رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

شعوذة الكرة المصرية

دخول السحر والشعوذة فى كرة القدم المصرية أمر لم أتعجب منه، وحرصت على عدم الحديث فيه إلا بعد انتهاء هوجة التصريحات التى أطلقها أحمد حسام «ميدو» المدير الفنى السابق للزمالك، ورد رئيس الزمالك عليه.

ولكن إذا نظرنا بشىء من الدقة للقضية، سنجد أن أزمة السحر هى أقل شىء من الجهل المستشرى فى الكرة المصرية، فنحن وبحمد الله لدينا أكبر منظومة فشل رياضى فى التاريخ، بداية من اتحاد الكرة الذى لا يملك مؤهلات لإدارة مركز شباب، وصولاً لإدارات الأندية الذين يأتون بأصوات الجمعية العمومية فقط الباحثة عن كرسى وحمام سباحة وحديقة أطفال، فبالتالى أصبحت المنظومة كلها خربة قائمة على المصالح، وإذا استمر العمل وفقاً لنفس النظام، فالكرة ستظل من تدهور لآخر.

السحر ليس الأزمة الوحيدة، فمن يبحث جيداً سيجد أن هناك استخداماً من بعض اللاعبين للمنشطات، وكما سبق أن كشفنا فهناك العديد من لاعبى الكرة المصرية، وتحديداً فى الدورى الممتاز، يتعاطون عقار الترامادول، ليكون الرد ممن علقوا على الموضوع بأن الدرجة الثانية للدورى ينزل اللاعبون بالكامل وهم يتعاطون الترامادول، أليس ذلك جهلاً أكبر من السحر.

وأزيد من الشعر بيتاً، أليس من الجهل أن يتم تغيير ملعب مباراة ونقله من مدينة لأخرى قبلها بـ 24 ساعة بحجة الظروف الأمنية، على الرغم من أن المباراة تقام من دون جماهير، وأصبح كل شىء يتم تعليقه على شماعة الظروف الأمنية.

وحقيقة الأمر أن الأزمة لا توجد إلا فى عقولنا نحن فقط، فمثلاً عندما يحدث حريق فى منزل تجد البعض يتحدث أن ذلك ناتج عن السحر، وإذا تعرض شخص لحادثة نقول عنه إنه محسود، تلك فقط مجرد أمثلة، فى حين أنك ستجد فى النهاية أن تلك الأحداث أمور قائمة على أخطاء المتضررين أنفسهم.

ومن يتحدث عن أن أى فريق يفوز ببطولات بالدجل والشعوذة فهو إما جاهل أو مجنون، وإلا فلماذا لم يفُز أى فريق أفريقى بكأس العالم، فمن المعروف أن السحر منتشر بدول مثل غانا على سبيل المثال، ولكنها لم تفُز بكأس العالم، أهم عاجزون مثلاً عن عمل «عمل» للفوز بالمونديال.

وأرى أن فوز الأهلى أو الزمالك أو غيرهما يرجع إلى المنظومة فى النهاية، فمن يوجد ضمن منظومة تسعى للنجاح يمكنه الفوز، ولا أقول هنا إن الناديين يمتلكان منظومة نجاح، ولكن هما أقل الفرق تضرراً من الجهل المستشرى فى الكرة المصرية، لذلك فأزمة السحر هى مجرد آفة مصرية موجودة فى البيوت ووجودها بكرة القدم أمر غير جديد.

وللعلم فقط، فالسبيل الوحيد لتطوير الكرة المصرية، هو فصلها عن الأندية الاجتماعية وتحويلها إلى شركات حتى تكتمل صناعة كرة القدم وتصبح احترافية بدلاً من كونها كرة للهواة.