رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علي محمد علي

علي محمد علي

"الثعالب".. ظاهرة ٢٠١٦‏

قصة ليستر سيتى، النادى الإنجليزى المعروف بالثعالب، قصة ولا فى الأحلام، حيث يقترب كثيراً من التتويج بالدورى الإنجليزى الممتاز لعام ٢٠١٦، وهو الذى صعد فى ٢٠١٤ للدورى الإنجليزى الممتاز بعد غياب ١٠ سنوات، وبإنجازات ضئيلة على مر تاريخه من ١٨٨٤ بوصافة الدورى ١٩٢٩، لبطل كأس الرابطة الانجليزية للأندية المحترفة ٣ مرات، ودرع خيرية مرة واحدة.

ليستر سيتى عانى من أجل البقاء بالموسم الماضى بـ٤١ نقطة وبفارق ٦ نقاط عن هال سيتى، الذى هبط مع بيرنلى وكوينز بارك، استهل الموسم وهو يخشى الهبوط، وتحول لبطل منتظر، قاب قوسين أو أدنى من التتويج، فى شهر ديسمبر ٢٠١٤ كان بالمركز الأخير بترتيب الدورى، وتحول لمتصدر المسابقة بمخالفة آراء النقاد والخبراء، مستغلاً عوامل، منها أولاً انتكاسات وتردى مستويات الكبار كتشيلسى حامل اللقب، ومانشستر يونايتد ما بعد السير أليكس فيرجسون، ومانشستر سيتى، وليفربول، والأرسنال الذى أضاع حظوظه لتذبذب مستواه.

ثانياً، الأموال لا تصنع فريقاً قوياً، وكرة قدم جميلة، فقيمة لاعبى ليستر سيتى المادية فى بداية الموسم ٥٤٫٤٠٠ مليون أسترلينى، مقارنة بـ٥٤ مليوناً دُفعت لانتقال البلجيكى كيفين دى بروينى من فولفسبورج إلى مانشستر سيتى، وثالثاً اختيار «فيكهى»، البليونير التايلاندى، صاحب شركة كينج باور للأسواق الحرة للمدرب المحنك الإيطالى كلوديو رانيرى، صاحب ٦٤ عاماً، بتاريخ تدريبى مع فرق ككاليارى، ونابولى، وفيورنتينا، وبارما، ويوفنتوس، وإنتر بإيطاليا وبإنجاز كأس إيطاليا مع الفيولا ٩٦، ودرب بإسبانيا أتليتكو، وفالنسيا وتوج بكأس الملك مع خفافيش المستايا ٩٩، وسوبر أوروبى بنفس العام، كما صعد بموناكو للدورى الفرنسى الممتاز ٢٠١٣، وتجربة فاشلة انتهت بإقالته من تدريب اليونان بعد ٥ مباريات ٢٠١٤.

رانيرى قاد كتيبة ليستر سيتى وخلق فريقاً متجانساً، وضع فيهم الثقة وخلق روح التعاون والعمل الجماعى واللعب بروح وقتال. ونقطة مهمة، طور من طموحاتهم وأحلامهم من الفوز بأكتوبر ٢٠١٥ بمكافأة «وجبة بيتزا» لنظافة الشباك للتتويج باللقب، مع توظيف واكتشاف رانيرى لقدرات وإمكانيات اللاعبين المهارية والعقلية، فقد اختار لاعبيه، وخلق نجوماً من لاعبين بإمكانيات معقولة ليست فذة وأعاد اكتشاف البعض.

رابعاً، وعلى مستوى اللاعبين، تألق الحارس الدانماركى جاسبر شمايكل، مع الحفاظ على نظافة شباكه ١٣ مباراة (نجل حارس الدانمارك، ومانشستر يونايتيد بيتر شمايكل)، مع قلبى الدفاع الألمانى هوث، والجمايكى مورجان، ووسط لا يهدأ بقيادة الفرنسى كانتى، والإنجليزى درينكوتر، والهجوم النارى بقيادة جيمى فاردى ١٩ هدفاً (١٣ هدفاً فى ١١ مباراة متتالية من أغسطس لأكتوبر ٢٠١٥، محطماً رقم الهولندى بالتسجيل بـ١٠ مباريات متتالية) وابن الجزائر الظاهرة، رياض محرز، ١٦ هدفاً، واليابانى أوكازاكى، 6 مباريات متبقية يحتاج للفوز بـ٤ منها للتتويج، وهو المتصدر بفارق ٧ نقاط عن توتنهام الثانى بالترتيب، و١١ نقطة عن الثالث أرسنال الذى لعب مباراة أقل.

رابعاً هو فريق لعب بلا ضغوط، فلم يكن مرشحاً للقب، وغير مطالب بالبقاء، وأقصى طموحاته مركز ثامن أو تاسع أو معجزة بالتأهل للدورى الأوروبى. أدى مباريات صعبة بملعبه أمام ويستهام وسوانزى، وإيفرتون، وخارج ملعبه ساندرلاند، ومانشستر يونايتيد وتشيلسى. ليستر سيتى فاق التوقعات وفى حال فوزه باللقب، وتأهله لدورى الأبطال، وبيع فانلات الفريق، وزيادة الحصة من الحقوق التليفزيونية، ستتخطى المكاسب المالية له ٢٥٠ مليون أسترلينى. ما وصل إليه نادى ليستر بطولة بحد ذاتها، حتى لو لم يكتب له التتويج باللقب، الوصول للقمة والحفاظ عليها مهمة صعبة والإبقاء على فاردى، ومحرز، وكانتى، أصعب، حيث انهالت العروض عليهم وكذلك التعاقدات مع المدربين كجورديولا لمان سيتى، وأنطونيو كونتى لتشيلسى، ويبقى مورينيو المرشح لمان يونايتيد. عمدة ليستر، بيتر سولسبى، قرر إطلاق أسماء نجوم الفريق على شوارع المدينة تكريماً لهم انتظاراً للأفراح والليالى الملاح.