رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

إيهاب الخطيب

إيهاب الخطيب

"الرياضة الحرام" مصر وإسرائيل..نلعب ما نلعبش..نكسب نتغلب..المهم مفيش "سلام"

استطاعت الرياضة على مدار العصور أن توحد أمماً وتلملم أشلاء حروب، وتنهى مقاطعات، وتصالح دولاً، وتعيد علاقات، واستطاعت مباراة تنس طاولة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين فى عودة علاقات وإنهاء توتر أجواء كبير، وكذلك مباراة كرة قدم بين المنتحب الأمريكى ونظيره الإيرانى فى كأس العالم 2002، بإنهاء توتر وخلافات شديدة بين أمريكا وإيران، ومهما كانت الخلافات وحِدة التوتر بين الكيانات والدول، استطاعت الرياضة أن تلعب دور حمامة السلام فى إنهاء التوتر، فيما فشلت نظرية الرياضة فى إنهاء أو الحد من التوتر التاريخى بين المصريين والإسرائيليين، وبات الشارع المصرى مترقباً ومتابعاً ومعارضاً لمثل هذه المواجهات، ولكن بنسب مختلفة وفقاً للنتائج، فإذا كانت النتائج بمكاسب ننسى المواجهة ونتحدث عن المكسب وإذا كانت المواجهة بالخسارة يبقى التطبيع والخزى والعار، وينتشر السؤال: لماذا نقبل مواجهة أبناء صهيون فى المحافل الرياضية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فإلى متى تبقى مواجهة الرياضة المصرية الإسرائيلية هى الرياضة الحرام؟

دون قواعد أو نظام أو اتجاه، هل «الرياضة الحرام» متروكة للاعب هو صاحب القرار، أم متروكة لاتحاد اللعبة، أو اللجنة الأولمبية، أم لوزير الشباب والرياضة؟

المواجهات الحرام بين مصر وإسرائيل تحمل شعار: «نلعب آه وممكن منلعبش، ممكن نكسب وممكن نخسر، لأنها رياضة، المهم مفيش سلام بالإيد وممكن ننسحب»..

بطل آخر مواجهة حرام كان إسلام الشهابى لاعب الجودو أمام «ساسون» الإسرائيلى، الذى وافق على المواجهة، وكان من الممكن أن يقدم تقريراً طبياً لعدم المشاركة إذا أراد الانسحاب، مثل اللاعبة السعودية التى انسحبت ورفضت مواجهة المنافسة الإسرائيلية، لكنه رفض واتخذ قراراً.

هل هذا كان قراره، أم قرار اللجنة الأولمبية، أم قرار وزارة الرياضة؟ وكانت النتيجة خسارة إسلام ورفض مصافحة الإسرائيلى، والعالم الرياضى لم يرحم قرار إسلام بعدم المصافحة، ما دمت قررت المواجهة وهى أزمة «الرياضة الحرام».

والسؤال: ماذا لو فاز «الشهابى»؟، الإجابة كان سيصبح رأفت الهجان، ولكن الخسارة تعيدنا للكلام نفسه. لماذا نواجههم؟ يجب الانسحاب.

لماذا لا نصنع قواعد لـ«الرياضة الحرام»؟ هل هى مسئولية فردية أم مسئولية مجتمع، المواجهات فى «الرياضة الحرام» بين مصر وإسرائيل بين الانسحاب ورفض المشاركة والتخوين والبطولة والانسحاب.

لقد انسحب أحمد حسن، لاعب مصر، ونادر السيد أمام المشاركات الخاصة بمواجهة فرق إسرائيلية فى دورى أبطال أوروبا، العميد رفض اللعب فى إسرائيل و«نادر» رفض المشاركة وجلس احتياطياً ومحمد صلاح ومحمد الننى كانا آخر ضحايا الرياضة الحرام فى مواجهة الكرة الإسرائيلية، حتى إن الإعلام المصرى اهتم بمشاركة صلاح، ونسى الننى، ولم يهتم به، رغم أنها مباراة واحدة والمجتمع بالكامل أفراده وإعلامه اختلف «صلاح» ميلعبش دى خيانة، ما ينفعش يسافر إسرائيل، وسافر صلاح والننى وأحرز صلاح هدفاً وسجد فى تل أبيب، تحول «صلاح» لجمعة الشوان، ورأفت الهجان، وأصبح بطلاً، وتغير الكلام بالكامل لأن الرياضة الحرام ملهاش قواعد غير المكسب فقط.

انسحاب الرياضة الحرام كان للاعبة روان على تايكوندو، وأحمد عوض، جودو، أمام لاعبين من إسرائيل، والمشاركات كانت رمضان درويش جودو وفاز على لاعب الكيان الصهيونى، وإيناس يوسف فى المصارعة وخسرت، والمصارع بوجى وفاز دون أدنى قواعد للرياضة الحرام.

لم يفكر أى إعلامى أو مواطن ماذا سيفعل إذا كان مكان إسلام الشهابى، وهل سيلعب؟ وإذا لعب، ماذا لو فاز، وأصبح بطلاً ولو خسر وأصبح خائناً، هل سيصافح اللاعب الإسرائيلى لو فاز، ولماذا يرفض مصافحته فى حالة الخسارة؟

الرياضة الحرام.. إلى أين؟ ومن يجرؤ على وضع قواعد اللعبة الصعبة لأنها لن تكون للمصريين «رياضة حلال» أبداً.

ستظل المنافسة الرياضية مع إسرائيل فى نظر الغالبية «حرام»، ولن تنجح الرياضة فى إنهاء الأزمة، فهل من قانون أو قاعدة للرياضة الحرام؟