نقلا عن العدد الورقي
نبيل معلول يتحدث حصرياً لـ«الوطن»: المنتخبات العربية فى المونديال «لم ينجح أحد»
تولى تدريب المنتخب التونسى وقاد أحلام نسور قرطاج للتأهل لكأس العالم 2018 بعد أداء مشرف فى التصفيات الأفريقية، نبيل معلول، برز فى المحفل العالمى على الأراضى الروسية، كمدرب عربى وحيد من بين 32 مدرباً للمنتخبات المشاركة بالمونديال، استطاع أن يحقق الفوز الأول لتونس منذ نسخة 1978 بعدما انتصر على المنتخب البنمى 2-1 حاجزاً لنفسه مكاناً بين كبار القارة السمراء بإنجاز قيادة نسور قرطاج لتحقيق الفوز الثانى للعرب فى روسيا بعد فوز السعودية على المنتخب المصرى فى لقاء الجولة الثالثة بالمحفل العالمى.
«الوطن» حاورت نبيل معلول هاتفياً من تونس، وتحدث بكل صراحة عن تجربة العرب فى البطولة، وأسباب خروج نسور قرطاج وموقفه مع الفريق خلال الفترة المقبلة، وأمور أخرى داخل الحوار.
أجرى الحوار: عثمان إبراهيم
كيف تقيّم مشاركة منتخب تونس فى مونديال روسيا؟
- أرى أن المشاركة التونسية فى كأس العالم روسيا 2018 فوق المتوسطة، فى ظل وجود منتخب بلادى فى واحدة من أصعب المجموعات بالمونديال.
ما سبب الوداع المبكر من الدور الأول للبطولة؟
- وجود منتخبين من المستوى الكروى العالى، مثل المنتخب البلجيكى المصنف الثالث عالمياً، ومنتخب إنجلترا الذى يعد من أقوى 10 منتخبات حالياً، كان من سوء طالع نسور قرطاج، ولكننى أكدت قبل البطولة أنه لا توجد أى مجموعة سهلة، لكن بعد مشاهدة ومتابعة كل مستويات المجموعات تأكدت وجهة نظرى فى المجموعة السابعة التى ضمت قوتين عظميين فى كرة القدم.
ما تقييمك لأداء نسور قرطاج فى مبارياتهم الثلاث؟
- أدينا بشكل جيد للغاية أمام المنتخب الإنجليزى بالمباراة الأولى، والخبرة حسمت الأمر للأسود الثلاثة، بخطأ دفاعى من فريقى، استغله هارى كين أحد أفضل المهاجمين بالعالم فى الوقت الحالى، وأستطيع القول إننا «اتخطفنا» فى بداية المشوار المونديالى.
ماذا حدث فى مواجهة بلجيكا؟
- فى المباراة الثانية أمام بلجيكا، اضطررنا إلى اللعب بأسلوب هجومى، عقب الخسارة فى المباراة الأولى، ودفعنا ثمن اللعب المفتوح أمام منتخب يضم إدين هازارد وروميلو لوكاكو، فالأول يتمتع بالمهارة والثانى قوى على المستوى البدنى وتحويل الفرص المتاحة إلى أهداف.
وهل هناك فوائد لانتصار تونس على بنما فى المباراة الأخيرة؟
- الفوز بالمباراة الثالثة على بنما شىء إيجابى للغاية، فهو انتصار غاب عن تونس بالمونديال منذ 40 عاماً، وكان تخطى فريق بنما متوقعاً فى ظل الفروق الفنية لصالح الفريق التونسى، لكن الضغوط كانت كبيرة على اللاعبين من أجل رغبتهم فى ختم مشوارهم بالمونديال بتحقيق الانتصار، وهو ما تحقق رغم التأخر فى النتيجة، ولكن تماسك الفريق وتمكنا من العودة بالتعادل ثم تسجيل هدف الفوز.
هل كان فى مقدور المنتخب التونسى تقديم شىء أفضل؟
- كان بإمكان الفريق التونسى أن يقدم مردوداً أفضل، لكن هذه إمكانيات اللاعبين المتاحة، مقارنة بلاعبين يخوضون كل أسبوع مباريات بالدورى الإنجليزى ودورى أبطال أوروبا، وبالطبع مستوى لاعبى إنجلترا وبلجيكا أقوى كثيراً بسبب قوة الاحتكاك والخبرات التى يمتلكها اللاعبون فى هذين المنتخبين تحديداً والتى رجحت كفتيهما فى تلك المجموعة.
«النقاز» قدم مردوداً طيباً فى البطولة.. «قدر الله وما شاء فعل» فى إصابات «المساكنى والخنيسى» والتجربة بشكل عام «فوق المتوسط»
هل صادفك سوء حظ بسبب الإصابات قبل وأثناء المونديال؟
- لن أرفض قضاء الله فى الإصابات التى ضربت المنتخب، ولا أستطيع قول إلا «قدر الله وما شاء فعل»، فإصابة يوسف المساكنى وطه ياسين الخنيسى أثرت على القدرات الهجومية للفريق، وأثناء البطولة تواصل هجوم الإصابات على الفريق، ومعظمها إصابات عضلية بسبب إجهاد آخر الموسم.
وهل أثرت الإصابات على مستوى منتخب بلادك؟
- رغم تلك الإصابات أدينا ما علينا رغم غياب العديد من العناصر الأساسية، وقدمنا مستوى جيداً نظراً للإمكانيات المتاحة.
انتقد الكثيرون على معلول ظهير أيسر الأهلى، فما تقييمك لمستواه؟
- لم يقدم على معلول مستواه المعهود، لأنه شارك بعد عودته من الإصابة، ولو وصل «معلول» إلى فورمته كنا سنرى مستوى آخر، لأنه بكل بساطة أفضل ظهير أيسر فى أفريقيا.
ماذا عن حمدى النقاز ظهير الزمالك الأيمن؟
- حمدى النقاز ظهير أيمن مميز، ولكننا امتلكنا ديلان برون لاعب جنت البلجيكى وقدم مستوى جيداً للغاية، لكنه تعرض للإصابة فاعتمدت على «النقاز» الذى كان على الموعد وعندما شارك قدم مردوداً طيباً.
وعقدى مع الفريق ممتد حتى 2020.. وحققت الهدف المتفق عليه مع الاتحاد التونسى وأدينا بشكل جيد للغاية أمام المنتخب الإنجليزى والخبرة حسمت الأمر لصالحهم.. ودفعنا ثمن اللعب بأسلوب هجومى مع بلجيكا
ما حقيقة رحيلك عن تدريب الفريق؟
- لا أعلم سر الحديث عن استمرارى من عدمه مع المنتخب التونسى، فعقدى ممتد حتى صيف 2020، وأى كلام عن تلك النقطة بعيد تماماً عن الواقع.
وهل حققت كل الأهداف التى كانت مطلوبة منك وقت التعاقد؟
- الهدف المحدد لى هو التأهل إلى كأس العالم، ولم يكن مطلوباً التأهل إلى الدور الثانى، أو تحقيق شىء معين بالمونديال، ولم يعاتبنى أحد بعد الخروج من الدور الأول بكأس العالم، الذى تأهلنا له بعد منافسة قوية مع منتخب الكونغو الديمقراطية والذى يعد تصنيفه الحالى أفضل من بعض المنتخبات المشاركة فى المونديال الحالى، كما حققنا الانتصار على المنتخب المصرى القوى عقب إنهائه كأس الأمم الأفريقية الماضية فى مركز الوصيف.
وما المشكلات التى واجهتها بعد تنصيبك مديراً فنياً؟
- لقد تسلمت الفريق وهو يعانى من عدة مشاكل عقب توديع كأس الأمم، وتدهور النتائج فى المباريات الودية، ولكننى تمكنت من تكوين جيل جديد للمنتخب التونسى ومتوسط أعماره ما يقرب من 24 عاماً، فهو منتخب شاب واعد، وتابعت الدوريات الأوروبية وقمت بضم العديد من المواهب الشابة مثل معز حسن حارس شاتورو الفرنسى صاحب الـ23 عاماً.
هل يستطيع الجيل الحالى لتونس المنافسة على الألقاب؟
- هذا المنتخب قادر على تمثيل تونس لمدة 10 أعوام مقبلة، وسأعمل على تحسين مستواه الفترة المقبلة، استعداداً للتصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية.
ما أهدافك حال التأهل لكأس الأمم؟
- بالطبع سأخوض كأس الأمم بحثاً عن تحقيق اللقب، وأتمنى أن نتأهل إلى البطولة الأفريقية ومعنا المنتخب المصرى ونتنافس معاً على لقب البطولة التى ستكون صعبة للغاية على الأراضى الكاميرونية.
حزين على سقوط منتخب مصر..
ما تقييمك للمشاركة العربية فى النسخة الحالية من كأس العالم؟
- المشاركة العربية فى روسيا كانت ضعيفة فى المجمل، ولم ينجح أى منتخب عربى فى العبور إلى دور الـ16، ولكننى حزين على منتخب مصر الذى كان الصعود فى متناول يديه.
كيف كان صعود مصر فى المتناول؟
- المجموعة الأولى التى ضمت مصر وأوروجواى وروسيا والسعودية، كانت تتيح للفراعنة وبسهولة التأهل، وأعلم تماماً قدرات هذا الجيل من المنتخب المصرى، وكانوا قادرين على الفوز بمباراتين على الأقل لكن الأسلوب التكتيكى وتغييره وبعض الأسباب الأخرى أدت إلى خسارة المباريات الثلاث.
ما الأسباب الأخرى لسقوط المنتخب المصرى؟
- أسباب أخرى مثل الضغط الشديد على اللاعبين وشعرت به عند متابعة مباريات المنتخب المصرى، خاصة محمد صلاح الذى تأثر بشدة بسبب الضغوط الكبيرة على كاهله، ورغم ذلك نجح فى تسجيل هدفين.
هل ضاع الفوز من المنتخب المصرى أمام السعودية؟
- كان فى استطاعة المنتخب المصرى إنهاء البطولة بفوز معنوى على شقيقه السعودى وعدم التفريط فى ذلك، حيث سنحت لمحمد صلاح و«تريزيجيه» فرصتان ثمينتان أمام المرمى السعودى لو تم استغلالهما لانتهى الشوط الأول بتقدم الفراعنة بثلاثية وأنهوا المباراة، لكن نتيجة التقدم بفارق هدف ثم التعادل سمح للمنتخب السعودى بالعودة إلى المباراة والسيطرة على الملعب وتحقيق التعادل ثم خطف الفوز فى الوقت القاتل من اللقاء.
ما رأيك فى المشاركة المغربية؟
- مشاركة المغرب كانت مشرفة للغاية، وكان بمقدورهم التأهل إلى دور الـ16 لكن لاعبيه صنعوا العديد من الفرص ولم يستغلها لاعبو أسود الأطلس فخسروا أمام إيران بغرابة، ثم أحرجوا البرتغال وخسروا بهدف من كرة ثابتة حولها «رونالدو» برأسه إلى مرمى المغرب مبكراً، ورغم السيطرة المغربية تألق دفاع وحارس البرتغال، وحافظوا على الفوز، وفى المباراة الأخيرة استحق المغرب تحقيق الفوز لكن خبرة ورغبة الإسبان منحتهم التعادل.
ماذا عن المنتخب السعودى؟
- المنتخب السعودى كانت مشاركته أقل من المتوسط، وخسر بخماسية أمام الدب الروسى فى الافتتاح، ولكن تحسّن الأداء أمام أوروجواى وخسر الأخضر بخطأ من الحارس، وتمكن المنتخب السعودى من تحويل تأخره أمام مصر إلى الانتصار فى مباراة كانت خارج الحسابات بعد خروج المنتخبين رسمياً من البطولة.
ما تقييمك لفرق القارة السمراء؟
- على المستوى الأفريقى أرى أن المنتخب النيجيرى هو الأقوى، وكان على وشك التأهل فهو أكثر فريق من القارة السمراء قادر على مقارعة المنتخبات العالمية الكبرى، بسبب اللاعبين المحترفين فى الأندية الأوروبية الكبرى، وهو ما يمنح المنتخب النيجيرى قوة كبيرة فى المنافسات العالمية، ولكن لسوء حظه سقط أمام منتخب الأرجنتين الذى دخل المباراة الأخيرة بحسابات الفوز فقط، وهو ما تحقق بصعوبة بعد مباراة كبيرة أداها لاعبو نيجيريا.
تعليقات الفيسبوك