رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

إيهاب الخطيب

إيهاب الخطيب

إيهاب الخطيب يكتب: اتحاد الكرة «لسانك حصانك».. «تعمل إيه يا عبد الرحيم؟!»

نقلًا عن العدد الورقي

«تعمل إيه يا عبدالرحيم، تعمل إيه يا عبدالرحيم؟!» أشهر مقولات الفنان الراحل محمد التابعى، الشهير بـ«كبير الرحمانية قبلى» فى فيلم «لسانك حصانك» الذى أُنتج سنة 1953، وهو حال اتحاد الكرة المصرى غداً الأربعاء.. «تعمل إيه يا اتحاد الكرة، تعملى إيه يا جبلاية؟!».

اتحاد الكرة يعقد اجتماعاً فاصلاً مع أندية الدورى الممتاز لحسم خلافات مثلث الرعب فى الكرة المصرية، الأهلى والزمالك وبيراميدز، بسبب مشكلة المؤجلات التى قد تكون سبباً فى مشاكل عديدة، منها تهديد مسيرة الدورى.

اتحاد الكرة أصبح الحلقة الأضعف فى المنظومة التى يديرها، ومن المفترض أنه صاحب الكلمة العليا فيها، وفقاً للقوانين واللوائح التى تدير الكرة المصرية، ولكن الواقع يؤكد أن الاتحاد فقد مكانته وكلمته بسبب إضعاف أعضائه لأنفسهم، قبل أن يضعفه الآخرون، فما حدث فى اجتماع السبت الماضى وكواليسه يدل على أن الأعضاء يبحثون عن مصالحهم الشخصية، وهو العتاب الذى دار بين نائب رئيس الاتحاد أحمد شوبير، ومجدى عبدالغنى عضو الاتحاد، بعد دعم عبدالغنى لموقف نادى بيراميدز فى شكوى الجبلاية، وأيضاً عتاب النائب لسيف زاهر، لعدم دفاعه عنه فى المداخلات التليفزيونية.

وظهر الاتحاد ضعيفاً أمام رؤساء الأندية، بسبب تمسك أعضائه بالوجود فى البرامج الرياضية، ليصبحوا بوجهين، الأول وجه الاتحاد، والثانى وجه الإعلام، وسمحوا لأنفسهم بأن يناقضوا أنفسهم ويهاجموا زملاءهم، لأنهم فى هذا التوقيت «إعلاميون» لا صلة لهم بالاتحاد، ولكن الرسالة التى يجب أن تصل لهانى أبوريدة، رئيس الاتحاد، هى أن الخلط بين الإعلام والعضوية فى الاتحاد هو أهم أسباب الصراع الدائر فى الوسط الرياضى.

وبالنسبة لى يُعد أحمد شوبير صاحب حالة إعلامية متفردة وله مدرسة خاصة وثقل فى الإعلام الرياضى، لكنه يقع فى نفس الخطأ، فضعف سيف زاهر أمام المداخلات لا يوجد له أى تبرير، ويؤكد أن المكانة الإعلامية لدى أعضاء الاتحاد أهم من مكانة العضوية، فلماذا يتمسك أعضاء الاتحاد بالعضوية؟ الإجابة لأنها وقود الإعلام ومنفذ القرار، بعدما أصبح الاتحاد منفذاً للقرارات وليس صاحب القرار، بعد أن سمح أعضاؤه لمقاعدهم الإعلامية بأن تكون لها القيمة الأكبر من مجالسهم فى الجبلاية.

مشكلة مثلث الرعب جاءت لتكشف عورات الاتحاد، لا سيما أن الوحيد الذى يحل المشاكل هو هانى أبوريدة، رئيس الاتحاد، والذى يؤكد للأعضاء أن الاتحاد قوى وأنه صاحب القرار، ولكن مصالح الأعضاء أقوى من رؤية أبوريدة الذى يعاب عليه مجاملة الأعضاء، ولكنه يمسك فى يده مقاليد الأمور، والقرار الأخير يكون له، وما زال يُحسب له أنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وأن أعضاء الاتحاد ينفذون قراراته وتوجيهاته.

اتحاد الكرة يواجه فى اجتماع الأندية غداً، لحل أزمته مع مثلث الرعب، أكثر من المشكلة الظاهرة.

والأولى هى طلب نادى بيراميدز عدم المشاركة ولعب مبارياته فى الدورى قبل أن يلعب الأهلى مؤجلاته، وتضامن الزمالك مع بيراميدز.

وحل هذه الأزمة بسيط، بعد دخول الأهلى لقاء اليوم أمام إنبى، يتبقى للفريق مؤجلات من الدور الأول مباراة الزمالك فقط، المزمع إقامتها يوم 30 مارس، وكذلك لقاءا المصرى والإسماعيلى المؤجلان من الدور الثانى، وهما خارج الأزمة.

ويواجه بيراميدز الأهلى يوم 28 فبراير الحالى، والحل هو أن يتم تأجيل لقاء الأهلى وبيراميدز فى الدورى، من يوم 28 فبراير إلى ما بعد 30 مارس، موعد لقاء الأهلى والزمالك، وكذلك يلعب الأهلى مع بيراميدز يوم 28 الحالى المباراة المؤجلة من الكأس.

بهذا الحل تكون رغبة الأهلى تحققت بعدم المساس بالجدول، ومباراة القمة فى موعدها، ولبيراميدز تم تأجيل لقاء الدورى مع الأهلى لحين خوض لقاء القمة 30 مارس، وهو الحل الوحيد للحفاظ على المسابقة والدورى، ولكن السؤال: ماذا سيفعل اتحاد الكرة غداً «تعمل إيه يا عبدالرحيم؟!».

اتحاد الكرة أثناء جلسته مع رؤساء الأندية غداً بحضور الحاج عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات، سيقوم بشرح الموقف أمام الجميع بالمؤجلات والارتباطات وكل شىء، وبعدها سيطلب الاتحاد من رؤساء الأندية حلولاً للأزمة، وسيعلن هانى أبوريدة أنه لا نية لإلغاء الدورى، وأن أى فريق لن يجد حلولاً ويريد الانسحاب فليتحمل قراره، وسيضع الاتحاد القرار فى يد الأندية التى سترفض إلغاء الدورى وسترضى بالحلول المتاحة.

نأتى للمشكلة الثانية، هل سيحضر رئيس الزمالك الاجتماع أم لا؟ إذا حضر سيكون الاجتماع باطلاً، وسيتعرض اتحاد الكرة لمشكلة وعقوبة «الكاف»، لأنه أصدر قراراً بمعاقبة رئيس الزمالك وحرمانه من ممارسة مهامه أو حضور أى فعاليات داخل مقر الاتحادات الأهلية، فإذا حضر رئيس الزمالك المعاقب سيكون الاجتماع باطلاً، رغم حضوره اجتماع السبت الماضى، بدعوة من المدير التنفيذى ثروت سويلم الذى دعاه للصلح مع نائب الجبلاية أحمد شوبير، وتم الصلح بين الطرفين، وقام الثنائى بتقبيل رأس بعضهما البعض فى حضور سويلم، بعد فيديو رئيس النادى المسىء لنائب الجبلاية، وبعدها تم إعلان حضور رئيس الزمالك لتنفيذ تقنية الفيديو «الفار»، وهو غير صحيح. المشكلة الثالثة هى أزمة أعضاء الجبلاية فى اتخاذ قرار لصالح الاتحاد أو المسابقة أو لصالح منابرهم الإعلامية، وهو القرار الأصعب للأعضاء.

أما المشكلة الرابعة فهى إحساس الأندية الجماهيرية وأندية الدورى الباقية، بعيداً عن الأهلى والزمالك وبيراميدز بالتجاهل، فالأزمة كشفت أن معظم أندية الدورى «كومبارس»، وأن الأندية الجماهيرية الأخرى لا يوجد لها أى قوة على أرض الواقع وداخل الجبلاية.

الأزمة الرابعة، انعكاس المشكلة على حضور الجمعية العمومية المزمع إقامتها 23 من الشهر الحالى لباقى الأندية، والتى يحاول اتحاد الكرة تمرير بنود فيها، أبرزها بند الـ8 سنوات ونظام القائمة الكاملة فى انتخابات الجبلاية، وهو الأمر الذى يحتاج لدعم الجمعية العمومية التى تجاهلها الاتحاد فى أزمة الكبار.

المشكلة الخامسة والكبيرة، والتى يرفض الاتحاد حلها الآن، هى أزمة مشاركة الأندية المصرية فى البطولات الأفريقية الموسم المقبل، حيث تبدأ بطولات أفريقيا فى شهر أغسطس المقبل، وتنتهى فى مايو.

ومع بداية البطولات الأفريقية لن يكون هناك موعد لانتهاء الدورى المصرى، فكيف سيعلن الاتحاد عن مشاركة الأندية المصرية فى المسابقات الأفريقية قبل نهاية البطولة؟ وهى الأزمة الكبرى، هل تتم مشاركة أندية الموسم الحالى، وهى: الأهلى والإسماعيلى بدورى الأبطال، والزمالك والمصرى بالكونفيدرالية؟ هل سيقبل الزمالك المتصدر حتى الآن المشاركة فى الكونفيدرالية، وهل سيقبل بيراميدز عدم المشاركة فى البطولات الأفريقية وهو يستحقها بترتيبه حتى الآن؟ هذا اللغز يبحث عن حل، واتحاد الكرة لا يملك أى حلول، ولسان حاله يقول «تعمل إيه يا عبدالرحيم؟!». والأرجح هو أن يعطى اتحاد الكرة أندية الدورى حقنة البنج لتهدئة الأمور حتى انتهاء بطولة أفريقيا، وبعدها يحلها ألف حلال إما استكمال البطولة بأزماتها أو إلغاؤها فى الأسابيع الأخيرة «تعمل إيه يا عبدالرحيم؟!».

الحل هو أن يتم تأجيل لقاء الأهلى وبيراميدز فى الدورى من يوم 28 فبراير إلى ما بعد 30 مارس موعد لقاء الأهلى والزمالك وكذلك يلعب الأهلى مع بيراميدز يوم 28 الحالى المباراة المؤجلة من الكأس. بهذا الحل تكون رغبة الأهلى تحققت بعدم المساس بالجدول ومباراة القمة فى موعدها ولبيراميدز تم تأجيل لقاء الدورى مع الأهلى لحين خوض لقاء القمة 30 مارس.