أسعار اللاعبين فى الانتقالات تهدد صناعة الرياضة المصرية

أخبار متعلقة

أحمد حسن يطالب لجنة قيم الجبلاية بردع تجاوزات الإعلام الرياضي

وزير الرياضة يعلق على بيع المصريين للأندية الأجنبية

رمضان السيد: أسعار اللاعبين في مصر «تهريج».. وأفضل لاعب لا يتعدى سعره 5 مليون

نوار: ايقاف اللاعبين المتسببين فى "الخناقة" ببطولة المصارعة

نقلا عن العدد الورقي

«يتعجب الكثيرون من أسعار شراء اللاعبين المصريين ولا يتعجبون إطلاقاً من أسعار بيع نفس اللاعبين.. تحيا مصر»، تلك كانت رسالة وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز التى نشرها عبر حسابه الشخصى على «فيس بوك» فى أعقاب الإعلان عن انتقال صلاح محسن من إنبى إلى النادى الأهلى فى صفقة قُدرت بـ35 مليون جنيه، واعتراض الكثيرين على ارتفاع قيمة الصفقة التى تُعد الأغلى خلال فترة الانتقالات الحالية للاعب البالغ من العمر (21 عاماً).

ورغم عدم الإعلان الرسمى عن الصفقة وتأكيد مصادر أخرى من داخل النادى الأهلى أن الصفقة لم تتجاوز 20 مليون جنيه بالإضافة إلى بند فى العقد بأحقية إنبى فى 20% من قيمة إعادة بيعه، فإن محسن يُعد هو أغلى لاعب فى تاريخ مصر من حيث الانتقال المحلى بين الأندية المصرية، وهو ما تسبب فى حالة من الغضب على صفحة الوزير نفسه، لدرجة أن البعض علق باستغرابه من الصفقة لعدم وجود لاعب فى مصر يستحق هذه القيمة، إلا أن الوزير رأى أن هذه الأمور تقديرية بين الأندية من خلال رده على متابعيه، مؤكداً أن هذه الأموال لا سيطرة للدولة عليها طالما أنها ليست من ميزانية الدولة.

يأتى ذلك بعد 48 ساعة فقط من ضم الزمالك لمحمد عنتر، لاعب الأسيوطى، البالغ 25 عاماً، فى صفقة وصلت إلى 15 مليون جنيه، إضافة إلى 20% من نسبة إعادة بيعه.

أحمد حسن، عميد لاعبى العالم والقائد السابق للمنتخب الوطنى لكرة القدم، أكد أن ارتفاع أسعار اللاعبين أمر طبيعى فى عالم الاحتراف، خاصة أن الأمر عرض وطلب بين الأندية واللاعبين، لكنه استدرك قائلاً: «يجب أن تقارن أسعار اللاعبين بالقيمة السوقية لمسابقة الدورى التى يباع فيها اللاعب، فمثلاً إذا كان الوزير يقارن بين سعر بيع محمد عنتر وصلاح محسن، للزمالك والأهلى، وقيمة إعارة لاعب مثل على جبر من الزمالك لويست بروميتش الإنجليزى، أو لاعبى الأهلى الذين انتقلوا للدورى السعودى على سبيل الإعارة أيضاً، فيجب أيضاً أن ننظر للقيمة السوقية للدورى الإنجليزى والدورى السعودى، والأخير مثلاً قيمته السوقية تجاوزت المليار ريال أى ما يعادل 5 مليارات جنيه مصرى تقريباً، فالسؤال هنا: هل قيمة الدورى المصرى توازى قيم اللاعبين؟».

ومن المعروف أن قيمة البث فى الموسم الواحد للدورى الإنجليزى الذى انتقل إليه على جبر مؤخراً وصلت إلى مليار و712 مليون جنيه إسترلينى، وهو ما يعادل 42 ملياراً و562 مليوناً و531 ألف جنيه مصرى، فى حين أن قيمة بث الدورى المصرى التى حصلت عليها بريزنتيشين بشكل منفرد لكل نادٍ لم يتم حصرها، إلا أن الأهلى تعاقد وحده لبث مبارياته مقابل 40 مليوناً و165 ألف جنيه مصرى فى الموسم الواحد. ويؤكد عميد لاعبى العالم أن إجمالى قيمة الدورى المصرى لن يصل إلى 200 مليون جنيه.

وأضاف أحمد حسن: «دائماً هناك سقف للاعبين فى كل بلد، ولكن الآن، بعد وصول قيمة لاعب واحد انتقل من إنبى للأهلى إلى 35 مليوناً كما يقال رغم أن الناديين لم يعلنا عن قيمة الصفقة، فإن هذه هى المرحلة المقبلة من أسعار اللاعبين، واللاعبون المتعاقدون بالفعل مع أندية سيطلبون زيادة قيم عقودهم على الأقل عند التجديد، فمثلاً اللاعب الذى كان يحصل على 3 أو 4 ملايين جنيه فى الموسم، سيطلب 10 أو 15 مليون جنيه، وهو ما يطرح سؤالاً آخر: هل الأندية جاهزة مادياً للتماشى مع رفع سقف قيم اللاعبين؟».

وشدد أحمد حسن على ضرورة دراسة هذه الأرقام بشكل كافٍ وكامل حتى لا تحدث مشاكل فى صناعة كرة القدم، لأن الأندية الجماهيرية ستكون أمام حيرة من كيفية التعامل مع هذا الأمر فى ظل أزماتها المالية.

خالد بيومى، المحلل الرياضى، أكد أن ما نشره الوزير عبر صفحته قد يكون له مغزى آخر بخصوص إعارة بعض اللاعبين لدول أخرى بشكل مبالغ فيه، وتحديداً بعد رحيل عدد كبير من لاعبى الأهلى للدورى السعودى، وفى نفس الوقت قال «بيومى» فى تصريحاته لـ«الوطن»: «لا يوجد فى مصر لاعب يستحق أكثر من 5 ملايين جنيه باستثناء عبدالله السعيد وأحمد فتحى، وباقى اللاعبين شبه بعض».

وأضاف «بيومى»: «نحن من نصنع ارتفاع الأسعار ونحاول أن نخلق منافسة وهمية، ولو رجعنا إلى مستوى الدورى المصرى الذى تُدفع فيه هذه القيمة ستتأكد من كلامى لأن الأهلى حسم الدورى مبكراً، كما فعل فى الموسم الماضى الذى حسمه قبل نهايته بخمس مباريات تقريباً، ورغم ذلك لا يمكن أن نضع سقفاً لأسعار اللاعبين حتى لا يضحك علينا العالم».

ما كتبه الوزير لم يُثر لغطاً على مستوى كرة القدم فقط، وإنما لدى باقى الألعاب، حيث كتب أحد متابعى صفحة الوزير: «نفسى يا فندم والله ألاقى اهتمام بالألعاب الفردية حتى لو ربع الاهتمام اللى بتاخده كرة القدم»، فجاء الرد من خالد عبدالعزيز: «عندما يهتم الجمهور بالألعاب الأخرى كما يهتم بكرة القدم».

وأثار رد الوزير الكثيرين، وهو ما رد عليه خالد بيومى قائلاً: «الوزارة لها دور، ونفس الأمر بالنسبة للجنة الأولمبية، ورغم أنه صحيح ضعف مشاهدة الألعاب الأخرى على مستوى العالم، فإن ذلك لا يعنى عدم الاهتمام بها بهذا الشكل».

الوزير يثير الجدل بسبب عدم وجود دعم للألعاب الأخرى ورئيس اتحاد المصارعة يرد: حذاء لاعب كرة القدم يستطيع أن يعد لاعباً يشارك لمصر فى بطولة أفريقيا ويفوز بميدالية

وعلق عصام نوار، رئيس اتحاد المصارعة، على حديث الوزير بصفته يمثل إحدى الألعاب الأخرى قائلاً: «حذاء لاعب كرة القدم يستطيع أن يعد لاعباً يشارك لمصر فى بطولة أفريقيا ويفوز بميدالية، فمثلاً بطولة أفريقيا للمصارعة ستقام فى نيجيريا بعد أسبوع، وحتى الآن لم نتسول من الوزارة للحصول على قيمة حجز تذاكر الطيران، واللجنة الأولمبية أجبرتنا على تخفيض بعثة المنتخب من 90 لاعباً فى جميع الأعمار لثلاث ألعاب (الرومانية والحرة والنسائية)، ولكن بسبب ضعف الإمكانات اضطررنا لتخفيض عدد البعثة لـ46 لاعباً فقط، وقام 6 لاعبين لديهم قدرة مالية بتحمل تكاليف سفرهم البالغة 35 ألف جنيه للاعب الواحد، حتى لا تضيع عليهم فرصة اللعب فى بطولة أفريقيا».

وأضاف «نوار»: «لا أعرف كيف أمنع اللاعبين من الهروب واللعب باسم دول أخرى ونحن نشاهد تلك الأرقام، فنحن ندفع من جيوبنا لنُبقى على اللاعبين، ومنتخب مصر للمصارعة النسائية تستضيفه القوات المسلحة مشكورة لتوفير النفقات علينا، والوزير لا يهتم، وبعد ذلك يقول لنا لماذا لم تحققوا نتائج فى بطولة أفريقيا».

مثّل ارتفاع أسعار اللاعبين ظاهرة فى فترة الانتقالات الشتوية الحالية، حيث تجاوزت الـ100 مليون جنيه، وباتت تلك الظاهرة تهدد الأندية المصرية، وتحديداً الأندية الشعبية التى تعانى من مشاكل مالية، فضلاً عن استمرار التجاهل للألعاب الأخرى التى تعانى من الأزمات المالية ولا تجد من ينفق عليها.