رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

محمد يحيى يكتب: «جروس» 1000 مبروك

منذ عام 2014، وقت قدوم رئيس الزمالك الحالى لقيادة النادى، والأمر يتكرر على المستوى الإدارى الخاص بالمدير الفنى، فالمارد الأبيض لا يعيش له مدربون، الأمر بدأ مع «ميدو» عندما فاز بكأس مصر 2014، وتمت إقالته بعدها للتعاقد مع حسام حسن، والأمر لم يختلف كثيراً مع البرتغالى جوسفالدو فيريرا، الذى قاد الزمالك للجمع بين الدورى والكأس لأول مرة منذ 25 عاماً، لكن رئيس النادى رفض استمراره، وظل يحاربه حتى «طفش»، خالد جلال قاد قلعة ميت عقبة للفوز بكأس مصر بعد أن كان حقل تجارب لإيناسيو وماكليش ونيبوشا، ولكنه رحل من أجل السويسرى كرستيان جروس.

وجاء الدور على «جروس» بعدما فاز بلقبين غائبين، الأول كأس السوبر المصرى السعودى بالفوز على الهلال فى عقر داره، والثانى كأس الكونفيدرالية لأول مرة فى تاريخ الزمالك الغائب عن منصات التتويج الأفريقية منذ 17 عاماً، قبل أن يودعه بسباب علنى فى المدرجات وعبارة: «عالمطار على طول».

أشعر بأننى أشاهد فيلم 1000 مبروك للفنان أحمد حلمى، فالسنوات تمر والمشهد واحد، مدرب يجتهد ويقود الفريق للفوز بالبطولات، ويأتى رئيس النادى يهاجمه بسبب طريقة اللعب وعدم الاعتماد على لاعبين «كسر»، والأهم أن يقال: «رئيس النادى وأولاده همّا اللى عملوا كل حاجة»، والتصريحات محفوظة: «أنا اللى جبت اللعيبة، أنا اللى بحط الخطة وأنا سر الفوز وقلت لكم هتكسبوا وكسبتوا، وأحمد هو اللى خلّى الزمالك فاز بالكونفيدرالية، وأمير هو اللى بيعمل كل حاجة»، يستحق كأس العالم فى المعايرة لجماهير الزمالك، والشىء الوحيد المتبقى أن ينزل إلى الملعب ليؤدى بدلاً من اللاعبين. رحل «جروس»، وجاء خالد جلال، وأمل استعادة لقب الدورى أصبح أقل بكثير مما كان عليه لو استمر المدرب السويسرى، ولكن الأخير يستحق أن نقول له أيضاً 1000 مبروك، فهو رحل ليرحم نفسه من السباب المتتالى، الذى كان يتعرض له من رئيس النادى فى المدرجات أو على شاشات التليفزيون، أو فى الفيديوهات المسجلة، ولن يفتقد لجلسات رئيس النادى مع اللاعبين قبل كل مباراة كأنهم تلاميذ فى الفصل وناظر المدرسة يمر عليهم، «جروس» رحل وهو متوج ببطولتين مع الزمالك، وترك الفريق ينافس على لقب الدورى ولقب الكأس، أى أنه كان من الممكن أن يفوز بالرباعية لو استمر.

1000 مبروك لقطاع كبير من جماهير الزمالك التى كانت تعترض على أداء الفريق تحت قيادة «جروس»، وتعترض على عدم تدوير اللاعبين، ولكن أسألهم هنا: هل يورجن كلوب يقوم بتدوير اللاعبين فى ليفربول، ماذا حدث لمانشستر سيتى فى منتصف الدورى؟ هزة نتائج عندما طبق تلك السياسة، الخلاصة أن المدرب يعتمد على أفضل 11 لاعباً لديه، ولا يتعامل فى عمله بالعاطفة، عكس الجماهير التى بدأت تتأثر بحديث رئيس النادى، الذى تأتيه شكاوى من لاعبين، كما سبق ووصفتهم بالـ«كسر»، بدليل مستوى محمود عبدالعزيز المتدنى، وأداء أيمن حفنى الضعيف، وأذكر أن «حفنى» كان يشارك فى 60 دقيقة على الأكثر مع فيريرا ويخرج من الملعب، وهذا كان يحدث فى 2015، فما بالك بعد مرور 4 سنوات، بالتأكيد التقدم فى السن أثر على مستواه، ولكن الجماهير تتعامل بالعاطفة فقط.

الزمالك صعّب فرصته فى الفوز بالدورى بعد رحيل «جروس»، ولكن الأمل ما زال موجوداً، وقد نقول فى النهاية لخالد جلال 1000 مبروك على اللقب، ولكن وقتها رئيس النادى سيقول إنه السبب فى هذا الفوز، لأنه أقاله ولو استمر لضاع الدورى، أما إن فقد الزمالك البطولة، فالحجة معروفة أن «السويسرى» مدرب فاشل، وهو السبب فى ضياع البطولة.