جماهير غينيا
جنسيات مختلفة جاءت من جميع أنحاء القارة السمراء، كى تحتضنهم مصر على أرضها للدراسة والعمل منذ سنوات، اندمجوا وسط شعبها حتى صاروا جزءاً منه، يتقاسمون المأكل والملبس وحتى أوقات السمر والضيق، واستقبلوا خبر تنظيم مصر لبطولة الأمم الأفريقية بعد غياب 13 عاماً بفرحة عارمة، فأشعل حماسهم لبدء التجهيز والاستعداد مبكراً، لاستقبال منتخباتهم وجماهير بلادهم، التى ستحضر لمؤازرة الفريق وزيارة أم الدنيا أيضاً.
كانوا سفراء لمصر، أعدوا برامج سياحية لتشجيع أبناء أوطانهم على رؤية هذا البلد الأمين، الذى أصبح وطنهم الثانى، ودائماً يحكون عن المصريين بطلاقة وحفاو.
الجاليات ورؤساء الاتحادات الطلابية، الجميع يستعد على طريقته الخاصة، الأعلام الكاميرونية تنافس الطبول السنغالية، وتعلو أصوات الأغانى الكوديفوارية والمالية، ويتراقص جمهور الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وغينيا، لإعلان بدء البطولة ومراسم الاحتفال الخاصة بكل بلد.
«سيلى» هو اسم منتخب غينيا، ويعنى الفيل، وينافس ضمن المجموعة الثانية التى تضم: نيجيريا، مدغشقر، وبوروندى، وتستعد الجالية الغينية فى مصر، التى تضم 4 آلاف مواطن، لاستقبال منتخب بلادها، يحكى ساكو على من غينيا كوناكرى، طالب بالفرقة الثالثة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، أنه أتى إلى مصر للدراسة فى عام 2016، مؤكداً أن المجلس الغينى فى مصر، استقبل اللاعبين بكل سرور، وألقوا الشعر والغناء، متمنياً لفريقهم الفوز بالبطولة: «نرافق الفريق منذ وصوله المطار وحتى عودته».
ويحكى رئيس المجلس عن الزعيم جمال عبدالناصر ومصر وأمانها وحسن ضيافتها وطيب خلق أهلها، ويقول إن الغينيين يأتون من كل فج عميق لمشاهدة البطولة، كما يوجد فى مصر أعداد كبيرة، يتنقلون بها على نفقاتهم الخاصة: «ينفقون على المأكولات والمشروبات ورحلاتهم من القاهرة إلى الإسكندرية لمشاهدة البطولة»، بمساعدة سفارة غينيا بمصر.
«سيلى نولى بنبسو.. سيلى نولى بنبسو»، هتاف جماهيرى ترجمته «وقت خير وقوى يا فيل يا فيل»، كما يرددون بلغتهم المحلية ما يعنى: «على الأرض قوتك وفى الأرض مكانك كبير، الاثنين لك ولضدك صفر»، و«لك الكأس ولك ولا لغيرك يا منتخب غينيا كلنا معك»، حيث يكثفون الهتاف من أجل الحصول على كأس الأمم الأفريقية.
تأتى الجماهير إلى مصر عبر طائرة خاصة تابعة للدولة، إضافة إلى حضور البعض الآخر من كل مكان ليس فقط من غينيا على نفقاتهم الخاصة لتشجيع منتخب بلادهم، والعدد لن يقل عن 1500 مشجع، وفقاً للشاب العشرينى: اتصلت ببعض أصدقائى وأنسق لرحلة إلى الأهرامات، حيث يحكى أنها من عجائب الدنيا السبع، التى يشتاق الشعب الغينى لرؤيتها، خاصة الذين يزورون مصر لأول مرة، ويرغبون فى التجول واستكشاف البلد وخاصة مدينة الإسكندرية التى تستضيف الفريق. يخبر المشجعين بأن مصر بلد أمن وأمان ومحروسة، وأهلها طيبون يرحبون بأى ضيف يأتى إليها: «باعتبرها وطنى، وعايش وسط أهلها وبحبهم».
تعليقات الفيسبوك