رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

محمد يحيى يكتب: جيش «صلاح» ينتصر على مافيا «فيفا»

نجح المصريون فى قيادة محمد صلاح للقب جائزة بوشكاش كأفضل هدف فى العالم بفضل الجيش الذى دخل يصوّت له عبر موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، كون تلك الجائزة هى الوحيدة التى يحسمها تصويت الجماهير، كما أن تصويت الجماهير كان هو العامل الأهم فى ترجيح كفة «صلاح» للدخول للقائمة، فبعد الكشف عن الأرقام النهائية للتصويت، فى حالة حذف نتيجة تصويت الجماهير يحصل صلاح على المركز السادس فى القائمة المختارة من عشرة لاعبين، إلا أن «جيش صلاح» من الجماهير، سواء داخل مصر أو خارجها منحه فرصة دخول التاريخ بأن يكون ضمن القائمة النهائية لأول مرة فى تاريخ اللاعبين المصريين.

وجاء غياب البرتغالى كرستيانو رونالدو، والأرجنتينى ليونيل ميسى ليكشف فساد مافيا «فيفا» خلال السنوات الماضية كونه دليلاً دامغاً، على أن اللاعبين يتم إخطارهم بنتائج التصويت قبل الحفل، وما يحدث على الهواء مباشرة ما هو إلا تمثيلية مصطنعة، وأن مودريتش كان على علم بفوزه باللقب قبل حضوره.

«فيفا» حالياً فى مرحلة التطهر من نفسها، بداية من تغيير اللجان القائمة على الاختيار، لكن أيضاً عليها أن تغير نظام التصويت الخاص بالجائزة، كونه يظلم كثيرين ويحرمهم من الدخول للقائمة، بعدما اعتمد الاتحاد الدولى على نظام يقضى بأن يختار 25 ألف لاعب حول العالم التشكيل المثالى للعام، وهو ما ظلم «صلاح» لصالح كليان مبابى، على الرغم أن الأخير يلعب كمهاجم، فى حين أن «صلاح» جناح أيمن، ورغم أن «صلاح» معدلاته التهديفية أعلى منه بكثير، ولكن تم الاختيار وفقاً للأهواء من اللاعبين، فبالتالى غاب صلاح.

«صلاح» يحتاج أن يكون ناديه داعماً له للفوز بالجائزة بعد ذلك، فعلى سبيل المثال ريال مدريد وبرشلونة يدعمان لاعبيهما للدخول فى الترشيحات بدليل وجود 5 لاعبين من ريال مدريد حصلوا على جوائز، وكان النادى الملكى داعماً لوجود رونالدو عندما كان لاعباً فى الفريق.

والعامل المهم أيضاً هو الشركات الإعلانية المتعاقد معها «صلاح» والتى تدعمه، حيث لعبت شركة «أديداس» للملابس الرياضية دوراً كبيراً فى دعم وجود «صلاح» بالقائمة النهائية كونه الوجه الجديد الذى تعتمد عليه بعد «ميسى»، الذى احتل المركز الخامس من بين العشرة الأوائل.

حفل اختيار الأفضل فى «فيفا» لم يخل من التوجهات السياسية بداية من مقدمه إدريس ألبا، حيث اعتمد فيفا على ممثل إنجليزى أسمر اللون فى رد صريح على العنصرية، فضلاً عن تغيير لجان التحكيم الخاصة بالفيفا، كون السابقين كانوا لا يتم تغييرهم من النظام السابق الذى كان يقوده السويسرى بلاتر، الذى رحل بتهم الفساد.

قطر لم تترك الأمر إلا وحاولت إفساده، بعدما قال مراسل قناتها «بى إن سبورت» عقب الحفل إن هناك علامات تعجب على منح «صلاح» جائزة أفضل هدف، وألمح إلى أن هناك توجهاً سياسياً فى منح الجائزة، لكنه لم يدرك أن التوجه السياسى لديه هو ودولته التى تكره نجاح كل من هو مصرى.

المرحلة المقبلة لمحمد صلاح مهمة للغاية، لأن الرسالة التى وجهها له لوكا مودريتش بعد فوزه بالجائزة يجب ألا تمر مرور الكرام، فلاعب ريال مدريد قال له: «أنت لاعب شاب ويمكنك الفوز بالجائزة فى السنوات المقبلة»، ولكن ذلك لن يأتى إلا بمواصلة الجهد والعمل على نفس الدرب، وعدم الالتفات إلى الحروب التى يتعرض لها، والمشاكل التى تتسبب فى تعطيله.

«جيش صلاح»، وهم جماهيره الوفية التى تعشقه فى أى مكان، وغالبيتهم فى مصر، دعّموه وبقوة، لكنه ما زال يحتاج دعمهم، ليكونوا قاعدة جماهيرية تشجع الشركات الإعلانية على دعمه فى صراع الجوائز، فضلاً عن أنها تعطيه ثقة كبيرة لمواصلة مشواره ضد أى حروب يتعرض لها، سواء من زملاء قد يغارون منه، أو منافسين يرغبون فى تحطيمه.

المرحلة المقبلة لمحمد صلاح مهمة للغاية، لأن الرسالة التى وجهها له لوكا مودريتش بعد فوزه بالجائزة يجب ألا تمر مرور الكرام، فلاعب ريال مدريد قال له: «أنت لاعب شاب ويمكنك الفوز بالجائزة فى السنوات المقبلة»، ولكن ذلك لن يأتى إلا بمواصلة الجهد والعمل على نفس الدرب، وعدم الالتفات إلى الحروب التى يتعرض لها، والمشاكل التى تتسبب فى تعطيله.