رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

دموع في عيون البطل.. سفيان أمرابط محارب مغربي سهر الليالي فوصل للعلا

10:37 ص | الخميس 08 ديسمبر 2022
دموع في عيون البطل.. سفيان أمرابط محارب مغربي سهر الليالي فوصل للعلا

سفيان أمرابط نجم منتخب المغرب

لم تكن طفولة سفيان أمرابط، كما يتمناها، حيث نشأ في أسرة مغربية بسيطة، واضطر شقيقه وقدوته نور الدين أمرابط، إلى العمل كعامل نظافة في إحدى المدارس، بالإضافة إلى غسل الصحون في بعض المطاعم، لمساعدة أسرته، لكن سفيان عشق كرة القدم مثل أخيه الذي دعمه وساعده على اللعب في أحد الأندية الصغيرة، بدلا من الشوارع، ليتحول الآن إلى أحد أهم نجوم منتخب المغرب، وعامل رئيسي في إنجاز الوصول لربع نهائي كأس العالم 2022.

سفيان أمرابط الذي تألق في بداية مسيرته الاحترافية مع نادي أوتريخت الهولندي، كان قريبا من تمثيل منتخب هولندا، الذي لعب بقميصه على مستوى بعض الفئات السنية، قبل أن يغير وجهته، باستدعاء من منتخب المغرب، للمشاركة في كأس العالم للناشئين تحت 17 عاما.

سفيان أمرابط.. رفض هولندا واختار المغرب بقلبه

شارك سفيان أمرابط، بعد ذلك في العديد من المباريات مع منتخبي الناشئين والشباب، كما ظهر في لقاء ودي مع المنتخب الأول، لكن المنتخب الهولندي رفض الاستسلام، حيث عقد ديك أدفوكات مدرب الطواحين السابق، جلسة مع وكيل أعمال اللاعب، لإخباره باحتياجه له في المنتخب الهولندي، في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018.

على الجانب الآخر، تحرك رئيس الاتحاد المغربي، للحفاظ على سفيان، بعدما تم استدعائه لمباراة الجابون في تصفيات المونديال، ليشاهد جماهير أسود الأطلس تهز الملعب، حيث لم يفكر كثيرا، واتصل بعد ذلك بأسبوع بالمدرب الهولندي، ويخبره بقراره، القلب لم يرغب في تمثيل أي منتخب سوى المغرب.

سر القميص رقم 34.. والوفاء لـ«نوري»

على الجانب الإنساني، كان أمرابط، يرتدي القميص رقم 34 مع الأندية التي لعب لها، وهو رقم زميله السابق عبد الحق نوري، لاعب أياكس أمستردام، الذي سقط على الأرض خلال مباراة ودية أمام فيردر بريمن الألماني، في عام 2017، بعد إصابته بأزمة قلبية، تعرض على أثرها إلى تلف في الدماغ، ودخل في غيبوبة استمرت حتى مارس عام 2020، واستفاق بعد ذلك، لكنه ما يزال طريح الفراش، بينما لم ينساه نجوم منتخب المغرب، وعلى رأسهم سفيان أمرابط.

وكان القدر رحيمًا بالنجم المغربي الشاب، الذي ابتسم له الحظ قليلاً، بعدما فشل منتخب هولندا في التأهل للمونديال، بينما شارك أسود الأطلس في نسخة كأس العالم 2018، ودخل سفيان أمرابط كبديل خلال لقاء إيران، بدلا من شقيقه نور الدين أمرابط، في حادثة تاريخية، كأول لاعب يشارك مكان شقيقه خلال مباراة في المونديال.

سفيان أمرابط يثأر لشقيقه من إسبانيا

كانت المواجهة الأخيرة لأسود الأطلس في تلك النسخة ضد منتخب إسبانيا في دور المجموعات، وتقدمت المغرب بهدفين مقابل هدف، حتى الثواني الأخيرة، حينما سجل المهاجم ياجو أسباس هدف التعادل للماتادور، وألغاه الحكم بداعي التسلل، قبل أن يقر حكام «الفار» بصحة الهدف، لكنه تغاضي عن وجود شكوك في صحة الركلة الركنية التي جاء منها الهدف.

وسلط نور الدين أمرابط، نجم منتخب المغرب، غضبه على تقنية الفيديو بعد وداع المونديال، واصفا إياها بالهراء، ليثأر سفيان لأخيه بعد 4 سنوات على تلك الواقعة.

استطاع سفيان أمرابط أن يتألق خلال مواجهة المغرب الأخيرة، ضد إسبانيا، في دور الـ16 من كأس العالم 2022، ووقف صامدا أمام أحد أقوى خطوط الوسط في العالم، الذي ضم ثلاثي برشلونة: جافي، بيدري والمخضرم بوسكيتس.

«لا أستطيع التخلي عن بلدي».. حقنة وليلة طويلة

طبق سفيان أمرابط، قول الإمام الشافعي: «بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي، ومن طلب العلا سهر الليالي»، حيث تعرض لإصابة في الظهر قبل ساعات من مواجهة إسبانيا، ليكشف أنه بقي مستيقظًا حتى الساعة الثالثة فجرا، لكي يقوم بالعلاج الطبيعي، من أجل اللحاق باللقاء.

وأشار سفيان أمرابط، نجم خط وسط فيورنتينا وكتيبة أسود الأطلس، إلى أنه حصل على حقنة قبل المباراة، للمشاركة في مواجهة إسبانيا، قائلاً: «لا أستطيع التخلي عن اللاعبين وبلدي»، ليدخل في نوبة بكاء بعدها، نالت تعاطف الشعب المغربي، والجماهير العربية بشكل عام، تقديرا لدموع هذا المحارب الذي قاتل من أجل إسعاد جماهير منتخب بلاده.