رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

إيهاب الخطيب

إيهاب الخطيب

إيهاب الخطيب يكتب: التحكيم المصرى الأمل الأخير

نقلا عن العدد الورقي

تحولت قصيدة مرجان أحمد مرجان إلى:

أبيع نفسى لأول مستثمر أتى.. أبيع رياضتى وكرتى ومهاراتى

فلتسقط الرياضة ولتنهار بطولاتى.. فالكرة ليست كرتى ولا المأساة مأساتى

 

«أبيع نفسى لأول مشترٍ آتٍ..أبيع مقهوراً حبيباتى وكلماتى فليسقط الشعر ولتنهار أبياتى.. فالشعر شعرى والمأساة مأساتى»

لم يتخيل الكاتب الكبير يوسف معاطى وهو يكتب فيلم مرجان أحمد مرجان هذه الشخصية التى تشترى كل شىء بالمال والفلوس.. هى الشخصية الدرامية السينمائية التى أصبحت تسكن واقعنا، والأغرب أن تتجلى فى الرياضة المصرية، والمفاجأة أن يكون الوسط الرياضى أكثر من غيره رافعاً شعار «أبيع نفسى» لكنه الواقع الذى أصبحنا نعيش فيه.

بات الحديث فى الوسط الرياضى عن ملايين الدولارات التى تُضخ من أجل الانتقام والعند، وأعلن عدد كبير من الرياضيين دعمهم للملايين، رغم عدم حاجتهم لها ورغم ستر ربنا لهم، ورزقهم من وَسَع، ولكنهم اختاروا «سِكّة أبيع نفسى» دون أن يفكروا فى شىء سوى الاستفادة الشخصية فقط، بل وتم تبرير المشهد العام على أنه أمر طبيعى وعادى، والأمر كله لا يتعدى سوى استثمار رياضى لصالح الكرة المصرية.

لا أستطيع الصمت ولا أستطيع أن أنظر إلى التحول الرهيب الذى أصاب الرياضة المصرية، وخاصة كرة القدم، وأن أكتفى بالمشاهدة، ولم أتعود على ذلك، ولكننى أثق أن هذا التغير لن يدوم، وأن هذا التحول سيعود لأصله من جديد، لأنك إذا استطعت أن تشترى إدارة ورئيس نادٍ ولاعبين، وأوهمت نفسك أنك قادر على تحدى «العارضة» فأنت واهم.. إذا كانت «العارضة» أو القائم هو الوحيد الذى رفض بيع نفسه فى مرجان أحمد مرجان، والمشهد المبدع الذى قيل فيه «مش هقدر أرشى العارضة»، فإن الواقع فى الكرة المصرية أفضل وأوقع من السينما.. إذا كان هناك من ضعف أمام الدولارات الخضراء وتصدر المشهد ودعم الصورة، فهناك من رفض.. فهناك من قَبِل أن يعمل مع شخص قام بالتريقة عليه بالفيديو وأثار جماهير ناديه ضده وهاجمه بتصريحات أقلها أنه مدرب فاشل، وأقول لهذا الشخص إنك بعد ذلك قبلت العمل معه فى أى منصب إدارى وتخليت عن مهنتك مهنة التدريب التى لا تعرف عنها أى حاجة وكنت أسوأ من تولى القيادة الفنية فى قلعة البطولات، والآن تكشف للناس كلها أنك تبحث فقط عن الأموال، وهذا حقك، ولكن عفواً لا تدّعى المثالية ولا تبرر موقفك، لأنك متعود على البيع، واسأل صاحبك رقم 19 بعد ما رفضت تجدد له فى مكانه وأنت مسئول، وكذلك رفضت التعاقد مع نجوم الكرة المصرية وتجاهلت عدداً من اللاعبين ودمرت الباقى وتسببت فى انهيار الفريق. جاء الوقت لتؤكد أنك تعمدت كل هذا وشاركت فى المؤامرة الكبرى، والآن تحصل على الثمن.. مبروك عليك مخططك الذى لعبته باحتراف.. مش كل الناس زيك بتحب الأخضر لكن عيش لك يومين.. من الآخر، الفرح إللى انتم عايشين فيه هيعدّى بسرعة.. ماكينة الفلوس هتخلص هتخلص، ومش هتحقق حاجة لأنكم عايشين الوهم.. الكورة والرياضة هى الحاجة الوحيدة فى العالم اللى بتكون النهاية فيها سعيدة.. النهاية للأحق.. النهاية للأفضل.. وعمر الملايين ولا الفلوس لا بنوا فريق ولا عملوا لعّيب.. اسألوا ناصر الخليفى فى باريس سان جيرمان، واسألوا نيمار وكل اللى فاهم اللعبة غلط.. وإذا كان هناك من الوسط الرياضى من اختار طريقه وسكته تحت عنوان «دى شغلتى وده احتراف»، فالحمد لله أنكم كشفتم أنفسكم.. وأبشركم جميعاً: لقد كتبتم نهايتكم ومسحتم ماضيكم دون أسف عليكم.. وتحية لجماهير مصر العظيمة التى أدركت المخطط، وأثبتت للجميع أن الكرة فى مصر مش للبيع «اشترى مدرب.. اشترى لاعب.. اشترى مدير نادى.. لكن الجماهير فى مصر مش للبيع».

لأن ناس مصر وجماهيرها هم حِمَى الرياضة.. هم المعلمون والمدربون.. هُمَّ اللى طول عمرهم بيشجعوا اللعبة الحلوة، بيشجعوا الأخلاق من يوم ما عرفوا الكرة.. اسأل عن رضا وشحتة.. اسأل عن صالح سليم والخطيب وتريكة وغالى.. اسأل عن عيلة إمام وحسن شحاتة.. اسأل جماهير الكرة تدلك على الصح.

فيه ناس فى الحروب بيشتروا ميليشيات ومأجورين وعمرهم ما كسبوا حرب.. اللى بيكسب هو اللى بيحارب بنفسه، واللى بيدافع عن قيمة بيحبها وبيشجعها.. عمر الفلوس ما هتعمل نادى ولا اسم ولا تاريخ.. وإذا كانت الناس خايفة من المشهد وعندها إحساس إن الفلوس ممكن تحكم الدورى المصرى، وإن الموسم القادم هيشهد فضائح تحكيمية -وهذه توقعات مسبقة- فإننى أقول بأعلى الصوت إن التحكيم المصرى سيكون هو المنقذ وسيكون هو حامى الفرق بالعدل.. وإن بعض الاتصالات التى يقوم بها بعض المنتفعين بالتواصل مع قيادات تحكيمية خرجت من الصورة وتريد أن تعود للمشهد وتكون الوسيط لاستكمال المسرحية الهزلية.. هذا لن يتحقق وسنتصدى له، حتى لو حاول البعض النيل منا.. لن يبقى أمل للجماهير والمتابعين للمشهد سوى التحكيم وسأظل أدافع عنه وأثق فى المنظومة التحكيمية لكرة القدم المصرية، وأؤكد أنها طوق النجاة لما يحدث فى الرياضة، فالعدل لا يمكن أن يباع أو يشترى.

وتحولت قصيدة مرجان أحمد مرجان إلى:

«أبيع نفسى لأول مستثمر أتى.. أبيع رياضتى وكرتى ومهاراتى

فلتسقط الرياضة ولتنهار بطولاتى.. فالكرة ليست كرتى ولا المأساة مأساتى»

 

للتواصل مع كاتب المقال