المونديال، وسيستمر العمل بهذا القرار حتى نهاية العام الحالى 2018، وأشار محللون سياسيون إلى أن قرار «بوتين» سيزيد من شعبيته بين الشعب الروسى المحب لكرة القدم، كما أن الروس سيستفيدون من المنشآت التى تم بناؤها من أجل البطولة، وهو ما سيقوى شوكة الرئيس الروسى ببناء رأى عام مؤيد له بشكل فعّال.

و«سبيكتاتور»: «بوتين» استغل المونديال ليظهر أن بلاده ليست فقيرة

ولن تقتصر الاستفادة السياسية داخلياً فقط، بل سيمتد الأمر خارجياً، فحسب مجلة «سبيكتاتور» البريطانية، فإن «بوتين» استغل المونديال ونجاح تنظيمه، ليظهر مدى القوة الروسية وأنها ليست بلداً فقيراً ولكنه غنى بموارده وقادر على تنظيم الأحداث والبطولات الكبرى، بل يعد نجاح المونديال الروسى ضربة قوية لأعداء «بوتين» فى الخارج الذين حاولوا سحب تنظيم المونديال من روسيا ولم يفلحوا، كما أن الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» أصدر بياناً أكد فيه خلو مونديال روسيا من المنشطات بعد أن تم فحص 2700 عينة من اللاعبين، وعلى رأسهم لاعبون من المنتخب الروسى، ليبدو أنه مكسب جديد خاصة بعدما تعرضت له روسيا من فضائح متعلقة بتناول رياضييها لمنشطات خلال الأعوام الأخيرة، أدت إلى حرمان العديد من لاعبيها من المشاركة فى دورة الألعاب الأولمبية فى ريو دى جانيرو 2016.

واستغل المونديال الروسى بعض رجال السياسة أيضاً، لكى يستفيدوا من كأس العالم، وعلى رأسهم تأتى كوليندا جرابار، رئيسة كرواتيا، التى أصبحت حديث وسائل الإعلام فى العالم، وزات شعبيتها داخل بلادها بصورة كبيرة بعدما شاركت لاعبى منتخب بلادها فرحة التأهل داخل غرف خلع الملابس بل وقامت بمشاركتهم الرقص ابتهاجاً بالتأهل الأول والتاريخى للكروات إلى نهائى أكبر بطولات كرة القدم.

ولم يتمالك إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسى، نفسه، مع كل هدف يحرزه لاعبو الديوك فى المباراة النهائية، ولم يلتزم بالوقار الرئاسى الذى يجب أن يتحلى به، وقام بالاحتفال والرقص بعد الفوز بلقب كأس العالم للمرة الثانية فى تاريخ الفرنسيين، كما حرص الرئيس الفرنسى على التقاط صور مع لاعبى فريقه داخل غرفة الملابس الخاصة بهم، وقام معهم بعمل العديد من الرقصات الشهيرة، وهو ما منح «ماكرون» أرباحاً سياسية هائلة، ستجرده على الأقل من لقب «صاحب الشعبية المنخفضة».

واستغل الرئيس الشيشانى، رمضان أحمد قاديروف، وجود المنتخب المصرى فى المونديال، خاصة محمد صلاح، هدّاف وأفضل لاعب بالدورى الإنجليزى الموسم الماضى، وحقق «قاديروف» مكاسب سياسية بالجملة، خاصة بعد ما قدمه من كرم وحفاوة كبيرين فى استقبال البعثة المصرية، التى كان مقر إقامتها بالمونديال فى العاصمة الشيشانية جروزنى، كما أقام الرئيس الشيشانى حفلاً خاصاً من أجل تكريم محمد صلاح، ومنحه صفة المواطن الفخرى باعتباره نموذجاً مشرفاً للشباب، وهو ما منح «قاديروف» مزيداً من الأرباح على المستوى السياسى.