رينيه فايلر وعلي معلول
ساعات قليلة تفصل المدرب السويسري رينيه فايلر، المدير الفني الجديد للنادي الأهلي، عن أولى تجاربه مع الفريق الأحمر، حينما يحل ضيفًا على نظيره كانو سبورت الغيني، في تمام الساعة السادسة مساءا، ضمن منافسات ذهاب الدور الـ32 من دوري أبطال أوروبا.
فايلر جاء إلى مصر قادمًا من سويسرا ليستلم إرثًا ثقيلًا فشل الأوروجوياني مارتن لاسارتي في الحفاظ عليه، فأصبح لزاما عليه أن يحقق الفوز في أغلب المباريات التي يخوضها ليحقق الغالبية العظمى من البطولات التي يدخلها كي يستمر في منصبه كمدير فني للأهلي.
هكذا تسير الأمور داخل القلعة الحمراء وهو ما يبدو أن السويسري قد فهمه من الوهلة الأولى، ليصرح إلى أحد الصحف السويسرية قائلًا: "إذا أردت أن تبقى في منصبك بالأهلي فعليك الفوز بكل المباريات".
وليحقق فايلر الفوز في أغلب المباريات كما يستهدف، فهذا لن يتحقق بمحض الصدفة أو التوفيق، وإنما بعد أن يعمل على حل العديد من الأزمات الفنية التي يعاني منها الفريق في السنوات الأخيرة، والتي تأتي على رأسها الأزمى الدفاعية التي تعاني منها الجبهة اليسرى التي يقودها التونسي المتألق علي معلول.
معلول أدى موسمًا باهرًا خلال الموسم الماضي مع الفريق الأحمر جعل العديدون يرشحوه إلى جائزة أفضل لاعب في مصر، فنجح في تسجيل 8 أهداف وصناعة 7 في الدوري المصري، كما سجل هدفين وصنع مثلهما في دوري أبطال إفريقيا، بإجمالي تسجيل 10 أهداف وصناعة 9 آخرين، وهي الأرقام التي تعد رائعة بالنسبة للاعب ظهير.
لكن يبدو أن فاعلية معلول الهجومية تحوله إلى ثغرة دفاعية في بعض الأحيان، فاللاعب صاحب الـ29 عامًا يجد صعوبة بالغة في الارتداد الدفاعي عندما تتحول الكرة إلى أقدام لاعبي الخصم، وهو ما يتسبب في ترك مساحات واسعة بالجبهة اليسرى، يستغلها خصوم الأحمر في تهديد مرماه والتسجيل في الكثير من الأحيان.
آخر الأمثلة على ذلك هو ما حدث في خسارة الأهلي أمام بيراميدز بالكأس، في الدقيقة 55 من عمر المبارة قاد عبد الله السعيد هجمة مرتدة لفريق بيراميدز، ليرسل تمريرة بينية خلف علي معلول ليضع لومالا عبده في وضع الانفراد بالمرمى، إلا أنه فضل التمرير لإيريك تراوري الذي سجل في الشباك الخالية، وفي الدقيقة 70 من نفس المباراة كان علي معلول في حالة تقدم هجومي بوسط ملعب بيراميدز، إلا أن لاعبي الأخير نجحوا في استخلاص الكرة، ليستلم لومالا الكرة من جديد في مساحة واسعة خلف علي معلول الذي وجد صعوبة بدنية في التحول الدفاعي، ليرسل لومالا كرة بينية في مساحة إلى إيريك تراوري، الذي كان على وشك الانفراد بمحمد الشناوي حارس الأهلي، ما أضطر أيمن أشرف لارتكاب خطأ ضده تسبب في حصوله على بطاقة حمراء.
إذا أمام فايلر لاعبًا بقيمة علي معلول وقدرته على المساهمة في تسجيل الأحمر لأهدافه سواء بالتسجيل أو الصناعة، حيث يجيد التسديد ولعب الكرات الثابتة والعرضيات الدقيقة، لكنه يتسبب في ترك مساحات واسعة وراءه يستغلها الخصوم، فما هي أفضل الحلول التي قد تكون أمام فايلر إن كان منتبهًا إلى تلك الثغرة؟
عندما تولى أنطونيو كونتي مسئولية فريق تشيلسي حول خطة الفريق من 4-3-2-1 إلى 3-4-3، وذلك بعدما وجد أن الفريق يعاني على المستويين الدفاعي والهجومي.
الظروف كانت مشابهة بعض الشيء فيما يتعلق بقائمة الفريقين، فكونتي كان يمتلك ظهيرًا أيسر بقدرات هجومية عالية وهو الإسباني ماركوس ألونسو، ما دفعه ليعتمد عليه كلاعب خط وسط مائل ناحية اليسار ليقدم الواجبات الدفاعية والهجومية بأريحية دون ترك مساحات، حيث كان خلفه 3 قلوب دفاع تكونوا من كاهيل وديفيد لويز وأزبلكويتا، على أن يقوم كاهيل كقلب دفاع ثالث بمهمة التغطية وراء ألونسو عند تقدمه، بجانب واحد من لاعبي الوسط اللذين تكونا أغلب الأوقات من كانتي وماتيتش.
نفس التجربة قد يلجأ فايلر لإعادتها عند قيادته للأهلي، حيث يمكن له الاعتماد على ثلاثي قلب دفاع في الخلف، والاعتماد على معلول كلاعب خط وسط ناحية اليسار، على أن يقوم أيمن أشرف مثلا بمهمة تغطية المساحات خلفه كواحد من ثلاثة في خط الدفاع، بجانب لاعب من ثنائي خط الوسط وليكن مثلا حمدي فتحي.
هناك تشابه آخر فيما يتعلق بقائمة الفريقين بالنسبة لخطة 3-4-3، كونتي اعتمد على فيكتور موسيس كلاعب خط وسط مائل ناحية اليمين، رغم كونه لاعب جناح في الأساس، إلا أن امتلاكه لقدرات دفاعية جيدة دفعه للتواجد في هذا المكان، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على حسين الشحات الذي لعب في بداية مسيرته كظهير أيمن وليس جناح.
تلك الطريقة لن تكون جديدة على فايلر، إذ لعب بها على فترات أثناء قيادته لفريق إندرلخت البلجيكي.
قد يكون إضافة لاعب خط وسط مدافع ثالث إلى التشكيل على حساب لاعب يميل إلى الهجوم حلًا لتغطية المساحات التي يتركها اللاعبون المشاركون في العمليات الهجومية، وذلك من أجل خلق التوازن وتأمين خط الدفاع.
طريقة لعب بيها البرتغالي المخضرم جوزفالدو فيريرا مع الزمالك عندما حصد معهم ثنائية الدوري والكأس، حيث اعتمد في معظم الأوقات على الثلاثي طارق حامد وأحمد توفيق ومعروف يوسف، حيث كان يتولى الأخير مهمة الربط بين خطوط الفريقين.
قد يتبادر إلى ذهنك أن اعتماد فايلر على تلك الطريقة قد يعني ابتعاد ثنائي صناعة اللعب في الفريق صالح جمعة ومحمد مجدي أفشة، ولكن ذلك استنتاج غير صحيح.
في طريقة 4-3-3 تحتاج إلى اللاعب الذي يمتلك قدرة على امتلاك الكرة وتوزيعها والخروج بها من مناطق الدفاع إلى الهجوم، فلن تستطيع أن تلعب بثلاثي مهمتهم فقط هي قطع الكرة، ولكنه في نفس الوقت يمتلك توازنًا بين مهام الدفاع والهجوم، وقدرة على الضغط وافتكاك الكرة.
الأمر هنا فقط أن صانع الألعاب لن يلعب بحرية، سيكون مجبرًا أن يكون لاعب خط وسط مدافع ثالث في حال فقدان الكرة، وهو ما يجيد الثنائي جمعة وأفشة تنفيذه حيث سبق لهما اللعب كلاعب خط وسط (8) أو "البوكس تو بوكس" كما يطلق على هذا المركز الذي يعتمد على التوازن بين المهام الدفاعية والهجومية من منطقة جزاء الفريق إلى منطقة جزاء الخصم.
وجود ثنائي قوي بدنيًا في قائمة لاعبي خط وسط الأهلي وهما حمدي فتحي وأليو ديانج قد يدعم الاعتماد على تلك الطريقة، إذ يقوموا بمهمة تغطية المساحات وراء الظهير المنطلق بالإضافة إلى دعم من أفشة أو صالح، إلا أن أفشة قد تكون أسهمه أعلى من صالح جمعة، نظرًا لأفضليته على المستوى البدني، وهو الشق الذي يهتم به كثيرا السويسري رينيه فايلر.
عندما كان البرتغالي مانويل جوزيه مدربًا لفريق النادي الأهلي، كان يعتمد على الأنجولي جيلبرتو اعتمادًا مطلقًا، حتى بعد التعاقد مع سيد معوض الذي كان نجم المنتخب الوطني وقتها.
ورغم سيطرة جيلبرتو على المقعد الأساسي في التشكيل، إلا أن جوزيه كان يعتمد على سيد معوض وجيلبرتو في مباراة واحدة، خاصة إن كانت مباراة خارجية في أدغال إفريقيا، وذلك من أجل زيادة التأمين الدفاعي وترك الحرية بعض الشيء لجيلبرتو.
ثنائية من الممكن أن يحييها فايلر من جديد، باعتماده على واحد من الثنائي أيمن أشرف أو محمود وحيد في مركز الظهير الأيسر، وفي مركز الجناح الصريح يتواجد علي معلول، وذلك في المباريات أو التوقيتات التي يجد بها فايلر حاجة ضرورية إلى تأمين الناحية اليسرى تمامًا، كالمباريات الخارجية في دوري الأبطال، أو بالمباريات الهامة في الدوري المصري خاصة عندما تواجه فرقًا تمتلك جبهة يمنى قوية على المستوى الهجومي.
تعليقات الفيسبوك