رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

11 سببا وراء عودة مصر للتألق في كأس العالم لكرة اليد: تعلمنا الدرس

12:45 ص | الجمعة 22 يناير 2021
11 سببا وراء عودة مصر للتألق في كأس العالم لكرة اليد: تعلمنا الدرس

منتخب مصر - كأس العالم لكرة اليد 2021

حسمت إرادة المنتخب الوطني، أولى تحديات الدور الرئيسي من كأس العالم لكرة اليد، بتحقيق فوزا ضروريا على خصمين في مباراة واحدة، الأول كان الإحباط واهتزاز الثقة بعد الخسارة الدراماتيكية أمام السويد، والثاني على منتخب روسيا، صاحب التاريخ العريق بنتيجة (28-23)، علما بأن مكاسب الفراعنة من اللقاء تجاوزت الحصول على نقطتين والارتقاء إلى المركز الثاني في المجموعة الرابعة، ومزاحمة المنتخب السويدي المتصدر بفارق نقطة، على المركز الأول، بعد تعادله المفاجئ أمام فريق بيلاروسيا العنيد (26-26).

مكاسب مهمة من مواجهة روسيا

تعددت مكاسب منتخب اليد من مواجهة الاتحاد الروسي، بداية من استعادة الثقة بسواعدنا مجددا، بعدما فرطنا فيها بأيادينا، وارتفاع الروح المعنوية لدى اللاعبين والجهاز الفني، وتحفيز دوافع الإصرار على مواصلة التفوق والإنجاز في المباريات المقبلة، من أجل الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في المونديال، والأهم تعديل كثير من الأخطاء الفنية والتكتيكية الغريبة، التي سقطنا في فخها خلال مباريات الدور التمهيدي.

ماذا حدث في مباراة روسيا؟

تغلب الفراعنة إلى حد كبير، على أخطر 15 دقيقة (40-55) يتذبذب فيها أدائهم تدريجيا، وتشهد هبوط المستوى البدني بشكل حاد، واستقبال أكبر عدد من الأهداف، إذ تخطوا تلك الفترة الحرجة من عمر مباراة روسيا، بتحقيق تفوق ملموس، ساعد عليه الاحتفاظ بالكرة لأكثر وقت ممكن، وعدم التسرع في إنهاء الهجمات. (تفاصيل أخطر 15 دقيقة في مسيرة مصر بكأس العالم لليد)

لحظات الانهيار تحولت إلى مقاومة

ارتفع منحى المنتخب الوطني، خلال الدقائق العصيبة (40-55)، بتسجيل 12 هدفا في مرمى روسيا، مقابل 11 سكنوا شباكنا، التي استقبلت في نفس الفترة خلال مباراة السويد 14 هدفا، مقابل 9 فقط أحرزهم لاعبي مصر، لتتحول لحظات الانهيار، إلى فترة مقاومة للحفاظ على مكتسبات الشوط الأول، وتأكيد الانتصار.

دقائق السيطرة والحسم

شهدت مباراة الاتحاد الروسي، لقطة مضيئة للغاية لنجوم الفراعنة، بالصمود لمدة 10 دقائق كاملة (20-30) بدون استقبال أي أهداف، في حين دكوا حصون الخصم بـ5 أهداف، ليتضح جليا أن تلك الفترة كانت الحاسمة في النتيجة النهائية للمباراة، وفوز مصر بفارق 5 أهداف.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يعجز فيها المنافسون، على اختراق الدفاعات المصرية خلال آخر 10 دقائق من الشوط، إذ فشلت مقدونيا أيضا، بقيادة نجمهم الأسطوري كيريل لازاروف، في إحراز أي أهداف في مرمى مصر خلال نفس الفترة، مقابل استقبال شباكهم 10 أهداف.

وتعد آخر 10 دقائق من الشوط الأول، الأشرس هجوميا والأقوى دفاعيا لمصر على مدار 4 مباريات خاضتها في البطولة، إذ شهدت تسجيل 24 هدفا، بينما لم تهتز شباكنا سوى 7 مرات فقط.

نقطة سلبية بارزة

رغم التحسن الملحوظ في معدلات تهديف المنتخب الوطني، مقابل الأهداف المستقبلة، في النصف الثاني من مباراة روسيا، مقارنة بنفس الفترة في مباراة السويد، لكن تبقى النقطة السلبية الأبرز، حتى الآن، هي استمرار خسارة الشوط الثاني منفردا، في جميع المباريات عدا مواجهة مقدونيا.

نتائج الشوط الثاني في المباريات الأربعة:

- مصر أمام شيلي: 17- 18

- مصر أمام مقدونيا: 18-13

- مصر أمام السويد: 11-15

- مصر أمام روسيا: 13-15

باروندو يصل القاهرة أخيرا

60 دقيقة أدارها الإسباني روبرتو باروندو جارسيا المدير الفني للفراعنة، أمام الدب الروسي، باحترافية عالية، تجنب خلالها أخطاء المباريات السابقة، إذ يمكننا القول الآن بكل ثقة «إنه أخيرا وصل إلى القاهرة»، بعدما فهم السيكولوجية الخاصة بكل لاعب على حدة، وأعاد صياغة خططه لتتناسب مع قدراتهم وطاقاتهم البدنية جميعا، حتى ازداد الفريق تماسكا بنسبة كبيرة، خصوصا في الأوقات الحرجة والمتأرجحة.

غيرت هزيمة السويد، كثيرا من رؤية الرجل، فلم يعد يركز في إعداده للمباريات على دراسة الفريق المنافس فقط، بل رجع إلى 180 دقيقة من لعبها منتخب مصر أمام 3 مدارس مختلفة، والتفت خلالهم بعناية إلى نقاط الضعف القاتلة، في مقدمتها أزمتي غياب الخبرات عن تشكيلته الأساسية التي يعتمد عليها في أرض الملعب، والهبوط المفاجئ في معدلات اللياقة البدنية خلال مجريات المباراة، وبدأ يتعامل باستراتيجية مختلفة ويجهز سيناريوهات بديلة.

تغييرات جوهرية: خلطة الخبرة والشباب

بذكاء شديد قسم باروندو، زمن المباراة إلى فترات، وفقا لمنحنيات الصعود والهبوط في الأداء، والفاعلية الهجومية والدفاعية، ومعدلات اللياقة البدنية، ومستويات التركيز، متخليا عن عناده التكتيكي، وروتينه في اختيار لاعبين بعينهم كأساسيين داخل الملعب، وادخار آخرين على مقاعد البدلاء.

بات الرجل أكثر مرونة، وأعاد ترتيب أوراقه وتوزيع أدوار ومهام اللاعبين، بتوازن مرهون باحتياجات المباراة، وأهمية توقيتاتها، ونقاط الضعف، عن طريق اعتماد أكثر من تشكيل حسب كل فترة، بشرط أن يكون مثقولا بلاعبين من أصحاب الخبرات، أمثال أحمد الأحمر وإبراهيم المصري وإسلام حسن، يكونوا بمثابة قادة يتحكمون في رتم الأداء داخل أرضية الملعب، ويوجهون زملائهم الشباب، ويمنحونهم الثقة والحماس.

لعب المدير الفني لمصر، على عنصر المفاجأة، أمام منتخب روسيا، مربكا حسابات لاعبيه وجهازهم الفني، بتغيرات جوهرية في تشكيل الفراعنة عن المباريات السابقة، لا سيما في الخط الخلفي، بالبدء بقائد الفريق ونجمه أحمد الأحمر، بجانب محمد هشام دودو، بدلا من الظهيرين يحيى خالد وعلي زين، الذين اعتمد عليهما بشكل أساسي في الدور التمهيدي، رغم أن الأخير لم يكن موفقا بدرجة كبيرة.

الاحتفاظ بالكرة سلاح الوقت الحرج

وقف باروندو، على خط الملعب طوال لحظات مباراة روسيا، يتحكم في رتمها وإيقاعها، ويوجه لاعبيه ويعطيهم تعليماتا صارمة، تحد من جماحهم نحو الاندفاع، خصوصا في الهجمات المرتدة، بعدما أضاع يحيى الدرع أول هجوم خاطف في المباراة عند الدقيقة 10، ليصدر المدرب فرمانا سريعا بتهدئة اللعب، وبناء هجمات منظمة تعتمد على سلسلة الكرة عبر جميع المراكز لخلخلة دفاعات المنافس، والاحتفاظ بها أكثر وقت ممكن، حتى لا يقع في فخ التسرع، الذي تسبب في قطع الكرات المرتدة في أكثر من هجمة مهمة خلال مباراة السويد.

وظل الرجل واقفا على الخط بالمرصاد، يمنع أي محاولة للتهور الهجومي، لدرجة أن المباراة طوال أحداثها، لم تشهد غير «فاست بريك»، واحد فقط في الدقيقة 19، نجح علي زين في تسجيله، بعدها عاد اللقاء إلى نفس النهج الملتزم، خصوصا في اللحظات التي يهبط فيها مستوى الفراعنة، بشكل ملحوظ، وتستقبل شباكهم أعلى معدل تهديف.

الوقت المستقطع الحاسم

أدرك اللاعبون، معاناتهم البدنية في الشوط الثاني، ونفذوا تعليمات الجهاز الفني دون فلسفة، بعدما تأكدوا تماما أن عدم التفريط في الكرة بسهولة، أفضل وسيلة للحفاظ على تقدم الشوط الأول، ووقف طوفان الهجوم على مرمى عصام الطيار.

واستغل المدرب الإسباني ميزة الوقت المستقطع، خلال مباراة روسيا، في توقيت حاسم وحرج، إذ طلبه مع حلول الدقيقة 53، التي يبدأ فيها تراجع الفراعنة بدنيا إلى أقصى مستوى، بهدف إراحة اللاعبين واستجماع أنفاسهم مجددا، وإنعاشهم ذهنيا، وكرر تعليماته لهم، بضرورة تهدئة الملعب والحرص على الاحتفاظ بالكرة أكثر وقت ممكن، لعدم تمكن الخصم من تقليل فارق الأهداف، وبدا أن الجميع كان يشعر بالخطورة، إذا صاح أحد اللاعبين قبل ثواني من نهاية الوقت المستقطع: «خدوا وقتكم في الهجوم».

أحمد الأحمر قلب الموازين

كان النجم أحمد الأحمر، مفاجأة تشكيل الفراعنة في الشوط الأول أمام روسيا، وبدا أن باروندو، سيعتمد على خبرته الكبيرة، وقدراته القيادية في عبور أوقات الخطر، التي يفتقد فيها اللاعبين تركيزهم ولياقتهم البدنية.

ورغم أن المنتخب يسير بخطى ممتازة خلال أول 30 دقيقة، إلا أن الهزيمة أمام السويد، ضربت معنويات الفريق وهزت ثقتهم، وبالتالي كان دور قائد المنتخب ضروريا في منحهم الثقة المفقودة وكسر حاجز الرهبة، وبالفعل ساهمت مهارات الأحمر، في تدمير شفرة الدب الروسي، وتحرير المصريون من الضغوط.

تحركات الأحمر، الرائعة ومهاراته في صناعة الأهداف والتصويبات من الفرص الميتة، والتمرير أثناء الاختراق، الذي يجذب خلاله 3 لاعبين روس تجاهه، ليصبح الطريق خاليا أمام يحيى الدرع ومحمد ممدوح هاشم ومحمد سند، لتسجيل الأهداف، منحت الأفضلية والتقدم للفراعنة في أول 15 دقيقة، بنتيجة (9-6)، سجل منهم 4 أهداف، قبل تغييره، لادخاره جهوده، للشوط الثاني الأصعب.

ومع بداية الشوط الثاني، عاد الأحمر من جديد لقيادة التشكيل الأساسي، لعبور الدقائق الحرجة، التي يتراجع فيها المنتخب بدنيا وذهنيا، وبالفعل نجح المايسترو في إحكام السيطرة على الملعب وضبط إيقاعه لصالحنا، وأتم مهمة تخطى أخطر فترات المباراة بنجا، قبل خروجه مصابا في الدقيقة 48، والنتيجة (23-17) لصالح مصر، ساهم وحده فيها بتسجيل 6 أهداف من 7 تصويبات، وصناعة عدد كبير من الأهداف، ليفوز بجائزة أفضل لاعب في المباراة، عن استحقاق وجدارة.

تألق محمد عصام الطيار

على عكس المباريات السابقة، لم يكن كريم هنداوي حارس منتخب اليد المميز، في حالته خلال مباراة روسيا، إذ فشل على مدار 15 دقيقة تقريبا، في التصدي لأي كرة، قبل أن يدخل الحارس العملاق محمد عصام الطيار، ويعزز تفوق الفراعنة، بتصديه إلى 8 كرات مؤثرة، من أصل 25 توصيبة على مرماه على مدار 45 دقيقة شارك فيها.

استفاقة علي زين

حالف التوفيق اللاعب المميز علي زين، بعد سوء الحظ الذي لازمه، خلال المباريات السابقة، إذ نجح في تسجيل 4 أهداف حاسمة من أصل 4 توصيبات، بنسبة 100%، مستعيدا ثقته بعد إحرازه هدفا وحيدا من 4 تصويبات في مباراة السويد بنسبة 25%، وهدف من تصويبتان بنسبة 50% أمام مقدونيا، و3 من أصل 5 تصويبات على مرمى تشيلي بنسبة 60%.

عودة محمد ممدوح هاشم

استعاد محمد ممدوح هاشم، العلامة الكاملة في تصويباته بنسبة 100%، أمام روسيا بتسجيل 7 أهداف من 7 تصويبات، بعد تراجع طفيف أمام السويد لكنه كان مؤثرا (4/5) بنسبة 80%، و(8/8) أمام مقدونيا، و(3/3) أمام تشيلي.

ويواجه منتخب مصر لكرة اليد، غدا، نظيره بيلاروسيا، ضمن منافسات المجموعة الرابعة من الدور الرئيسي لمونديال اليد 2021، على الصالة المغطاة لاستاد القاهرة الدولي.