رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

إيهاب الخطيب

إيهاب الخطيب

إيهاب الخطيب يكتب: منتخب «كوبر» بين العاطفة والمنطق

نقلا عن العدد الورقي

الأرقام تنصف كوبر والمنطق يدعم الأرجنتينى ولكن العواطف تقسو على المدير الفنى للفراعنة وترفض استمراره.

 

لم ينفض المولد، ولن ينتهى، وما زالت الفرصة أمام المنتخب المصرى مهيأة لتحقيق إنجاز تاريخى فى المونديال الروسى وكتابة تاريخ جديد من الأرقام القياسية، فبعيداً عن الخروج المذل والأداء الباهت والمشاكل التى لا حصر لها، ما زال فى الإمكان كتابة مجد وتاريخ كبير يفوق كل ما حققه المنتخب المصرى عبر تاريخه فى كأس العالم، فمباراة المنتخب القومى أمام نظيره السعودى هى الأخطر والأقوى والأبرز على مدار تاريخ المنتخب لو حقق الفراعنة المكسب، ولا بديل عنه للحفاظ على ما تبقى من حمرة الخجل. سيكتب التاريخ الفوز الأول للمنتخب على مدار تاريخه فى كأس العالم وستكون أول مرة يحرز فيها المنتخب أكثر من هدف فى كأس العالم بعد هدفى الكابتن عبدالرحمن فوزى فى المجر نسخة 1934، وسيزيد عدد من أحرزوا أهداف لمصر فى كأس العالم لاعب جديد بعد دخول محمد صلاح التاريخ، ولدينا فرصة أن يدخل «الحضرى» التاريخ بمجرد مشاركته فى اللقاء، ليكون أكبر لاعب يشارك فى تاريخ المونديال عن عمر 45 عاماً.

كل هذه الأرقام التاريخية يمكن أن يحققها المنتخب بالفوز على المنافس الشقيق المنتخب السعودى، ووقتها سيتغير الحال وسيفرح الجميع والناس هترجع تشجع كوبر وتقول ياخد فرصة تانية ونغنى ونرقص والإعلام يطبل ويقول الفوز الأول للفراعنة فى تاريخ المونديال والناس هتنسى كل اللى فات، لأننا جمهور عاطفى وتحركنا العاطفة بعيداً عن المنطق من جمهور ونقاد ومحللين ساعة بساعة ويوم بيوم عاش الملك.. مات الملك.

المنتخب لقى هزيمة من أوروجواى، الناس فرحت وهللت ولعبنا كويس ولاعبيتنا رجالة ومنتخبنا كان الأفضل. هذا تقييم سقط فيه الجميع محللين وجماهير، فكيف تكون المنتخب الأفضل والأقوى والجماهير سعيدة والكل مبسوط بالهزيمة من أوروجواى ورجل المباراة هو محمد الشناوى، وهذا يعنى فنياً أن المنافس كان الأقوى وبالفرص والاستحواذ أوروجواى كان الأفضل، والمنتخب لم يحصل على ضربة ركنية وحيدة فى لقاء أوروجواى ولا حتى فرصة هدف مؤكد، فى المقابل أضاعت أوروجواى أكثر من أربعة أهداف ومع ذلك الكل كان «مَرضِى» ومبسوط، لأننا حكمنا بالعاطفة وليس المنطق، والمنطق يقول إننا لا نستطيع الفوز على أوروجواى ولا على روسيا، والمنطق يقول إن أكثر طموح لنا كان التأهل إلى المونديال فقط وليس التألق فيه والمنطق يقول إن لقاء المنتخب السعودى هو الأهم الآن لتحقيق فوز وترجع تانى العواطف تشتغل ونرقص ونغنى ونطبل.

والمنطق يقول إن «كوبر» تسلم المنتخب بلا هوية أعاده مرة أخرى للبطولة الأفريقية بعد غياب بل وحصد الوصيف وتأهل لكأس العالم. الأرقام تنصف كوبر والمنطق يدعم الأرجنتينى ولكن العواطف تقسو على «كوبر» وترفض استمراره.. ما حققه «كوبر» لم يحققه أى مدرب فى تاريخ الكرة المصرية ولكن الناس والجماهير عايزة مكسب ولعب حلو وأهداف بأمارة إيه؟ الدورى المصرى لم يقدم لاعباً واحداً للمنتخب، حد يسمعنى اسم مدافع قوى «كوبر» لم يضمه للمنتخب أو مهاجم جامد لم يكن فى قوام الفريق أو باك يمين أو شمال مكسر الدنيا فى الدورى أو حارس مرمى ليه مستقبل بصراحة إحنا ما عندناش دورى ولا عندنا منظومة ولا عندنا إدارة، كله بالصدفة واللى حققه المنتخب مع كوبر بالمنطق إعجاز بالعواطف خراب، فالتقييم لا يخضع لأى مقياس إلا بالحب والكره، أما التقييم الفنى والعملى مختلف وهذا لا يعنى أن كوبر يستحق الاستمرار مع المنتخب لقد حسم المنطق والعاطفة رحيل كوبر، فلأول مرة تتفق العاطفة مع المنطق ولكن ماذا بعد؟ هل تستمر العاطفة فى إدارة المنطق، أم ينتصر المنطق على العاطفة.

الكرة المصرية تدار بالعاطفة ولا تعرف المنطق، لذلك لا يوجد لدينا منطق فى الفوز أو الهزيمة، فنحن أمام المنتخبات الكبيرة أفضل ونسقط أمام المنتخبات الصغيرة واسألوا البرازيل وأمريكا وأوروجواى وروسيا والخلاصة تؤكد أن الحال سيبقى على ما هو عليه وعلى المتضرر من نتائج المنتخب أن يلجأ للمنطق، ورُفعت الجلسة ويتم التأجيل.

الحكم النهائى عقب لقاء السعودية وكل مونديال وأنتم بخير.

رُفعت الجلسة

 

للتواصل مع الكاتب