رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

محمد يحيى يكتب: كيف أحب الله «صلاح»؟

نقلا عن العدد الورقي

 حب الله للعبد له علامات تظهر واضحة أمام الجميع، من خلال تصرفاته أو المواقف التى تحدث له، وطريقة تعامله معها، وأن يوفقك الله لاختيارات لم تكن فى حسبانك هو أكبر دليل على حب الله لك، وهو ما ينطبق على محمد صلاح، نجم المنتخب الوطنى، وفريق ليفربول الإنجليزى، والمعروف عنه التزامه الدينى، دون التشدد أو خلط الدين بالسياسة.

بداية مشاهد حب الله لصلاح، كانت فى فشل صفقة انتقاله للزمالك، وهو ما علق عليه اللاعب بعد ذلك أنه شعر بإحباط، لكنه لم يكن يعلم أن الله يخبئ له الأفضل وهو الانتقال من المقاولون إلى بازل السويسرى، فى خطوة كانت هى الأهم فى مشوار ابن نجريج الذى لم يترك الفرصة، وصال وجال فى ملاعب بازل.

السويسريون معروفون بالالتزام كعقارب الساعة التى يتميزون فى صناعتها، وبالتالى من الصعب أن يتأقلم معهم أى لاعب، إلا إن كانت له ظروف خاصة، وهو ما حدث مع «صلاح» ونجح فى إثبات ذاته، فهم قدموا له الدعم سواء كان فنياً أو على مستوى الثقافة والعلم وهو الأهم حالياً فى عالم كرة القدم، وقد استفاد من ذلك.

عكس لاعبين آخرين فشلوا فى التجربة السويسرية لأنهم لم يستطيعوا التأقلم مع الالتزام والانضباط، والأمثلة كثيرة، ففشل أحمد حمودى بعد خروجه من سموحة، وعاد للزمالك، ثم إلى الأهلى، وفشل محمود عبدالمنعم «كهربا» فى تجربة زيوريخ، وعاد لإنبى ومنه إلى الزمالك ثم اتحاد جدة، وتجربة عمر جابر ما زالت معلقة، فهو لم يشارك مع بازل، واضطر للرحيل للدورى الأمريكى للبحث عن فرصة.

كل هؤلاء ذهبوا إلى نفس المكان ولم ينجح إلا صلاح ومعه محمد الننى الذى انتقل هو الآخر إلى أرسنال الإنجليزى، فى صفقة تاريخية أيضاً لمصر، ما يثبت أن الصناعة السويسرية سليمة والعيب فى عقلية لاعبينا.

العلامة الثانية لحب الله لعبده محمد صلاح، هى انتقاله لتشيلسى الإنجليزى، ولكن مع سعادته بالانتقال لأحد أكبر فرق أوروبا، تلقى ضربة باستبعاده الدائم من المشاركة أساسياً على يد مورينيو، المدير الفنى للفريق الأزرق، فى خطوة كادت تدمر مستقبله لأن أى لاعب آخر كان سيشغل تركيزه طالما أنه خارج الملعب، ويتمسك بحجة أنه على دكة فريق كبير أفضل من الانتقال إلى فريق صغير، لكن «صلاح» وفقه الله، الذى يحبه، إلى اختيار الانتقال إلى فيورنتينا، الذى كان بوابته للتألق، ومنه إلى روما، فى محطة كانت موفقة للغاية استفاد منها الكثير فنياً وبدنياً، فهناك فى إيطاليا مدرسة مميزة للغاية تخرج منها نجوم الصف الأول عالمياً، فباستثناء رونالدو وميسى ستجد معظم عمالقة كرة القدم فى العالم تخرجوا فى المدرسة الإيطالية، وعلى رأسهم زين الدين زيدان، الذى تألق مع يوفنتوس قبل الانتقال لريال مدريد، وكذلك رونالدو البرازيلى، الذى بزغ نجمه مع الإنتر قبل أن يتوجه بعد ذلك لريال مدريد فى النهاية أيضاً.

المدرسة الإيطالية أفادت «صلاح» لأنه مهاجم وواجه أعتى مدرسة دفاعية فى كرة القدم بل وأشرس مدافعين من ناحية العنف، وهو ما أكسبه سمات القوة، والقدرة على مواجهة أى خصم، لذلك عندما انتقل بعدها إلى الدورى الإنجليزى عبر بوابة ليفربول، لم يهب الموقف، وكان لديه طموح لرد اعتباره بعد تجاهله من مورينيو واستفاد من الفترة التى قضاها فى إيطاليا، وجعلته على القمة فى إنجلترا، ليحصد لقب هداف الدورى الإنجليزى بـ32 هدفاً.

العلامة الثالثة التى تبرهن على حب الله لصلاح، كانت خروجه من المباراة النهائية لدورى أبطال أوروبا مصاباً بعد نصف ساعة، البعض سيتعجب من ذلك، هل تلك العلامة كانت لمصلحة مومو، الذى تأثر فريقه بشدة بعد خروجه نظراً للرعب الذى كان يسببه لمدافعى ريال مدريد.

عزيزى لا تتعجب، نعم خروج صلاح كان فى مصلحته، لأن ريال مدريد فريق كبير وعنيد، ولديه خبرة الفوز بالبطولات عكس ليفربول، ونسبة خسارته للقب كانت كبيرة، إلا أن بخروج «صلاح» ظهر أمام العالم أجمع أنه سر قوة ليفربول، فضلاً عن عدم تأثر قيمته السوقية بعد خروجه مصاباً، لأن الجميع أصبح يرى أن خروج صلاح تسبب فى خسارة ليفربول، إذاً فانتصاراته السابقة كانت بسبب الفرعون المصرى.

علامات حب الله لصلاح قد تكون أكثر من ذلك بكثير، ولكن كل ما سبق لا يقلل من أن طموحه اللا محدود، وأن التربية الحسنة تصنع المعجزات، فضلاً عن الموهبة التى منحها الله له، لكن كثيرين غيره امتلكوا مهاراة أكبر منه وفشلوا فى استغلالها، فهنيئاً لصلاح بحب الله، وهنيئاً لنا كمصريين وجود واجهة مشرفة مثل محمد صلاح. علامات حب الله لصلاح لا تقلل من أن طموحه اللا محدود، وأن التربية الحسنة تصنع المعجزات، فضلاً عن الموهبة التى منحها الله له، لكن كثيرين غيره امتلكوا مهاراة أكبر منه وفشلوا فى استغلالها، فهنيئاً لصلاح بحب الله، وهنيئاً لنا كمصريين وجود واجهة مشرفة مثل محمد صلاح.

 

للتواصل مع الكاتب اضغط هنا