رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

هل بكى "مورينيو" على "صلاح"؟

بالتأكيد سعيد لما يقدمه محمد صلاح مع فيورنتينا كأى مواطن يعشق أن يوجد مثال مصرى على النجاح فى الدوريات الأوروبية، خصوصاً أن اللاعب بات هو الأيقونة المصرية حالياً، ومشروع «ميدو» جديداً فى كرة القدم الأوروبية التى تدرك معنى الاحتراف، بدليل أن أى مدرب أجنبى يأتى لمصر (تارديللى، وكوبر) يقول إنه لا يعرف عن مصر سوى «ميدو».

ولكن هل حقق محمد صلاح أى شىء حتى الآن، نحن نهتم بعدد التمريرات التى يلعبها مع فيورنتينا، وننبهر عندما يقود هجمة خطيرة، ونفرح عندما يسجل هدفاً كأن منتخب مصر تأهل لكأس العالم، وكل ذلك مشاعر جميلة، ولكن الأمر بدأ يصل إلى حد الـ«OVER RATED» أو «المبالغة» فمحمد صلاح ما زال فى سن الثالثة والعشرين وأمامه الكثير ليقدمه فى أوروبا.

فمثلاً على المستوى الفنى، «صلاح» يفتقد لفكرة تطوير الأداء، وهو سبب فشله فى حجز مكان أساسى مع تشيلسى على مدار سنة كاملة وجد خلالها مع الفريق اللندنى، لأن «صلاح» يجيد التعامل عندما يلعب فريقه أمام فريق أعلى منه فى المستوى، وبالتالى يحصل هو على حرية حركة، خصوصاً مع سرعته الكبيرة التى تمكنه من التفوق على أى مدافع مهما كانت قوته، ولكن بوجوده مع تشيلسى فى هذا الموسم الذى ينافس فيه على الدورى، فجميع الفرق تلجأ أمامه للدفاع بما لا يقل عن 7 لاعبين، وبالتالى تضيق المساحات على محمد صلاح، وهو سبب عدم نجاح تجربته فى البريميرليج، وعلى العكس فى إيطاليا ففيورنتينا من فرق الوسط، وبالتالى يتألق «صلاح» عندما يواجه الفرق الكبرى كيوفنتوس وروما؛ لأن نسبة الهجوم لتلك الفرق تكون أعلى.

وهنا يظهر السؤال، هل «مورينيو» يبكى على «صلاح»؟ بالتأكيد لا، لأن طريقة لعب الفرعون المصرى لم تتناسب مع المدرب البرتغالى القدير الذى يجبر كل اللاعبين على العودة للدفاع بمن فيهم دروجبا ذو الـ37 عاماً عندما يشارك كمهاجم صريح، وهو الدور الثانى الذى يفقده محمد صلاح ويحتاج لأن يطوره فى نفسه لكى ينجح مع الفرق الكبرى، لذلك حتى مع تألقه الحالى فى الكالتشيو، إلا أن أياً من الفرق الكبرى لم تسع لضمه، ولم يتقدم سوى الثنائى فولفسبورج الألمانى وفيورنتينا للتعاقد مع اللاعب المصرى لكونهما من أندية الوسط.

ولكن إذا نجح «صلاح» فى تطوير نفسه فى هذين الجانبين سيضع نفسه محطاً لأنظار الفرق الكبرى، لأن فرق الصدارة تلهث دائماً وراء اللاعب المتطور الذى لا يمكن السيطرة عليه عندما تُحفظ طريقة لعبه.

وهناك جانب ثالث وضرورى يحتاج له محمد صلاح وهو كيفية التعامل مع الإعلام، لأنه يتجنب حالياً الحديث لوسائل الإعلام خوفاً على نفسه من السقوط، أو الانجراف لأحاديث لا يجيدها، ولكن فكرة الهروب لن تفيد دائماً، ويجب أن يعرف متى يتحدث وماذا يقول حتى لا يسقط فى فخ الإعلام، وفى نفس الوقت لا يجب أن يكون الهارب دائماً لأن الإعلام هو من يصنع النجوم، والتعامل معه واجب على «صلاح» طالما ارتضى أن يكون شخصية عامة.

أما على المستوى الشخصى فمن معرفتى بمحمد صلاح خلال فترة أولمبياد لندن 2012، فأعتقد أن طبيعته لن تدعه يسقط فى مشاكل كثيرة مرتبطة بتغير البيئة والثقافة العامة للبلدان التى يلعب فيها، لأنه مؤمن بدينه بشكل جيد، وذلك أكبر وجاء للإنسان، وأتمنى كما قلت فى البداية أن يكون مشروعاً لـ«ميدو» جديد كمثال على الاحترافية وليس كعمرو زكى ومحمد زيدان اللذين أفقدا مصر فرصة أن يكونا مثالين مميزين فى البطولات الأوروبية بفضل سماتهما الشخصية.